Monday, December 31, 2007

دعوة للتدخين

هذه الدعوة نشرت لاول مرة في اول مجلة مطبوعة لموقع كل الطلبة العزيز
ولكم يشرف الانسان ان نال شرف أن يشارك في هذه المنظومة الجميلة منظومة كل الطلبة

هذه دعوة للتدخين

يبدو أن التدخين رغم ما يقولونه عنه الا ان فيه ما يجذب الناس اليه

ليس بهذا السوء الذي يتحدثون عنه

قد يكونوا متحاملين

نحن الان بصدد ان نري ما هي المتعة التي في التدخين

استعدوا جميعا

فهذه دعوة

دعوة للتدخين


يسير في ثقة ..يرتدي ملابس انيقه .. يشيع حوله ابتسامات في كل الجوانب.. تفوح منه رائحه عطر قوية..كان يتهادي في مشيته في حين امتدت يده لجيبه لتخرج
علبة السجائر المدهبه والتي يتخللها خطوط فضية رقيقة .. وفي رشاقة امسك بيده بقداحته التي تتناسق في الوانها مع علبة سجائره واشعلها ثم اخذ نفس عميق ملأ به صدره وهو يغمض عينيه شاعرا بحرارة الدخان تتغلغل في صدره ثم يخرجه من فمه صانعا سحب من الدخان التي تتلوي وتكون اشكال كان ينظرها في تأمل وهو مايزال يسير والناس تنظر اليه في اناقته وشياكته ورشاقته في تدخينه الذي ينم علي المهارة والخبره
كان يشعر بالثقة كلما اشعل سيجارة ويشعر كأنه يمتلك هذا الدخان وكان هذا يزيد من شعوره برجولته وقوته بين الناس يبدو انه كان نقصا ما في شخصيته استطاع ان يخفيه تحت سحب الدخان الكثيفة التي تخفيه عن اعين الناس الناقدة
كان يشعر انه يملك الدنيا وانه الاقوي والافضل والاسعد
كان يسير في طريقة حتي قابل صديق له لم يره منذ فترة طويله ولدهشته وجده يتصرف بثقة وحضور وقوة وعندما عزم عليه بسيجارة من علبته المدهبه
نظر اليها صديقه بدهشة وقال : ماهذا؟ انا لا ادخن ولا ادري لماذا يدخن الانسان
ابتسم من كلام صديقه وكأنه يعلم مالا يعلمه صديقة المسكين وقال: السيجارة يا صديقي تمنحك شعورا بالراحة والهدوء وتجعلك تعيش في جو جميل رائع
قال له صديقة : جميل ورائع نعم ولكنه مزيف وهم ومؤقت ايضا ثم فجأة تعود ما كنت عليه انما يا صديقي استمد هدوئي وراحتي من داخلي لا من اسباب خارجيه تتحكم في مزاجي وسعادتي
قال له في غير اهتمام : لا يهم كل ما يهمني ان اكون سعيد بأي طريقة كانت
رد عليه صديقه في صوت واثق:يكفيني سعادة وفخرا ان صدري لايزال نقيا سليما لم يدخله دخان قط ,هو كما خلقه الله وسلمني اياه ولسوف ارده اليه كما كان
طأطأ صديقه راسه وقد سيطر عليه شعور بالنقص الشديد فهو لم يعد كما كان لم يعد كما خلقه الله

Monday, December 3, 2007

اتهام


قصة كتبتها منذ كنت مراهقا
قبل سبع سنوات من الان
وصادفت وقراتها عندما فتحت أجنداتي القديمة
ولقد اعجبتني
ولقد رأيت اني كنت حكيما حينها
وهذا ما زادني غيظاٌ

وقف قلبي وعقلي امام رئيس النيابة الذي احنقه ان يجدهما مرة اخري امامه وتذكر ما حدث في المرة السابقة حيث قد بلغ الصراع مبلغه وتعنت كل خصم برأيه وبين كل هذا فقدت اتزاني وسقت انا في غيبوبة عميقة ولهذا قد تم تأجيل المحضر الي ان اتعافي
وها انا ذا يصحبني قلبي وعقلي مرة اخري امام رئيس النيابة الذي زفر في قوة قبل ان يقول :ألم تهتدوا الي حل في تلك القضية التي لم تصادفني في حياتي من قبل؟
نظر العقل واقلب كلاهما لبعض وقالا في نفس واحد: لا
فزفر رئيس النيابة مرة اخري وقال : بمن نبدأ ، فلنبدأ بالقلب ..هه ما هي شكواك ؟ فلقد احببت لو اني قبضت علي كيوبيد هذا واحطمه بيدي فهو السبب في كل ما يحدث الان
تقافزت امارات الغضب علي القلب وقال : في البداية لست اسمح لاي شخص ان يهين الكيوبيد والا سأقسم ان يقذف بسهامه الي قلبك ولكن لما تعتبروا القلب هذا ضيف ثقيل او انه عضو ليس له الا ان يضخ الدم فقط ؟!! ألم تدروا أنكم بدون القلب لن تسطيعوا الحياة أو لم تدركوا ان القلب هو المهد والمكمن للحب الذي هو من اهم العلاقات بين المخلوقات وحتي وان لم تعترفوا به فهو معكم مذ لحظة مولدكم فأ .....
قاطعه العقل صائحا في ثورة : لسنا هنا كي تقص علينا فلسفتك في الحياة ولسنا هنا ايضا كي نستمع الي محاضراتك!!!!
نظر له رئيس النيابة وقال له : لا تتكلم حتي يحين دورك ودعه يتكلم
فقال القلب وهو يرمق العقل بنظرة شامته : اذن فالقلب له دور كبير ولا يجب ان يتجاهله احد ولا يلقي برأيه عرض الحائط وقضيتي يا سيادة الرئيس أني احببت وتعلقت بأجمل واحلي فتاة في نظري لها مشاعر رقيقة ، حنونة ،تغدو كالنسمة ، ملكتني ولا استطيع النوم
أشعر كأنها خطفتني مني فلم اعد استقر مكاني واريد ان ارافقها طوال عمري فانا احبها حبا حقيقيا ولا استطيع ان ابتعد عنها او ان لا اراها لساعات قليلة
فلو طلبت روحي ما بخلت بها
لو طلبت ان انبض لها كي تعيش فلا مانع عندي
ولكن المشكلة تكمن في هذا العقل المعاند فما احاول أن افعله كي اتقرب منها يبعدني هو ويحاول أن يحرمني منها ومن مرافقتها ويضع أمامي عقابات لا تنتهي واشياء حمقاء تدل علي انه لا يعترف بالحب النابع مني وهذه اهانة لا اقبلها ثم يأتي في النهاية ويتهمني بالحماقة والاندفاعية وأن مشاعري وعواطفي لم تنضج بعد فهذا مما لا يسكت عليه فأنا اريد حقي المسلوب
رفع رئيس النيابة رأسه لاعلي وقال للعقل : ما هي شكواك وما هو ردك علي ما قاله القلب؟
تراجع العقل في مقعده بظهره الي الخلف وتنهد وقال : سيادة الرئيس إن هذا القلب لا يدرك شيء في الحياة ، إن له أن يحب فقط فلا يفكر في عواقب الامور فهو لم يفكر فيمن يحبها ، لا يهمه عادات أو تقاليد او حتي احكام عرفيه أنه حتي لم يفكر فيما هو بعد هذا الحب ..أن النهاية الطبيعية يا سيادة الرئيس لكل حب هي الزواج والزواج منها يعد مستحيلا ، اللهم إن حدثت معجزة أو وقع في يدي خاتم الملك سليمان أو مصباح علاء الدين
إن فهذا الحب عقيم عقيم ....فإنه يجهدني ويعذبني ويضعني في مواقف محرجه ومشاكل ديبلوماسية لا حصر لها
وفوق هذا وذاك انا لا ادري اذا كانت مشاعره هذه حقيقية ام لا ، انه ياسيادة الرئيس في مرحلة المراهقة حيث لا تستطيع أن تتبين أذا كانت مشاعره حقيقية أم أنها مجرد نزوة او اعجاب او انبهار لقد قلت ما عندي وسأترك الحكم لك وبما انك قد مررت بتلك المرحلة فستحكم أن كان رأيي صواب أو خطأ
ران الصمت علي الحجرة الي ان قطعه رئيس النيابه قائلا : اعتقد انه من الافضل ان يحكم بينكم من يحتويكم بداخله ونظر الي وقال : انت الذي سوف تحكم وتقرر هيا اني انتظر حكمك
بلعت ريقي ونظرت الي عقلي وقلبي وكل منهما يستحثني بنظراته للتحدث بما يرضيه وبعد تردد قلت : لن استطيع أن أأخذ برأي واحد منهم واترك الاخر فان اخذت برأي القلب وحده اكون كشخص احمق انساق وراء مشاعره دون اي اعتبار للقيم والمبادئ والظروف المحيطة وسوف يؤدي بي قلبي الي الهلاك بعينه والتحطيم النفسي حتي اذا أصبت بصدمة فأفقد حياتي كلها لان القلب رقيق لغاية لا يستطيع حمايتي لسبب بسيط انه يحوي ارق وانهم واغذب شئ في الوجود هي المشاعر سهلة الجرح
وفي الناحية الاخري لن استطيع أن أأخذ برأي العقل وحده لانه سيصبغ حياتي كلها بالون المادي وتصبح كل حياته مادية جافة وهذا ما يتنافي مع الطبيعة
لذا فان الطبيعي أن يوازن الانسان بين فكره وعواطفع وألا يطغى احد علي الاخر
وانا سأحب بقلبي ولكن سأحميه بسياج من العقل حتي احافظ عليه
قال رئيس النيابة : لم تخبرني بعد ماذا ستفعل
قلت وانا في حسرة : سأنتظر المصباح
قال الرجل : عفوا ماذا قلت
رفعت رأسي وقلت : مصباح علاء الدين

Sunday, November 25, 2007

الشجرة الملعونة


(لقد سمعتها وهي تتأوه يا سيدي أقسم لك)
قالها الطفل الصغير وهو ينتفض من الخوف ويرتمي في حضن ذلك الرجل العجوز كأنه يتلمس داخله الامان.. ضمه الرجل العجوز وهدئه وقال : من تلك التي تتأوه يا بني؟
قال الطفل وقد بدأ يهدأ ويستجمع أنفاسه " لقد سمعت الشجرة، شجرة الجميز التي علي شاطيء الترعه والله اقسم لك......
سرح الرجل العجوز بخياله قليلا وكأنه يستعيد ذكري ما من داخل خلايا مخه الرمادية ثم قال : كيف يابني سمعتها احكي لي كل شيء
قال الطفل : كنت العب انا واخي ثم تركني وذهب ليحضر لنا الطعام فجلست وحدي العب جوار الشجرة الكبيرة اني اخاف منها يا سيدي واخاف ان اراها في الظلام و...
قاطعه الرجل العجوز وقال برفق: وماذا حدث يا بني؟
استكمل الطفل : وأثناء لعبي سمعت صوت امرأة تئن وتتأوه كأنما تعاني من ألم فأسرعت أبحث عنها او عن مصدر الصوت كي اساعدها ولكني لم اجد احد ، بحثت في كل مكان ولم اجد احد ثم أنصت قليلا فبدأت اشعر بأن الصوت يخرج من تلك الشجرة المخيفة وشعرت بشيء يجذبني نحوها وانا انظر لاغصانها الطويلة المتشابكة المخيفة ، قال لي ابن عمي انه ذات مرة التقت نحو الشجرة فرأي كأن رجلا عملاقا يجلس علي غصن من أغصانها العالية وتتدلي رجلية نحو الارض ثم اختفي كل شيء وحتي بعد ان فرك عينيه لم يجد شيء كأنه لم يكن ولكني لم أصدق هذا الكلام من قبل وتقول لي امي كلام غريب عن تلك الشجرة وتمنعني من ألعب بجوارها ولكني العب هناك دائما ، انا خائف يا سيدي قالها وهو يتشبث اكثر بالرجل العجوز ... مسح الرجل العجوز علي ظهر الصبي قائلا : لاتقلق يا بني انت الان في امان
رفع الصبي رأسه وسأل : هل حقا يا سيدي العفاريت تسكن تلك الشجرة؟
قال الرجل : من قال ذلك
أخذ الطفل يحكي كلاما والرجل العجوز مازال سارحا في تلك الذكريات وافاق علي صوت الطفل وهو يقول:لماذا يقولون عنها انها شجرة ملعونه يا سيدي
حاول الرجل ان يبتسم وقال للصبي : انسي كل شيء انت الان في امان اذهب الان الي امك فقد تقلق عليك
قام الصبي يجري بقدمية الحافيتين وجلبابه المتسخ بعيدا ونادي الحاج علي ابنه وقال له : اجمع لي اليوم كل رجال العائلة فالامر اصبح لا يسكت عليه

وفي المساء في المندرة الكبيرة تجمع الرجال وفي منتصفهم الرجل العجوز الذي بدأ الحديث والكل يبدي له اهتماما وتركيزا : لماذا تركنا مخاوفنا حية لم نقضي عليها؟!! لماذا نورثها للاجيال الجديدة؟!! لماذا نجعلهم يعيشون نفس الظروف ويعانون من نفس المخاوف ؟ما اري الا اننا نحكم عليهم بأن يكونوا أمثالنا فلن نري جديدا في الحياة ولن ينزاح عنا هذا الواقع الذي نحياه ولا نطيقه
قال احد الجالسين : ما الامر يا حاج؟؟
قال الحاج: يبدو ان الشجرة عادت لما نهيناها عنه
قال رجل اخر: تقصد الشجرة الملعونة ؟ألم ينتهي امرها؟!!
قال الحاج:هي كذلك ويبدو انها عادت لتبدأ من جديد وتفعل كل ما كانت تفعله من قبل ومعظم الصبية يأتونني خائفين مذعورين ويشعرون بشئ يجذبهم نحوها ولن انتظر حتي تقوي وتجذب اولادنا حتي تبتلعهم داخلها كما فعلت من قبل
قال احدهم :و ما العمل يا حاج؟
قال الحاج : يجب أن نقتلعها قبل حدوث أي كارثة
رد عليه : ولكنا حاولنا ذلك فيما مضي ولكنا فشلنا؟
الحاج : يجب ان نحاول ، لكل زمن ظروفه ، يجب الا نحكم على زمن بظروف زمن غيره كان يجب علينا أن نحاول أكثر من مرة مازال الخوف بداخلنا بل وزرعناه لأطفالنا ثم أرهف الحاج سمعه ثم قال : أسمع امرأة تصرخ أنها من هذا الاتجاه
فأندفع الرجال في ذلك الاتجاه، كان ذلك اتجاه الشجرة ، الشجرة الملعونة


وصل الرجال فوجدوا امرأة تصرخ وتشير لطفل صغير متعلق بأغصان الشجرة وتقول : انقذوا ابني انجدوا ابني، ابني سيضيع
أحضر احد الرجال بلطة وتسلق الشجرة وبتر الاغصان التي تحيط بالطفل ثم القي به للرجال وفيما بعد سيقسم كل الحاضرون أنهم للحظات رأوا قطرت من الدم تسيل من مكان البتر ثم اختفت كأن لم تكن كعهد كل شئ في هذه الشجرة ولم يجرؤ احد أن يصارح غيره بما رأي فالمكان كأنما تملئه روح شيطانية تجثم عليه وتشيع فيه الرهبة والخوف ، وفي تلك اللحظة كان الحاج قد وصل وقال وهو يلهث : كنت أعلم أن هذا سيحدث كنت أعلم ذلك ، يجب أن نقتلعها الليلة
قال له ابنه: النهار له عينان يا حاج
قال الحاج مصرا : لا بل الليلة لن أنتظر حتي الغد لا اعلم ما قد يحدث
فرد عليه : لكن يحاج المكان له رهبته ومازالت مخاوفنا محفورة داخلنا
قال الحاج : بل الليلة يجب أن تقتلوا مخاوفكم بأيديكم أمام أبنائكم حتي يشبوا علي الشجاعة لا أن يتربوا علي الجبن والخوف هيا أامر الرجال أن يحضروا الفؤوس والبلاطي ويجمعوا كل اطفالهم فقد حان الوقت
قال الحاج : امرك يا حاج ، ثم انطلق يخبر الرجال ليتجمعوا بعد ساعة لاقتلاع الشجرة الملعونة

قبل منتصف الليل بساعة تجمع كل الرجال والنساءوالاطفال وفي ايديهم المشاعل التي تلقي بظلالها علي كل الموجودات فتزيد من رهبة الموقف
كان الصمت هو اميرهم والكل يجسد ذكرياته ومخاوفه امام عينيه ويسأل نفسه هل سأجرؤ أم لا؟!!
امر الحاج خمسة رجال اقوياء في يد كل منهم بلطة حاجه أن يلتفوا حول جذع الشجرة البالغ قطره أكثر من مترين وأن يبدوا في القطع ... وبعد أول ضربات بالبلطة سمعوا كلهم صوت تأوهات وتوجع فشهقت النساء وتوقف الرجال عن العمل ولكن خرج صوت الحاج قويا رغم ضعفه : هيا يارجال إستمروا ان الخوف داخلكم انتم بأيديكم أن تستمعوا له فتهلكوا واما لا تعيروه اهتماما فتنتصروا عليه ولن يضركم شيئا ، هيا يارجال حطموا كل الحواجز والاسوار التي داخلكم وانطلقوا نحو حياة سليمة لايكدرها خوف او جزع، هيا
كانت كلماته قوية واثقة عميقة التأثير ألهبت حماستهم فاستأنفوا القطع بهمة رغم الاصوات المخيفة وفجاءة توقفت تلك الاصوات دفعة واحدة كأنك فصلت عنها الكهرباء ثم حدث شيئ عجيب بدأ الدم يسيل من كل نتوء تصنعه البلطة وازداد الجذع صلابة حتي لكأنهم لا يفعلون شيء فنظروا للحاج يسألونه بأعينهم عما سيفعلوه ، نظر الحاج لخيوط الدم التي تبدو سوداء تحت ضوء المشاعل وقال : يبدو أنه لايوجد الا حل واحد ثم نظر لإبنه وقال إجعل كل إمرأة تأتي بكل الكيروسن الذي في بيتها يجب ان يكون لهم دورا فيما يحدث الليلة
وبعد قليل جاءت كل النساء وسكبن كل ما معهم من كيروسين علي جذع الشجرة وتطوع بعض الرجال فتسلقوا الجذع ونثروا الكيروسين علي الاغصان والفروع ثم أمر الحاج أن يخلوا كل المنطقة المحيطة بالشجرة ثم امسك أحدي المشاعل وقربها من الجذع المبلل وما هي الا لحظات حتي انتشرت النار في كل اجزاء الشجرة وارتفعت السنة اللهب عالية وأضاءت ليل القرية المظلم بأكمله
كان مشهدا رهيبا
ومما زادته رهبة صوت الصراخ والعويل الصادر من الشجرة
كان الجميع ينظر الي الشجرة المشتعلة في صمت ووجوم
وفي داخلهم شعور بالنصر
النصر علي تلك المخاوف التي سكنت داخلهم
وتحلكمت فيهم سنين طويلة
قد انتهي كل شيء

والي الان مازال جذع الشجرة يبث الرعب في نفوس المارين ليلا لمن ارادوا ذلك!!!!!!


Tuesday, November 20, 2007

لن تتغير


-أرجوك دعني.... قالتها في وهن ترجوه أن يطلق سراح يدها .
قال لها وهو يلوي ذراعها : لا لن اتركك إلا بعد أن أنتقم منك
قالت : أقسم لك أنا لا أعرف شيئا عما تتحدث عنه
إزدادت قسوته وإزداد ضغطه علي ذراعها وقال : لقد كنت غر ساذج ومغفل أيضا حيث كنت أصدقك
حاولت يائسة أن تتملص من يديه وقالت باكية : أرجوك دعني ، انت لا تفهم شئ
قال لها : لقد سئمت صوتك ، اصمتي إلا أخرستك للأبد
تضرعت إليه : دعني واعدك أن أفعل ما تريد ،لن اؤذيك ولن اقف في طريقك مرة أخري أرجوك .
كان حديثها من الضعف والتضرع ما جعل قلبه يرق ويلين ولكنه قال متوعدا : في المرة القادمة لن يكون هناك فرصة للحديث وانت تعلمي ما أقول .
قالت له : نعم نعم أعلم ، دعني أرجوك.
وتركها تنزلق من بين يديه وفور إنزلاقها أسرعت الي حقيبتها وأخرجت منه مسدسا ضغيرا وجهته اليه وقالت ساخرة: لو كنت مكانك ما كنت لاتركك ، انك غر ساذج بالفعل هل تصورت أنني قد أتركك بكل بساطة ، انت واهم
قال وهو يضغط علي اسنانه من الغيظ : أيتها اللعينة سوف احطم رقبتك.
أطلقت ضحكة عابسة وقالت : في المرة القادمة إفعل ما يحلو لك اما الان فسوف تخضع لاوامري وتفعل ما اشاء والان هيا اركع علي ركبتيك وارجوني وتوسل اليك هيا
ركع على ركبتيه في ذلة وقال : لعنة الله علي من يصدقها او يركن اليها

Saturday, November 3, 2007

شعب مصر.......كذاميزه


حينما كتبت تدوينتي فوضويون ..... نعم نحن شعب مصر تألمت كثيرا لذلك فما كنت احب ان اتكلم عن بلدي هكذا ولكن ما قد حدث لي يومها اعتقد انه قد يغفر لي ما هو اكثر من ذلك ولكن المفروض ان من يحمل داخله هدف او رسالة وانا اوطن نفسي علي ذلك ويجب علي كل شاب يحب هذه البلد ذلك أن يتحلي بالصبر ولا ييأس سريعا كما قد اوشك ان يحدث معي يومها يجب ان يكون اكبر من الاحداث مع قسوتها وصدمتها له

وحين كتبت تدوينتي تلك قلت في نفسي اذا كان تلك عيوبه فهل قد تكون له مميزات وقلت فورا : بلي اي انسان او مجموعه او شيء او شعب له مميزات وله عيوب
فقلت اذا فلأبدأ بإحصاء مميزاته حتي تكون الامور متوازنه ويستطيع الانسان ان يعطي حكما صائبا لا محبط ولا حالم

وبدأت افكر في مميزات ذلك الشعب العريق القديم

نعم بدأت افكر وبدأت الصورة تتجمع وتتضح

وكان هناك مثل يراودني وانا احصي هذه الصفات ان الشيء إن زاد عن حده انقلب اضده

وكانت اول صفة هي الصبر



شعب صبور
من ذا ينكر بأن شعب مصر من الشعوب القليلة التي تستطيع تحمل طعم الصبر المر في حلقها ومن ذا ينكر بأن الشعب المصري من الشعوب التي واجهت مصاعب لا يحتملها احد غير
قد واجه الفقر وهو صابر
وواجه الجوع وهو صابر
وواجه المرض وهو صابر
وواجه الاحتلال وهو صابر
وواجه الظلمه والطغاة والحرامية وهو صابر

قد تكون هذه الصفه العظيمة التي تميز شعب مصر من الصفات التي للأسف زادت احيانا وانقلبت لضدها ولكن هناك قطعا اشياء يكون الصبر عليها هو الحل الوحيد والاصعب والذي لا يطيقه الا شعب قوي مثل الشعب المصري



شعب مرح

كم من مرة وجد الواحد منا نفسه في مصلحة حكومية ويكاد ينفجر من الغيظ مما يلاقيه ويسمومه علي يد الموظفين او حتي السعاه المرتشين ولكن بشكل عفوي يطلق احدهم تعليق او وصف ساخر فتجد نفسك رغما عنها تضحك نعم تضحك وتقول في سرك هذا الشعب يسخر من احزانه
بجد الشعب المصري لدية قدرة عجيبة علي السخرية حتي في احلك الظروف تجده يضحك وتصدر منه النكات بتركيبات عجيبة حتي وهو يواجه الموت او الظلم او القسوة
كثيرا ما احترم هذه الصفة في الشعب المصري بأن دمه خفيف ولا يستطيع شيء ان يرغمه علي الحزن ولكن هناك اوقات يعد الاكتفاء بالسخرية والضحك يعد هروبا وضعفا
ولكن هناك كما قلنا اوقاتا كثيرا يكون الحل الوحيد السلمي هو الضحك او السخرية اما ان تحزن وتستسلم لذلك فهو الهلاك بعينه
اجمل النكات هي ما تصدر عن الشعب المصري والتي تصدر غالبا للدول العربية وحين تسمع نكته اتيه من هناك قد لا تضحك وتعتبرها بايخه وماسخه في حين تجعلهم هناك يرقدون علي ظهورهم من شدة الضحك
وقليلة ايضا هي تلك المسلسلات الخليجية الكوميدية التي تستسيغها او تفهمها


شعب متعاون

مهما قلنا عن عيوب الشعب المصري فلن يجرؤ احد ان يقول بأن الشعب المصري نذل ومتخاذل عن مد يد المساعده من دون ان يطلب منه احد ذلك

شعب يتساند مع بعضه في وجه الازمات
شعب يجري في حاجه غيره في فرحه او حزنه او مشاكله
شعب يساعد الاخر سواء كان قريبا او غريبا

واذا اردت ان تري هذه الصورة علي حقيقتها اذهب للقري الكثيرة والتي تمثل معظم مصر وحقيقتها ودعك قليلا من المدن التي قد مسخت بشكل او بأخر وبنسب متفاوته
في الافراح اخترعوا نظام النقطه وهو نظام قديم
في اي مناسبة يقوم الاخرين بإعطائك النقطه علي ان تسجلها انت وتردها في مناسبة اخري له وهي تجري بصورة منظمة ومعقدة وعجيبة فلها نظامها الخاص
واذا اردت ان تعرف كم هو الشعب المصري من شهامته ورجولته اذهب لدول اخري وتعرض لمحنة ولاحظ الفرق
وكما قلنا قبل ذلك في بعض الاحيان تزيد هذه الصفة عن حدها قليلا وتتحول لمحاوله للتدخل فيما لا يعني الشخص وتكون اعتداء علي خصوصية الانسان


وكفاية لحد كده ونكمل المرة القادمة بقية مميزات شعب مصر وياليت من كان لديه اضافة او ملاحظة لا يبخل بها حتي تكتمل الصورة

Saturday, October 27, 2007

أين ذهبت لحيتي؟!!!!!!!


شد قامته في اعتداد وتنفس بعمق ثم شهر الموسى بيده الخالية من الشعر وبدأ يمارس تلك المهمه الشنيعة في ثقة وثبات
وفي ذعر رأيت ذلك الشعر الذهبي يتساقط أمامي بلا أنقطاع
كنت أريد أن أبكي او ان اصرخ ولكني استحييت
كانت ملامحي تتبدل بسرعة شديدة وبعد لحظات سأصبح كشخص أخر

لقد كان الحلاق يزيل لحيتي بكل برود ولامبالاة وكأن لا شيء يعنيه كأنه لا يشعر بالنار التي داخلي

كنت بدأت في إجراءات الجيش وكان لابد أن أحلق لحيتي التي ظلت لفترة طويلة علم وعلامة علي وجهي

كنت أفعل ذلك مرغما وغصب عني

وقد حان الموعد

موعد ازالة العلم

وقد كان

وأصبحت الان بلا لحية

وأشعر الان بأني عريان

نعم عريان

وأشعر بأن كل الناس تنظر لي في الشارع بإستغراب

من هذا ؟ أو كيف فعل ذلك؟!!

أشعر بأني بعد أن انتزع مني لحيتي بأني وغد من الاوغاد

أو بأني ولد تالف فاسد أحمق

هذا مع احترامي للذين لا يطلقون لحاهم حتي ولو كان قصيرة ولكن لا ادري كيف يشعرون بأنفسهم قد تكون الالفة

ورأيي في اللحية :
ليس هل هي فرض ام سنة ام فطرة ام عاده عند العرب وأن كنت لا اتفق مع الرأي القائل بأنها فرض تتساوي مع فرضية الصلاة مثلا والا لكانت شغلت نفس مساحة الاهتمام في القرأن او السنة النبوية وكلمة فرض هذه تمثل لدي معني كبير لا تقوم الحياة الا به ولكني وهذا رأيي الذي ادين الله به بأنها سنة مؤكدة أو واجبة
ولكن رغم هذا أنا اعتبر أن هذا سوء أدب مع الرسول صلي الله عليه وسلم
حيث أن الرسول قد قال أطلق لحيتك فلا تسأل ما حكما هل هي سنة أم فرض ،وانا حين اطلقت لحيتي وان كان علي استحياء لم افكر بالامر كما يفكر به الناس المتفقين او المختلفين مع اللحية بل قد قلت مادام الرسول قد قال فيجب أن ننفذ
وهذا رأيي والله أعلم
ولكن هذا لا يمنع أن يتعرض المرء لمضايقات شديدة من الاهل خوفا وجزعا أو حتي استهزاءا من الاقارب وبعض الاصدقاء
ولكن أنا لا اعترض أن يكون الصواب في بعض الاحيان ان تحلق اللحية في ظروف يعرفها الشخص جيدا ويدرك داخله بصراحة وبلا مواربه أن الافضل بالنسبة له وبالنسبة لدعوته إن كان ينتسب لدعوة ما أن يحلق لحيته
ولكن رغم أنه حليق ولكن في قرارة نفسة يعترف بأن الاصل أن يطلق لحيته وان يتمني تلك اللحظة التي يأذن بها الله وينعم بالامان ويطلق لحيته بلا خوف ثم انه يدافع عن اللحية وان عرض عليه الامر يجب ان يقول رأيه بصراحة كي لا يكون فتنة لغيره

ولكن قطعا الامر يختلف بالنسبة للداعي الذي يتعامل مع الجمهور باعتباره رمزا للدين ومتحدثا عنه كيف يكون حليقا يدعو الناس للاخذ بأوامر الله ورسوله وهو لا يأخذ بها

وقالوا عن اللحية (ربيها تربيك) نعم لكم منعتي من نظرات لا تحق لي!!! كم شدت من همتي حين أضعف أو اتواني عن صلاتي مثلا

ولكن كان اكثر شيء يضايقني في أمر لحيتي هو أن أجد الناس وخصوصا السائقين والتباعين يقولون لي يا شيخ ، وهذا ما يملؤني غيظا ، أي شيخا يا هذا ؟ وكنت اقول في نفسي أني بهذا تهزء بالشيوخ لو كنت أنا ضمنهم شيخا
كنت أتعجب من منطق هؤلاء الناس ، هل معني أن ينبت في وجهي بعض الشعيرات التي تتوقف في الاول والاخر علي هرمون الاندروجين معني ذلك أن يصبح الواحد شيخا بقدرة قادر
كيف هذا ، هل كل من لبس جبا وقفطانا يصبح عالما في الازهر
ثم يأتي نفس الناس ويقولون : شوف ياعم الشيوخ بيعملوا ايه ، دول كذا وكذا وولاد كذا........
ويرد عليه الاخر يعدد له المواقف المخزية التي يفعلها ذلك الشيخ او غيره
وأقول انهم يستحقوا لانهم اعطوا اللقب لاي شخص سواء يستحق او لا

ولكني قد أعذر هؤلاء الناس قليلا لجهلهم
وسبب اخر أن في أوساط اللملتحين -أو فلنقل بعضهم- لا ينادون بعضهم الا (بيا شيخ ) وهكذا صار اللقب وصارت المكانة لمجرد أنه لم يكلف نفسه عناء أن يقف امام المراءة ويتشتري موسي بخمسة عشر قرشا –أو الاتنين بربع جنية- وحلق لحيته أنما تركها

وجماعات دخل فيها ناس كثيرين لمجرد أنهم تركوا لحيتهم اهمالا كان او اهتماما فكان فيها من ليس فيها بل ويسيء اليها ويدعو بشكل عكسي ينفر الناس عنهم

عندما كنت في الاعتكاف في شهر رمضان وكان ذلك في مسجد عمرو بن العاص كان الباعة يقفون خارج المسجد بين في الممر بين المسجد ودورات المياة وينادون بصوت عالي سواء كان رجلا او امرأة او حتي طفلا صغيرا : الحق ياشيخ ، شاي يا شيخ ، خش علي السحور يا شيخ ،كشري سخن يا شيخ ، سواك يا شيخ ، اسطونات باتنين جنية ونص –لا ادري هل يظن هؤلاء أن جهاز الكمبيوتر داخل المعتكف يتوقف علي الاسطوانه – كتب يا شيخ،.............................يا شيخ
طبعا كان هذا يزيدني غضبا وغيظا وفرحت كثيرا حتي تم تسريحهم جميعا اثر موضوع التسمم الذي حدث حينها

كنت أري براعة البائع المصري وهو يبحث عن وسيلة كي يسوق لبضائعه مهما كانت

وكان احدهم يقول شاي سخن يا شيخ فذهب اليه صديقي وسأله : هو فيه شاي مش سخن. لم يحرج-كما توقع صديقي واراد-الرجل واخذ الموضوع بمزاح


ما علينا من كل هذا

لقد ذهبت لحيتي عند الحلاق

وهذه مسألة شخصية

ولكن رغم كل هذا فاللحية مازالت داخي موجوده أشعر بها
حتي وان كانت بشرتي ملساء لامعه

ستظل داخلي

لحيتي

حتي يأذن الله بأن تعود وتظهر

قريبا ان شاء الله

Thursday, October 25, 2007

هل من سبيل؟!!!!!



لماذا تتجمع الافكار وتنطلق العناوين وتتراص الجمل فوق بعضها حينما لا تكون الكتابه متاحه؟!! ولماذا تتوه الافكار وتتراجع العناوين وتتعثر الجمل حين اجلس امام الورقه البيضاء او تنفتح امامي صفحة ورد
هل هذا شيء مقصود
هل تكون الافكار الرائعة وهم غير حقيقي
ام يكون لها وقت اما ان تنالها فيها او تضيع منك للابد
ماذا افعل مع افكاري
لو كتبت كل ما افكر فيه لكنت اديبا عالميا
لو خرجت نص العناوين التي تبرق في سماء عقلي لادمن نصف قراء كوكب الارض كتاباتي
لو تراصت الافكار في تلك الجمل التي ينظمها خيالي لالتف حولها النقاد والادباء يتعلمون منها ويدرسونها في المناهج التعليمية
ولكن شيء من هذا لم يحدث
لم اصبح اديبا عالميا او حتي في المحليات
ولم اري احد يعاني من الادمان من قرأتي
ولم اري ناقد يعبأ بأن ينقد ما اكتب حتي وان كان نقده سباب

ماذا افعل

كيف امسك بتلك الافكار اللعوب وادونها قبل ان ترحل

كيف اطبق علي هذه العناوين التي كانت تأثرني بسحرها

لازلت اعاني

ويبدو ان هذا سيكون حالي لمده كبيره

يجب ان انتظر الافكار وانصب لها كمين

ولكن وقتي لا يسمح

يبدو انه اما ابقي كاتبا وترك شغلة الهندسة

او ان انسي انني ذات يوم كنت اري نفسي اديبا

او ان اروض افكاري

او ان استعطفها كي ترثى لحالي وتنظرني حتي انجدها بالقلم والورق الابيض والذهن الرائق قبل ان تذبل وتنتهي

لا اعلم مصيري بعد الان

وهو متعلق بهذه اللعوب


لازلت انتظر

هل اجد لديكم حل

Saturday, October 20, 2007

فوضويون .....نعم نحن شعب مصر


كنت دائما متفائلا ..حتي عندما اصطدم ببعض الواقع المؤلم في بلدي اقول لا يأس ..حتي عندما اري المحبطين الغارقين في التشأوم اقول لهم ان هناك امل ..نعم مازال هناك امل ..حتي وان كانت الاجيال السابقة تستعصي علي التغيير نحو الافضل فالامل كله في الشباب ..هذه الباكورة التي ستحمل لواء التغيير والنهضة نحو مجتمع افضل وارقي
كنت اقول ذلك وادعو له بل وكنت ادخل في نقاشات حاده مع الناس التي لا تقتنع باي امل في التغيير
كنت كذلك حتي ذلك اليوم الذي يجب فيه علي كل شاب مصري ليس وحيدا ان يأخذ فيه اوراقه ويذهب للقسم التابع له كي يبدأ رحلته الميمونة نحو الجيش
استيقظت في ذلك اليوم في السادسة قبل ميعادي بساعتين ونصف علي امل ان اكون في اول الطابور الذي لا يعلم احد الا الله طوله ومداه واراجع اوراقي واحصل علي الفيش الثلاثي وارجع الي بيتي
وبالفعل وصلت للقسم مبكرا جدا وكنت من الاوائل وقلت :يا مسهل وتردد داخلي هاجس شيطاني يقول :هل تعتقد ان تسير الامور بكل تلك السلاسه.
لم التفت لهذا الهاجس وقلت ان كل شيء ممكن
ووقفنا في الطابور
وكنت السابع وقلت يا مسهل
كان معي مصحفي وكتاب شيق للكاتب الروسي ياكوف بيريلمان يسليني قليلا
كنت السابع وفتحت الكتاب وقلت اقرأ حتي يفتح الشباك الضيق الذي سيظهر من خلفه الدفعه في بذلته المموهه ويأخذ منا الورق وننصرف
كنت السابع وقلت يا مسهل
كنت السابع وقلت منذ متي وكانت الدنيا بهذا الجمال
كنت السابع وفتح الشباك علي مصرعيه
كنت السابع وانفتحت ابواب الجحيم
لم اعد السابع حيث هجم كل الطابور الطويل بشكل مريع علي الشباك
لم اعد شيء وانا مزنوق محاصر مضغوط
كان يفصلني عن الشباك اقل من متر ولكن كان الوصول اليه حلم بعيد
كنت اخاف علي نظارتي التي تحتاج لمعجزة للبقاء سليمة
كنت اخاف علي الكتاب والورق الذي معي
كنت اخاف علي نفسي كي لا انفرك وسط هذا الخضم
كانت رائحة العرق فظيعة
ولكن لم ابال بكل هذا وصممت ان اخوض الملحمة
ولكني غيرت رأيي بعد قليل عندما رأيت من ينهي اوراقه لا يستطيع الخروج الا بصعوبة اكبر من الوصول للشباك
كأنه يسبح ضد تيار عنيف
لم استطع ان اتخيل نفسي في هذا المشهد فقررت الخروج من هذا السيل وكان الامر صعبا للغاية
ولكني خرجت سالما والحمد لله
خرجت وانا مخنوق ..مصدوم .. هل هؤلاء الشباب هم الامل في المستقبل
هل هؤلاء المناط بهم تغيير واقعنا المؤلم والنهضة بنموذج حضاري يعلي من شأننا وسط الامم
لم يحزنني اني لم اسلم ورقي قدر ما راعني الحال الذي وصلنا له
ما هذه الانتهازية والوصولية
هل هذه قيم اصلية في مجتمعنا ، هل القانون السائد هو اللي تلحقه خده دونما النظر للحقوق والاصول والنظام
من علمنا ذلك
بل من لم يعلم هؤلاء الشباب معاني التحضر والنظام
انا الان اصب لعناتي علي كل من ساهم في ان يغشل هذا الشعب في البحث وراء لقمة العيش كي لا يجد وقتا للتفكير في السياسة فشغله ذلك عن تربية ابناءه
لا اقول اننا لن نتغير وانه لا يأتي هذا اليوم الذي نتقدم فيه للعالم بأنموذج حضاري مبهر يزينة اسلامنا الجميل
ولكن اقول انه لا يزال بعيد

Wednesday, October 17, 2007

بصمات لا تنتهي




عز صديق البيئة

حينما نزلت موقع في مدينة السادات كان المصنع اللي هنشتغل فيه بجوار مصنع عز , مصنع كبير وفخم وضخم كما لنا ان نتصور
واثناء وجودي في المصنع رأيت غبار كثيف ودخان يغطي المنطقة لمدة دقائق ثم ينقشع تدريجيا ثم يعود مرة اخري فسألت الناس هناك ما سبب هذا الغبار قالوا انه مصنع عز (طبعا ونعتوه بشوية كلام كده)بيصهر الحديد بوضع مادة ديناميتية فوقة مباشرة فينصهر فتخرج هذه السحب الكثيفة من الغبار والذرات والدخان
فقلت بس ده خطر عليكم جدا ذرات الحديد والشوائب دي هتترسب علي الرئة وتعمل بلاوي
فقالوا ما احنا عارفين بس نعمل ايه

طب والناس معملوش حاجة

قالوا الناس اشتكوه فراح بني مسجد وجنينة كبيرة لهم فالناس فرحت وراحت تقول عز صديق البيئة

زاد بي الشعور بالغيظ وقلت في محاولة يائسة :هو مين ماسك الدايرة دي ,فقالوا احمد عز

وجدت نفسي رغما عني اقول عز صديق البيئة



لو عايز تتشهر اشتم في الاخوان

بجد لو عايز تتعرف وسط الناس او عايز تسوق لمجلتك اتكلم عن الأخوان ولو عايز تخلي الموضوع سخن اشتم فيهم

ناس كتير ومجلات كتيرة عملت كده

برنامج حالة حوار الناس معرفتهوش الا لما قد يلعن في الاخوان واللي اسس الاخوان في فترة الانتخابات

المصري اليوم طلعت الاول كصديقة لهم فأيدها الاخوان وبعد كده باعتهم للحكومة وشهرت نفسها برده

روزاليوسف ربنا يهديها معندها شغلانة الا ان تسب الاسلاميين واولهم الاخوان المعفنيين الرجعيين ولاد ال........

حتي الدستور استخدمت نفس التيمة حتي تحظي بنسبة انتشار واسعه

الاسبوع لما تلاقي الدنيا هادية ومفيش مواضيع سخنة تخش تنقد في الاخوان والصف الداخلي والحرس القديم والجيل الجديد الذي يريد الانشقاق

صدقوني حتي انا فكرت في كده انا عايز مدونتي تتشهر فأكيد هاكتب عن الاخوان

دلوقتي لازم تحدد موقفك هتكتب عنهم ولا هتشتمهم قبل ما تفكر تعمل جريدة



الشعب المصري والعيش البلدي


في تحت بيتي فرنة عيش ...معني ذلك الواحد بيعاني الامرين .. دوشة وزعيق وخناقات ..واحدث انواع الشتيمة الطازجه تصل لمسامعي رغما عني
المهم سكان الشارع اللي انا فيه اللي مصبرهم علي الفرنة دي طبعا غير انه العيش بيجلهم بسهولة انهم بيموتوا في الخناقات اللي بتحصل

اول ما يسمعوا ان في خناقة تلاقيهم كلهم في البلكونات بيتفرجوا بشغف

وتزيد الاثارة لما تكون بين ستات

بيوقعوا بعض علي الارض ويشدوا في شعور بعض ...بتبقي حاجه مريعة

المهم ده مش موضوعنا

يوم 17/10 صحينا لا قينا الدنيا عمالة تمطر وهاتك يا برق ويا رعد حاجه مرعبة

الغريبة اني لما بصيت علي الفرنة لاقيت الناس واقفين برده رجاله وستات

قلت ياه رغم المطر والرعد والبرق والناس واقفة

وقلت اما ان الشعب المصري مش بيفرق معاه حاجه وميهموش ومش بيتأثر او ان الحاجه الشديدة هي اللي خرجت الناس من بيوتها في عز البرد والظروف القاسية

بيني وبينكم انا قلت السبب الاولاني



السواقين ورجال المرور


انا دايما بقول ان في اتنين عرفوا طبيعة الشعب المصري وبستغلوها بشكل فظيع
الحكومة والسواقين
الاتنين عرفوا ان الشعب المصري بيسكت وعايز يعيش جوا الحيط ومبيردش

المهم في سواق اسمه جمال غالبا بركب معاه لان علي الخط ده العربيات محدوده والواحد عارف السواقين وعربياتهم واساميهم

الراجل ده غريب جدا

طبعا هو عارف طبيعة المصريين لذلك بيشخط وبينطر ويزعق واللي مش عاجبة يخبط دماغة في اتخن حيطه وطبعا الناس عاجبها غصب عنها

ده مش الغريب

الغريب لما يقابل في الطريق رجال المرور تلاقيه اتغير خالص ...بيغير طبقة صوته والفاظه وازيك يا باشا وازيك يا بيه وانت عامل ايه

وبعد كده يوزع عليهم ملبس (أي والله) كل اشارة يوزع ملبس علي الرجاله والغريبة انهم بيستنوها

وفي واحد من بتوع المرور غاوي قرايه فيوقف عم جمال العربية قدام بتاع الجرايد مخصوص ويشتريله الجرنان اللي بيحب يقراه ويعدي عليه يدهوله ويقوله نهارك ابيض يا باشا

ومرة لاقيته بيشتري عصير جهينه ، طبعا اكيد مش جايبه لعياله اكيد رجال المرور اكرمهم الله

ما علينا انا بحترم ذكاء الراجل ده

هو فهم طبيعة اللي بيحكموه وطبيعة اللي بيتحكم فيهم وعمار يا مصر
وكفاية بصمات لحد كده ونكمل بعدين

Thursday, September 27, 2007

العقل قد يخسر أحيانا

في صمت خلع عباءته وارتمي علي المقعد المجاور له ودفن وجهه بين كفيه وظل يبكي .. شعر كأنه يبكي نفسه دموعا ..يبكي أحشاءه .. كان كلما تذكر ما حدث إلتهبت روحه وصارت تقذف بدموع ساخنة تغرق وجهه تماما

كان ما حدث أعظم من أن يمر عليه بسهولة ..اليوم إنهار جزء منه .. إنكسرت فيه معاني جميله ..ضاعت منه أجزاء من نفسه فما بال الايام القادمة كيف تأتي؟!!!!!!

صارت ذكرى قاتمة تركب فوق ظهر الماضي فكيف يتذكره بعد الان

صارت حياته مضطربة يتلاعب بها الموج العنيف

ماذا حدث ؟!!

لا احد يدري

سأل نفسه مرة أخري ما الذي حدث ؟ لما أنا حزين ؟!!

ولما لم يجد ردا قرر أن يضحك

نعم يضحك

شيء عجيب ولكن مادام لا يذكر مادام لا يعرف فلماذا يبكي لماذا لا يضحك؟!!!!

بدأ يحرك عضلات وجهه المنقبضة

تحرحكت بصعوبة حتي إنبسط وجهه

ثم ابتسم

وتذكر حاله وما أل اليه فبدأ يضحك ثم صار يقهقه بصوت عالي

إرتمى علي الارض من شدة الضحك

كان يضرب الأرض بيده ويضرب على فخذيه

لم يتصور أنه قد يضحك هكذا بعد أعوام الحزن وسنين الألم ولكنه الأن يضحك

صحيح أنه يضحك ولم يعد وحده ،لقد وجد نفسه في مكان غريب فيه اناس يرتدون مثله ويضحكون مثله

صارت الحياة جميلة بماضيها وحاضرها وما سوف يأتي

صحيح أنها صارت كذلك ولكن العقل قد يخسر أحيانا

Wednesday, September 19, 2007

القربة المثقوبة

وهو في طريقه الي حيث تلتقي شلته كان يتذكر كلام والده : أعتقد انه يتعين عليك أن تبحث عن مكان تبيت فيه الليلة اذا اردت أن تتأخر عن الساعة الثانية عشرة , هل تفهمني؟؟
فرد عليه ساعتها وهو يبلع ريقه بصعوبة : نعم يا أبي أفهمك ولكن .......
قاطعه أبوه في خشونة : لا يوجد لكن , حتي لأني لاتعجب من انك تستخدمها وانا لم اربيك عليها , وهي حتي لا توجد في قاموسي , أري أن هناك من يلعب برأسك الصغير.
ولم يرد أن يطول الحديث فعجل بالأنصراف كي يلحق بأصدقائه
وفور وصوله لشقة صديقه التي يلتقون فيها فتح له صديقه وفي يده سيجارة غريبة الشكل وغير منتظمة وقال وهو يتأمله : هل أخذت الاذن من والدك يا حماده أم قررت أن تكبر وتخرج دون علمه ؟
قال له والضيق يعلو وجهه : والله أنت لا تنقصني يكفي والدي وما يفعله معي , هل هذه السيجارة مظبوطة كما أريد
قهقه صديقه وقال: تفضل أولا , كل شيء علي ما يرام
ودخل الشقة , كانت واسعة وتنم عن ثراء بالغ وان كان ذوقها لم يكن مقصودا عند شراء هذا الاثاث , وفي الداخل وجد كل أصدقائه بالداخل يجلسون علي الارض وأمامهم علي المنضدة زجاجات خمر فارغة وأحدهم يمسك بيده نرجيلة يسحب منها أنفاسا ثم يطلقها في سماء الغرفة حيث حجب الدخان الكثيف ضوء المصباح
كانوا خمسة وكانوا يتابعوا بكل تركيز فيلم فيديو خليع , لم يسلم عليهم وانما قال: صحيح أنكم خونة وانذال.
لم يلتفت اليه احد وقال احدهم : لو تتصور أننا سننتظر كل مرة أن تأخذ الاذن من ابيك فأنت مخطئ. ثم انفجروا كلهم ضاحكين مما جعله يطلق عليهم سبة بذيئة وعلي والده ايضا مما جعلهم يزدادوا في الضحك
ومر الوقت مسرعا أو هكذا شعر به واقترب العقرب الملسوع من الساعة الثانية عشرة , وعندما نظر لساعته وجدها قد تجاوزت الثانية عشرة فأطلق صيحة فرع وقال: يا خبر أسود!!!
انتبهو اليه جميعا وقال احدهم في قلق : ماذا حدث؟
قال :لقد مر الوقت وفاتت الساعة الثانية عشرة
قال احدهم ساخرا :أه يا سيندريلا المسكينة
قال لهم: أنتم لا تفهمون شيئا لسوف أبيت عند أحدكم اذا لم ارجع قبل الثانية عشرة , ماذا سأفعل؟؟
قالوا وقد شعروا بالمشكلة : وما العمل؟
قال احدهم: ياالهي هل تعلمون تاريخ اليوم؟
نظر واحد منهم لساعته وقال : 27/9 الجمعة صباحا
فقال لهم : اليوم تتغير الساعة , سننتقل من التوقيت الصيفي للتوقيت الشتوي
فأنهار علي الكرسي وقال: يالامصيبة زادت ساعة , ضاعت اي فرصة
فرد عليه الاول: كلا يا جاهل بل ستقل ساعة , الساعة الان حسب التوقيت الجديد الحادية عشرة ونصف, أمامك الان نصف ساعة وتبيت في الشارع هيا اسرع
وإنطلق كالملسوع يجري
وفي اعماقة تجمعت ضحكة كبيرة ساخرة
لقد فعل ما يريد وها هو يعود قبل الميعاد الموعود
تتعاظم داخله الضحكات من والده المسكين الذي ظن أنه يتحكم فيه ويتملكه
كم سيكون شعور والده المسكين عندما يعلم أن ابنه هذا يشرب الخمر ويتعاطي مخدرا ويشاهد أفلام قذرة
وهنا خرجت ضحكته رغما عنه يتردد صداها في الشارع الذي يجري فيه
وانحرف يمينا في سرعة ليجد امامه هرة صغيرة تجري هي الاخري حاول أن يتفاداها فالتوت كاحله فسقط وهو يصرخ من الالم
نظر الي قدمه المصابة التي اعجزته عن الحركة ثم نظر لعقرب الساعة الذي لم يكف عن الحركة وأوشك أن يصل لنهايته
ظن الفتي أنه كان ينتقم من ابيه لما كان يفعله معه في قسوة شديدة ونسى نفسه في دوامة الانتقام
لم يعلم الفتي أنه من يحمل قربة مخرومة حتما ستخر علي رأسه

Saturday, September 8, 2007

كيف هذا يا حكيم ؟؟



وقع في يدي منذ أيام كتاب حديث مع الكوكب للكاتب الكبير توفيق الحكيم

وبالطبع كان الحوار الذي دار بينه وبين كوكب الارض رائعا

لا أنكر أنني إستمتعت به وشدني جزالته وتسلسله الذي يشعرك أنك تقود سيارة في طريق

املس بلا مطبات

ولكن كان لي وقفة مع بعض ما قد دار في هذا الحوار الجميل

ولكن من انا كي انقد اديب بحجم توفيق الحكيم

وانا مقتنع تاما اذا اردت ان تنقد شخصا في فكره او شخصه او ادبه يجب ان تكون بحجمه

ولكن ما شجعني علي ذلك- الا وهو نقد بعض ما ذكره الحكيم علي لسان الكوكب- امرين

الاول انني لم اجد احد علي ما اذكر قد قام بمناقشة تلك الاعمال فشعرت انه واجب علي

حتي وان لم اكن في حجم الحكيم

ثانيا ان الحكيم نفسه قد قال في بداية كتابه انه ليس المقصود به اقرار حقائق جديده انما هي مناقشات للبديهيات ومحاوله لتحريك الفكر لا شحن الراس ولا الاقناع برأي وقال انه يجب ان نفحص ونمحص كل ما استقر في وجداننا من مسلمات تمهيد لاقرار العقلية العلميه

ولذلك ادعوكم بعد الاستعانه بالله لنسأل الحكيم كيف قال ذلك؟.

اشد ما كان يحيرني في كتابات وادبيات ذلك الزمن هو حالة الفصام الغريبة التي يعاني منها معظم الكتاب فهو مسلم ويقول انه مسلم بد وقد يكتب بعض القصص الدينية ولكن تجده في نفس الوقت يطرح افكارا ونظريات تصطدم اصطداما مريعا مع مبادئ صريحه في ديننا او هي ما يقال عنها معلوم من الدين بالضرورة

واكثر النظريات التي اثرت في هذه الحقبه هي نظرية داروين الساذجة نظرية النشوء والارتقاء ولم يكن هدفها كما اعتقد مجرد البحث العلمي فقط وانما كان الهدف الوصول لمفهوم الطبيعه الخالقه وهو انه لا يوجد اله حيث لا يحتاج الامر الي اله

وهذا ما يخالف العقيدة الاسلاميه مخالفة صريحة

وحتي نظرية داروين اثبت فشلها والقيت في صندوق القمامة ولكن لا يزال في وطننا الاسلامي من يعتقد بها وتسيطر علي ادبايته وافكاره عن الحياة

ولكن الادباء في القرن الماضي قد فتنوا بالغرب بشكل شنيع واخترقت افكاره ونظرياته عقول مفكرينا فأصبحو يرتدون رابطة العنق علي الجلباب في منظر يدعو للضحك ولكن احد منهم علي مكانته لم يكن يضحك وحتي المثقفين رأوا انها لم تكن تضحك بل رأوها تنوير ورقي وتحضر

وانا رايي هو اما ان يرضوا بالجلباب ويرفضوا ما يخالفها واما ان يخلعوها بالكلية ويرتدوا ما يشاؤون ولكن هذه اللخبطه وهذا الفصام وهذا الكوكتيل المقرف لايبني عليه حضارة او ينشأ عليه اجيال سويه متصالحه مع نفسها ترتكن لافكار سليمة متجانسة

وحين قرأت للحكيم حديث مع الكوكب كادت الدهشة ان تنتزعني من ماكني كيف يكتب مثل هذه الافكار وهو من هو توفيق الحكيم الاديب المسلم الذي امتعنا بأدبياته الدينية

وكان اولا شيء صدمني هو حديثه عن العقل الانساني ونعمة التفكير

حيث قال: ان الانسان ضعيف جدا بالقياس الي غيره من الحيوانات وعندما اراد ان يعتمد علي اعضائه كغيره من الحيوانات للحصول علي غذائه لم تسعفه هذه الاعضاء القاصرة فهدته ضرؤورة الحياة الي البحث عن بديل لاعضاءه الضعيفه ففكر في استخدام ناب ومخلب من قطع الرخام والاحجار.. وكان هذا مبدأ اكتشاف قدرة جديدة عند هذا الحيوان الاعزل , قدرة التفكير الخلاق وبهذا الاكتشاف الخطير اخدت تنمو في مخه خلايا معينة نموا مطردا حتي اصبحت شبه عضلة جديدة يمكن تسميتها عضلة التفكير.

وفي موضوع اخر يقول:ان التفكير الخلاق هو شيء انساني بحت خلايا نمت في مخ الانسان في ظروف خاصة به , حتي يستطيع ان يعيش .. قوة الحياة تدفع كل كائن الي ايجاد وسيلته الضرورية للحياة .

ولاادري كيف يقول الحكيم شيء كهذا ؟!! كيف يقول ان الانسان حيوان وكيف يقول ان قوة الحياة هي التي تدفع وتصنع وتخلق وكيف يقول ان الانسان خلق بلا عقل يفكر ولكن ضرورة الحياة هدته الي ذلك

وحين قال للكوكب : لقد كنت اظن التفكير هونعمة الانسان الكبري. قال الكوكب: الحياة لا تعرف النعمة او النقمة هذه الفاظ انسانية ..ان الحياة لاتعرف غير ضرورة الحياة ان التفكير الخلاق قد خلق - بفتح الخاء- فيما خلق لغات وتصورات .. ذلك تصوركم ان كل شيء علي الارض قد وجد من اجلكم.

كيف هذا يا حكيم يرحمك الله كيف تقول ذلك؟!! ومن اين اتي هذا الانسان الذي تسميه حيوانا يا حكيم؟؟ ومن خلقه ومن هيأ له العيش في الدنيا؟؟ اتراها الطبيعة؟؟؟ فلما لاتعلن الطبيعة عن نفسها وترسل لنا الرسل كي نؤمن بها !!!!!!

ولكن كل ما سبق قد نحمله علي معاني اخري وان هذه هي سنة الله في خلقه وان الله قد اوجد في الانسان اسلحة التفكير الي حين ان يكتشفها ولكن مالا قد لا اجد له اي تفسير هو حديث الكوكب عن الدين وانه هو والفنون والعلم اكتشافات انسانية وكلها منتجات من الفكر الذي نما فجأة وتكون لحاجة الانسان الضرورية

وفي حواره مع الكوكب يقول له عن الفكر الانساني: ولكني اليوم ادرك به الاسمي والاعظم .. ادرك به الله

فيرد عليه الكوكب قائلا:نعم ..الدين.. ايضا شيء انساني , اي كائن حي غير الانسان لا يمكن ان يدرك شيء اسمه الدين فالانسان الذي مارس الخلق فهم ان كل شيء لا بد له من خالق وهذا الفهم اراح عقله القلق المتسائل عن اصل وجوده لان حركة العقل الانساني لابد ان تدور في مساحة لها بداية ونهاية .

وانا اسأل الحكيم اليس ما تقوله صحيحا وانه يجب ان يكون هناك خالق لهذا الوجود ام انها مجرد قصة تلهي العقل البشري كي يكف عن اسألته البلهاء؟؟ ايعني ذلك انها غير حقيقة وان الحقيقة غير ذلك

هل نفعل مع العقل البشري كما نفعل مع طفلة صغيرة مات ابوها وعندما تسألنا نخبرها بأن ابوها قد سافر حتي يرتاح عقلها

ما معني هذا؟ هل يريد الحكيم ان يقول ذلك؟ ثم من هم الرسل اذن والانبياء؟ هل هم نتاج عقلنا البشري افرزهم ثم جعل منهم الوصلة المنطقية التي تتصل بالقصة التي حاكها كي يكف عنه قلقه وحيرته!!

علامات تسأل لو ذهبنا معها نتقصي عنها لوجدنا انفسنا امام دين اخر, مذهب اخر , فكر اخر لا اعتقد انه يتقارب مع فكرنا الاسلامي او عقيدتنا ابدا

والسؤال هل كان الحكيم يقصد كل هذا بكل معانيه

هل نعذره وهل بكل هذا الحجم في ما فعل

ام هل للابداع قوانين اخري

هل نستمتع بإغنية ولكنها في كلماتها سباب لنا

لاادري ولكني لا انكر اني استمتعت بما كتب الحكيم عن التفكير وكيف انه اساس الحضارات وان توقف اوتجمد تنهار الحضارة لتقوم حضارة اخري تبتلعها

وايضا حديثه عن معني الحقيقة والقوة بأنواعها واي منها نحتاجه في هذه المرحلة التي نحياها

لا انكر ذلك ولكني لم افهم كيف قال الحكيم هذا!!!!!!

Saturday, September 1, 2007

لمحة حياة


حينما يحيا المرء في تلك الدنيا تتنازعه عدة قوي متصارعه وهو واقع تحت قوي الجذب دائما قوي تشده وقوي ترفعه وعند ضعفه قوي تهبط به نحو القاع الي السفح
والله الخالق العظيم هيئ الانسان للسير في كل الاتجاهات وامده بكل القوي التي تؤهله لولوج كل الطرق وعلي الانسان ان يختار وبيده ان يختار اما ان يحلق في سماء الحياة في رحاب النور والرضى ويسبح في ضياء ندي لطيف فتخف روحه وتصفي وترق حتي تصير كطائر مل الحياة علي الارض فصار يجوب الفضاء ويطوف بكل محطات النور والجمال
واما ان يهبط ويمنح الفرصة لقوي الطين ويزيد من مساحة ذلة امام الشياطين فيقوده هابطا في عنف الي قاع الشعور والاحساس فيطفيء النور ويخبو الضياء وتغدو الحياة مستنقعا اسنا ما يحاول ان يغادره حتي يرد فيه بقسوة تشده حبال الشيطان
ان الانسان بيده ان يستشرف عالم وضيء نقي تسبح فيه مشاعر من نور واحاسيس من ضياء وبيده ان ينتكس ويرتكس في هاوية الشيطان يستحي مشاعره وادميته ويجره خلفه الي كل مواطن الفتن والهلاك منذ بدأت عداوة ابليس للانسان وهو يفكر ويدبر وينتهز السانح من الفرص لاقتناص الانسان والنيل منه ويتسلل ابليس حتي يمكن له داخل انسان اولا الي قلبه يفسد كل ما هو راقي وكل ما سما ويسمو ويعكس الاتجاه فيهبط الصاروخ في البحر بدلا من التحليق في الفضاء وعندئذ عندما تأسن المشاعر وتتبدل الاذواق فيغدو المالح كالشهد والحلو كالعلقم لحظتها يبدأ ابليس في المرحلة التالية فيسخر العقل لخدمة رغباته واهوائه ونذواته وامراضه الجديدة ويجعله سلاحا يجابه به المجتمع الانساني والعقل في انسياقه يرفض اي نصح او ارشاد
انت انسان بيدك ان تكثر من القوي التي تشدك لاعلي حيث النور والجمال او ان تهمل نفسك فلا تتعهدها بالرعاية فحتي لو لم تسعي للدون فثق انك ستهبط حتما ان لم يكن من ابليس المتربص فمن نفسك
ان مقدار الحياة فينا هو مقدار النور الذي ينفذ من زجاج المصباح والامر يتوقف علي جذوة الحياة وشفافية الزجاج
هل اهتممت بروحك حتي –علي الاقل- تعبر الحد الادني الذي قبله لا يصبح الانسان انسانا
والناس علي قسمين اما روح متأججة نشطة يحيط بها جسد رقيق تقل به كثافة الطين واما كهالة من ضوء تخنقها الظلمة وتوجد بين الواح من طين معتمة فلا هو انتفع بنوره ولا نوره ارشد احد
وبقية الناس بين هذين الصنفين
وليس معني ان يرق ويسمو الانسان ان يغدر انسانيته لا فانما يصل لارقي ما في الانسانية وهو لم يزل انسان ييأكل ويشرب ويتزوج ويمرح
ولكي نفهم اثر ذلك المعني ونستشرفه في وجداننا فلنقرأ هذه الاية في ضوء ما قد سبق يقول الله تعالي "أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها"
أرأيتم أن اهمال الروح لا يسلب الانسان انسانيته فحسب بل يسلب منه معني الحياة ويغدو من الاموات وعليه ان يختار اما ان يحي واما ان يظل ميتا بلا نور ولاحياة
والمثير في قوله تعالي " يمشي به في الناس" ليس بينهم او وسطهم انما فيهم يتخللهم ويخترقهم ينفذ من بين عقولهم وافكارهم وحنايا نفوسهم
انما الؤمن الحي الذي معه نور من الله انما صار كطاقة من نور صافية تنتقل في اجواز الحياة وارجاء النفوس وهذا هو معني الحياة هو النور النقي هو الصفاء والسمو هو ان تصبح كالملاك وانت انسان كما انت وهذه معجزة الله وصنعته ولذا كرمه علي الملائكة وجعلهم يسجدون له
ونكرر ايضا ان بيدك ان تختار اما حياة واما ممات واما الي جنة واما الي نار
ياه كم من اموات يعيش بيننا وهم مساكين ..حزين انا عليهم.. يحتاجون من يشعل جذوة ارواحهم الدفينة تحت اطنان من الركام والرماد
ان الذي قدر له ان يحرق في جنهم –والعياذ بالله- لن تكون اول نار يعاينها او يحرق بها انما عذب وتلظي في نار غربيه عن نفسه وعن انسانيته وعن الحياة نعم يعاني غربة الموت بين الاحياء وغربة البعد عن الله وكلا منها نار تلتهم كيانة في صمت وهدوء والعجيب ان انينه لا يخرج كأهات وأنات وانما ضحكات ومزاح ومرح لا ينتهي وكاينه في الداخل يتهالك ويتهاوي فوق بعضه وهو يضحك ويشرب الخمر ويرقص وهو يحترق وسعير ينهش احشاؤه ان الله لا يظلم العبد حين يدخله انما هو رضاها واستحلاها في الدنيا لم يجد ضير في ان يحيا في نار الحقد ونار الغيره ونار المعاصي والذنوب ونار البعد عن الله كلها نار يعيش فيها فالذي يحدث ان تجمع هذه النار في الاخرة لتكون موطنه الذي اعتاد عليه الا اذا اراد الخروج واراد ان يطفيء الجحيم المستعر داخله وحوله واراد ان يحيا في واحة الايمان الورافه وفي ظل عقيدة سليمة تهبه الحياة والراحة والهدوء والنور

وداعا

لم يتمالك نفسه فهوي علي ركبتيه باكيا وامسك بكف ابيه هاتفا : ابي ارجوك لا تموت
ابتسم الاب في وهن وضعف شديدين وغمغم في خفوت:لكل اجل كتاب يا بني وليس لاحد سلطان عليه الا الله
قال الابن في انهيار : لا يا ابي ارجوك لست ادري ما معني ان تموت
.ليس اصدق انني لن اراك بعد الان لا ياابي ارجوك
ربت الاب علي كتف ابنه وقال: يا بني الموت مصير كل بشري كن مؤمنا بالله ان كنت تحبني فادعو لي فاني احسبك عند الله الولد الصالح
كفكف الابن دموعه وقال: لا تنساني يا ابتي حتي نلتقي مرة اخري فحياتنا ليست عبثا نلتقي بعض الوقت ثم نضيع في الفراغ
تمتم الاب في صعوبة : اني اشعر بأن اجلي قد حان واداعا يا ابني سارحل الان الي حيث لم يرجع احد سأترك دنيا مكثت فيها بعض الوقت وو الله انها لوهم سبعون عاما كأنهم يوم واحد او اقل
كان الابن في حالة ذهول صامت وهو يري اباه يردد الشهادة ثم فاضت روحه وهويبتسم

Thursday, August 23, 2007

خداع أم وهم

رأها من بعيد تجري..إلتمع حسنها في عينيه.. نظر للتي بين يديه فلم يعجبه حسنها فألفاها من بين يديه وبدأ يركض ورائها , وكانت تتبدي له في حسنها وتزداد, وكان قلبه وعقله يسبقانه طيرا
كان عقله ينبئه عن حسنها ,عن جمالها , عن السعادة التي سيجنيها
وكان عقله يضخ مشاعره بغرازة ويلقي بأشوافة من حوله تذلل كل الاشواق التي في طريقه
وبعدما أنهكه الجري وقف يلتقط انفاسه
فرأها تظهر من حسنها ما جعله ينسي كل الامه فاستكمل الجري ولكن بسرعة اكبر
ولكنه بدأ يسأل نفسه هل هي لا تتعب أبدا؟!!!!! هل هي حقيقية؟؟؟؟؟ و
سؤال غريب بالطبع ، هي حقيقية
قلبه وعقله يقولان ذلك
وهما صادقان ولاشك
وضاعف من سرعته وصارت علي بعد خطوات منه
ألقي بنفسه أرضا مادا يديه ليطبق عليها
ولكنه صعق عندما وجد يديه تطبق علي الهواء
خواء
فراغ
إرتج كيانه
أو أن الارض تزلزلت من تحت قدميه
لم يري الدنيا بهذا الضيق
لم يتصور أن السماء ستكون كشيء ثقيل يجثم علي كيانه
وطاف بخاطره تلك التي كانت معه
بدأ يهرول يرجع لكانه الاول
وعندما عاد
لم يجدها
لقد ذهبت
قد إنتهت انتهي
هل كان يجري وراء السراب؟!!
لم يكن سرابا حين رأه
هل كانت عيناه تخدعه؟!!
ولما تخدعه ؟
هل هي التي خدعته أم هو الذي توهم ما رأه؟
لا يدري
قد خسر كل شيء
وقته
جهده
وما كان معه
هل يبكي؟
ألا تكفي خسائره ينفق ما بقي منه بكاءا أو ندما؟
هل يصير المرء عدو نفسه
عقله وقلبه
لا يدري

Wednesday, August 15, 2007

هندية

هندية هي جدتي.. التي رحلت عني منذ سبع سنوات
نعم منذ سبع سنوات مضت ماتت جدتي
والان انا استفيق .. الان بدأت ادرك انها قد ماتت
عندما اخذت اجازة الصف الثاني الاعدادي ارسلتني امي لاعيش مع جدتي كي اساعدها والبي لها كل ما تريد
وكم كانت سعادتها وكم كانت سعادتي وانا انتقل الي هذا العالم الاخر بكل اشخاصه واماكنه وبشخصية جدتي
ذهبت اليها وقضيت معها كل الاجازات حتي تركتني في اجازة الصف الثاني الثانوي
كانت جدتي حنونه وعطوفه للغاية رغم انها كانت امرأة قويه تحملت الكثير في حياتها حتي حققت كل ما تريد
عائلة جدتي يتميزون بصفتين الذكاء الشديد والبشرة البيضاء المشربة بحمرة فتجعلهم اقرب ما يكونوا للانجليز
وكانت جدتي جميلة جدا وعيناها زرقاء صافية وقالت لي ذات مرة ان الانجليز-حين كان الانجليز في مصر-كانوا يعاكسونا وهي صغيرة
وكان هذا يكفي بالنسبة لي ان القي الانجليز جميعهم في البحر ولكن يبدو انهم قد شعروا بخطئهم فأخذوها من قصيرها وتركوا البلد
وكانت جدتي غاية في الذكاء بجميع انواعه
كانت احيانا تطلب من احسب حسبه معينه وطبعا لاتوجد الة حاسبة فأضطر احسب بالشكل التقليدي لاجدها جاءت بالناتج قبل ان اقول يتبقي معانا كام من عملية الضرب الاولي
وكانت لديها ذكاءا اجتماعيا خارقا علمتني كيف اتعامل مع الناس وكيف ان لكل اسلوبه واشياء كثيرة
وكانت محبوية من الجميع لم اجد احد لا يحب جدتي
ولكن من السهل ان تجد انسان ذكي ولكن صدقني من الصعب ان تجد انسان زكي وطيب في نفس الوقت وهكذا كانت جدتي لا تستخدم ذكائها الا في كل خير
وكانت جدتي كريمة للغاية وليس ادل علي ذلك من انه بعد وفاتها وجدوا في اغراضها الخاصة للغاية وصلات تبرع لجمعية خيرية لم يعلم عنها احد طوال سنين عديدة الا الشخص الذي يأتي ليأخد منها التبرعات
وذات يوم وانا عندها ماتت جارة لنا وكانوا علي عادة اهل البلد يأتي كل الجيران بما عندهم من الفرش والكنب لاستقبال الناس
واعطتني جدتي بعض من فرشها العزيز عليها وقالت لي ان احفظة جيدا كي لا يختلط مع غيره
ولكن للاسف رجعت بغيرهم فما كان من جدتي الا ان قالت لي اذهب بهم الي الجامع ولم تعنفي او تعاقبني ولكن لامتني بشكل لطيف كي انتبة جيدا لما يقال لي
كانت جدتي تصلي الفجر في وقته وكانت تيقظني وبكل الطرق والوسائلالتي تؤدي الي ذلك , وكانت جدتي في اواخر ايامها يجافيها النوم فلا يأتيها بسهوله فكانت تقيم الليل حتي يأتيها النوم
وكانت تطلب مني ان اسلفها قليلا من النوم حيث كنت فور ما اضع رأسي علي الوسادة الخضراء اذهب في نوم عميق
وكانت من احدي مهامي الصغيره انذاك ان اذهب الي البيت البحري الذي كتبت عنه قصة اسمها البيت البحري والغرقة المغلقة كنت اذهب الي البيت البحري كي اطعم الدجاج الغاضب دائما اضع له الماء والذرة وكنت عندما ارجع تكيل لي جدتي الدعوات لي ولابناء عمي ولابناء عماتي ولابناء خالي ولابناء خالاتي ولكل امة النبي علشان خاطري
فليرحمك الله يا جدتي
كانت جدي تعتبرني الراجل بتاعها فكنت لاافارقها ولا تسمح لي بذلك
وكان اكثر ما يظر في علاقتنا هو اختلاف الجيال, كان هذا يظهر جليا في ابسط الاشياء كان لها رأي وكان لي رأي وكنا نختلف ويتحيز كل منا الي رأيه هي تعتبرني احمق وانا اكاد اشد ي شعري كيف؟ لقد تربيت علي هذا المنطق فكيف يكسر هكذا
كنا نختلف بداية بكيفية تسوية الرنجة وحتي المسميات والالفاظ
ولكن تأتي امي اكرمها الله لتحسم الموضوع وتوضع هذا اللبس في الفهم وتستخدم الالفاظ التي تفهمها جدتي وافهمها انا فيتنهي الخلاف
وكنت ادمن قراءة القصص وكنت انكفئ علي القصة ساعات طوية لا اقول شيئ ولا افعل شيئ
ولم يكن هناك اكثر ما يغيظ جدتي الا ذلك
وكانت تهددني وتدواعدني وكانت كلما تنادي علي اقول لها حاضر بس اخلص الحتة دي
وحتي كانت اليوم الحاسم وقررت ان تحرق القصص علي النار
واستخدمت في هذا اليوم رصيدي كله من الاعتذرات والرجاءات والمسامحات والوعود البراقة حتي استطعت ان استخلصها من يدها ولكن ترجع ريما لعادتها القديمة
وكنا بعد العشاء نلعب بالكوتشينة وتذكر انني كنت اغلبها دائما فكانت تكيل لي الشتائم التي هي تنصب بالمقام الاول علي والدتي مثلا ان تقول ان والدتي بلا شعر او اني والدتي تعاني من دوخة بسيطه وقطعا لم تكن الشتائم بهذه الرقه ولكني احاول ان اقربها
ولكني لم اكن أعبا بذلك فهي تشتم بنتها وانا مالي
كانت تحبني وكنت احبها وكنت لا اتصور انه قد يأتي يوم ولن اذهب فيه لجدتي صباح كل عيد اعيد عليها وأأخذ الي فيه النصيب
بعد وفاتها استوي عندي ان اخرج او لا اخرج
كانت تدعو لي كثيرا جدا واذكر انه قبل امتحان الكمياء في الصف الثاني الثانوي اتصلت عليها وطلبت منها الدعاء والحمد لله لم انقص الا درجة واحده
وعندما جاءت اجازة الصف الثاني الثانوي وذهبت الي جدتي اصابها مرض شديد ولكنها قصت علي رؤية انها كانت تركب سفينة ونزلت علي جزيرة
وكنت حينها قد اشتريت كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين وكان تأويل السفينة في الحلم انها محنة سيمر بها صاحبها ولكنه سينجو منها
وقد كان
شفي الله جدتي وعادت تضفي البسمات والحياة علي الموجودات من حولها
وجاء شهر اغسطس مسرعا
جاء ومعه تاريخ وفاة جدتي
جاء ومعه الوقت الذي تتوقف فيه جدتي عن المضي قدما معنا في الحياة
كان ذلك يوم جمعة بعد ان سقطت جدتي في غيبوبة عميقة وكان ذلك بعد ان صلت الفجر وقالت الاذكار واورادها اليومية علي سبحتها السوداء التي هي 97 حباية فقط ولا ازال احتفظ بها
سقطت جدتي في الغيبوبة حتي صباح اليوم الثاني
وكان عندي امل انها ستقوم وسترجع
كان عقلي لا يستوعب معني الموت اطلاقا
ارسلوني اشتري لها شيء ما فأشتريت الحجم الكبير منه ليقيني ان جدتي لن تموت
وتجمع الناس من كل مكان
كل من احبتهم واحبوها
كل من اعطفت عليهم
كل من احنت عليها
كل من ساعدتهم
وكل من لا يعرفونها
وامـتلأ البيت الواسع عن اخره وامتلأ الشارع
وطلبوا من ان اذهب كي أاتي بمفتاح الجامع كي نخرج منه الفرش كي يجلس عليه الناس وذهب الي بيت خادم المسجد لتسألني زوجتة:هي ماتت؟
فرددت عليها بكل ما يعتمل في نفسي من حزن وغضب : انتي ليه بتقولي كده؟ جدتي هتعيش ان شاء الله
وتركتها ودموعي تريد ان تغادر مقلتي
وكان ممن تعرفت عليهم في هذا العالم عبد النبي صاحب المحل الوحيد في بيت جدتي وكنت ارتاح اليه واحبه كثيرا ذهبت اليه بعقلي الصغير الذي كان عليه ان يستوعب اشياء اكبر من حجمه
جلست معه وكان يواسيني ويشجعني ويطمئني وسألني ان كنت صليت العصر فأخبرته انني لم اصليه فقال لي اذهب وصلي وادعو لها
وبالفعل رجعت الي البيت كي اتوضأ وانا اتوضأ جأتني ابنة خالي لتقول لي وملامحها مذعورة جزعة يبدو انه حدث شيء وهذا الشيء كان بالتأكيد اللحظة التي تفارق فيها جدتي دنيانا
جريت نحوهم فوجدت التعبيرات علي الوجوه لا تقول شيء الا انه قد حانت اللظة التي كنا نخشاها جميعا
ولم احتمل اكثر من ذلك
وجدت نفسي اهرب
لم اتحمل الانتظار
وجدتني اجري لا ادري الي اين
صعدت السلالم في سرعه لا ادري كيف
ووجدت نفسي علي السطح وانا في حالة ذهول شديدة
لم يكن يفيقني ويرجعني الي الواقع الا اصوات النساء التي تأتي من بعيد وهو تصرخ وكانوا يخرسونها طبعا
كان عقلي يصر علي الهروب
وبالفعل هرب
وانمحت فجأة اشايء كثيرة من ذاكرتي
او انها قد اختفت
لم اصدق ان جدتي قد ماتت
ولكني كنت ابكي
وكلما احاول ان اتخيل النوقف واحاول ان استوعبه ابكي اكثر
تذكرت اني لم اصلي بعد
صليت علي ارضية السطح الصلبة
ولا اذكر كم قضيت من الوقت وانا علي هذه الحاله
وحيدا فوق السطح احاول ان استوعب ما يحدث
وبعد تلك الفترة تركت السطح ونزلت
ودخلت غرفة جدتي
وازاحت لي امي الغطاء من علي وجهها
كانت عروسه
كانت جميلة
وملامحها هادئه
كان نورا يشع منها
كنت اريد ان اقبلها
ولكني لم استطع
كنت ابكي
قالت لي امي لقد كانت تحبك
قلت لها وانا كمان
وتركت المكان مسرعا
كانت جنازتها مهيبة اعداد غفيرة من كل مكان جاءت تودع جدتي
ماتت جدتي ومعها مات عالمها كله وكأنه مات بموتها
كان مسرحا ومات البطل فأنفض كل شيء
لم اعد اذهب الي هناك الامرات نادرة
كنت كلما اذهب هناك
واري غرفتها او اري البيت البحري ومعالم العلم هناك كان يدق في رأسي وعقلي كي يعدني الي الواقع الذي هربت منه حينما جريت نحو السطح
وذات يوم وجدت الكوتشينة التي كنا نلبع بها سويا في يد الاطفال فغضبت غضبا شديدا وانتزعتها منهم
ولا زلت احتفظ بها حتي الان واشاء اخري تخص جدتي هندية عليها رحمة الله
وبعد سبع سنوات بدأت ادرك واستوعب واصدق ان جدتي قد ماتت
وبدأت استعيد الذكريات الجميلة التي قضيناها معا
وبدأت اتذكر ملامحها الجميلة
وعدت اتذكر وقع كلامها في اذني
بعد سبع سنوات
جدتي
فليرحمك الله

Tuesday, August 14, 2007

أي احمق فعل هذا؟


طلب مني مديري في العمل الذهاب لمنطقة وسط البلد كي ابحث عن جزء خاص بلوحة الكهرباء غير متوفر في مخازننا

وقلت له سوف استقل المترو وحاول ان يثنيني عن ذلك ولكن لا ادري لماذا اصررت علي ذلك

وقال لي كما تحب

ذهبت ومعي الجزءمن اللوحة التي يجب ان استبدلها بمثلها

وصلت للمترو لاجد من يقول لي : ماذا معك؟

لا ادري لماذا انتابني قليلا من التوتر وولكني وبكل بساطه فتحت له الحقيبة التي في يدي فسألني دون ان يفتحها ما هذه؟

قلت له في بلاهه غريبة لم اعهدها في نفسي: لوحة كهرباء

رد علي مبتسما : هل انت مهندس كهرباء؟

أومأت برأسي اي نعم

والغريبة انه صدقني بسرعه او كأنه يريد ذلك فمن ادراه انني مهندس كهرباء ومن ادراه ان الذي في حقيبتي لوحة كهرباء ولم يفتح حتي حقيبتي الثانية التي احملها علي كتفي

لم يكن لدي قوت للاندهاش فقد كان امامي مشوار طويل واهداف سامية فلم انتظر

اوصلني النترو سريعا الي محطه السادات والتي هي منطقة التحرير وهالني كمية البشرية التي تخرج وتدخل من فتحات المترو وتنطلق نحو السلالم في اندفاع ممتلئ حتي لكأني شعرت بأن نصف مصر يستقل المترو وينزل في محطة السادات

وسرح خيالي في هذا المجنون الذي يفكر بأن يفجر هذا المترو

كيف يحتمل ضميره ذنب كل هؤلاء الضحايا الابرياء

كيف سيعيش بعد تلك اللحظة في تلك الدنيا وهو يري الاطفال التي يتموا والنساء اللواتي رملت

كيف سينعم بالحياة وهو قد تسبب في مقتل الالاف بهذه الميته البشعه


لا ادري لماذا انتابتني ساعتها حيرة شديدة وبعض القلق وقليلا من الالم لهذا المصير


شعرت بعدها اني احتاج ان اتنفس هواء منعش

خرجت الي نحو كورنيش النيل اتسامر معه والقي باحمالي فيه كما هي عادتي عساني ارتاح واطمئن


لم تعد لدي الرغبة في اعود للعمل مرة اخري


وذهبت الي بيتي


وفي المساء كنت اشاهد قناة الجزيرة وكان فيها هذا الخبر الغريب: انفجار مكتوم قوي في قاع النيل ادي الي ارتفاع موجات من المياه نحو اربعين مترا وارتفاع درجة حرارة الماء الي درجة الغليان في المنطة المقابلة لموقف عبد المنعم رياض ويقدر الخبراء بأن هذا الانفجار قد يسبب تصدع في اعماق النهر ونفوق اعداد كبيرة من الاسماك

وهذا ولم يعرف بعد اية تفاصيل عن الحادث او مرتكبية



قلت في نفسي ساعتها: أي احمق فعل هذا؟


ولكني حمدت ربي ان سليم لم اصب بأذي وضميري مرتاح

Thursday, August 9, 2007

لأنني قلت كذلك



كنت اود ان اكتب عن موضوع معين يلح علي بشده وتخيلت عنوانه سيكون

الرجولة الجريحه

او مثلا

الانوثة والدنياصور اشياء قد تتشابه حقا

ولكن كان يحجمني دائما كيف اصيغ الامر بطريقة سليمة واتفادي اخطاء وقعت فيها من قبل بخلطي ما بين عمل المرأة والمساواة

المهم والموضوع يعتمل برأسي صادف ان قرأت كتاب رائع لكاتب امريكي اسمه جون روزموند صاحب اكثر الكتب رواجا في مجال تربية الاطفال والحياة الاسرية_كما هو مكتوب علي كتابه "لانني قلت كذلك" المهم الكتاب مثير والعنوان مثير وافكاره اكثر من رائعه وادعو كل من يعمل بالاشبال او مرحلة ما قبل المراهقة بالاطلاع عليه

ولكن استوقفني في كتابه هذا جزئين تناول خلالها رأيه في عمل المرأة والسعي وراء تحقيق ذاتها

المهم عجبني كلامه ولمس معايا وقلت انقل كلامه علشان لو حد عايز يتهمني بالرجعية والتخلف والتزمت والشعور بالنقص كرجل شرقي يروح ويتهم عمنا جون الرجل الامريكي الغربي

واترككم مع اراءه :




لقد نجح انصار حركة تحرير المرأة في اقناع اعداد كبيرة من النساء انه لايوجد اي تعارض بين السعي وراء تحقيق الذات في الحياة المهنية وبين تربية الاطفال



حينما كنت اقرأ عن احد اللقاءات التي اجريت مع مرأة عاملة متزوجة ولديها طفلان احدهما في الثالثة من عمره واخر لم يتعد السبعة اشهر استوقفتني احدي العبارات التي قالتها وهي:"عندما انجبت طفلي الاول اخذت اجازة وضع مدتها ثمانية اسابيع اما حينما انجبت طفلي الثاني فأخذت اجازة مدتها ستة اسابيع ,وقد كان بامكاني ان اخذ اجازة اطول,ولكن لم يكن هذا في صالح حياتي المهنية"
استمحيك عذرا ! هل ألقيت بطفليك في احدي دور الرعاية بأقصي سرعة ممكنة (بعد ستة اسابيع ) فقط لكي تحققي ذاتك في العمل؟ من هم الاطفال؟ هل هم مجرد هواية ؟ لقد تمت اسضافة هذه المرأة كقدوة تحتذي بها غيرها من السيدات مثال حي علي انه لا اختلاف تماما بين رعاية الطفل علي يد ابوية او علي يد اشخاص غرباء , فالمهم هو ان تسعي النساء لتحقيق احلامهن.
ان المرأة الخارقة التي اجري معها هذا اللقاء تمثل مجتمع اسدل غشاوة فوق عينيه , انها تجسد الخرافة القائلة بأن الطفل لا يتضرر مطلقا حينما يحاول والده الحصول علي الكعكة وتناولها ايضا , فلأن التضحية الذاتية قد اصبحت الي حد ما احد انواع التحقير من شأن الذات , فقد اصبحنا امة مكونة من اسر مفككة وذات اولويات معكوسة وكل فرد من افرادها في حالة دائمة من العجلة ومستنفذ الطاقة والجهد اما الاسر التي لا ينطبق عليها هذا الوصف – تلك التي تتمسك بالاعراف والتقاليد-فقد اصبح ينظر اليها بعين الريبة والشك






وفي موضوع اخر يتحفنا السيد جون ويقول:




علي عكس ما يدعيه المتخصصون, فقد كانت الاسر الامريكية تبلي حسنا حينما كان الزوج هو العائل الرئيسي للاسرة وكانت الزوجة ترعي الاطفال في المنزل
فيما مضي كان الزوج والزوجة يقتسمان بكل بساطة مسئولياتهما , ولكن للاسف فبمرور الوقت ادي هذا التقسيم الي ظهور طبقة مغلوبة علي امرها من النساء وبدأنا نخلط بين ما كانت المرأة تقوم به وما لم تكن تقوم به , وما كان باستطاعتها فعله وما لم يكن باستطاعتها فعله, وقد عمل هذا الخلط علي ضخ الادرينالين في رؤوس انصار حركة تحرير المرأة الجيدة ووفر لهم فرصة مثالية كي يقنعموا النساء الامريكيات بأنهن كن طبقة من الضحايا , ووفقا لادعاءات هذه الحركة فإن المرأة لن تصبح كاملة قد وبالتالي لن تحرر اذا ما ظلت تعتبر ان دورها الرئيسي في الحياة هو ان تكون ربة منزل وهكذا, بدأت النظرة الحضارية المتدنية للمرأة التي تهب نفسها لزوجها واولادها , وبمجرد ان تغلغلت تلك الافكار الهدامة للاسر في عقول النساء وبدأن علي اثرها في الحاق اطفالهن بدور الرعاية ودخلن في سوق العمل بدأ حال الاسرة الامريكية في الانحدار والتدهور , دعنا نصوغ الامر بطرية اخر: منذ ثلاثين عاما وحال الاسرة الامريكية اخذ في التغيير وهذا يعني انه منذ ثلاثة عقود والاسر الامريكية في حالة انهيار وتدهور حالها من الاضعف للاضعف , وكما نعرف جميعا فإن انهيار الاسرة من انهيار المجتمع
باختصار , لن تستطيع الولايات المتحدة الحفاظ علي قوتها الا اذا نجحت اسرها في الحفاظ علي صلابتها , واستعادة صحة الاسرة الامريكية لا دخل له بزيادة او خفض الضرائب او تفعيل او الغاء احد البرامج الحكومية انما يرتبط بشكل وثيق باعادة احياء وتأكيد القيم الاسرية التقليدية والتي كانت تمثل ذات يوم العمود الفقري لهذه البلدة منذ نشأتها

Thursday, July 19, 2007

كلا لن اخاف




كنت اسير وحدي في طريق طويل ...وفجأة حدث شيء عجيب ..وجدت ركبتي تصطك بعضهما ببعض ..فدهشت كثير وجعلت اتسأل لماذا تصطك ركبتي؟!!!
يبدو انني خائف ولكن مما؟!..ولماذا لا يشعر بالخوف إلا جزئي الاسفل علي حين أن جزئي الاعلي لا يشعر به علي الاطلاق ..يبدو انني اصبت بما يسمي الخوف الجزئي

ولكن ما العمل ؟.....

ليست المشكلة في اصطكاك ركبتي بل المشكلة هي وجود شيء يجب أن اخاف منه واموت من الخوف منه ولكني لا اعرفه ولا يصيبني منه الخوف الا القليل

جعلت وانا اكمل السير في هذا الطريق الطويل افكر في الحل فإما أن اقنع ركبتي أنه لا يوجد شيء فتسكن وتتطمئن ولكن هذا لن يتيح لي معرفة السبب الذي دفعني لذلك

وفكرت بأن الانسان اذا تملك من الخوف الشديد فإنه يدفعه لان يأخذ رد فعل عنيف أو سريع

وتوصلت للحل

وهو أن اجعلني اخاف حتي يصل الخوف داخلي الي الحد الذي يجعلني أأخذ معه رد فعل ما أفهم منه أو اعرف الفعل الاساسي ولكن ما السبيل؟

بعد لحظات من التفكير وجدت أنني لو فعلت افعال الخوف فبالتالي سينعكس ذلك داخلي وسأبدأ اخاف ثم اموت من الخوف بعد ذلك

وبالفعل بدأت بجعل نبضات قلبي تتزايد وتضطرب ثم جعلت عيني ترف وتزيغ وأظهرت علي ملامحي الهلع والتوتر

وبعد فترة نجحت حتي وجدت الخوف كله يشملني ويكاد يخرج من اذني التي احمرت بشدة وفجأة وبدون مقدمات ................. وجدت نفسي اجري وبكل ما اوتيت من قوة .. تعجبت كثيرا من ذلك ولكني فهمت كل شيء عندما سمعت نباح كلب غاضب وعازم علي شيء لست اعتقد انه في صالحي ابدا


نعم لقد علمت حينها ما هو الفعل الاساسي ولكني علمت ايضا انني لا اخاف من شيء الا اذا اقنعت نفسي بأني خائف منه

Wednesday, July 11, 2007

موزع الجرائد

موزع الجرائد
كانت تجلس في شرفة منزلها وبيدها كوب ساخن من الشاي وكانت تنظر لتلك الاضواء البعيدة التي أخذتها رويدا رويدا عن الواقع لتلقي بها في بحر الذكريات الجميل وعادت بها الذكريات الي ايام عملها كمحاسبة في احد البنوك في جزيرة الزمالك ..كانت دائما تذهب في معادها وأحيانا تصل قبل زميلاتها ،كانت تحظي بإحترام وتقدير الجميع علي حد سواء وذات يوم لفت نظرها شيء عجيب لفت نظرها الشاب الذي يأتي لهم بالجرائد يوميا ،كان يوجد به شيء غير مفهوم ، لم يكن يبدو عليه اي شيء مختلف عن اي من موزعي الجرائد فهو يأتي يوميا بدراجته ويرتدي الزي المحخصص لذلك ولكن يبقي فيه شيئا غامضا هل هي نظرته ؟ هل هي ثقته واعتداده بنفسه؟ لم تكن تدري ولكنها كانت تجزم بأنه يوجد شيء غامض يقبع خلف تلك الشخصية الغريبة


وحينما زادت حيرتها سألت زميلتها في المكتب المجاور وأخبرتها عن حيرتها فأطلقت زميلتها ضحكة ساخرة وقالت لها: يبدو أنك وقعت في حب مزرع الجرائد
- انا لا امزح ألا ترين فيه شيء مختلف؟


- كلا لااري فيه شيء مختلف إنه مثل أي موزع جرائد ، ثم انني لا اهتم بموزعي الجرائد انا اهتم بإبن صاحب البنك او مدير الفرع هذا الشاب الوسيم أو ...


-: كفي كفي ألا تهمدين أفيقي من تلك الاحلام وعيشي الواقع فلن يأتي اليوم الذي يذهب فيه إبن صاحب البنك لحي السيدة زينب حارة زينهم كي يطلب يدك


-: اليس هذا افضل من ان احلم بمزع الجرائد


- ومن قال اني اهتم به او افكر أن ارتبط به كل ما في الامر انني اري فيه شيء مختلف شيء محير ألاترين نظراته وثقته بنفسه ويبدو من ملامحه أنه مهذب ومثقف ألاتذكرين حينما صاح فيه أستاذ ابراهيم بشدة غاضبا عندما تأخر عن موعده قليلا ألا تتذكرين كيف رد عليه بكل ثقة وأدب وحزم وطلب منه ألا يتحدث اليه ثانية بهذا الاسلوب مهما كان الامر؟


-نعم اذكر ذلك واذكر أيضا أن الاستاذ إبراهيم لم يكن رد فعله عنيفا كما هو متوقع بل علي العكس إبتسم له وقال : حسنا أتمني ألا يحدث ذلك ثانية


- وأيضا حينما طلبت منه مدام نهي تلك المجلة الخليعة رفض بقوة وقال إن هذا ضد مبادئه


-نعم يبدو أن معك حق ، إن وراء هذا الشاب قصة طويلة ، لقد كانت صدمة مدام نهي كبيرة حينما قال لها ذلك وقالت بعدها في ذهول كيف يكون لموزع الجرائد مباديء يحافظ عليها، مارأيك أن اسأله مباشرة عندما يأتي ؟


-لا لا تفعلي ما الذي يعنينا من أمره ، كانت مجرد ملاحظة إنسي الامر


- كما تشائين ، صحيح لم تخبريني بعد هل وجدت أختك وظيفة


-أه نعم ولكن بعد معاناة طويلة نجحت أخر مقابلة لها مع مكتب أستشاري


-انا اعرف أن تكون البنت مدرسة ، طبيبة أو محاسبة مثلي لكن أن تكون مهندسة كهرباء فهذا شيء عجيب


وتستمر الذكريات تنساب داخلها في نعومة وتذكرت ذلك اليوم الذي جاءت فيه اختها صباحا تزورها في مكتبها في البنك ، وبينما تتحدث اختها عن عملها الجديد إذ هبت واقفة وقالت : بشمهندس علاء اهلا بك . ذهلت أختها مما فعلته إختها وقالت لها: حبيبتي هذا موزع الجرائد يبدو أنه قد اختلط عليك الامر
ولكن العجيب أنه نظر الي اختها مبتسما وقال : ارجو ألا تتأخري اليوم . وترك الجرائد وإنصرف وترك خلفه عاصفة من الذهول فهو كان بالنسبة لها منذ قليل موزع جرائد ثم اصبح فجأة مهندس علاء والتفتت لاختها التي أصابها الذهول بدورها وسألتها : كيف؟
غمغمت أختها بلا معني
وعندما الحت عليها قائلة: كيف أصبح علاء مهندس علاء وكيف عرفتينه
قالت إختها: مهندس علاء هو مديري المباشر في المكتب الاستشاري وهو المكلف بتدريبي خلال الثلاث شهور الاولي ولكن كيف؟
- إن هذا لعجيب وهذا قد يفسرالغموض . ثم إلتفتت لصديقتها وقالت : الم اقل لك ان وراءه قصة طويلة

قالت صديقتها : إسمعي أنا لن أعبأ بأرائك وعندما يأتي غدا سوف أغلق الباب ولن أدعه يخرج إلا بعد أن يحكي كل ما عنده ولكن هل تظنين أنه سيأتي ؟ اعني بعدما عرفنا عنه أنه مهندس أو أن أختك عرفت أنه موزع جرائد
- لا ادري ولكني أظن أنه سيأتي ، رد فعله لايدل أن الامر كان مفاجأة بالنسبة له علي الاطلاق وإنما يدل علي أنه كان مستعدا له أو أنه في حالة رضي وقناعة مع نفسه فلا يشعر أن هناك شيء غريب أو متناقض


- نعم يبدو ذلك ولكن كما يقول المثل : يا خبر سوف تدفعين عليه مالا اليوم غدا تعرفينه بلا مال
وجاء الصباح مسرعا ودخل علاء كالمعتاد يحمل الجرائد اليومية حتي أسرعت صديقتها علي الفور وأغلقت باب المحكتب وقالت في جرأة : لن تخرج من هنا حتي تخبرنا عن حكايتك
كان الحياء بادي علي وجه علاء وقال في بساطة: لا يوجد هناك حكاية
وهنا بدأت تتحدث لاول مرة وقالت: عفوا مهندس علاء في البداية كنت بالنسبة لنا شخصية غامضة والان تصبح مهندس في مكتب استشاري كبير كيف ذلك؟
وتتذكر الان كيف بدأ علاء يحكي عن نفسه بملامحه الهادئة وابتسامته الجميلة ، لم تتذكر كثيرا مما قال ولكن تذكر أنه تحدث عن أن مكتب التوزيع هذا يخص عائلته وكان منذ صغره يذهب اليه صباحا قبل المدرسة يوزع نصيبه ثم يستبدل ملابسه ويذهب الي المدرسة وحتي بعد أن التحق بكلية الهندسة لم يجد ضير من أن يذهب كل صباح ليمارس هذا العمل الذي أحبه ويجعله يطوف أحياء القاهرة الجميلة بدراحته فيمتلئ قلبه أملا وحبا وسعادة وحتي بعد ان التحق بمكتب استشاري صار الموضوع بالنسبة له لذة ومتعة فضلا علي انه يحافظ علي ارث عائلته التي صارت الموزع الرئيسي لعدد كبير من المكاتب والشركات والبنوك وهذا ايضا بجانب أنه يعود ليه بعائد مادي لابأس به
وعندما سألته صديقتها : ولكن ألا تخشي أن يراك الناس في صورة غير صورتك الحقيقية
إبتسم علاء ساعتها إبتسامة عذبة وقال : سيدتي أنا لايهمني الناس ما دمت أفعل شيء انا مقتنع به فلا يهمني أي شيء.
ولم تذكر ما حدث بعد ذلك كانت في عالم اخر واحلام ترف علي خيالها المحلق

وقالت لها صديقتها ذات يوم : أقطع ذراعي إن لم تكن نظراته إليك تغيرت
- ما هذا؟ علاء لا ينظر مباشرة الي اي منا إنه شاب ورع واكثر ما يميزه حياءه
- حياءه فقط؟
- ماذا تقصدين؟
- لا اقصد شيء ولكني أردت أن أقول أن معاملته معك قد تغيرت ألاترين حرصه الدائم علي أن يأتي بمجلتك المفضلة رغم أنها تصدر بأعداد قليلة للغاية او علي الاقل السلامات التي يرسلها مع أختك
- أري أنه من الافضل أن تهتمي بعملك ودعك من تلك الافكار المريضة التي في رأسك و.................
- (ماما .. ماما متي سيعود بابا علاء)
إنتزعها صوت إبنتها الصغيرة من ذكرياتها الجميلة وأعادتها لأرض الواقع ثانية ووجدت كوب الشاي في يدها قد برد تماما ، مسحت علي رأس إبنتها وقالت : سيعود حالا يا صغيرتي سيعود.

Friday, July 6, 2007

توك توك حبيبي اتقلب




اذكر ان اول مرة رأيت فيها التوك توك كان في كفر الشيخ وانا عائد من بلطيم ... كان هناك تربض كمية تكاتك مهوله في ذلك الموقف الصغير...كان اشبه بالنمل الصغير وساعتها تمنيت ان اركبه

وبعد حوالي عامان شاهدت اول توك توك في منطقتي ولكم فرحت به شكله حلو وغريب وحاجه جديده غير مألوفه وقلت في نفسي التوك توك هيحل مشاكل كتيره هيدخل في الحتت اللي التاكسي يتأفف ان يدخلها الا بطلوع الروح وطلوع الفلوس وهيفيد في المسافات القصيرة وللناس اللي لاتقدر علي اجرة التاكسي
صحيح هو هيضرب سوق التاكسي لكن الغلابة يموتوا يعني
المهم كنت اتابع بشغف عدد التكاتك في منطقتي في البداية كان واحد ثم صار اثنين ثم ثلاثه ثم اربعه ثم...........حتي وصل كانه هجوم شرس علي المنطقه الهادئه واصبحت الشوارع التي لا تسلكها السيارات مزدحمة بالتكاتك وبالسيارات التي تبحث عن منفذ
لقد ملأ التوك توك كل فراغ في الشارع وازدحمت الشوارع والشوارع الموازيه بشكل فظيع
والمشكله الاخري ان سائقيه شوية عيال بلاخبره وكل شوية خناقه اما مع زبون او مع سياره اخري
وصار من الطبيعي ان اسمع من سائقين الميكروباسات انه اليوم شاط توك توك او اتنين عادي يعني
اما المضحك في الموضوع والذي جعلني اضحك حتي انكفئ الذي قيل عن التوك توك انه اذا صار بسرعه شديده ينقلب علي جنبه

التوك توك اما يمثل ثقافة الوصولية والانتهازية واما علي النقيض تماما يمثل الضرورة الملحة في ان تمتلئ الفراغات الرهيبة بين الطبقات في المجتمع
هل الامر كذلك لا ادري
ولكني الان صرت اكره شكل التوك توك الذي يذكرني بشكل النمل حرامي الحله

لما كان توك توك او اتنين كان الموضوع شيك وجميل لكن لما يكون عشرة تكاتك مع بعض في حته واحده وفي مفترق مهم يبقي الموضوع اصبح كارثة

والجميل في الشعب المصري انه طلع نكت علي التوك توك مثلا لقوه مع عربيه نص نقل بيرضع منها او داخل البنزينه يقول امبو امبو

فصام وإنتقام 2

أطلق ضحكة شريرة بشعة وقال : هيا يا صغيري لاتلعب بالنار أعطني المسدس وإلا قتلتك، لاشأن لك بأي شيء
قلت : وكيف عرفت؟
قال: كنت اتجسس عليه هذا الاحمق حتي حانت اللحظة المناسبة
قلت محاولا إضاعة الوقت: كنت مهددا ولم ارد أن اؤذيك فلم أهاجمه او اطلق عليه النار حاول ان تقدر موقفي
قال: لا اعذار....ثم قال في شراسة : هيا أعطني المسدس قبل أن أقتلك
قالها وهو ينقض علي في نفس اللحظة التي وصل فيها القارب للحافة فقفزت فيه وانا اصوب المسدس علي قدميه ولكن طاشت الرصاصات مع قفزتي وفور وقوفي علي سطح القارب أمرت قائده مصوبا المسدس نحوه: هيا انطلق بسرعة . فأدار القائد القارب في سرعة مغيرا اتجاهه في نفس اللحظة التي قفز فيها هو من علي الشاطئ متعلقا بحافة القارب فإختل توازن القارب فسقطت وسقط المسدس من يدي فنهضت وأسرعت نحوه ولكنه وضع قدميه علي يدي قبل أن تصل اليه ثم إلتقته وصوبه نحوي وأنا ملقي علي الارض وقال في سخرية:من تظن نفسك ايها الوغد ،لقد حكمت علي نفسك بالاعدام
أغمضت عيناي متوقعا أن تنتهي حياتي بين لحظة وأخري وتصمت الحياة داخي ومن حولي والي الابد ولكني فوجئت به يطوح المسدس ويهتف: هيا إذهب يا احمق
قلت ذاهلا: ماذا؟!!!
قال: هيا اسرع ابحث عنها في كابينة القيادة وخذها واهرب
قلت له خائفا: لماذا؟
صاح: صباح الخير أيها الغبي
فهمت ما يعنيه فجريت نحو المسدس فالتقته وجريت نحو مقصورة القيادة بعدما امرت القائد ان يعود للشاطئ ..ودخلت المقصورة لاجدها مقيده ومكممه ففككت وثاقها واخذتها من يدها ثم انطلقنا مصوبا نحوه المسدس وقلت للقائد : ابتعد بالقارب فور مغادرتنا اياه ..أظهر رفضه فنهرته مهددا اياه بالمسدس وعندما قارب القارب من الحافة ضغطت علي يديها ثم قفزنا وأثناء قفزتنا سمعناه من ورائنا يصيح : إنتظرااااااا قالها وهو يجري نحو الحافة ..تجمدت الدماء في عروقنا ولكن تمالكت نفسي ثم صوبت المسدس بيد مرتعشة وضغت الزناد غير متصور أنها قد تصيبه ولكن يبدو أن خطئي في التصويب مع اهتزازة يدي قد جعل الطلقة تصيب فخذه أثناء قفزته فأرتمي يتلوي علي الشاطئ .. ولم انتظر لأري ما حدث له بل جريت نحو أقرب قسم شرطة غير متخيل أن هذا الكابوس قد انتهي
تمت بحمد الله

Saturday, June 30, 2007

فصام وإنتقام


كان ممسكا بالمسدس بكلتا يديه في قوة وتحفزورسم علي وجهه اعتي ملامح القسوة والصرامة وصاح وهو يضغط علي اسنانه:لقد انتهيت، انت الان رجل ميت
قلت له وانا في انهيار تام : سيدي ارجوك انا بريء
صاح في عنف : كفي ،قلت كفي لقد سئمت من هذة الاسطوان المشروخة
قلت والذعر يتلون بألوان سوداء علي وجهي: ولكنها الحقيقة يا سيدي ، لست انا من اخذها
قال وهو يجذب إبرة المسدس مصدرا تلك التكة المعدنية التي لاتعني الاالموت: انت لم تترك لي خيار اخر
قلت : ولكنك لو قتلتني لفقدت اخر خيط يقودك اليها
قال : لا تحاول المراوغة يا فتي ، انت الان بلا فائدة فانت لا تعرف
قلت مبتلعا ريقي في صعوبة كأني اجتره من باطن الارض: لقد قلت انا لست من أخذها ولكني لم اقل انني قد لا اعرف من اخذها
زادت صرامته وثورته في مزيج مريع وقال: وكنت تعرف طول الوقت
قلت: يا سيدي إنه مجرد تخمين
قال: ومن هو؟
قلت: ولن تؤذينني؟!!!
قال: مادمت لا تكذب
قلت: اخشي يا سيدي أن اقول الصواب فتقتلني لاني قلته
قال: لماذا
قلت: اخشي الاتصدقني، اعطني الامان اولا
قال : اعطيتك الامان واسرع قبل ان تصبح رغبتي قتلك بدلا من معرفة من اخذها
قلت : انت يا سيدي
قال : انا ماذا؟
قلت وانا ابكي: انت الذي اخذتها
إنقض علي وجذبني ومن شعري في قسوة وقال: ما هذا الذي تقول يا احمق؟!!!!!!
قلت وقد بدأ الغضب يتناقص لدية مما جعلة يترك صراح شعري: ألا تذكر انك مصاب بالفصام
ردد ذاهلا: الفصام؟!!!!
قلت وقد صعب علي إهانتي فتهانفت وقلت بصوت مخنوق بالبكاء: نعم ولست ادري الان هل انت الشخصية الاولي ام الثانية وهل من الصواب ان اخبرك ولكنك لم تترك لي الخيار كنت ميتا علي كل حال
قال : واين هي الان؟
قلت حقيقة لست ادري لقد تركتني مقيدا وانت بشخصيتك الاخري وإخذتها ولست ادري هل اخبئتها ام قتلتها؟
قال في أسي : ومال العمل اذن؟ هل تستطيع ان تساعدني؟
قلت : كيف؟
قال : انت تعرفني فتقدر ان تحدد الشخصية الاصلية من الاخري الشريرة ومن ثم اعرف هل انا في حالة مؤقتة ام الحالة لالاخري
قلت وقد اشفقت علية: هل حقا لا تدري؟
قال: حقيقة لاادري انا لا اذكر اي شيء مما تقول وان كان عندي احساس انني لست المعتدي
قلت: ولكنك اعتديت علي؟
قال : لا اقصد ذلك ، اعتدائي عليك طبيعي للغاية ما اقصده هو موقفي من نفسي ان الشحصية الاخري الفصامية هي التي لها ميول عدوانية وعدائية
قلت : هل تعني انك الشخصية الاصلية
قال : نعم أشعر بذلك وأرجوك ساعدني علي ارجاعها قبل ان تصاب بسوء
قلت : وما يضمن لي الا تعود فجأة الي شخصيتك الثانية وتدرك انني فتنت عليك فتقتلني؟
قال : لا تقلق سأسعي ان اواري هذه المعلومة عن الشخصية الاخري ولكن هل تقف مع الشر ضد الخير
قلت في تردد: لا
قال وهو يمد يديه بالمسدس : خذ هذا المسدس إجعله معك وعندما اعود للشخصية الاخري حاول ان تعرف مكانها ثم اطلق النار علي احدي قدمي وانطلق لتخلصها
قلت : والمحاكمة والقانون؟
قال :لا تقلق من المؤكد انني سأعود لرشدي وأخبرهم بالحقيقة ولكن لا تتهور وتحاول ان ترد الاهانة فتطلق النار علي رأسي
قلت: ومن ادراني أنك الشخصية الحقيقية ؟
فكر قليلا ثم قال : حتي انا لاادري ولكن الا تري معي اني اقول ما يجب ان يكون واقف مع الخير والصدق؟
قلت : بلي
قال : قد تكون الشجصية الثانية خيرية فيكون ذلك في صالح المسكينة
قلت : معك حق ولكن ماذا افعل الان؟
قال : سنخرج للبحث واذا جائتني الشخصية الاخري اثناء البحث افعل معها ما اخبرتك به
قلت في توتر: أخشي ان يتطور الامر
قال : انت معك المسدس وانت في جانب الخير فإفعل ما تراه صائبا عندئذ . ثم إلتقت سترته وقال : هيا بنا
خرجت وراءه وانا ارتجف واخشي لحظة المواجهة
فسألت : الي اين نذهب؟
اجاب : احاول اناغوص في عقلي الباطن عسي أن احصل علي معلومة هنا او هناك اي سأترك قدماي تسير في اي اتجاه
ولكني قلت في قلق : ماذا لو وجدناها ثم افقت انت ؟ ثم كيف اعرف انك اصبحت الاخر
قال: اذا وجدناها فاطلق النار علي قدمي ثم خذها الي اقرب قسم شرطة وقدم بلاغ ضدي
قلت : وماذا عن معرفة ايهما أنت؟
قال باسما: لا تقلق سأقول لك كل خمس دقائق صباح الخير فإذا توقفت فإعلم اني لم اعد انا
قلت محاولا الابتسام : اتفقنا
سرنا بمحاذاة الشاطيء صامتين الا من كلمة صباح الخير التي يقولها مبتسما كل خمس دقائق .... وبعد حوالي نصف ساعة وجدتة يهتف : اشعر وكأنها قريبة من هنا ، ليست لي ها هنا اية اماكن تخصني او ملكي
قلت موضحا: هو لن يستخدم شيء تعرف مكانه سيجعل له بعض الخصوصية حتي لا تعلمها انت
قال مستفسرا: الم يشير بأي كلمة الي هذا المكان ، طبيعته او عنوانه حاول تذكر إن في ذلك حياة انسان
قلت : كان يقول اشياء غير مفهومة عن انه سيعذبها بأكثر شيء تكرهه في حياتها
بدت عليه إماران التفكير ثم صاح : ياالهي إنها تخشي البحر والمراكب
قلت : اتقصد انها الان في عرض البحر قد سجنتها هناك اقصد سجنها هناك إذن كيف عدت؟
قال: لا ادري انه امر محير
قلت : اخشي انه يوجد شركاء
قال : يبدو ذلك ولكن هذا لا يعني انهم اشرار ويتعاونون معي قد يكون هذا مقابل المال وعلي العموم هيا نذهب لمؤجرين القوارب نسألهم وقد يتعرفني احدهم علي الفور فنجعلة يأتي بالقارب علي انه انا ليأخذني
قلت: فكرة رائعة
وحدث بالفعلكما توقعنا وقفنا منتظرين القارب ان يأتي
قلت: من رأيي الا تصعد القارب وسأصعد أنا ثم اذهب لمكان اخر ومنه اذهب لا قرب قسم شرطة
قال : نعم الرأي
ولاح القارب يقترب حتي وصل الي الشاطيء فتقدمت الي الحافة كي اقفز في القارب فور وصوله للحافة ولكني وجدته يمسكني بقوة من الخلف ويصيح: انتهي العبث ايها الوغد هيا اعطني المسدس
قلت مذهولا : ماذا دهاك ؟ ........ ثم تذكرت أنه لم يقل صباح الخير منذ عشرة دقائق
إنتهي الجزء الاول ويليه الجزء الثاني والاخير في البوست القادم بإذن الله