Monday, November 29, 2010

في الهايبر ماركت

قد قيل ان فكرة الهايبر ماركت هي فكرة يهودية بالاساس ظاهرها برئ وفي باطنها اشنع عمليات الاستغلال والاستهلاك في ابشع صوره
تعتمد الفكرة علي وجود كل الاشياء التي قد تحتاجها في حياتك في مكان واحد ولا تحتاج ان تتعب في البحث عنها
فكرة رائعه وجميلة لكنها في المقابل فكرة تجارية تعتمد علي طبيعة النفس البشرية الطماعة مفداها انك تدخل لكي تشتري شيء او اثتين علي الاكثر لتجد نفسك تخرج بعشرين شيء علي الاقل تحتاج او لا تحتاج اليه
أن تدخل الهايبر ماركت فتبدأ اولا بحسب عربة كبيرة فتدفعها امامك
وفي ذلك فكرة عبقرية ايضا نحي اليهود عليها فعندما كنت تذهب الي السوق العادي الذي يفترش فيه الباعه الارض وتحمل انت في يديك الاكياس الملونة بعد اختفاء الكياس السوداء لظروف صحية ،كان يحد من شرائك في وزن مشترياتك
فلن تشتري اكثر مما تستيطع ان تحمل
لكن في الهايبر ماركت هذه ليس مشكلة علي الاطلاق ولن تعتبر كعامل يحد من كمية مشترياتك
بس علي العكس الدنيا لذيذة وتسير علي عجلات صغيرة
عندما تدخل الماركت تبهر عينيك كمية رهيبة من المنتجات والاصناف والاشكال والانواع ، ستجد كافة شيء يا ذوق
ستنعش كل هذه الكميات والانواع ذاكرتك المسكينة فتتذكر انك كنت تحتاج كذا وكذا وانت الان تحتاج كذا وكذا وسوف تحتاج كذا وكذا
كل هذه الكذات عندما تجتمع سويا سيكون الناتج مريعا للغاية ولكن لن تعرف ذلك الا عندما تقف عند الكاشير وتعرف رقم المجموع
انت تنظر لسعر كل منتج علي حدة ، لا اختلف معك في ان سعرها رائع ومدهش ولكن النتيجة انك اشتريت خمسين منتج باسعار رائعه حاصل جمعهم اكثر مما تحتمل مزانيتك حيث ان نصفهم قد لا يكون ضروريا الان
قد تكون رائع في عملية الجمع ولديك القدرة علي ظبط نفسك والتحكم فيها فلن تنبهر باي شيء لا تريده هنا تأتي الضربة الرائعه لهؤلاء اليهود الا وهي العروض
ستجد في الهايبر ماركت عروض كثيرة ومذهلة علي منتجات كثيرة تحتاجها او لا تحتاجها وانت بدافع انها فرصة تشتري
ساعتها لن تقاوم الانبهار او الانبطاح الاستهلاكي
ستجد كل الناس حولك تجري كالملهوفين علي شراء العروض وانت لن تقف ساكن
وبعد ان تشعر ان الامر قد زاد عن الحد وان بيتك موشك علي الخراب تتوقف وتقرر ان تذهب الي الكاشير
وانت تقف في الطابور الطويل امام الكاشير تستند في ارهاق علي العربية وفكرك مشغول ومهموم كطالب ثانوية عامه ينتظر المبلغ الكلي لكل هذا الجبل من المشتريات تشد عينيك منتجات لذيذة معروضة بشكل جذاب واسعارها بسيطة
ستقول لنفسك ضربوا الاعور علي عينيه فقال هي خسرانه خسرانه، ثم ان سعرها لن يفرق كثيرا
ستشتريها قطعا
كل ما فات كان وانت وحدك فلو كانت زوجتك معك فتوقع ان تكون الزيادة اكثر من 75 في المية وتصل ل 100 في المية
انت لن تحب ان تكون حارم زوجتك من شيء في حين انها فقط تحت تأثير الانبهار والاستحواذ وهي ايضا تتوقع منك انك عامل حسابك وانت مسكين انت الاخر
ولو كان معك طفلا فتأكد ان كل انواع الحلويات والشيكولاتات المعروضه بطريقة رائعة لجذب صغيرك ستكون في عربك الممتلئة
انت لن تترك ابنك يبكي ويفضحك امام الناس وانت ايضا تحبه وتريد ان تبسطه وليس ذنبه انك اشتريت اكثر مما تحتاج سواء اصناف او كميات
لا املك الا ان نشيد بهذا الفكر التجاري الناجح الجدير بأن يخرج من عقلية يهودية اصيلة
وبما اننا لسنا من المترفين ولنا ميزاينه محددة من المرتب الذي قد لا يصمد حتي منتصف الشهر
وتوجد اوليات اخري
وبما اننا نرفض ان نكون استهالكيين بدون تفكير
وبما اننا نرفض ان نكون مضحوك علينا ونفعل بالظبط ما يريده هؤلاء الجشعين
وبما اننا نريد ان نتحكم اكثر في نفوسنا ورغائبنا
وبما اننا نعيش في بلد اكثر من نصفه تحت خط الفقر
فيجب ان نفكر اكثر ونأخد حذرنا قبل دخول هذه الاسواق
لذلك هناك بعض النصائح التي قد تجدي وتحد قليلا من اضرار هذه الاسواق
اولا وقبل كل شيء يجب ان تحدد ما تريد فعليا الان ولا تهتهم كثيرا بما قد تحتاجه في المستقبل فهذه المحلات موجوده دائما ولن ترحل
ثانيا حدد مبلغ معين كحد اقصي للشراء لا تزيد عنه مهما كانت الاغراءات
ثالثا يفضل ان تذهب بمفردك بدون زوجتك او اطفالك وتأخد من زوجتك ورقة بها كل الاشياء التي تريدها
طبعا زوجتك التي في البيت وتكتب ما تريد غير زوجتك التي في الهايبر وتشير الي ما تريد
الفارق كبير للغاية
لو كانت النقط السابقه صعبة عليك فيوجد طريقة بدائية للغاية هي ان لا تسحب عربية خذ الباسكت الصغيرة واشتري حتي تعجز يديك عن الحمل ويفضل هنا ان تأخذ زوجتك مع وتعطيها باسكت اخر
مشهد الناس وهم يخرجون من هذه الاسوق وهم يحملون اطنانا من الاكياس الممتلئة يدمي قبلك في حين انك في بلد غير منتج
بلد يعتبر اهم مميزاته انه سوق كبير لكل تجار العالم
بلد اكثر من نصفه يعيش تحت خط الفقر

Saturday, November 20, 2010

الخطاب الاخير

هذا هو السفر الاخير
قدر الصغير مع الكبير
والموت سهم نافذ يفني الغني او الفقير

هل مات الشيخ طلبة حقا ام ان ما حدث كان حلما بل كابوس احمق
هل امس كان حقيقيا ام خيال مرهق بئيس
هل حقا علمت بخبر وفاة شيخي ومعلمي الشيخ طلبة
وتركت كل ما بيدي وبعقلي واسرعت مجنونا للسيدة زينب، لبيته الاثير، اراه...للمرة الاخيرة
صدمات حياتنا تشكلنا بنفس درجة قربها منا
سمحوا لي فقط ان ادخل عليه كما كنت ادخل دائما في السابق ولكنه لم يكن متكيء علي مقعده المقدس ولا تتحرك منشته في حركتها الدائمه رغم خلو الغرفة من اي طير
كان شيخي العجوز صاحب البريق الامع في عينيه
صاحب العقل الفتي والاحساس الدفاق
كان هناك بجسده العذب مسجي علي فراشه
وكعادتي دائما لم يستوعب عقلي معني انه قد مات
اين ذهب بكل ما فيه من علم ودموع وابتسامات وروح وحكمة وتوجع وفرح
كيف يتواري كل ذلك تحت التراب مع جسده
مات الشيخ طلبة وأخذ مني شيء ما معه
شيء يجعلك خائفا كما لم تكن من قبل
شيء يجعلك تشيخ قبل اوانك بسنين
شيء ما ولن تدركه
العالم مخيف يا شيخ طلبة
رغم سني عمري التي تقترب من حدود الثلاثين الا اني كنت اعتبرني طفلا صغيرا تائها في رحاب حكمتك
لو كنت ادرك ان الموت أمن لكنت طلبت ان ارحل معك
كان الامس يوما جديرا ان يملأ حياة بأكملها
قبلت جسمانه الطيب وتشبست بيده الساكنه لثوان استمد منها شيء ما لعل فيض من حكمة او يقين يتسلل الي
كنت احتاجك الان يا شيخ طلبة كي احكي لك كيف فقدتك
اريدك ان تخبرني كيف اصنع وكيف اتصرف
تركته وخرجت من غرفته خاوي الجوف محترق
سمعت أحد ما يناديني علي استحياء
كانت حفيدته الصغيرة التي اعتدت ان تفتح لي الباب دائما
اعتقد انها تودعني الوادع الاخير انا ايضا
كانت عيونها حمراء وتمسك في يديها ورقة مطوية تمدها لي
قالت:لقد تركتها جدي لك، واوصاني قبل موته ان اعطيها لك، قد كان يحبك
قالتها واندفعت للداخل باكية
كنت اشعر اني احيا في اللامكان واللااحساس
اسير كالسائر علي القمر لا يشعر بملمس الارض الصلب
في الشارع كان هناك اناس كثيرون ينتظرون موعد الجنازة
انزويت في ركن بعيد وجلست علي الارض وفتحت الورقة وأبعدتها قليلا عن طريق دموعي
وطالعتني سطور الشيخ طلبة بخطه المهتز بفعل السنين
بني الحبيب
لعلي لا اكون في الحياة حينما تقرأ هذه السطور القليلة التي اردت ان ابث فيها كل ما سيمنعني الموت من ان اعطيك اياه
أحببتك من كل قلبي من اجلك ولانك واحد من هذا الجيل المسكين في ذلك الزمن العجيب
مساكين انتم في عالم مفرداته اصعب واقوي من عقولكم ومن قدراتكم
ستنحتنون في اسوار عاليه لكي تروا النور
سيكون نقل الجبال اهون عليكم قليلا من تنظيف بلادكم من الفساد او ملاحقة اثاره
كنت اشعر ان علي مسئولية كبيرة لهذا الجيل
ولا املك الا بضعه كلمات لعلها تفيد او تجد اذن واعيه
لا سبيل إلا بعوده عاقله مدركه لكتاب الله وسنة نبيه واستعياب حقيقي للواقع وطبيعه الصراع وماهية الاعداء
لا سبيل الا بيقظه عميقة تدب في اوصال كل الناس
لا سبيل الا بعلم بإيمان او إيمان بعلم
لا سبيل الا بيقين صادق قوي بأن الله لا يزال يحكم هذا العالم ولم يتركه لعصبة من الظالمين او الجبابرة
الله قاهر قادر وشاء ان يجعل كل شيء بسبب
كونوا انتم السبب لانفاذ اقدار الله في الارض
رسالتي لكل اخ ملتزم إن كان يهتم بالعلم الشرعي وبالصحيح والضعيف وما يناقض العقيدة واسباب انحراف المعطله والمشبهه أن يولي بعضا من اهتمامه بالحياة من حوله ويدرك ابعادها من خلال تلك اللعبة الكبيرة التي رغم وعيه من وجهه نظره الا انه لا يزال جزء منها
جزء صغير
لا نصر حقيقي الا تحت لواء الله
ولن يكون تحت لواء الله معقدون او فاشلون او مرضى نفسيين
بل اخوة في الله يتشربون بعقولهم كتاب الله وسنة الحبيب محمد
مسلحون بعلوم الحياة التي تجمع ما بين علم دين وعلم دنيا
تجمع بين الحكمة وعلم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ
هذا هو السبيل يابني
يعز علي فراقك
ولكنك تعلم انها دنيا
مجرد دنيا
نلتقي عليها حينا ثم نفترق
المهم اننا حين نلتقي يكون كل منا معه ما يقر عينه
ورغبتي الاخيرة منك أن تكتب سلسلة قصصية عن حياة شاب مسلم حقيقي يعيش في القرن الواحد والعشرين ويعيش حياة حقيقية واقعيه منطقيه بلا مثاليات تقلتها او هبوط يلوثها
بل حياة بشرية تصبح رصيد حي لكل شاب حيران كان قدره ان يكون من هذا الجيل المسكين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والي لقاء في مقعد صدق

وداعا والقلوب دم
ذرا الاحزان تتضرم
ودمع ساكب يجري
علي الوجنات يرتسم
فراقك فت في عضدي
وشل لاجله القدم
ورمسك بات في خلدي
مادام عاشت القيم
رحلت بغير ما خبر
وذاع بوجدي الالم
فجعت وقلبي المكلوم
لا يرقي فيلتئم
حميدا كنت في الدنيا
كريم الطبع ملتزم
وكنت لنا بها املا
وسعيك في الهدي قدم
وعشت بها علي حذر
وغيرك راتع نهم
وانت اليوم في شغل
وجرحي نازف كلم
فياربي رفعت يدي
وكلي خاضع لكم
الا ادخله دار رضاك
وفي الفردوس ينتظم

Friday, November 5, 2010

ابن حياة

اسمي احمد ولن اكون يوما ما وليد
انا احمد الذي يدخن ويرسب كل سنة عن جدارة واختيار
انا احمد سليط اللسان وأأتي لاهلي بالمصائب والمشاكل اينما حللت
بينما وليد
وليد الذي كان....
"ياريتك انت اللي مت وكان وليد اللي عاش"
قالها أبي في لحظة غضب عنيفة،قالها وهو يطردني من البيت، قالها ولم يكن يدري لو كنت انا وليد لما كنت في الدنيا حتي الان
خرجت من بيت ابي ولم استطع ان امنع نفسي من الحزن رغم قسوتي الشديدة علي اهلي بل علي نفسي، لم اكن ابكي علي كلام أبي فأني اعذره بل لأن ابي بكلامه ضغط علي حرج عميق كنت اداريه في نفسي منذ سنين ولم تفلح محاولاتي الا ان تزيد الامر بؤسا وغما
كلام ابي اعاد الي ذكري يوم مشئوم حزين ،يوم لم يطلع له امل او بركة، يوم بألف يوم،يوما سرق مني كل الايام
ذهبت انا ووليد مع ابي لنروي أرضنا ،هكذا كنا نفعل دائما،كانت ارضنا كائنة في البر الاخر للرياح البحيري الذي يبدأ من القناطر الخيرية مرورا بقرى محافظة الجيزة وحتي يصل لمحافظة البحيرة شمالا
كنا نعبر الرياح بالمعدية التي تعبره منذ مئات السنين ،كانت حنونه ودافئه رغم انها كانت بلا نوافذ ولا تحمينا من تيارات الهواء البارد
ولكني عرفت قيمتها في ذلك اليوم الحزين، هي لم تقصر معنا ابدا هي وقبطانها العجوز عم صالح ولكنا نحن الذين تأخرنا، انتهينا يومها من الري بعد منتصف الليل وكانت هي كأم عجوز تعود لبيتها في العاشرة مساءا
ولم يكن هناك بد من الرجوع ليلا في ذلك اليوم البارد، لم يكن هناك مكان يصلح للنوم، واعتمد ابي علي قارب صغير يخص أحد معارفه لينقلنا للشاطئ الاخر
كنت انا ووليد في القارب البارد نحاول بأكف متصلبه من البرد ان نجدف بقوة تقاوم التيار الشديد
كان كل شيء مستقر فلم تكن هذه اول مرة نعبر بها بالقارب، ارتاح ابي في اخر القارب قليلا من ارهاق اليوم وتبادلنا انا ووليد التجديف
في منتصف الرياح شعرنا بارتجاجة في القارب،مددت برأسي لأري علي ضوء القمر دوامة فضية تجذبنا اليها
في اللحظات التالية تكدست الاف اللقطات والمشاهد في عدة ثوان وجدنا بعدها انفسنا في الماء جوار القارب المنقلب
لحظات عصيبة لا اريد ان اتذكرها ولكن كانت اخر لقطة هي التي تحكي كل شيء ،كانت عندما لمحت ابي يمد يديه لالتقاط يد اخي وليد الذي يجذبه التيار بعيدا عنا
فقد ابي اعصابه وهو يصيح في وليد ان يقاوم ،كنت مذعورا مصدوما لا افهم ،وليد يبتعد وابي ينهار والقمر هناك بعيدا يرسل ضوئه البادر الفضي كخنجر حاد يقطع بها المشهد بيننا وبين أخي والي الابد
مشهد اهل القرية وهم يقفون بالمشاعل قبل الفجر في قبضة البرد يدمي قلبي المجروح
بعد ثلاث ليال وجدنا جثة اخي الذي ودعته جسدا بالغا مفعم بالحياة والحنان صار جثة صماء لا تشبه
قالوا كثيرا عن وليد عن خلقه واخلاقه عن كرمه وابتساماته عن حنانه وتأملاته
ولاول مرة اسمع هذا النعت
قالوا عنه انه ابن موت
كان فيه كل ما يتمناه الاب في ابنه ويجعله يفخر به في اي مجلس
ولكن ذلك لم يشفع له في ان يعيش الحياة
مات وليد بكل دماثته ورفيع اخلاقه وبقيت انا
وانا اريد الحياة
وفهمت اني يجب الا اكون ابن موت
انا ابن حياة
لن اعيش كوليد
سأعيش كأحمد
سأهرب من الموت بسوء اخلاقي
استعدت كل ذلك وانا اتسكع في طريقي البارد وقادتني قدماي لشاطئ الرياح
لنفس النقطة التي فقدت عندها وليد وفقدت فيها نفسي
وجلست ابكي ولاول مرة
لم ادري كم مكثت علي هذا الوضع حتي شعرت بيد تهزني ،كان عم صالح سائق المعدية
كان قد مل من نصحي كلما رأني فقد كنت اقابله بردود قاسية عنيفه
ولكن عندما راني منكسر ابكي شجعه ذلك ان يربت علي كتفي ويتكلم كجد حنون مترفق
تكلم كثيرا عن اخلاقي وصورتي امام نفسي وامام الناس
صحت من بين دموعي اني لن أكون مثل وليد ابدا عايز اعيش عايز اعيش
وزادت رجفتي من البرد ومن ثقل الموقف علي
اخذني في حضنه وقال يابني
نحن يا بني لانموت بالاسباب العظيمة
نحن نموت بأتفه الاسباب
نموت فقط لاننا سنموت
ليس للامر علاقة باي ملابسات
تحدث لنا الاشياء فقط لانها مقدر لها ذلك
وليس لبراعة او ذكاء او ترتيبات او احتيطاات دور في ذلك
وليس لسوء اخلاق او حسنها
واذا اردت ان تعيش الحياة فعش حياة كريمة نظيفة فالموت افضل لك مما انت فيه
أقدار الله نافذة يا بني
تركته في معديته العجوز وسرت بمحازاة الشاطئ اشعر ان استعديني واستعيد ابتسامه اخي الحنون تحت ضوء القمر الفضي

Saturday, August 21, 2010

كل عام انت بخير يا شيخ طلبة

كانت دعوة علي الإفطار من الشيخ طلبة ،وكانت في وقتها تماما رغم زحمة الشغل وزحمة الطرق وزحمة الافكار
شعار المرحلة هو الزحمة اشبه ما تكون بزحمة الرز في إصبع الكوسه
يااااااااه يا شيخ طلبة ..وحشتني جدا ،كيف لم اذهب اليه قط بعد عودتي النهائيه من السودان ،اكتشتف مؤخرا اني لم اكن رائعا دوما كما كنت اظن
قبل المغرب بساعة كنت متوجها الي حي السيدة زينب الجميل الذي اقتنص من التاريخ بعضا من عبقه،هنا تجد نفسك تمشي في رواية من روايات يوسف السباعي او قصة لنجيب محفوظ،تقريبا لا تزال البيوت تحمل رائحة هذا الزمن البعيد
وصلت بيته القديم الجدير بأن يصبح متحفا ،رأيته يتنتظرني ولاول مرة في شباك الدور الاول ،كان الشباك ينقصه المشربية فقط ليعيد لي ذكري رواية عودة الروح لتوفيق الحكيم
ولولا الوقار الذي بدأت اتصنعه بما اني حد داخل علي جواز لكنت صحت باعلي صوتي من الفرح في الشارع :ياشيخ طلبه يا شيح طلبة أهلا أهلا أهلا
ولم يعطيني الشيخ طلبة فرصه اني اشاور وقاري الوليد فأشار لي بيده ان ادخل بسرعه قبل ان اصنع له فضيحه في المنطقة
كان البيت من الداخل مصنوع من الحجر وحوائط البيت عاليه ولونها حائل بفعل الزمن والتلوث
دخلت علي الشيخ طلبة في غرفته المطلة علي الشارع وانكفأت علي يديه اقبلها باشتياق حقيقي ، برغبه عارمه للارتواء من الحكمة بعد صيام أشهر طويلة
في عينيه وتجاعيد وجهه التمس بعض الحنان ،واتنسم بعض اليقين والطمأنينه بأفكاري ومبادئي التي تهتز احيانا وتضطرب في دوامة الحياة ودوامة الافكار
قلت له : كل سنة وانت طيب يا شيخ طلبة
قال مصححا :تقال كل عام انت بخير وليس كل سنة وانت طيب ،،تركت ايه للعامة
ضحكت من قلبي وقلت :تخيل يا شيخ طلبة انا اكتشفت اني بعد العمر ده انا من العامة بالفعل ،الواحد غالبا كان بيشتغل نفسه ،طيب فين الواو ،وانت بخير
قال : ليس لها لازمه
لاحظت تلك الشجرة الكبيرة التي تنمو بارتفاع البيت وتكاد فروعها ان تدخل من الشباك فسألت الشيخ طلبة من فوري:
-دي شجرة تمر حنة يا شيخ طلبة؟
-ابتسم قليلا وقال :هذا هو الجزء الوحيد غير المطابق للروايات التي اصابت مخك،دي شجرة عادية ولا توجد هنا ايضا حنفيه عمومية ولا يوجد سقا ولم يمت بعد، باختصار يابني هذه ليست رواية السقا مات
قلت :ماشاء الله عليك يا شيخ طلبة ، لم يفقدك صيامك قدرتك علي المزاح ، مع انهم يقولون انهم في مثل سنك يكونوا اكثر عصبية
ضربني بالمنشة وهو يضحك قائلا : الملافظ سعد يابني
تصنعت الجد وانا اقول :وحشتني يا شيخ طلبة ،بعدي عنك ليس عدم احتياج فسأظل احتاج اليك للابد ولكن الحياة اصبحت صعبة للغاية يا شيخ طلبة ،ظروف العمل والمواصلات تجعل الواحد يعيد النظر في علاقاته
يعني يحسب العملية بالعكس ،يشوف لديه كم من الوقت المتاح ثم ينشيء علاقات علي قده ، يعني علي قد وقتك المتاح لم علاقاتك
كان قرأن المغرب يأتي من احد مساجد السيدة ، كان صوت القارئ هو الاخر معبأ بالحنين وهو يقرأ سورة القصص :لا تخافي ولا تحزني إنا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين
ياه كم اليقين والطمأنينة في هذه الايات
افقت من شرودي علي صوت الشيخ يسألني :اخبارك ايه يابني واخبار عروستنا ايه ؟هتتجوز امتي طمني
قلت :الحمد لله ياشيخ طلبة كله تمام وارسل اليك سلامات حارة مخصوصة وان شاء الله الفرح هيكون يوم 24 سبتمبر ان شاء الله
قال بفرحة وقوره حقيقية تليق بسنه:ماشاء الله ، الف مبروك يا بني الف مبروك وهيكون فين ؟
قلت : في مسجد الارقم في شارع مكرم عبيد ،عايزك تشرفني يا شيخ طلبة وتقول كلمة كده كبيرة رائعة مدهشة
قال بتأثر :لو كان هناك بقيه في اجلي سأتي لك علي عنياي
كدت ابكي تأثرا ولكن مع الصيام والجفاف اكتفيت بقول : ياه يا شيخ طلبة ،ربنا يبارك فيك ويعطيك طول عمر في صحة طيبة ،كنت عايز اكلمك في مواضيع كتير متراكمة فوق بعضها يا شيخ طلبة..
قاطعني قائلا : لا استني استني ، بعد الفطار ان شاء الله ارغي كما تشاء ، بقي علي المغرب اقل من عشر دقائق
تذكرت شيئا ما فقلت متهكما :صحيح يا شيخ طلبة ،انت بتفطر علي منقوع الدووم برضه؟
ابتسم في خبث طيب وقال : لايابني ،نحن نفطر علي التمر سنة عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم
تنهدت في سري ولكنه استدرك :ولعلمي بولعك بمنقوع الدوم الشهي اشرفت بنفسي علي تحضير مزيج رائع من الخشاف والدوم ،صدقني سيدهشك
قلت وانا اضحك من خيبتي :وعلي ايه يا شيخ طلبة ،انا مندهش من الان
وفجأة انقطع النور وساد الظلام الا من اشعة الغروب الباهته التي تأتي عبر فروع الشجرة
قلت متعصبا :اهو ده اللي كنت عايز اكلمك فيه يا شيخ طلبة ، تخيل نبقي في 2010 والكهربا تقطع ساعه يوميا في كل حته ،دي كارثة يا شيخ طلبة،ده دليل علي فشل ذريع في التخطيط والانتاج ،كل الخطط في مجال الكهرباء اثبتت فشلها ، ثم نكتشفت اننا نصدر كهربا ، الذي درسته يا شيخ طلبة في الكلية هو اننا نقوم بربط شبكات الكهربا لعدة دول ،علشان ساعه الذورة لكل دوله تقدر تسحب من الشبكة وذلك لاختلاف ساعات الذورة في كل البلاد ، لكن اننا نصدر الكهرباء زي الغاز كده في عز احتياج الناس اليه ، ده اسمه حرام يا شيخ طلبة ، يا شيخ طلبة احنا نفطر علي ضوء الشموع ولكن بدون حصار
انتظرني حتي خرست تماما وقال :الان اعرف مدي حكمتي في وضع منقوع الدوم مع الخشاف ،يابني بعد كل هذا الوقت ولم تتعلم الهدوء ،اهدي يابني ،دانت حتي داخل علي مرحلة يجب ان يكون شعارها هو الهدوء ،ربنا يستر .قالها وهو يغمز بعينه بنفس الخبث الطيب الذي لا ادري كيف
ابتسمت رغما عني وقلت :متخافش يا شيخ طلبة ،بس بجد يرضيك ،احنا نشارك اهل غزة الأفطار علي ضوء الشموع ولكن معندناش اسرائيل
قال :حاول تري الصورة كامله يابني هي ليست ازمة كهرباء فقط بل الكهرباء كانت اخرها ، منذ فترة وانت تعيش في عدة ازمات ،أزمة المياة ثم الغاز ثم القمح والموصلات والطرق بالطبع ثم اخيرا الكهرباء ، تقدر تضع عنوان لهذه الصورة
هتفت بسرعه : البلد باظت
وهنا ارتفع صوت اذان المغرب يأذن لنا بعهد جديد من الامل في الحياة وطاقة من الدعاء المجاب واختراع جديد هو مزيج من الخشاف والدوم
صلينا المغرب ثم أفطرنا وكان رائعا ،الفطار طبعا ،غصت فيه حتي شعرت بأن اي اكل اخر هو تعذيب حقيقي ، حينها توقفت اسفا عن الاكل
مع صينية الشاي قال الشيخ طلبة:يابني هذه سنة الله في ارضه وانت تعرف ان بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر
قلت : طيب المفروض ده يترجم عند الناس ازاي ، تخيل الناس لسه عندها طاقة انها تستحمل ، شعب مصر ده عجيب
قال :تخيل انت اني قرأت دراسة عن ان الناس الطيبين اللي في البلد هما السبب في بقاء هذا الوضع المرزي
قلت : ازاي يا شيخ طلبة ، بجد مش فاهم
قال :تخيل معي لو انه لا يوجد ناس صالحين يتبرعوا باموالهم للفقراء ،بعد فترة لن يجد هؤلاء الفقراء ما يأكلوه بل ما يخسروه ، تخيل الوضع هيكون ازاي
قلت : اشبه بقنبله يا شيخ طلبة ، قنبله قادرة علي تفتيت المشهد الرخم الثابت منذ سنين
قال : بالظبط ،ولكن الناس الطيبين في هذه البلد هم اشبه بالمسكن المؤقت لهؤلاء الناس
قلت : ولكن هذا سيكون علي حسابهم، علي حساب المساكين في هذه البلد
قال : يابني وهل يعجبك حالهم الان ، ثم لا تتوقع ان يستمر هذا الوضع طويلا ، شرفاء البلد الاغنياء سيشحتون عما قريب
قلت : مش عارف يا شيخ طلبة انت صدمتني ، كنت اتخيل اننا نقوم بدور بطولي عندما نجمع من بعضنا ونعمل شنط رمضان ونوزعها علي الفقراء ، لم اكن اعرف ان هذا ليس في مصلحتهم
قال : قطعا يابني انا لا اطالبك ان تري هؤلاء يموتون امامك ولا تقدم لهم اي عون ولكن يجب ان تعلم ان الناس تحتاج الي جانب الشنطة تحتاج لان تتعلم الحرية ومعني الاعتراض والخروج من حالة الصمت الكئيبة التي تطمعهم فينا
كما تعطيهم اكل اعطيهم وعي بهذا لا نكون اداة لحفظ الوضع كما هو دون ان ندري وفي الوقت نفسه لا ننتظر حتي يكون الامر اشبه بقنبله بل يكون تغيير حقيقي في المجتمع ، تغيير واعي وليس تغيير غاضب يجرف في طريقه كل شيء
قلت : بارك الله فيك يا شيخ طلبة ،كنت اريد ان اسألك عن التوقيعات وبيان جبهة التغيير والبرادعي
قال وهو ينظر لساعته :وقتك انتهي يابني ، يلا علشان تحلق العشاء في المسجد
قلت متوسلا : طيب اريد منك ردا محددا وهقوم علي طول ، انت ايه رايك في عملية التوقيع
قال :رائعه طبعا ،هذا الشعب سيشعر ان له وزنا ، وان عمومه المشتت سيجد نفسه يتمثل في رقم كبير يطالب بحقوقه ،قد أن للكتلة الصامتة ان يكون لها رأي ولو حتي عن طريق توقيع الكتروني
قلت وانا انهض: بارك الله فيك يا شيخ طلبة
ودعني بنظراته وهو يقول : ربنا يتمم بخير ربنا يطمنا عليك

Sunday, August 1, 2010

لن يجوع

في شرفة قصره المهيب المحاط باالاشجار الكثيفة الخضراء واشعة الغروب الواهنة جلس علي كرسيه الهزاز يتأمل الافق الدامي بين سعف النخيل
ذاب في تأملاته التي تنقله من عالم لعالم ومن ذكرى لاخرى دون رابط منطقي او تسلسل مبرر
واصل خياله سفره عبر الخواطر والذكريات حتي حل بمنطقه موحشة في عقله
كان يؤلمه ان يجوع شعبه
شعب مصر الجميل والعظيم يجوع
صار يموت من الجوع دون مبالغة
توجد اجيال في وطنه تتعامل مع اللحوم علي انها ضيف قليل الزيارات
يحمل هم شعبه ووطنه ولكن لا يدري ما يصنع
(القهوة يا سعادة البيه)
انتزعه صوت الخادم من اسفاره واعاده مرة اخري لشرفته في اللحظة التي اوشكت الشمس فيها تماما ان تختفي عن المشهد
امسك الفنجان والتقط كتاب من امامه لعله يخفف من وطأة الخواطر الثقيله في حنايا عقله،فتحت الكتاب بشكل عشوائي علي اي صفحة فوجدها تتحدث عن قصة للصحابي عبد الرحمن بن عوف : ذات يوم، والمدينة ساكنة هادئة، أخذ يقترب من مشارفها نقع كثيف، راح يتعالى ويتراكم حتى كاد يغطي الأفق.

ودفعت الريح هذه الأمواج من الغبار المتصاعد من رمال الصحراء الناعمة، فاندفعت تقترب من أبواب المدينة، وتهبّ هبوبا قويا على مسالكها.
وحسبها الناس عاصفة تكنس الرمال وتذروها، لكنهم سرعان ما سمعوا وراء ستار الغبار ضجة تنبئ عن قافلة كبيرة مديدة.

ولم يمض وقت غير وجيز، حتى كانت سبعمائة راحلة موقرة الأحمال تزحم شوارع المدينة وترجّها رجّا، ونادى الناس بعضهم بعضا ليروا مشهدها الحافل، وليستبشروا ويفرحوا بما تحمله من خير ورزق..

وسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد ترتمت الى سمعها أصداء القافلة الزاحفة..

سألت: ما هذا الذي يحدث في المدينة..؟

وأجيبت: انها قافلة لعبدالرحمن بن عوف جاءت من الشام تحمل تجارة له..

قالت أم المؤمنين:

قافلة تحدث كل هذه الرّجّة..؟!

أجل يا ام المؤمنين.. انها سبعمائة راحلة..!!

وهزت أم المؤمنين رأسها، وأرسلت نظراتها الثاقبة بعيدا، كأنها تبحث عن ذكرى مشهد رأته، أو حديث سمعته..

"أما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

رأيت عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا"..

عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا..؟

ولماذا لا يدخلها وثبا هرولة مع السابقين من أصحاب رسول الله..؟

ونقل بعض أصحابه مقالة عائشة اليه، فتذكر أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث أكثر من مرة، وبأكثر من صيغة.

وقبل أن تفضّ مغاليق الأحمال من تجارته، حث خطاه الى بيت عائشة وقال لها: لقد ذكّرتيني بحديث لم أنسه..

ثم قال:

" أما اني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها، وأقتابها، وأحلاسها، في سبيل الله عز وجل"..

ووزعت حمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها في مهرجان برّ عظيم..!!


اوجعته القصة علي الرغم من مشاعر البهجة والفرحةبما فعله هذا الصاحبي الجليل
كان ما يؤلمه ان قصته تتشابه الي حد كبير مع هذا الصاحبي
لديه عزبة ومزرعة كبيرة بها عدد ضخم من العجول ملحق بها مصنع للحوم تكفي سكان القاهرة عدة شهور
ماذا يفعل
يشعر بأن عليه دورا ما ولكن كيف
كل منا يحضر لدور ما في حياته ،فحين يأتي فأما ان تلعب هذا الدور وتنجح وتشعر بأن لك في تلك الحياة قيمة واضافه
واما ان ترحل كما جئت مهما كانت مواهبك وقدراتك
يشعر بشكل ما ان دوره قد حان وعليه ان يسرع
علي اغنياء هذا البلد الشرفاء دور كبير وخطير يأثمون اذا تجاهلوه
ماذا يستطيع ان يفعل
يذكر صديقه الذي قرر ان يتبرع لكل شاب من شباب مصر ب خمسه فدادين شريطة ان يزرعها قمح
ولكن سرعان ما تم الحجر عليه ومصادرة ممتلكاته
كاد يصيبه الذهول
القمح سلعة استراتيجية بالغة الاهمية ان لم تكن الاهم علي الاطلاق
كيف يزرعون مساحات شاسعة فواكة للتصدير وخضروات اورجانك للصفوة ولا يزرعون القمح بل يمنعون ان تزيد نسبه القمح عن حد معين
هل يدركون ما يفعلون
هي خيانة قومية
لكن لا يجب ان يفت هذا في عضده
لا يكفي الخير ان يكون خيرا فقط بل يجب في هذا العصر ان يكون ذكيا
لا تكفي النية الطيبة
هو يملك عدد ضخم من العجول والماشية يستطيع ان يوزعها علي شعب مصر بأسعار زهيدة لا يريد اي مكسب
ولكن سيكون هذا لوقت معين هذا لن يحل المشكلة
ارتفعت اسعار اللحوم لزيادة سعر العلف
يريد ان يجعل الامر مستمرا
ماذا لو دفعت كل اسرة مبلغ محدد من المال بشكل دوري يساهم في اسعار العلف علي ان تصلها كمية من اللحوم شهريا تغطي الحد الادني من احتياجتها
وتتناسب هذه الكمية مع عدد افراد الاسرة واعمارهم
ويزيد المبلغ كلما زادت الاستطاعه ويقل ايضا بنفس المنطق ليحدث توزان في النهاية ويكون المتوسط هو هذا المبلغ
انشرح صدره لهذه الفكرة
وبدأ يفكر في اليات التفيذ حتي داهمة خاطر اسود ..ماذا لو وقفت الحكومة ضد مشروعه هذا
ليس منطقيا بالطبع ان تقف اي حكومة مخلصه امام هذا المشروع القومي الذي يعالج بالمقام الاول تقصير الحكومة في توفير الحد الاني من العيشة الكريمة للمواطنين
ولكنه يعي الدرس الذي حدث لصديقه
استغرق قليلا في هذه الخاطره حتي جائته فكرة اقل ما توصف انها مجنونة
التقط هاتفه يطلب رقما بدويا
كان الأثير في طريقه ليربطه بشخص ما في مكان ما في صحراء مصر
-الحج جعلي ؟ السلام عليكم
-وعليكم السلام سعادة البيه ،مضي زمن طويل علي اخر مرة سمعنا فيها صوتك
-اريدك في موضوع هام يا حج،مشروع قومي
-قومي ..اضحكتني والله يا بيه ،أي قوم ، قومي ام قومك
-بل مصر يا حج جعلي ، بلدنا ..كلنا في الهم سواء يا حج ...امام النظام لا يوجد فارق بين قاهري وبدوي وسيناوي او صعيدي ،كلنا في الظلم سواء
-لا تقلب علي المواجع يا بيه ، اخبرني ما هو المشروع وكيف اساعدك
-شعب مصر يجوع يا حج ، بل هو جائع بالفعل..يؤرقني ضميري كل ليلة ابيت فيها في قصري اجد كل ما اشتهيه دون ان اطلبه ويوجد كثيرين يموتون من الجوع
- حسبي الله ونعم الوكيل ،ألا يظن أولئك أنهم مبعثون * ليوم عظيم*يوم يقوم الناس لرب العالمين
-صدق الله العظيم، لقد فكرت بان اساعد في حل هذه الازمه ،سأبيع اللحوم للناس بأسعار زهيدة اقل من حتي سعر التكلفة
-بارك الله فيك يا بيه ،ولكن هل سيتركك النظام تفعل ما تشاء ، انت بذلك تعرض نفسك ومزرعتك للخطر
النظام لها مصلحة في بقاء الامور علي ما هي عليها
-لذلك فكرت فيك يا حج جعلي
-كيف
-أن الاوان لكي يكون لكم دورا كبيرا في هذا البلد ،كانت لكم ادورا رائعه في الماضي في القاومة والدفاع ضد الاحتلال ،بعدتم عنا يا حج جعلي
-ليس بايدينا ، ماذا تريدنا ان نفعل
-انظر يا حج جعلي ،لديكم أعددا مهولة من رؤوس الاغنام والماعز غير مسجلة او مدونة في اي سجل حكومي ،هذه ستكون الخطة البديلة في حدوث اي مكروه لي او لمشروعي
سأدبر كيف تصل لك الاموال وتؤخذ منك اللحوم لتوزع علي الاسر في سرية تامة
-لا تقلق لا سعادة البيه سنعرف كيف نأمن انفسنا
-افهم من ذلك انك توافق
-اخشي لو رفضت ان تكون هذه خيانه ،ماذنب الاسر التي تعاني من الفقر والجوع بخلافتنا مع النظام
-بارك الله فيك يا حج جعلي
-تعرف يا بيه ..لم يعد الامر كما كان في الماضي ، الان نستطيع ان نتواصل مع معظم العشائر والقبائل في كل صحراء مصر من سيوة وحتي البحر الاحمر ومن رفح وحتي حلايب ،ولا اعتقد انهم سيرفضون ،قد أن الاوان ان نمد يد العون لاهل بدلنا
-اهل بلد واحد يا حج جعلي ،بارك الله فيك،بارك الله فيك
رغم اختفاء الشمس الا ان يري قليلا من الأشعة مازالت في الافق تجدد الامل

Thursday, June 24, 2010

المساكين

لقد سرقت خالي
نعم قد فعلت ..ارجوكم لا تنظروا لي هكذا ..انتظروا حتي تعرفوا الحقيقة ..لا تقولي اني مجرد طفل صغير احمق متهور
كان لابد ان افعل .. لقد عرفت الكثير ..الكثير العجيب ..ولكن هل تراني سعيدا بما علمت ..لا ادري ولكن كان يجب ان اعرف
خالي هو عالم شاب نحيف لا يرتدي عوينات سميكة كما يفعل العلماء ولكنه كان جديرا بلقب عالم بالرغم من سنه الصغيرة كان ذائبا في افكاره ونظرياته واختراعه الصغير ولمدة خمس سنوات لم يخرج من معمله ولم يفعل اي شيء اخر
خالي كان متخصصا في عدة علوم معقدة لا افهم منها شيء ولكن لها علاقة بعلم النفس وعلم الوظائف الحيوية او شيء كهذا
لا يعنيني ذلك في الحقيقة ، ولكن حدث مرة ان وافق علي مضض بعد الحاحي الشديد ان ادخل معه معمله الصغير الذي لا يدخله احد تقريبا
كان المعمل رهيبا بحق ،كان معمل جدا ، اقصد كما اتصور ان يكون المعمل
لكنه طلب مني في حزم الا المس اي شيء والا فلن اخرج من المعمل
هنا رأيت نظارة عجيبة موضوع داخل صندوق زجاجي
قلت لخالي : لماذا تضع النظارة الشمسية العجيبة في الصندوق ، هل هذا يعد واحدة من عجائب العلماء غريبي الاطوار كما قالت لي المعلمة ؟؟
نظر لي بغيظ ولكنه قال باقتضاب :هذا اختراعي الصغير
اطلقت عدة صيحات استعجاب واستغراب وقلت :ولكن النظارة الشمسية لا تعد اختراع يا خالي ، هل كنت محروم منها وانت صغير ؟
قال بهدوء : احيانا نحن نقوم بفعل اشياء معينه فقط لان لها علاقة بماضي طفولتنا بكل ما تحويه من الام وافراح وعقد
لم افهم شيء في الحقيقة ولكني قلت في احباط: ولكنها نظارة شمسية قد اشتري مثلها من سوق الجمعة بثلاث جنيهات وقد افاصل مع البائع
ابتسم في غموض وقال : بل هي اختراع قد يهز العالم ، وسيكون سلاحا خطيرا ايضا في يد من ستكون معه
ثم هشني من المعمل وقال اني اخدت اكثر من وقتي المسموح لي خلال السنة الجديدة باكلمها
لم تخطئ المعلمه حين قالت ان العلماء غريبي الاطوار بحق ، احسب انها كانت تتكلم عن خالي
ولكن لي فضولا اكبر مني سنا ، اشعر ان فضولي هذا كان لاحد مات قبل ان اولد ثم جائني جاهزا
ان لي فضولا شنيعا واسمعهم يقولون لي دائما ان الفضول قتل القط
وبما اني لست قطا فسأحاول
انا لست سيئأ علي الاطلاق ، انما انا طفل برئ ومسكين وقررت ان ادخل معمل خالي ليلا
من حقي ان اقرر هل فعلا هذا الاختراع الذي باع خالي من اجله ذهب زوجته اختراع رائع حقا ام انه مجرد نظارة شمس سخيفة
لم يكن الامر مستحيلا بالنسبة لطفل شقي مثلي يتظاهر بالوداعه
حصلت علي النظارة واخفيتها في ملابسي واغلقت المعمل خلفي
لم استطع ان اراها في البيت ، ولكن عندما ذهب الي المدرسة اخرجتها وبدت لي سخيفة لم تكن جميلة علي الاطلاق
في البداية خفت ان يراني احد ويقول عني ان اصبحت اشبة خالي غريب الاطوار ، ولكن كان الفضول اكبر من كرامتي المزعومة
ارتديها
ولم يحدث شيء
صدق ظني ،ان خالي في مأزق حقيقي
مرت امامي المعلمة التي تجعلنا نبلل سرائرنا ليلا نهارا ايضا وانا مستغرق في خواطري فقالت كلاما عن عتهي المرتقب
كانت المعلمة كما هي دائما ولكن الان يوجد شيء مختلف ..لا بالفعل يوجد شيء مختلف
اول مرة اري المعلمه المخيفة ..اول مرة اراها ضعيفة جدا وهشة ،، وتري نفسها خائفة للغاية
اصبت بذهول لم يظهر من خلف النظارة
هل المعلمة سناء ضعيفة ؟؟؟؟ انها شرسة عنيفه اشبة بزوجه اسد اخذوا منها شبلها
الان لا اخاف منها
انطلقت الي اصدقائي
التقيت بمحمد صديقي المقرب
ارتديت النظارة ..هنا رأيت محمد حرامي... ارتج علي
قال لي محمد : الم تجد في سوق الجمعة نظارة اسوأ من هذه ؟؟
قلت وانا مصدوم : محمد ، انت حرامي ؟؟
تبدلت ملامح محمد وتوتر وقال بارتباك : انا ؟؟ ماذا تقول ؟؟ لا طبعا ؟؟ انت حقير؟؟
قررت ان اضغط اكثر : محمد هل انت حرامي ؟؟
هنا جلس علي الارض وبدا يبكي : لست حرامي ، اقسم بالله لست حرامي ، ولكن امي دائما تقول عني اني حرامي ، حين يفقد شيء من البيت تقول اكيد محمد الحرامي هو من اخدها
اشفقت عليه بالفعل لو لم يصبح هذا حرامي حقيقي لكان هذا شيء عجيبا
تركته يبكي وذهب لاحمد كان يعلب بالكرة ..لم اسمح له ان يعلق علي النظارة وقلت له بثبات : احمد انت كذاب .
نظر لي بعين ثابته وقال : لست كذلك ؟
قلت له : بل انت كذلك ، انت تري نفسك كذلك
وللحظة بدأت اشك في النظارة وكدت اخلعها ولكن ثباته انهار امامي فجأة كقلعة من الرمال الذائبة وقال : كيف عرفت ؟ هل قابلت اخي الكبير ؟
كانت صدمة لي ، انا احسب نفسي عفريتا صغيرا ، ولكني اكتشف اني طفل مسكين
استكمل احمد قائلا : كلهم يقولون اني كذاب ، حتي اني بدأت اعتقد ذلك
تركته في حالة حزن
وقابلت اخرين ، هذا ابله وهذا ضعيف
وهذا بدين غبي ، وهذا قصير ماكر
ماذا يفعل الاباء بابنائهم
هل تحول الاباء لحفنة من الاشرار
شعرت كأني التهمت لتوي وجبة دسمة تحتوي علي الكثير من الشطة والفلفل الاسود
ان بطني تؤملني حقا
ما هذا الاختراع الملعون
لقد قال خالي انه سلاح خطير
يا الهي انه يظهر حقيقة الناس او انه يظهر كيف يرون انفسهم
رباه ..ان هناك شخص ما يجب ان اراه الان
انطلقت مسرعا حتي دخلت الحمام واغلقت الباب خلفي ونظرت للمرأه
هنا رأيت نفسي فاشلا ..فاشلا .. فاشلا
وكانت تدوي في عقلي في هذا للحظة كلمة قمئية غبية كانت تردد في ثبات ابدي : يا فاشل يا فاشل.. يافاشل يا فاشل يا فاشل يا فاشل
كفي كفي كفي
خلعت النظارة كي امسح دموعي
عدت الي البيت وانا اكبر عشر اعوام كاملة
دخلت الي معمل خالي وارجعت النظارة مكانها
دخلت غرفتي وجعلت ابكي
كم نحن مساكين حقا

Sunday, May 16, 2010

قليل من الكرش لايضر

الكرش ذلك الاختراع العبقري الذي توصل له الانسان بعد عصور من الحرمان والنحافة
والكرش - لحد ما -هو من اروع الاشياء التي تحدث لك بعد التخرج وقليل من الانتخة
وللكرش فوائد عظيمة
اذا كنت بلا كرش ستدرك كم المعاناة التي تقابلها لكي تظبط الطقم الكلاسيك الغالي اللي انت اشتريته ولكن للاسف لم يتظبط
تحاول تقيفه فلا يتقيف
تحاول ان تفرد القميص علي محيط وسطك ، هتقالي فيه فرق جامد ، محيط القميص اطول من محيط وسيط اذن سيكون ذلك عهدا مع الكلاكيع التي ستداريها في الاجناب
والشعور الدائم الملازم لك دئما انك علي تكة ومش مظبوط ، كل شوية تظبط القميص الذي يأبي ان يستقر في مكانه علي هذا الجسد النحيل
وما يحدث مع القميص يحدث بشكل اروع من البنطلون ، فلو كنت ذا كرش فلن تعهد بنطلونك يريد السقوط ابدا
سيكون محيط البنطلون متوازي مع محيط القميص مع محيط وسطك في تناغم مهدهش رائع
سيجعلك تندم علي الوقت الطويل الذي قضيته دون ذلك الاختراع الرائع ..الكرش
ولم تنتهي فوائد الكرش عند المظهر الشيك الجميل
بل يتعدي ذلك لقوة التأثير ايضا
الناس رغم نضجها الحضاري لا تزال تقيم الانسان بقد ايه يملي العين
فلو كنت رفيعا صدقني ستأخذ وقت لكي تقنع الناس بنفسك ، اما اذا كنت ذا كرش محترم فالناس تحترمك وتقدرك وتهابك ايضا ، هذا لاول وهلة طبعا
الكرش يجعلك تتمدد في الاتجاة الافقي فتلمي عين اللي قدامك بشكل متكامل مركز
هيربط ما بين عمق شخصيتك وما بين طول كرشك
ظبطة الطقم الكلاسيك الشيك عليك مع تمددك في الاتجاة الافقي سيجعل لك مظهر طاغي مكتسح

والكرش ايضا له عدة فوائد اخري ، مثلا قد تضع عليه اللاب لكي تقرأ او تشيت
ستجد ذوي الكروش السعيدة وهو منبطح علي السرير ويضع لابه علي كرشه وطرف اللاب يكاد يصل لذقنه واصابعه تلعب عليه كأنه عازف بيانو
وتستطيع ان تحمل عليه ابنائك وتداعبهم وتحقق الابوة النادرة في هذا العصر
ايضا كرشك الذي هو الي حد ما يجعل زوجتك تتمدد براحتها ولا تتعب قلبك بالدايت والرجيم وهذا الكلام الذي لا يجيب همه
هدف اي زوجة من التخسيس هي الا يكون زوجها ارفع منها
فانت تطمئنها بأن توسع لها المساحة التي تتحرك فيها
فلتتمدد هي ايضا

ولكن نحن ندعو للكرش فقط بالقدر الذي يحقق تلك الفوائد السابق ذكرها والا يبقي خلي بالك
الكرش الكبير المبالغ فيه هيحرمك من اشياء جميلة
فلن ترتدي القميص الكتان الرائع الذي اشتريته من سنة حيث انه لن يدخل في كرشك
لن تستطيع الجري علي الشاطئ مع زوجتك وستتذكر الاعلان التلفزيوني بتاع السمنة النباتي
لن تستطيع ان تربط الحذاء بسهولة ، سيكون ذلك شاقا للغاية وتشعر كأنك تبذل مجهودا لشق خط بارليف
لن تستطيع ان تقود سيارتك بسهولة وخصوصا لو كانت صغير شوية ،هتخبط في الدركسيون و مش هتقدر ترجع الكرسي لورا كتير وخصوصا لو كان معاك حد راكب ورا في العربية
وعلي المستوي النفسي سيكون من الصعب عليك ان تري حد كرشه شيك وانت كرشك يبدو وكأنه خارج عن السيطرة
نعم يبدو بوضوح الفرق بين الكرش المروض المحصور في رينج معين وبين الكرش التي استفحل وخرج عن الاطار وخرج عن القميص وتمدد لعدة امتار امام عينيك
وعندما تتزوج وتحمل زوجتك ستجد شخص ما سخيف يقول لك هو مين اللي شايل الجنين بالظبط ؟؟
تتبقي نقطة اخيرة وهي ان الكرش الكبير سيمنعك من ان تشفط بطنك للاخر ، تشعر بوجود كتلة صلبة تحول دون ذلك
نصيحتي لك هي
قليل من الكرش لا يضر

Saturday, May 1, 2010

حدثني عن الحياة يا شيخ طلبة

كنت اقاوم الذهاب اليه
كنت أود أن أقنع نفسي أني استطيع أن افكر واحلل وأًصل لقرارت وحدي
رغم اني كنت احبه وافيد منه في كل حياتي ولكنها رغبة الانسان الابدية في الاستقلال والانفصال
ولكن ضعفت مقاومتي ليس امام عجزي عن الاستقلال بل بسبب ما يحدث حولنا في مصر وفي العالم
كان ذلك اقوي واكبر من عقلي أن يستوعبه او يهضمه بل أن يأخذ بشأنها قرارات
ذهبت اليه في بيته الجميل القديم في حي السيدة زينب الاسطوري
هذا الحي يحوي شيئا بديعا من الماضي ولا تقدر ان تصفه او تمسكه بعقلك او بأناملك
سرت في الشارع الكبير أروي نفسي بذلك العبق الساحر حتي وصلت للبيت القديم الذي لا يبدو كذلك
طرقت الباب في أدب مهموم وتراجعت للوراء كعهدي دائما لاستكمال صورة الاحترام الرائعه التي اجيد ان ارسمها
بعد قليل فتحت الباب تلك البنوته الجميلة التي هي حفيدة الشيخ والتي تختفي في كل مرة فور ان تفتح الباب
ودخلت علي الشيخ طلبة وكان يجلس جلسه الابدية والاجبارية الي حد ما ولكنه كان ما يزال كما هو
هو بكل تجاعيده وبكل بذلك البريق الرائع في عينيه
هو كالحي الذي يسكن فيه أو كبيته قديم جدا لكن فيه روح أصيلة تدوم وتعيش
انهلت عليه سلامات وقبلات وأحضان لم يحتملها جسده الواهن
قلت لك : ازيك يا شيخ طلبة ، واحشني بحجم الحياة
نظر في عيني بعينيه التي صارت باهتة قليلا رغم البريق الواضح وقال : كل دي غيبه ، بقالك كتير يا مولانا
ذكرتني كلمة مولانا بعباس العقاد فقد كان ينادي كل الناس بها فقلت : حلوة كلمة مولانا دي يا شيخ طلبة ، يعني يا شيخ طلبة مشاغل الحياة والمواصلات والاوفر تايم المجاني الذي نتصدق بيه علي اصحاب رؤس المال
ابتسم ولم يظهر علي وجهة التصديق وسألني : اخبارك ايه يابني ، احكي لي
قلت في حسرة حقيقية : تعبان يا شيخ طلبة ، محصور بين الفعل ورد الفعل ، كنت الوم الناس الذين هم رد فعل لفعل سابق ، يجب ان تكون فعل اصيل ليس له علاقة بواقع ما قد يكون خاطئ او علي صواب
يعني مثلا كان زمان زاد اهتمام الناس بالصوفية والاضرحة والموالد والبعد عن السنة ، وبصرف النظر هل كان هذا فعلا ام رد فعل ولكن نتج عنه رد فعل قوي متمثل في كل الاشخاص والجمعيات والهيئات التي تدافع عن السنة وتهاجم هؤلاء القبوريين ، طبعا هذا رائع ولكنهم لم يخرجوا عن كونهم رد فعل لفعل معين ، كان من الأحري ان يكونوا فعل كامل مكتمل عن الاسلام والمفهوم الشامل الكامل المتوزان غير المتأثر بواقع ما
وخرجت بعد ذلك أناس ينادوا بنبذ السنة والاستمساك بالقرأن اكثر او علي اقل تقدير صنع توزان بين الاثنين ووصل ذلك للسخرية من بعض السنن كاللحية والنقاب واللجلباب، فخرج اناس يطلقون علي انفسهم فرسان السنة واسود السنة يدافعون باستماته عن اللحية والنقاب بشكل كبير أُثر علي مساحات اخري في حديثهم كان عليهم أن يتناولها
والناس العاديين بين ذلك الفعل ورد الفعل
اريد فقط ان يخرج شخص ما يضع الامور في نصابها بعيدا عن قوانين نيوتن
سكت قليلا التقط انفاسي فسألني سؤال عجيب : انت جاي ليه ؟؟؟؟
اندهشت قليلا وقلت : عادي يا شيخ طلبة ، عايز اتكلم معاك شوية
ضرب المخدة التي يتكئ عليها بالمنشة وقال : محاضرتك الرائعه عن الفعل ورد الفعل لم تكن الهدف الاساسي ، فالقضية قديمة وان كانت دراستك للرياضيات أثرت عليك ، ها مالك يا مولانا
قلت له وقد فقدت كل مقاومتي : متلخبط يا مولانا ، تهت في التفاصيل ولوقت ما مبقتش عارف ايه الصح وايه الغلط ومين رايح فين
في هذا الوقت كنت تلمتع في عيني دموع طال احتباسها ولكن ظللت امنعها
قال الشيخ طلبة : يا ولدي لا يصح ان تغوص في الاعماق وتقطع عنك الاتصال بالسفينة ،كده ستضيع
يجب ان تتأكد دوما من ثوابتك وافكارك وانت تعود ايها باستمرار للتأكيد عليها ، لا ان تغوص في مشاكل المجتمع حتي تتوه ولا تعرف اين الصح واين الخطأ
عندما تدخل كهف به عدة ممرات فكي لا تتوه يجب ان يكون معك طابشور تعلم بيه مسارك لكي تستيطع العودة مرة اخري والا حكم عليك بالتوهان للابد او حتي لفترة قد تخسر فيها الكثير
وعندما تريد ان تنقذ حد يغرق والبحر به جذر شديد يسحب الناس كلهم سيكون من الغباء ان تقفز اليه بمفردك
يجب ان يقوم كل من علي الشاطئ بعمل سلسلة بشرية طويلة حتي تمسك بيد ذك الاخ الذي يغرق حتي لا تغرق معه
تمتمت قائلا بخفوت : فهمت يا شيخ طلبة ، فهمت جدا ، اصلي كنت ذلك الغبي في يوم من الايام حين قررت ان انقذ شخص ما من الغرق في بحر الهانوفيل ووجدت البحر يجذبني بعيدا داخله وكدت أغرق لولا رحمة الله
هش الشيخ طلبة بالمنشة المقدسة حشرات وهمية تطير في الجو وقال : لم تعجبني تدوينتك الاخيرة
قلت : انهي يا شيخ طلبة، المكان الافضل؟؟
قال : لا دي لسه لم اقرها بتكلم عن اتوبيس كومبليه
هذه التدوينة هي مثال واضح لما اقوله لك
معظم الاسئلة التي طرحتها لها اجابات ومحسومة ايضا بالنسبة لك ، لكنك استغرقت كثيرا في ذلك الواقع الذي اتفق معك انه مؤلم ولونه يميل الي السواد
استغرقت فيه دون ان تراجع دوما علي مبادئك او اصولك
كنت مصدوما وانا استمع هذا الكلام رغم توقعه وقلت : ازاي يا شيخ طلبة محسوم ، ازاي بالبساطة دي تقول علي كل القضايا دي انها واضحه وسهل تاخد فيها قرار
قال لي بحنان : بص يابني ، تعرف اين المشكلة ، المشكلة هي حجم الاختلاف بين الناس علي هذه القضايا وليس عندك انت ولكن مع تعايشك القوي بين الناس انتقل لك هذا التباين في القناعات ودخلك في صراع ولخبطة رغم انها محسومة بالنسبة لك ، دي ضعف ثقة بالذات يا بني
يعني مثلا سؤالك عن هل البرادعي انسان كويس ولا بيعمل تبعا لاجندة امريكية او غربية مجهولة
اجابته بسيطة جدا البرادعي لم يرشح نفسه بعد ولم يتقدم باي برنامج انتخابي كل الذي قام به ان دعا لتغيير عدة مواد بالدستور لكي يتمكن اي حد من ترشيح نفسه ، هو لم يطلب منك ان توافق او تقيم شخصه الان بل ان تتفق مع هذه المطالب التي لا يختلف عليها أحد
وحين تتغير هذه المواد ويتقدم البرادعي بترشيح نفسه وسط مجموعة مرشحين ابقي اختار ساعتها المناسب من وجهة نظرك
نحن دوما سجناء فكرة الشخص الواحد ، احنا مش عايزين نستبدل شخص بشخص ، عايزين نستبدل وضع كامل خاطئ بوضع اخر صحي طبيعي زي بقية الخلق
وحين تكلمت عن حماس ، فأنت مع خيار المقاومة مثل اي شريف وحر ومؤمن يري ما يفعله هؤلاء الاسود في مواجهة العالم بأسره حتي اخوانهم في الدين والعروبة
ومن المنطقي ان يكون لهم اخطأء لو اخطؤا ، هؤلاء بشر ويغفر لهم حسن نيتهم وصدقها التي ظهرت للعالم اجمع في حربهم الاخيرة وصمودهم امام الالة العسكرية الضخمة الاسرائيلية
وتبقي اخر نقطة مهمه انت تحدثت عنها ألا وهي هل الفارق بين الشيخ ابو اسحاق الحويني ومصطفي حسني كبير جدا ولا ينفع يتحطوا الاتنين في كدر واحد في تصالح
ودي نبقي نتكلم فيها المرة الجاية علشان وقتك خلص
قلت له كالملسوع : لا ياشيخ طلبة ، بجد الموضوع ده محيرني جدا وخصوصا بعد الحلقة اللي قدمها مصطفي حسني عن خدعوك فقالوا دي بدعة
كان الشيخ قد حسم امره وكان علي الانصراف
وحين هممت بالخروج قال لي : علي فين استني لما يجيي الواجب
شعرت بأني مبلول : واجب ايه يا شيخ طلبة ، كتر خير ملهوش لازمه ، انا همشي بقي علشان انا طولت
نادي الشيخ طلبة مثل كل مرة حزينة علي البنوته العفريته ان تحضر كوب الدوم الضخم المشبر علي تلك الصينية الصدئة
منقوع الدوم الكريه رغم كرهي له الا انه وبعد مرور الزمن صار هناك رابط عصبي بين مذاق المعرفة وطعم الدوم الكريه

Tuesday, April 20, 2010

المكان الأفضل

يجلس وحيدا علي شأطئ النهر المتلألأ تحت اشعة الغروب الساحرة
لم يكن يبكي لكنك تستطيع ان تدرك انه لم يكن سعيدا ابدا
كان يرقب الطيور البيضاء وهي تحل علي فروع الشجر الطويلة ..وفي دقائق صار الشجر لونه ابيض تماما
في السماء كانت السحب ارجوانية زرقاء تمتص كل نزيف الشمس الغاربة
وحولة نمت بعض الزهور الملونة في غير ترتيب ..فقطف في لاوعي منه واحده بنفسجي وبدأ ينزع اوراقها دون ان ينظر اليها وهو شارد بعيدا يري السحب الدامية في السماء
كانت هناك فراشة صغيرة تحملها نسمات الهواء الرقيقة ناحيته فهشها بيديه فطارت بعيدا
كان البدر يستجمع شجاعته ليكتمل ظهوره بعد وداع الشمس وامتزج في الجو اللون الاحمر الارجواني الباهت مع اللون الفضي الوليد ليجتمعا علي صفحات المياة المتموجه فتعكسها علي عينيه الخاويتين فأدار رأسه في ضيق في الاتجاة الاخر
في هذه اللحظة كانت سحابة رمادية تحوم فوق رأسه وانتهزت غياب الشمس فنبع منها زخات مطر رقيقة جائت علي وجهه فاخرج منديله فمسح وجهه في ملل
ولكنه مد بصره بعيدا للضفة الاخري من النهر فرأي كومة صغيرة من القاذورات فتأفف من ذلك
و انتبه فجأة للحشرة التي تسلقت قدميه وقرصته فتذمر ومد يده فقتلها
كان هناك عودا من الحطب الجاف فامسك به ورشقه في النهر ثم رفعه الي اعلي فكانت قمة العود ملطخة بالطين الاسود وتساقط بعض منه علي ملابسه فاطلق سبة ورمى العود في النهر
في ذلك الوقت خرج بعض الناموس يحوم حوله فقام مسرعا بعد ان فشل في ابعادها بيديه وقال لنفسه فلأبحث عن مكان
افضل
المكان الافضل هو الذي نراه من داخلنا كذلك

Sunday, April 4, 2010

أتوبيس كومبليه

ملخبط
صح هي كلمة ملخبط دي افضل وصف للي انا فيه
المرحلة قبل ذلك كانت بايظة لكن كانت منطقية ومستقرة
صحيح فيه فساد وفيه ظلم وفقر لكن كان فيه منطق بيحكم الدنيا
دلوقتي انا مش قادر استوعب
مش قادر افهم
كله ملخبط
مين صح ومين غلط
كله ضاع في بعضه
هل البرادعي انسان كويس ولا بيعمل تبعا لاجندة امريكية او غربية مجهولة
هل مبارك هيستمر في الحكم ولا بيمهد للتورريث
طيب هل جمال كويس ولا احنا هنرفضه علشان مبدأ التوريث
هل لينا حق الاختيار اصلا
طيب فين الاخوان
الوفد والتجمع بيعملوا ايه ودورهم ايه
هو الدين بيقول ايه ، يكون لي رأي ونختار الرئيس ولا ده يعد خروج علي الحاكم المسلم
هو قول كلمة حق امام سلطان جائر دي لازم تبقي وشوشه في ودنه ، مين قال كده
طيب لو مش هيسمح لي اني اقولها نعمل ايه
طيب او سمح اني اتكلم وانا قلتها هيعمل في ايه
يعني هو مش عارفها
طيب شيخ الازهر كان صح ولا غلط
صحيح افضي لما اقدم بس ده لشخصه مش لكل الاحكام والفتاوي اللي صدرت عنه
واندفن في البقيع هل ده اشارة لشيء ولا لا يعني شيء علي الاطلاق
هي البلد رايحة لفين
مصر معاها حق في غلق المعبر لانها تحافظ علي حدودها ومن حقا تحافظ علي سيادتها
وان بتوع حماس بيدخلوا الحيشيش والمخدرات لمصر ولما بيشتروا بيستخدموا دولارات مزورة
ولا بتوع غزة دول عالم غلابة محتاجين عطف ودعم من اخوانهم في الدين والانسانية
هل صحيح اننا نطبع مع اسرائيل ونصدر لها الغاز ونستودره احنا ولا حرام
هي اتفاقية كامب ديفيد دي ظالمة ولا كانت في مصلحة البلد في الوقت ده
هو الاسلام الصحيح هو اسلام محمد حسان ومحمد حسين يعقوب ولا اسلام عمرو خالد ولا اسلام سليم العوا وطارق البشري ولا اسلام عبود الزمر ولا الناس اللي بتقول ان الاسلام خسر بالغاء الرق
هو احمد عز بيمثل كويس وعايش في الدور ولا ممكن يكون عنده حق
طيب لما ممتاز القط قال للريس صدقني ياريس بكلمك من قلبي‮.. ‬طول اليومين اللي فاتوا الناس في بلدنا زعلانة أوي‮.. ‬زعلانين عشان عملت عملية‮.. ‬حاسين ياريس إن إحنا السبب‮.. ‬إحنا تعبناك قوي‮.. ‬طول عمرك شايل همنا وبلدنا مليانة مشاكل‮.. ‬تعبناك لأنك بدأت من أول السطر‮.. ‬البلد كانت مفلسة
هل كان فاهم اكتر
هل كان صح
ولا هو مخدوع
صعب حد ينخدع الخدعه الكبيرة دي او علي الاقل يصدقها هو
هل نحن الان في أحداث بداية النهاية يعني نسيب العالم ونعتزل الناس وننتظر قدوم المهدي المنتظر
ولا نشتغل ونتعب ونغلط ونعرف ونصلح وندور ونفكر وننزل اسلامنا علي ارض الواقع بدل ما احنا بنلمعه ونخلي شكله حلو ومقدس بس علي الرف
هما العلمانيين دول افراز طبيعي من الشعب المصري ولا دخيل عليه
طيب هما لما بينادوا ببعض الافكار هل دي افكار الشعب ده ولا دي افكارهم هما
طيب اخلاقيا هل ينفع هما ينادوا ببعض الافكار ويقفوا قدام بعض الافكار علي مزاجهم دون رأي الشعب
هل حتي لو شايفين ده انه لمصلحة الشعب هل ده يديهم الحق ده
هي ازاي امريكا بتدعم نظام مبارك وبتهاجمه في نفسك الوقت
ولا دي مسرحية
مسرحية من جوا مسرحية وعالم كبير كل الناس بتمثل واحنا اللي مش فاهمين حاجه
طيب امريكا دخلت افغانستان علشان تقتل بن لادن طيب مفيش حاجه حصلت
طيب امريكا عامله تمثيليه مع بن لادن
طيب بن لادن حد كويس ومجاهد ولا ارهابي عنده اخطأء في العقيدة
هل اللحية فرض ولا سنة ولا فرض صغير
هل الفارق بين الشيخ ابو اسحاق الحويني ومصطفي حسني كبير جدا ولا ينفع يتحطوا الاتنين في كدر واحد في تصالح
شيخ الاسلام الان هو يوسف القرضاوي أم محمد عبد المقصود
ليه محدش بيتكلم عن جماعة التبليغ والدعوة مع انها في كل قرى مصر
هل هما ناس كوسين ولا مرشدين للامن
هل فهمهم صحيح عن تحديد الاسلام في خمس نقط بس ليس منها علي الاطلاق اي شيء يخص الحياة العامه والسياسية للمسلمين
هل علشان كده الامن بيحبهم وبيساعدهم
هما المسحيين في مصر ناس وحشين قوي وبيدبوا مؤامرات في الخفاء وعندهم اسود في كنائسهم وبيستخدموا السحر الاسود لتعذيب المسلمين
ولا ناس غلبانه وعاديه فيهم الوحش وفيهم الحلو
طيب اتعامل معاهم عادي زي ما كنا بنتعامل مع بعض في المدرسة والكلية ولا لما اشوفه افتح دماغه علشان عايزين بينوا كنيسة
طيب هو ليه مينفعش بينوا كنسية ، دي رغبة اسلاميه ولا حكومية
هو علاء الاسواني كاتب حقيقي وكبير وله الحق في اقحام الجنس في كل تفاصيل روايته ونحن لسه مش مستوعبين الهدف الاسمي من ذلك ولا دي وسيله علشان يبيع كتير ويكبر
خالد يوسف لما بيطلع مصر زبالة وحرامية وشهوانيين وشواذ هل ده الصح ومعاه حق ونسقف له ولا ده قرف وغلط واكيد فيه تطريقة تعبير نظيفة ومؤثرة في نفس الوقت
هل قناة الجزيرة محترمه ومهنية وصادقة ولا هدفها تشوية صورة مصر امام العالم
مين صح ومين غلط ومين عنده الحقيقة
اوباما حلو وكويس ونيته تمام ولا مش هيفرق كتير عن اللي قبله لانه محكومين بسياسه ازلية حطها أغنياء اليهود في امريكا
حماس معاها حق وبتوع فتح وحشين ولا الاتنين غلطانين ولا يستحقوا الشفقه ونخلينا في نفسنا بقي
هي الحياة هتستمر بينا ولا هنموت واحنا صغيرين زي ما صاحبي سمير مات في الجزائر واخونا شريف مات في السعودية
شباب متغرب علشان يلاقي لقمة عيش
امال بقي اللي بيموت في هجرة غير شرعية وبيرمي نفسه في البحر ويغرق علشان الشرطة متقبضش عليه وترجعه تاني للقفص والجوع
هل مبارك رائع وعمل انجازات واحنا جاحدين ده ولا الناس اللي بتموت من الجوع دول اصدق
اتوبيس كام بيروح فين
فين فين ؟؟؟؟؟؟؟؟
مش مهم مين رايح فين المهم انه مليان علي اخره
مبقاش قادر يستحمل المزيد

Saturday, March 27, 2010

حمامك منبرك السياسي

ياله يا جماعه ياللي جوه بسرعه"
يا ناس المكان ده مش للنوم
يا خونا في ناس حالتهم صعبه قوي
بسرعه يا جماعه


هكذا تنطلق الاصوات الغاضبه والتي تكاد ان تحطم الباب الخشبي الرقيق الذي يقف وراءه ولكنه لا يعبأ بهم انه لا يهتم انه الان في مهمه وطنيه في مهمه يحتمها عليه انتمائه لهذه البلد التي يحبها من قلبه نعم يحبها حقا ولكنه لا يستطيع ان يعبر عن كل ما في نفسه يري احيانا اوضاعا كثيره خاطئه ويريد ان يتكلم يضرخ يهتف بالناس ولكنه لا يستطيع فهو يعرف ما هو الثمن الذي سيدفعه علي كلامه هذا
هو يعلم انها ظاهرة غريبه بل وخطيره ايضا وهو يعلم ايضا ان تشويه ابواب الحمامات في الميادين والمصالح العامه امر بشع ولكن هذا هو الحل الذي اهتدي له
هذا المكان الذي يرتاده معظم الناس ويجبرون علي قرأة ما يكتب فيه وهم جالسون في الوضع المقابل له تماما
هو يعلم ايضا ان علماء النفس سوف يتحدثون عن هؤلاء الذين يكتبون خلف الابواب المغلقه سيقولون كلاما كثيرا عن الكبت والضعف والجبن عن عدم المواجهه سيتحدثون عن هذه الامراض النفسيه الخطيره التي اصابت مجتمعنا المصون ولكن من قال ان مجتمعنا ليس كذلك ومن انكر اننا جبناء ونعجز عن المواجهه
هو يعلم كل هذا ولكنه لا يهتم لديه هدف اسمي يصم اذانه حتي عن تلك الاصوات الغاضبه في الخارج والتي اوشكت ان تهشم هذا الباب لقد صارت له هذه الابواب منبرا سياسيا يعبر فيها عن ما يراه ولا يقدر ان يتحدث عنه
هو لايحب الظلم ولا يطيق ان يراه ولكن عندما يري الذين نهبوا ونصبوا والذين طغوا وافتروا والذين باعوا وخانوا لا يقدر علي الصمت
حينما يري الفساد المنتشر ويري الذين يهربون بأموال هذا الشعب المحروم منها ويفرون الي الخارج
عندما يري الواسطه والمحسوبيه والكوسه والتي هي سيده الموقف فهو يحزن ويالم ولا يملك ان يخرص

يا جماعه الناس تخلص بسرعه
اللي فاهم ان ده بيت ابوه يبقي غلطان
هو الاخ الواقف وراء بالباب بقاله اكتر من ساعه بيهبب ايه
الحمامات دي معموله علشان تسعف الناس مهياش امكان استرخاء

هو يسمع كل هذا ولكنه لايعبا به مازال بداخله الكثير والكثير حينما يري ان الفئة الحاكمة والتي تلعب بمقادير هذا الشعب المسكين من بطش وجبروت واستهزاء بهم وتزوير واستبداد فحينها يجب ان يتكلم يجب ان يكتب في كل حمامات القاهرة الكبري بل ويجب ان ياخذ جوله يطوف بها جميع حمامات مصر
حينما يري الامن وما يفعله في الناس والضرب والاعتداء والاعتقال والقهر والاذلال
حينما يري العري المنتشر وهذه الافلام البذيئه والاغاني التي تصور في غرف النوم واحيانا في الحمامات حينما يري شباب امته وهو يتعاطي هذا الكم الهائل من هذا التلوث الذي يدمره ويلهيه عن اماله واحلامه ونهضة بلاده
حينما يري امريكا تمرمط في العراق وتقتل الناس في افغانستان وتسمح لاسرائيل ان تفعل ما تشاء بالفلسطنيين ويري حكامنا العرب في لهوهم يتمخطرون
حينما يري كل هذا يجب ان يكتب ويكتب ويكتب
هذه ليست دعوه للناس ان تتخذ الحمامات منابر سياسيه هذا وضع مرضي وهو يعترف بذلك وهو يحلم باليوم الذي يقوي فيه شعبه ويتكلم ويخرج من هذا الصمت الجبان او هذا السكوت المخزي ولكن لحين ذلك اليوم هو لن يترك حماما الا وكتب فيه يبصر الناس بواقعهم الذي يعيشون فيه حتي لو امتزج هذا بالروائح البشعه التي تنتشر في المكان او حتي بكل هذه المناظر الشنيعه المنثوره حوله
نشر هذا المقال في احد حمامات القاهره الكبري

Monday, March 15, 2010

دعوة للتدخين


يسير في ثقة ..يرتدي ملابس انيقه .. يشيع حوله ابتسامات في كل الجوانب.. تفوح منه رائحه عطر قوية..كان يتهادي في مشيته في حين امتدت يده لجيبه لتخرج علبة السجائر المدهبه والتي يتخللها خطوط فضية رقيقة .. وفي رشاقة امسك بقداحته التي تتناسق في الوانها مع علبة سجائره واشعلها ثم اخذ نفس عميق ملأ به صدره وهو يغمض عينيه شاعرا بحرارة الدخان تتغلغل في صدره ثم يخرجه من فمه صانعا سحب من الدخان التي تتلوي وتكون اشكال كان ينظرها في تأمل وهو مايزال يسير والناس تنظر اليه في اناقته وشياكته ورشاقته وفي تدخينه الذي ينم علي المهارة والخبره
كان يشعر بالثقة كلما اشعل سيجارة ويشعر كأنه يمتلك هذا الدخان وكان هذا يزيد من شعوره برجولته وقوته بين الناس يبدو انه كان نقصا ما في شخصيته استطاع ان يخفيه تحت سحب الدخان الكثيفة التي تخفيه عن اعين الناس الناقدة
كان يشعر انه يملك الدنيا وانه الأقوي والأفضل والأسعد
كان يسير في طريقة حتي قابل صديق له لم يره منذ فترة طويله ولدهشته وجده يتصرف بثقة وحضور وقوة وعندما عزم عليه بسيجارة من علبته المدهبه
نظر اليه صديقه بدهشة وقال : ماهذا؟ انا لا أدخن ولا ادري لماذا يدخن الإنسان
ابتسم من كلام صديقه وكأنه يعلم مالا يعلمه المسكين وقال: السيجارة يا صديقي تمنحك شعورا بالراحة والهدوء وتجعلك تعيش في جو جميل رائع
قال له صديقه : جميل ورائع نعم ولكنه مزيف وهم ومؤقت ايضا ثم فجأة تعود ما كنت عليه انما يا صديقي استمد هدوئي وراحتي من داخلي لا من أسباب خارجيه تتحكم في مزاجي وسعادتي
قال له في غير اهتمام : لا يهم كل ما يهمني ان اكون سعيد بأي طريقة كانت
رد عليه صديقه في صوت واثق:يكفيني سعادة وفخرا أن صدري لايزال نقيا سليما لم يدخله دخان قط ,هو كما خلقه الله وسلمني اياه ولسوف ارده اليه كما كان
طأطأ صديقه راسه وقد سيطر عليه شعور بالنقص الشديد فهو لم يعد كما كان.. لم يعد كما خلقه الله .

Saturday, February 27, 2010

العاشرة صباحا


استيقظ ذلك اليوم في التاسعه وعشرين دقيقة فكان هذا كفيلا بان يصاب بصدمة عصبية عنيفه
انتفض كالملسوع وجري نحو الحمام ولم يجد الوقت ليغلقه خلفه ..انجز فقط ما يغنيه عن الحمام حتي يجد حماما اخر
صلي بسرعه ركعتين الصبح
وقام يرتدي ملابسه ويغسل اسنانه ويرتدي حذائه ويهذب شعره ويجمع حقيبته ويضع شيء ما في فمه في نفس الوقت
هبط علي السلالم قفزا كل خمس درجات في المرة الواحدة وكان في نفس اللحظة يحكم ازرار القميص
كان يسافر كل يوم الي مدينة السادات علي الطريق الصحرواي التي كان السادات يريد ان يجعلها العاصمة
لم يكن يعنيه ذلك بل كان يشغله موعد الاتوبيس الذي يتحرك من محطة الترجمان في العاشرة صباحا
كان فعليا يفصله عن محطة الترجمان سبعه دقائق فقط لو كان يقود سيارته وان الطريق خالي ، وان ذلك لمن المستحيل

جري ملهوفا يجتاز الطرق الجانبية مسرعا
اصطدم في طريقه بشخص يحمل قفصا عليه عيش ساخن قد شقي الرجل منذ الصباح حتي حصل عليه فتناثر علي الارض ولكنه لم يلتف ولم يعتذر واستكمل عدوه
وصل الي الطريق الرئيسي ، اشار الي تاكسي ولكنه لم يتوقف هنا رأي ميني باص يتحرك في اتجاة الي الاسعاف ، فاطلق ساقيه للريح حتي وازاه ومازال الميني باص يتحرك والناس مشعلقون علي الباب يكاد الميني باص يلفظهم ولكنه بحركه مدربه امسك طرف الباب وهو مازال يجري ورفع قدمه اليمني علي حافة الباب وتطوع احدهم بأن امسكه من ملابسه ورفعه معهم ..فسار يمسك بيد ويضع نصف قدمه اليمني علي الباب
كانت الساعه تقترب من التاسعه واربعين دقيقة وهو ما يزال في منتصف الطريق
كانت يده اليسري تحمل حقيبته في الهواء خارج الباب فمنعه ذلك من ان يقرض اظفاره قلقلا ولكنه استطاع ان يلف ذراعه اليمني التي تمسك بالقائم الحديدي حتي وصل اصبعه السبابه المنحوت حتي اللحم الي اسنانه يقضم فيه قلقه وتوتره
وصل الميني باص الي المحطة مع اخر اصبع له واخر دقيقة قبل العاشرة ،جري متزحلقا علي الرخام في مدخل المحطة حتي وصل لشباك التذاكر اخرج كل الاموال التي في جيبه ليخرج منها قيمة التذكرة ولكنه وجد الموظف الظريف الهادئ يجلس خلف الشباك يتحدث الي موظفه اخري ويضحك علي نكته سخيفه لم يسمعها
-لوسمحت اريد تذكرة ذهاب لمدينة السادات ولكن بسرعه من فضلك
بعد فترة لا مبالاة يجيدها بعض موظفي الحكومة : للاسف تذاكر الساعه العاشرة نفذت
ولكن ان لحقت الاتوبيس تستطيع ان تقطع تذكره فيه ولكن ستقف لو لم يكن لك مكان .
فعليا لم يستمع لاخر الجملة فقد انطلق يقفز علي درجات السلم الكهربائي الذي يهبط بسرعته الثابته
وصل متزحلقا بحذائه الرياضي الي البوابة الزجاجية رقم 9 والتي رأي من خلفها الاتوبيس وقد بدأت اجهزته تنفث صوتا ودخانا مؤذنه بالتحرك
وهو يجري كي يعبر البوابة لمح علي البوابة المقابلة وجه مألوف بالنسبة له فالتفت وهو يجري ورأي شخص ما
في نفس اللحظة كان يصطدم بمقعد صغير فانقلب علي وجهه محدثا ضجة سرعان ما ذابت في صوت الاتوبيس العالي
لمحه هذا الشخص فاصابت ملامحه صدمه وقتيه ولم يدرك نفسه الا وهو يجري نحوه ويلتقط يديه يساعده في النهوض
ودون تبادل اية حروف ذابا في حضن طويل بملامح من ذهول
كان هذا صديقه محمد الذي لم يره من ايام الجامعه
في لحظة ان رأه نسي كل شيء وغابت كل الاحداث عن باله الا سعادته ودهشته ان قابل صديقه وحبيبه
بعد اربع دقائق كاملة من السلامات والدهشات وحنين الذكريات التي انهالت عليهما عادت اليه ذاكرته من جديد وتذكر ان هناك ماردا قد تحرك منذ خمس دقائق وانه قد سابق الاحلام ليصل اليه
نظر خلف البوابة الزجاجية فلم يري الاتوبيس
تهاوت كل احلامه السابقه باللحاق
ولكنه لم يندم
وقال هي فرصه ان انتظر مع صديقي حتي موعد الاتوبيس القادم
ولكن صديقه قال له : يابني ان كان سائق الاتوبيس يحرص علي مواعيده فلن تسمح له شوارع القاهرة بذلك
انهض علي مهلك وستجد الاتوبيس ما يزال علي اول طريق المحطة

Wednesday, February 10, 2010

دستور يا شعب


إفرح يا شعب وإملي الدنيا مرح ..إنسي جوعك قليلا ..إنسي إن إبنك تعبان.
إنسي إن حياتك صعبة والعيشة غالية .. انسي إن العيش إسود والمواصلات زحمة.. إنسي يا شعبي كل همومك...
حكومتك بتعملك دستور!!!!!!!!
عارف يعني ايه يعني كل مشاكل هتحل.. يعني هتزيد مهيتك.. يعني هتتعالج كويس انت وعيلتك.. وهتاكل لاول مرة عيش نظيف و ترتاح في المواصلات
ايه يا شعبي مالك مش فرحان هه؟ بقولك حكومتك بتعدل في الدستور علشانك علشان فقرك وحرمانك ..علشان وجعك والامك ..علشان عيالك وعيال عيالك
لا يا شعبي مالكش حق لازم تفرح وتبوس ايد حكومتك وتقولها الف شكر قولها: من غيرك يا حكومة ازاي كنا هنعيش!!
بتقول ايه ياشعبي ؟ كله كلام في كلام لا ياشعبي متقولش كده لازم تحسن الظن بحكومتك هي اكيد عايزه مصلحتك
بتقول ايه يا شعبي سمعني وسمع كل الناس دي هو انت ليه صوتك واطي ياله يا شعبي كلهم بيتكلموا باسمك وعلي لسانك وانت ساكت
واخيرا قال شعبي ولكن بصوت خافت للغاية: عايزني اقول ايه خليني في اللي انا فيه انا مش عايز حاجة من حد
قلت له :كل الدنيا دي مقلوبة علشانك وانت عايز يبقي في عزلة لوحدك
قال شعبي: بص يابني انا ممكن اكون جبان خواف لكني عمري ماكنت مغفل او حد بيضحك عليا هم ممكن يكونوا فاهمين غير كده

قلت في جزع : عايز تقولي يا شعبي انك فاهم كل اللي بيحصل وساكت
قال شعبي:يابني تحب اقولك اللي فيها , في قصيدة جميلة لواحد كده من اللي بيشعروا اسمها العزف علي القانون
قلت له : قصدك الشاعر احمد مطر
قال شعبي : نعم يبدو انه يعبر عني
تركت شعبي وانا انشد هذه الابيات
عزف على القانون
يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفه ،

يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه ،

يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه ،

فأخرج القانون من متحفه ،

وأمسح الغبار عن جـبـيـنـه ،

أطلب بعض عطفه ،

لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه ،

يقول حبري ودمي : " لا تندهش ،

".من يملك القانون في أوطاننا ، هو الذي يملك حق عزفه

Friday, January 29, 2010

عن نهاية الاسرة الثالثه ونقطة الانقلاب يتحدث الشيخ طلبة

شعور الجوع
نعم هو شعور الجوع ما اشعر به
جوع فكري ونفسي كنت اسده دائما بحديثي مع شيخي ومعلمي الشيخ طلبة الجد الحنون الحكيم
لا تزال تفصل المسافات بيني وبينه بل وبين كل من احب
انا ما ازال هنا في السودان الشقيق في مناخ جميل يعد افضل فصول السنة في السودان، فهنا المشتى الدافء في حين يموت الناس من البرد
ولكن هذا الدفء لم يكن يؤثر كثيرا في برد الغربة المتلازم في كل الفصول
وأنا في السودان اتابع بشغف مبالغ فيه الحياة في مصر شأن اي مصري يعيش في الخارج فيتابع كل حدث في مصر واية اخبار جديدة
وحتي اني كنت اتابع فليما معينااو برنامجا تكون فيه لقطات نهار خارجي يصور شوارع مصر ويظهر فيه كوبري اكتوبر وشارع جامعه الدول العربية وكوبري امبابة وشارع الهرم وصلاح سالم وعباس العقاد
ولكن كان ذلك يصيبني بالهم والخوف علي مستقبل هذا البلد الطيب المسكين الساذج
وكان النت هو المنتفس لي فهو الذي يصنع ثقبا ضيقا في المسافات استيطع ان اري او اسمع قليلا عن بلدي وعن اهلي والشيخ طلبة بالطبع

ارسلت له رسالة علي هاتفه المحمول الذي لايزال 3310 والذي يصر علي الا يغيره فالهاتف بالنسبة له هاتف فقط ومادام تلك العدة البائسة تعمل بكفاءة وتستطيع القيام بدور هاتف اذن فلن يغيرها
قلت له في الرسالة اني اشتاق اليه كالزواج او اشد قليلا وارجوه ان يجلس قليلا بعد صلاة العشاء غدا علي جهاز حفيدته ايمان التي كانت تفر من امامي جارية حين تراني واقفا علي باب بيتهم

وفي الغد صليت العشاء وارتديت جلبابي الابيض ووضعت القليل من المسك الابيض الذي يعطي مسحة ما نورانية وفتحت ماسنجري وانتظرت ان يشرق عليه الشيخ طلبة
قلت بكل الشوق :ازيك يا شيخ طلبة واحشني جدا
قال بحنان بالغ:ازيك انت يابني ،وانت كمان واحشني جدا ، مش هتيجي بقي
قلت :خلاص هانت يا شيخ طلبة كلها ايام واجي ان شاء الله ، انت اخبارك ايه
واستغرقنا في سلامات طويلة عميقه احاول ان اشبع فيها ظمأة الايام ولهيب الابتعاد
وأخيرا سألته السؤال المحشور في صدري : مصر مالها يا شيخ طلبة ؟؟
انا حزين جدا علي مصر ومش فاهم ، مش عارف فيه ايه ، فيه لخطبة ، فيه احداث كتير بتحصل بس انا مش قادر اجمعها في اطار واحد علشان افهم ايه اللي بيحصل
مصر مالها ؟؟
تنهد الشيخ طلبة تنهيده طويلة وقال :نحن نعيش نهاية الاسرة التالته ، وغالبا ما تكون النهاية هي اضعف مرحلة تعيشها البلد في ذلك الوقت
والمرحلة دي لها صفات معروفه لاي دارس للتاريخ ولكننا للاسف كما قيل عن العرب انهم لا يقرأءون وان قرأءوا لا يفهمون او ينسون سريعا
هذه المرحلة لها خصائها
منها ان الفساد مثلا اصبح غير منظم ، فساد عشوائي
منها ان تظهر كل الفضائح والمصائب التي حاول النظام الفاسد ان يداريها سنينا طويلة
منها ان يتم تقديم عدة اكباش للفداء بشكل مفضوح لمحاولة بائسة للاستمرار
منها ان تدفع الدولة ثمنا باهظا لبقائها ، هذا الثمن قد يكون علي حساب شعبها او قميها او مبادئها
منها ان تشعر بحالة من الفوضي العارمة
منها ان يزيد النظام من الاستقواء بالخارج لدعمه وتدعيمه
منها ان يتم تشويه صورة اي قائد قد يظهر علي استحياء علي الساحة فيتم مهاجمته بشكل همجي عنيف
منها ايضا الا تجد أحد قلبه علي البلد ، صحيح أنه لم يوجد أحد من قبل قلبه علي البلد ولكنهم كانوا يتعاملوا معها كالفرخة التي تبيض لهم ذهبا اما الان فيسطير عليهم شعور خد علي قد ما تقدر ولا تهتم ،فأنت لا تدري ما قد يحدث غدا
قاطعته مندفعا : فعلا يا شيخ طلبة ، فعلا حصل كل ده بس انا مجمعتش ده كله في صورةواحده
انا فعلا اقدر اقولك ان البلد لم تستيطع ان تدير اي ازمة من الازمات بالشكل الصحيح ، اقربها انفلونزا الخنازير
ظهرت ايضا كل الملفات القديمة التي تفضحهم
ضحوا برجل اعمال مشهور ووزير كبير
بدأ النظام يبني الجدار الفولاذي ، وده الثمن الباهظ
شهوهوا صورة الاخوان والبرادعي ومن قبلهم ايمن نور لمجرد ان حد فيهم فقط قرر ينافس
يااااااااااه يا شيخ طلبة احنا غلابة قوي
طيب انت شايف احنا دورنا ايه ، نقدر نعمل ايه
انا لا انكر اني محبط جدا وانا لو بدأت اكتب هقعد اوصف الواقع الحزين الكئيب ده وهغرق فيه

ولكن في هذه اللحظة انقطع الاتصال فحاولت الاتصال مرة اخري وأعدت كلامي مرة اخري واجاب قائلا :اول شيء يابني انك تفهم ما يحدث
وان ما يحدث ليس جديدا علي البشرية ، فقد حدث مثله مئات المرات عبر التاريخ بس احنا لا نقرأ
قلت : فعلا يا شيخ طلبة معاك حق ، انت دلوقتي شجعتني اني اقرأ مثلا مراحل الضعف في الدولة الاموية والعباسية والعثمانية ، اكيد تتشابه ويمكن اقدر اعمل اسقاطات تفهمني الوضع اكتر
فقال : نعم مهم جدا وايضا فرصه ان تركز ايضا علي نقطة الانقلاب
قلت بدهشة : انقلاب تاني يا شيخ طلبة ، الانقلابات مش بتعمل حاجه
قال باسما : لا تزال مندفعا ، لو صبر المقتول علي القاتل كان مات لوحده
ضحكت كثير كما لم اضحك من قبل وقلت : حقك علي يا شيخ طلبة اتفضل
قال : اقصد بنقطه الانقلاب هي نقطة التحول ، هي النقطة التي تتغير عندها اتجاه محصلة القوي من الاتجاة لاسفل للتوقف اولا ثم الاتجاة لأعلي
هي النقطة علي المنحني التي يبدأ المنحني فيها بتغيير اتجاهه
يسمونها في الرياضه نقطة الانقلاب
حاول ان تدرسها جيدا
قلت محاولا التذكر : كويس والله يا شيخ طلبة انت لسه فاكر الرياضة بتاعه ثانوية عامه ، دانا نسيت اللي اخدته في الكلية
قال : احيانا بعض النظريات الرياضيه تعلق معاك لمدلولها النفسي او الفسلفي
قلت مازحا : فعلا !!! طيب والله كويس كان الواحد عمل كده علشان مينساش
طيب يا شيخ طلبة ده الشق النظري نيجي بقي علي العملي نعمل ايه علي ارض الواقع
قال : فيه الاول نقطة مهمه المفروض ألا يسيطر علي اي شعور باحباط او كئابه فانت هتلاقي فعلا ان الدول والامم قد تصل لمستوي قمة الانحطاط لكن بتقدر ترجع تاني وتقوم ، ده تكرر كتير جدا
ويكون عندك الامل في الله
بالنسبة للشق العملي ..عليكم دور كبير في رفع الوعي عند الناس ، رفع الوعي بشكل ايجابي مش مجرد رد فعل لموقع معين ، صحيح اني ممكن استثمر رد فعل لكن يكون الدافع الرغبة الحقيقة للتغيير
قلت لاول مرة شاعرا بالغباء : معلش والله يا شيخ طلبة بس انا اخر حته دي مفهمتهاش
قال : يبدو ان الشمس اثرت عليك فعلا معلش هانت ، انا اقصد ان الناس قد تكون مخدوعه او مغيبه قليلا فيحدث حدث ضخم يهد الجبال مثل غرق العبارة السلام او اي موضوع مشابه فانت تقدر تستغل الموقف ده انك تفوق الناس وتحصل منهم علي درجة من الوعي باللي بيحصل ، لكن تحول موقفهم من كونه رد فعل للي حصل لرغبة حقيقة للتغيير
قلت وانا يبدو علي ملامح الفهم المفاجئ : ايوااااااااااا ،
قال : دي مرحلة مهمه وكان الفضل لبعض القنوات الفضائية انها رفعت الوعي ده عند الناس ، ناس كتير فاقت لما عرفت اللي بيحصل في البلد
قلت : ايوة يا شيخ طلبة محدش دلوقتي بيتفرج علي التلفيزيون المصري خالص ، راحت عليه ، يا شيخ طلبة بيشغلوا اغاني وافلام والناس مقتوله في نجع حمادي ، وكمان ساعه لما السيول غرقت العريش واسوان محدش جاب سيرة اكن ده بيحصل في بلد تانية
علاقة الناس دلوقتي بالتلفيزيون المصري هو انه وهو بيقلب في قنوات الدش او الوصلة بيعدي علي قناة اسمها المصرية ويمر عليه سريعا وهو يضغط علي الريموت بعصبية
قال بقليل من الدهاء : علشان يروح لانهي قناة
قلت : اقرأ طبعا يا شيخ طلبة
قال ضاحكا: اقرأ انت ، يلا كفاية عليك كده
قلت : لا يا شيخ طلبة لسه مخلصناش كلامنا
فقال : المرة الجاية ان شاء الله ، غالبا هتكون في مصر مش كده
قلت في احباط : ان شاء الله
قال : عليك دور مهم انك تحاول تدور علي الكتب التي تتكلم عن عوامل سقوط وقيام الدول والأمم اكيد هتستفيد جدا وتنشرها للناس
قلت دامعا وانا انهي الحوار : ان شاء الله يا شيخ طلبة هحاول ،مع السلامه يا شيخ طلبة ، سلم لي علي مصر كلها

Monday, January 25, 2010

ولكنه

في يوم السبت استيقظ قبل الفجر بنصف ساعه فتوضأ وامسك بمصحفه وبدأ يصلي ركعتين خاشعتين بصوت ندي جميل ثم ذهب الي المسجد مبكرا وصلي الفجر في الصف الاول ثم جلس يذكر الله ويدعوه حتي اشرقت الشمس علي العالم فصلي الضحي ثم عاد لبيته خفيفا نشيطا

ولكنه في يوم الاحد ذهب الي عمله وفي رأسه تتبلور فكرة رائعه لتطوير القسم الذي يعمل فيه ويحضرها للعرض علي مديره الذي طالما اعجب بافكاره بعد ادائه المدهش في العام الماضي

ولكنه في مساء ذلك اليوم عاد الي بيته وهو يحمل باقة من الزهور بديعه الالوان وعذبه الرائحة واهدها لزوجته الحبيبه التي طار علقها من السعادة وطارت أيضا كل همومها وارهاقات اليوم الطويل وقبل النوم جلسا سويا يشاهدا فيلم الكارتون المدبلج وهو يحتويها بين ذراعيه

ولكنه استيقظ يوم الاثنين وقد نوي صيام ذلك اليوم تطوعا لله وقد توافق ذلك مع موعد جلسته الاسبوعيه بعد المغرب مع الاشبال في المسجد يحفظهم القرأن وبعض دروس من السيرة فاقترح علي الاشبال ان يصوموا معه وان يأتي كل شبل بأفطاره معه ليفطروا سويا في المسجد ثم يبدأو جلستهم

ولكنه يوم الثلاثاء بعد انتهاء عمله ذهب الي نقابه الصحفيين ليشارك في وقفه احتجاجيه مع بعض اخوانه للتنديد بما يحدث في غزة قاصدا بذلك ان يسمع صوته الي حكومته ويبرأ ذمته امام الله وان يصل صوته للعالم حتي يعرفوا ان المصريين لايرضون عن ما يحدث وحتي يخبر اخوانه في غزة اننا وان كنا لا نملك سلاحا ندعمكم به فلن نعدمكم هتافنا وصيحاتنا لعلها تخفف عنكم وتصبركم

ولكنه يوم الاربعاء بعد العشاء ذهب الي الدرس الفقه الاسبوعي الذي يقوم فيه الشيخ بشرح الفقه الشافعي في الصلاة شرح ابي شجاع وبعد انتهاء الدرس جلس الي احد اخوانه يسمع عليه القرأن الذي حفظه في الاسبوع الماضي

ولكنه يوم الخميس اتصل علي والدته واخبرها انه سيمر عليها مساءا بسيارته ليأخدها كي تزور جدته وبالمرة يستعيد بعض من ذكريات الجميلة في ذلك البيت حين كان يأتي ليعيش مع جدته في فترة الاجازة ليؤانسها ويساعدها

ولكنه في يوم الجمعه لم ينم بعد الفجر بل ارتدي زيه رياضي مع الكوتشي وأخد الكورة الكفر والصافرة واسرع ليلحق موعد حجز ارض الملعب حيث يلعب هو واصدقائه واخوانه واشبال المسجد كل يوم جمعة بعد الفجر

ولكنه في نفس اليوم عاد من النادي مسرعا وأخد دشا منعشا ليجد الافطار جاهزا وعلي السفرة وجد المفكرة الخاصه به وفيها عناصر خطبته التي سيلقيها اليوم وزوجته تراجع معه ترتيب العناصر ونص بعض القصص التي سيطعم بها خطبته التي يزدحم المسجد لكي يسمعها
وفي المساء جلس الي مكتبه واخرج ورقة بيضا وقلما وبدأ يكتب قصة قصير كانت تلح عليه منذ يومين ولم يجد لها وقتا ، كانت فكرة القصة شرح معني الاية الكريمة "قل ان صلاتي ونسكي ومحياي لله رب العالمين"ولكن باسلوب جديد ممتع

Tuesday, January 5, 2010

الأفكار


هو شعور ما يجعلك تريدك ان تكتب
ان تفرغ ما بداخلك قبل ان يحيط بك
هو ان تقول كل شيء عن اي شيء
وتطير في عالم الفكر الجميل تحلق بين جنبات الحياة في صمت
ترتشف رحيق الافكار الجميلة التي كانت تأتيك وانت صغير
ما بالها الافكار الرائعه قد رحلت كلما تزدات نضجا في الحياة
هل هذه الافكار لا تأتي الا بدرجة معينه من البراءة والشفافيه التي نفقدها اكثر كلما توغلنا في الحياة اكثر
وتلوثت اقادمنا في اوحال الايام ورهق السنين
كانت لدينا افكار جميلة حنونة صبيه
تجمدت او كادت وصرنا اكثر عقلانية واقل ابداعا
ماذا تريدي ايتها الافكار لكي تحلي في ارضنا
ايتها الافكار الرائعه المبدعه المجددة النافعه
ايتها الافكار المجتهده التي تعطي بعدا اخر للحياة
وينبثق بها افق جديد في عالم الفكر وعالم الواقع
ايتها الافكار الجريئة العنيفه اين انتي الان

هل طريقة الحياة التي نعيشها تمنعك من التوالد والتجدد
هل حياتنا في هذا العصر تخنقك ايتها الافكار
هل في سعينا نحو لقمة العيش الصعبة نزعت منا اهداب التواصل معك بكل عنف
ماذا نفعل اذن ونحن مجبرين علي ذلك والحياة صارت اصعب والوقت صار اقل والبال لم يعد متاحا
ايتها الافكار يجب ان تعودي لنا مرة اخري خفاقة غزيرة منعشه ، فكيف تستمر حياتنا دونما تجديد

منذ باكورة شبابك وعقلك الجميل المتفتح ومزاجك النقي وبالك غير الملوث وانت تعاصر كل لحظة مولد فكرة جديدة مبدعة
ورسمت خطة الحياة امامك بخيالك البرئ
وقلت ان تنتظر ان تملك من الدنيا بعض الوقت وبعض المال
ولسوف تنطلق في الحياة كأنك المهدي المنتظر او صلاح الدين قد عاد من جديد بجيش من الافكار الحية المجددة في ذلك العالم الفاسد الميت
ولكن رغما عنك
وجدت نفسك تغوص في اوحال ذلك العالم
يأخذ منك براءتك
ينال من عذوبتك ونقاءك
ثم لم تعد انت انت
صرت اخر
اخر جزء من ذلك العالم
وينازعك ماضي افكارك واحلامك الوردية
ها
كيف تصنع
تمضي في الاوحال تفعل كما يفعل الناس الكثيرون الذين كنت تراهم فيما مضي بعينك البريئة غارقين في الاوحال
ام تصرخ
تصرخ في عنف
وتقف في وجه تلك الالة الجبارة التي تشد الناس اليها وتبتلعهم في ضعف منهم ومذلة
هل تقاوم يا صديقي وتعود لتفتح طاقات النور للافكار
وتعود انت انت
هل ترفض السفر والغربة والعمل المتواصل وتضحي بثمن شقة تتزوج فيها او سيارة جديدة تتنقل بك في عالم الاشياء
هل تتنازل عن ملذات الحياة
وتقنع زوجك واهلك بذلك
وترفض ان تكون ترسا في الة ضخمة تستعبد الناس طوال اليوم يكدحون ويتعبون ليعودوا كل ليلة بحفنة جنيهات ينفقونها جميعا في انماط حياة جديدة ماسخة