Monday, December 31, 2007

دعوة للتدخين

هذه الدعوة نشرت لاول مرة في اول مجلة مطبوعة لموقع كل الطلبة العزيز
ولكم يشرف الانسان ان نال شرف أن يشارك في هذه المنظومة الجميلة منظومة كل الطلبة

هذه دعوة للتدخين

يبدو أن التدخين رغم ما يقولونه عنه الا ان فيه ما يجذب الناس اليه

ليس بهذا السوء الذي يتحدثون عنه

قد يكونوا متحاملين

نحن الان بصدد ان نري ما هي المتعة التي في التدخين

استعدوا جميعا

فهذه دعوة

دعوة للتدخين


يسير في ثقة ..يرتدي ملابس انيقه .. يشيع حوله ابتسامات في كل الجوانب.. تفوح منه رائحه عطر قوية..كان يتهادي في مشيته في حين امتدت يده لجيبه لتخرج
علبة السجائر المدهبه والتي يتخللها خطوط فضية رقيقة .. وفي رشاقة امسك بيده بقداحته التي تتناسق في الوانها مع علبة سجائره واشعلها ثم اخذ نفس عميق ملأ به صدره وهو يغمض عينيه شاعرا بحرارة الدخان تتغلغل في صدره ثم يخرجه من فمه صانعا سحب من الدخان التي تتلوي وتكون اشكال كان ينظرها في تأمل وهو مايزال يسير والناس تنظر اليه في اناقته وشياكته ورشاقته في تدخينه الذي ينم علي المهارة والخبره
كان يشعر بالثقة كلما اشعل سيجارة ويشعر كأنه يمتلك هذا الدخان وكان هذا يزيد من شعوره برجولته وقوته بين الناس يبدو انه كان نقصا ما في شخصيته استطاع ان يخفيه تحت سحب الدخان الكثيفة التي تخفيه عن اعين الناس الناقدة
كان يشعر انه يملك الدنيا وانه الاقوي والافضل والاسعد
كان يسير في طريقة حتي قابل صديق له لم يره منذ فترة طويله ولدهشته وجده يتصرف بثقة وحضور وقوة وعندما عزم عليه بسيجارة من علبته المدهبه
نظر اليها صديقه بدهشة وقال : ماهذا؟ انا لا ادخن ولا ادري لماذا يدخن الانسان
ابتسم من كلام صديقه وكأنه يعلم مالا يعلمه صديقة المسكين وقال: السيجارة يا صديقي تمنحك شعورا بالراحة والهدوء وتجعلك تعيش في جو جميل رائع
قال له صديقة : جميل ورائع نعم ولكنه مزيف وهم ومؤقت ايضا ثم فجأة تعود ما كنت عليه انما يا صديقي استمد هدوئي وراحتي من داخلي لا من اسباب خارجيه تتحكم في مزاجي وسعادتي
قال له في غير اهتمام : لا يهم كل ما يهمني ان اكون سعيد بأي طريقة كانت
رد عليه صديقه في صوت واثق:يكفيني سعادة وفخرا ان صدري لايزال نقيا سليما لم يدخله دخان قط ,هو كما خلقه الله وسلمني اياه ولسوف ارده اليه كما كان
طأطأ صديقه راسه وقد سيطر عليه شعور بالنقص الشديد فهو لم يعد كما كان لم يعد كما خلقه الله

Monday, December 3, 2007

اتهام


قصة كتبتها منذ كنت مراهقا
قبل سبع سنوات من الان
وصادفت وقراتها عندما فتحت أجنداتي القديمة
ولقد اعجبتني
ولقد رأيت اني كنت حكيما حينها
وهذا ما زادني غيظاٌ

وقف قلبي وعقلي امام رئيس النيابة الذي احنقه ان يجدهما مرة اخري امامه وتذكر ما حدث في المرة السابقة حيث قد بلغ الصراع مبلغه وتعنت كل خصم برأيه وبين كل هذا فقدت اتزاني وسقت انا في غيبوبة عميقة ولهذا قد تم تأجيل المحضر الي ان اتعافي
وها انا ذا يصحبني قلبي وعقلي مرة اخري امام رئيس النيابة الذي زفر في قوة قبل ان يقول :ألم تهتدوا الي حل في تلك القضية التي لم تصادفني في حياتي من قبل؟
نظر العقل واقلب كلاهما لبعض وقالا في نفس واحد: لا
فزفر رئيس النيابة مرة اخري وقال : بمن نبدأ ، فلنبدأ بالقلب ..هه ما هي شكواك ؟ فلقد احببت لو اني قبضت علي كيوبيد هذا واحطمه بيدي فهو السبب في كل ما يحدث الان
تقافزت امارات الغضب علي القلب وقال : في البداية لست اسمح لاي شخص ان يهين الكيوبيد والا سأقسم ان يقذف بسهامه الي قلبك ولكن لما تعتبروا القلب هذا ضيف ثقيل او انه عضو ليس له الا ان يضخ الدم فقط ؟!! ألم تدروا أنكم بدون القلب لن تسطيعوا الحياة أو لم تدركوا ان القلب هو المهد والمكمن للحب الذي هو من اهم العلاقات بين المخلوقات وحتي وان لم تعترفوا به فهو معكم مذ لحظة مولدكم فأ .....
قاطعه العقل صائحا في ثورة : لسنا هنا كي تقص علينا فلسفتك في الحياة ولسنا هنا ايضا كي نستمع الي محاضراتك!!!!
نظر له رئيس النيابة وقال له : لا تتكلم حتي يحين دورك ودعه يتكلم
فقال القلب وهو يرمق العقل بنظرة شامته : اذن فالقلب له دور كبير ولا يجب ان يتجاهله احد ولا يلقي برأيه عرض الحائط وقضيتي يا سيادة الرئيس أني احببت وتعلقت بأجمل واحلي فتاة في نظري لها مشاعر رقيقة ، حنونة ،تغدو كالنسمة ، ملكتني ولا استطيع النوم
أشعر كأنها خطفتني مني فلم اعد استقر مكاني واريد ان ارافقها طوال عمري فانا احبها حبا حقيقيا ولا استطيع ان ابتعد عنها او ان لا اراها لساعات قليلة
فلو طلبت روحي ما بخلت بها
لو طلبت ان انبض لها كي تعيش فلا مانع عندي
ولكن المشكلة تكمن في هذا العقل المعاند فما احاول أن افعله كي اتقرب منها يبعدني هو ويحاول أن يحرمني منها ومن مرافقتها ويضع أمامي عقابات لا تنتهي واشياء حمقاء تدل علي انه لا يعترف بالحب النابع مني وهذه اهانة لا اقبلها ثم يأتي في النهاية ويتهمني بالحماقة والاندفاعية وأن مشاعري وعواطفي لم تنضج بعد فهذا مما لا يسكت عليه فأنا اريد حقي المسلوب
رفع رئيس النيابة رأسه لاعلي وقال للعقل : ما هي شكواك وما هو ردك علي ما قاله القلب؟
تراجع العقل في مقعده بظهره الي الخلف وتنهد وقال : سيادة الرئيس إن هذا القلب لا يدرك شيء في الحياة ، إن له أن يحب فقط فلا يفكر في عواقب الامور فهو لم يفكر فيمن يحبها ، لا يهمه عادات أو تقاليد او حتي احكام عرفيه أنه حتي لم يفكر فيما هو بعد هذا الحب ..أن النهاية الطبيعية يا سيادة الرئيس لكل حب هي الزواج والزواج منها يعد مستحيلا ، اللهم إن حدثت معجزة أو وقع في يدي خاتم الملك سليمان أو مصباح علاء الدين
إن فهذا الحب عقيم عقيم ....فإنه يجهدني ويعذبني ويضعني في مواقف محرجه ومشاكل ديبلوماسية لا حصر لها
وفوق هذا وذاك انا لا ادري اذا كانت مشاعره هذه حقيقية ام لا ، انه ياسيادة الرئيس في مرحلة المراهقة حيث لا تستطيع أن تتبين أذا كانت مشاعره حقيقية أم أنها مجرد نزوة او اعجاب او انبهار لقد قلت ما عندي وسأترك الحكم لك وبما انك قد مررت بتلك المرحلة فستحكم أن كان رأيي صواب أو خطأ
ران الصمت علي الحجرة الي ان قطعه رئيس النيابه قائلا : اعتقد انه من الافضل ان يحكم بينكم من يحتويكم بداخله ونظر الي وقال : انت الذي سوف تحكم وتقرر هيا اني انتظر حكمك
بلعت ريقي ونظرت الي عقلي وقلبي وكل منهما يستحثني بنظراته للتحدث بما يرضيه وبعد تردد قلت : لن استطيع أن أأخذ برأي واحد منهم واترك الاخر فان اخذت برأي القلب وحده اكون كشخص احمق انساق وراء مشاعره دون اي اعتبار للقيم والمبادئ والظروف المحيطة وسوف يؤدي بي قلبي الي الهلاك بعينه والتحطيم النفسي حتي اذا أصبت بصدمة فأفقد حياتي كلها لان القلب رقيق لغاية لا يستطيع حمايتي لسبب بسيط انه يحوي ارق وانهم واغذب شئ في الوجود هي المشاعر سهلة الجرح
وفي الناحية الاخري لن استطيع أن أأخذ برأي العقل وحده لانه سيصبغ حياتي كلها بالون المادي وتصبح كل حياته مادية جافة وهذا ما يتنافي مع الطبيعة
لذا فان الطبيعي أن يوازن الانسان بين فكره وعواطفع وألا يطغى احد علي الاخر
وانا سأحب بقلبي ولكن سأحميه بسياج من العقل حتي احافظ عليه
قال رئيس النيابة : لم تخبرني بعد ماذا ستفعل
قلت وانا في حسرة : سأنتظر المصباح
قال الرجل : عفوا ماذا قلت
رفعت رأسي وقلت : مصباح علاء الدين