Sunday, April 29, 2007

ثلاثة عشر جنيها

بعد يوم شاق مرهق عاد لبيته وقدماه تنبض وتئن من الألم.. ارتمي علي اول مقعد قابله افرغ كل ما في جيوبه وبدا يعد.. ثم قال لنفسه في انهاك وتحسر :13 جنيه فقط هو حصيله اليوم بعد كل هذا الجري علي المحلات والنوادي والشركات ثم القي براسه لترتاح علي المقعد وقال : اه يا فلسطين كيف انصرك وكل ما حصلت عليه 13 جنية ثم امسك بالريموت وفتح التلفاز علي قناة الجزيرة ليعرف اخر اخبار العراق ولبنان وفلسطين وسوريا وكل بلاد الاسلام التي نزع منها معني الامن والامان وكانت الاخبار بالترتيب هكذا :حدث انفجار مروع باحد الاسواق بالعراق اسفر عن مقتل سبعين واصابه العشرات وفي لبنان التي مازالت تحت الحصار فشلت ثلاث محاولات لايصال المواد الغذائية والادويه العاجلة وفي فلسطين استشهد اربعة فلسطنيين وتم هدم اربع منازل بالجرافات العملاقة وفي افرقيا زادت الحملات التبشيريه وصار الطعام مقابل تغيير الدين وفي اقليم كشمير ...
وهنا انحدرت دمعة ساخنه ..دمعة حزن والم انحدرت علي وجنتيه واستسلمت عيناه لنوم عميق قد يكون هروبا او خوفا من هذا العالم الظالم نسي التبرعات ونسي ال13 جنيه واسلم نفسه لمملكة النوم .
لم يعرف ما الذي جاء به الي هذا المكان ولكنه وجد نفسه في طريق هاديء مرصوف بعناية وحوله بنايات جميله علي طراز حديث للغاية لم يري مثله قد الا في افلام الخيال العلمي وحول تلك البنايات ذات الطابقين حديقة غناء وارفه اصابته الدهشة وبدا يتسال اين انا وما هذا المكان العجيب فتلفت حوله فراي شاب يقاربه في العمر له ملامح هادئه ولحية مهذبة زادته وقار وبهاءا فاشار له قائلا :هل لي ان اسالك بعض الاسئله فانا غريب لست من هنا نظر له ذلك الشاب بدهشة هو الاخر وقال تفضل ان ملابسك تدل علي ذلك فساله هل نحن في اميركا ؟ نظر له الشاب في دهشة بالغه وقال اميركا ؟ يبدو انك لا تعرف شيئا عن اميركا, اميركا لا يمكن ان تكون بهذه النظافه او بذلك التقدم اميركا لولا المساعدات التي يرسلها الرادس لفتكت بها المجاعات والاوبئه فساله باستغراب :من هو الرادس ؟فازداد عجب الشاب يتبين من ملامحه هل يمزح ام لا يعرف بالفعل ولكنه في النهاية قال :رئيس اتحاد الدول الاسلامية. ردد عبارته مبهوتا: رئيس اتحاد الدول الاسلاميه يا الهي, اعذرني حقا لا ادري.
قلت لي ما اسمك فرد الشاب: زياد وانت فقال :اسمي احمد وكنت امر بظروف صحية طويله منعتي من متابعة الاخبار والاحداث تستطيع ان تقول اني من زمن اخر انها الغيبوبه كما تعلم.. نظر زياد لملامحه وقال في شك لا اصدق حكايتك هذه ولكن لا ادري كيف اشعر بالصدق في كلامك تعالي معي استضيفك في بيتي وهناك اخبرك عن كل ما تريد
صار جواره وهو ينظر لكل شيء يراه بكل انبهار ودهشة كانت هناك نساء يسرن في ادب وحياء ويشي حجابهن بمدي حرصهم علي تقوي الله ورجال ملتحون تشع من وجوههم نضرة وبهاء تنظر لهم فتزداد ايمانا ومن مكان ما تنساب ايات من الذكر الحكيم بصوت عذب هاديء يمليء المكان براحه وطمأنينة كان كل شيء حوله يدير راسه هل هذا هو المجتمع النوراني عندما يتحد الايمان بالتقدم
وفي بيته جلس احمد علي مقعد وثير وينظر للغرفه المنسقه علي طراز حديث للغايه علي حين فتح زياد التلفاز واستاذن بعض الوقت تابع احمد المذيع وهو يقول : وتجري المباحثات حاليا لاسترداد الاراضي المحتله مع التشديد علي عدم اعطاء اي فرصه لفقد شبر واحد
وهنا دخل زياد يحمل كوب من العصير المثلج فساله احمد :الم تستردوا فلسطين بعد
ضحك زياد وقال : استيقظ يا احمد انهم يتحدثون عن الاندلس اسبانيا سابقا لوتحب ان نصلي العصر في الاقصي فلا مانع
قال احمد وعيناه تزداد اتساعا : كيف
اجابه زياد في بساطه القطار السريع يجوب العالم الاسلامي من اقصاه لاقصاه ومن شماله لجنوبه في ثلاثين ساعه فقط يعني لو ركبناه قبل العصر بنصف ساعه سنصل قبل تكبيرة الاحرام
شعر احمد بدوار يشمل راسه وساله : اخبرني بالله عليك كيف سقطت امريكا واين اسرائيل وكيف تم توحيد العالم الاسلامي ومن هو الرادس وكل شيء
ضحك زياد وقال : علي رسلك ساخبرك بكل شيء اشرب العصير اولا وهدئ نفسك من اين تحب ان نبدا
قال احمد:قبل سقوط امريكا وقبل استرداد فلسطين والعراق وفلسطين وحل النزاع في كشمير ودارفور والشيشان واستقرار الامر في السودان وقبل انتصار الفكر الاسلامي علي المذهب العلماني و
قاطعه زياد: كفي كفي سابدا من البداية كان ذلك عندما سيطرت فكرة ان علامات الساعه ظهرت وان يوم القيامة اصبح وشيكا وهو الحل النهائي لكا مشاكل الامه وصاروا ينتظروا معجزة ما او منقذ يخرج من باطن الارض او يهبط من السماء فيقودهم للحرب العظمي وكان من دعائهم اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين كانت السلبيه والياس يملان قلوبهم ويخيمان علي عقولهم كانت اسرائيل وامريكا تعبث بالفلسطنيين وتتحرش بلبنان وسوريا وامريكا تعيث في العراق فسادا ومن قبلها افغانستان وتحاول جر ايران وسوريا لحرب عالمية وسط تواطئ دولي وصمت عرب واسلامي رهيب وحكومات متورطه تحمل بين اظفارها دماء مواطنين شرفاء
هنا كان الخيار الوحيد هو العمل والتعب والعرق كان الطريق الشاق الطويل هو ان تتربي الامه علي معني الحريه والعزة والاباء معاني كهذه كانت مفتقده فيهم كان الطريق هو رجوع الناس لربهم في مشاعرهم وافكارهم وتصوراتهم عن الحياه وبدات العجله تدور وبدا المارد العملاق ينفض عنه اكداس التراب من المحيط الي الخليج كان بطيئا في البدايه ولكنه مع مرور الوقت هب واقفا علي قدميه كما كان فيما مضي صار هناك شباب ورجال ونساء وفتيات يحملوا الاسلام داخلهم في عقولهم وقلوبهم بدات الناس ترفض السلبية والتبعية والرضا والخنوع للظلم هذه امه كان حقا عليها ان تقوم
سأله احمد في لهفه: وكيف سقطت امريكا؟
قال زياد: كان حقا علي امريكا ايضا ان تسقط، دوله قامت علي الاغتصاب والاحتلال والظلم، دوله بلا قيم او اخلاق او دين لا تستغرق في عمر الزمان ثواني هذه سنه ربانيه ولن تجد لسنه الله تبديلا ،كان الطبيعي لامريكا ان اتسقط وانما كانت مسأله وقت فحسب وكانت باديه لكل ذي بصيرة وهي تتهاوي وتنحدر ومع ذلك شاء الله ان تكون نهايتها علي ايدينا حتي ننتقم لكل ما فعلوه باخواننا في العراق وافغانستان وكل الجرائم الاخري
احمد: وكيف اتحدت البلاد الاسلاميه وتوحدت تحت رايه واحده ولواء واحد؟
زياد:لم يكن هذا بالامر الهين كان هذا هو الطريق الشاق الذي قام به الشرفاء في كل بلد اسلامي يحملون هم الاسلام في قلوبهم وهؤلاء الشرفاء الذين تصدوا لكل محاولات طمس الاسلام واخراجه من حياة الناس او حبسه داخل المسجد ،كانت الطليعه من مصر وبعد قليل تبعتها سوريا وفلسطين وكونوا فيما بينهم فيما يشبه تعاون او اتحاد تشجعت باقي الدول كماليزيا واندونسيا ثم الجزائر والسعودية والعراق وباقي الدول بعد ذلك حيث مثلت تلك الرابطه مركز من مراكز القوى في العالم وبدأوا الصراع مع امريكا كرد للعدوان الغاشم والغرور المتغطرس وحينها صار الاتحاد الاوربي يسعي لصداقتنا ويخطب ودنا وعندما يمتزج العلم بالايمان تسعد البشريه وهي علي جناحي توازن, تقدم العلم كثيرا علي ايدي علماء مسلمين وتولوا قياده العالم مرة اخري بعد فترة تخبط وتوهان ذاق فيها العالم مرارة الحروب والصراعات وشقوة البعد عن الله وانتكاس الفطره تعرف يا احمد امنيتي ان اكون في ذلك الزمن
قال احمد اي زمن؟
قال زياد:زمن التعب والعرق وجمع التبرعات
قال احمد:حتي وان لم تجني شيئا يذكر حتي وان لم تجمع الا 13 جنيه في اليوم
قال زياد: والله وان لم احصل الا علي جنيه واحد ان الحياه في ظل التمكين وان كانت جميله الا انها حياه رخاء ويسر والدعوة ميسرة ومتاحه في اي وقت، ان الذين قامت علي ايديهم النهضة هم الذين استحقوا نصر الله وتأييده فبالتالي هم اقوي الناس ايمانا واشجعهم فؤادا لسبب كهذا كانت مكانه اهل بدر في الاسلام غاليه هل فهمت قصدي , هل لازلت ترغب في ان نصلي العصر في الاقصي
قال احمد: بالطبع هيا بنا
"احمد احمد استيقظ"
اخترق الصوت مسامعه وفتح عينيه ليجد اباه وهويوقظه، نظر للجنيهات التي كانت في يده وقال الحمد لله اني في هذا الزمان اللهم اجعلني سببا في التمكين اللهم من علي بذالك الشرف

Tuesday, April 17, 2007

وفاضلك زلطة وتطلع بره


ِ

ِِلا أدري لماذا تتردد هذة العبارة في ذهني في الفترة الأخيرة بقوة.. وأحس من خلالها بنوع من الشماتة،ِ
هل هذا لأني أقضي أخر أيامي في حياتي الجامعية؟! ,وكلها أيام وتلفظني الكلية بكل عنف!!
والسؤال هنا هل أنا فرحان حقا ؟.. أنا لا أنكر أنني فرحان وبل سأوشك أن أموت من الفرح .. فلطالما حلمت أنني إنتهيت من هذا الهم الثقيل ،وترحل المذاكرة البغيضة الي نفسي، وتموت من حياتي تلك الامتحانات التي كانت لها الفضل في انتشار الشعرالأبيض في رأسي وكان لها الفضل أيضا في اضطراب الجهاز الهضمي وبقيه الأجهزة التي أتت تباعا .. ياه لكم حلمت بأني أنتهيت الجامعه وبدأت أعمل، ووصلت للشيء الذي يتوج احلامي وهو أن أذهب أنا وأمي وأبي ومعي شكلاتة كوفرتينا وأطرق باب شريكة العمر..........
ولكن هل حقا انا سعيد؟؟
لاأنكر أنني يصاحبني شعورين الاول هو شعور ألم الفراق وإنتهاء تلك الفترة الضخمة من حياتي بكل مافيها .. هذة الفترة التي نما فيها فكري واحساسي وإدراكي الحقيقي بالحياه،
وحزني علي أني سأترك هذا الجو الذي إعتدت عليه طول هذه السنين، وأصدقائي وشلتي الحبيبه ياه ستنتهي هذه المرحلة من عمري بلارجعة ولكن هذه هي سنة الحياة.

أما الشعور الاخر فهو الخوف والتوجس من الخروج لعالم أخر بأبعاد مختلفة ومقاييس لا أعرفها وقوانين أجهلها ..هل سانجح في ذلك العالم هل أستطيع أن اخترقه واتعامل معه ،
أشعر كأني علي البر الأن وبقيت لي خطوات والقي رغما عني في البحر الهائج ولا أدري هل سأعوم؟ ام تتقاذفني الأمواج؟... وهل سيوجد قرش ينهشني؟؟ حقا لا ادري!!

وأحيانا أشعر كأني جنين موشك علي الخروج للعالم الخارجي ولست أدري هل سأملىء الدنيا صراخا وعويلا؟ وهل سينتظرني احد كأي مولود يحترم نفسه ؟أم لن يعبا بي أحد؟!!!
وهل لو انتظرني أحد سيكون سعيد هو وكل من حوله؟ أم سينظرون في حسرة للعداد الحزين ويقولون في بؤس لقد زادوا واحد.

لعلي الأن أستطيع أن أتخيل معني الدنيا والاخره فالدنيا دار عمل وتعب ومجهود أو في المقابل لعب ولهو وفراغ، والاخره دار جزاء وبلاعمل فإن كنت تعبت ستكافيء علي تعبك وان كنت "قضيتها" فاكيد سيختلف الجزاء