Wednesday, September 19, 2007

القربة المثقوبة

وهو في طريقه الي حيث تلتقي شلته كان يتذكر كلام والده : أعتقد انه يتعين عليك أن تبحث عن مكان تبيت فيه الليلة اذا اردت أن تتأخر عن الساعة الثانية عشرة , هل تفهمني؟؟
فرد عليه ساعتها وهو يبلع ريقه بصعوبة : نعم يا أبي أفهمك ولكن .......
قاطعه أبوه في خشونة : لا يوجد لكن , حتي لأني لاتعجب من انك تستخدمها وانا لم اربيك عليها , وهي حتي لا توجد في قاموسي , أري أن هناك من يلعب برأسك الصغير.
ولم يرد أن يطول الحديث فعجل بالأنصراف كي يلحق بأصدقائه
وفور وصوله لشقة صديقه التي يلتقون فيها فتح له صديقه وفي يده سيجارة غريبة الشكل وغير منتظمة وقال وهو يتأمله : هل أخذت الاذن من والدك يا حماده أم قررت أن تكبر وتخرج دون علمه ؟
قال له والضيق يعلو وجهه : والله أنت لا تنقصني يكفي والدي وما يفعله معي , هل هذه السيجارة مظبوطة كما أريد
قهقه صديقه وقال: تفضل أولا , كل شيء علي ما يرام
ودخل الشقة , كانت واسعة وتنم عن ثراء بالغ وان كان ذوقها لم يكن مقصودا عند شراء هذا الاثاث , وفي الداخل وجد كل أصدقائه بالداخل يجلسون علي الارض وأمامهم علي المنضدة زجاجات خمر فارغة وأحدهم يمسك بيده نرجيلة يسحب منها أنفاسا ثم يطلقها في سماء الغرفة حيث حجب الدخان الكثيف ضوء المصباح
كانوا خمسة وكانوا يتابعوا بكل تركيز فيلم فيديو خليع , لم يسلم عليهم وانما قال: صحيح أنكم خونة وانذال.
لم يلتفت اليه احد وقال احدهم : لو تتصور أننا سننتظر كل مرة أن تأخذ الاذن من ابيك فأنت مخطئ. ثم انفجروا كلهم ضاحكين مما جعله يطلق عليهم سبة بذيئة وعلي والده ايضا مما جعلهم يزدادوا في الضحك
ومر الوقت مسرعا أو هكذا شعر به واقترب العقرب الملسوع من الساعة الثانية عشرة , وعندما نظر لساعته وجدها قد تجاوزت الثانية عشرة فأطلق صيحة فرع وقال: يا خبر أسود!!!
انتبهو اليه جميعا وقال احدهم في قلق : ماذا حدث؟
قال :لقد مر الوقت وفاتت الساعة الثانية عشرة
قال احدهم ساخرا :أه يا سيندريلا المسكينة
قال لهم: أنتم لا تفهمون شيئا لسوف أبيت عند أحدكم اذا لم ارجع قبل الثانية عشرة , ماذا سأفعل؟؟
قالوا وقد شعروا بالمشكلة : وما العمل؟
قال احدهم: ياالهي هل تعلمون تاريخ اليوم؟
نظر واحد منهم لساعته وقال : 27/9 الجمعة صباحا
فقال لهم : اليوم تتغير الساعة , سننتقل من التوقيت الصيفي للتوقيت الشتوي
فأنهار علي الكرسي وقال: يالامصيبة زادت ساعة , ضاعت اي فرصة
فرد عليه الاول: كلا يا جاهل بل ستقل ساعة , الساعة الان حسب التوقيت الجديد الحادية عشرة ونصف, أمامك الان نصف ساعة وتبيت في الشارع هيا اسرع
وإنطلق كالملسوع يجري
وفي اعماقة تجمعت ضحكة كبيرة ساخرة
لقد فعل ما يريد وها هو يعود قبل الميعاد الموعود
تتعاظم داخله الضحكات من والده المسكين الذي ظن أنه يتحكم فيه ويتملكه
كم سيكون شعور والده المسكين عندما يعلم أن ابنه هذا يشرب الخمر ويتعاطي مخدرا ويشاهد أفلام قذرة
وهنا خرجت ضحكته رغما عنه يتردد صداها في الشارع الذي يجري فيه
وانحرف يمينا في سرعة ليجد امامه هرة صغيرة تجري هي الاخري حاول أن يتفاداها فالتوت كاحله فسقط وهو يصرخ من الالم
نظر الي قدمه المصابة التي اعجزته عن الحركة ثم نظر لعقرب الساعة الذي لم يكف عن الحركة وأوشك أن يصل لنهايته
ظن الفتي أنه كان ينتقم من ابيه لما كان يفعله معه في قسوة شديدة ونسى نفسه في دوامة الانتقام
لم يعلم الفتي أنه من يحمل قربة مخرومة حتما ستخر علي رأسه

3 comments:

بحب الحرية said...

السلام عليكم

رائع جداا عنوان التدوينة ..

حقا كمان تدين تدان ..

لكن أيضا الحكمة في التربية تصنع دورا

يشرفني زيارتك مدونتك

بورك في قلمك

بحب الحرية said...

السلام عليكم

رائع جداا عنوان التدوينة ..

حقا كمان تدين تدان ..

لكن أيضا الحكمة في التربية تصنع دورا

يشرفني زيارتك مدونتك

بورك في قلمك

ومضات .. أحمد الجعلى said...

قصة جميلة كما العادة

ولكن لى عليها ملاحظة فنية، إن جاز لمثلى أن يعلق على نواحى فنية فى القصة

أثرتنا جدا ببداية القصة والتى تكون محبكة وواقعية بشكل رائع كأنك تعايش الشاب وحديثه لوالده واصحابه، ولكن فى أو الانفعال مع القصة وانتظار "الحبكة الدرامية" فوجئت عينى بأنه باقى سطر واحد فى التدوينة حتى قبل أن أقرأ محتواه تعجبت انها ستنتهى بعد سطر واحد، وبالفعل كانت النهاية بسيطة جدا أبسط مما كنا على الأقل نتمنى، خاصة مع انبهارنا بالاسلوب القصصى وطريقة العرض

معلش يا هندسة سامحنى بس مش لاقى حد اتفزلك عليه فقلت اتفزلك عليك شوية، وبعدين اشمعنى انت تنقد توفيق الحكيم، فانا مش أقل منك وانت مش أقل من توفيق الحكيم يبقى من حقى أن أنقد
(:

كل عام وانت بخير ويارب نشوفك على خير عما قريب