Saturday, November 21, 2009

ياذا الجدع الامير

ماذا تريد ان تعرف

اه يا عفريت
اعرف انك تريد ان تعرف سر الاسرار
اممممممممممممممممممممممممممممم
يا سيدي لا استطيع البوح
فشخط في شخطة وقال :فتنطق والا امرت السياف ان يقطع صباعك
ياعم خلاص متزقش هقول هقول
فقال :ايوة كده عالم تخاف متختشيشش
انا فعلا اخاف ما اختشششيش
يعني ايه مختشيش
انا يا ذا الجدع الامير
حبيت
او لا لا
مش ده اللي حصل
انا غرقت في بحر كبير
مشيت بسفنتي العرجاء


اهو حمارك الاعرج ولا السؤال اللئيم


قوم ايه



انا مشيت
وابحرت في البحر
قوم ايه
لقيت نفسي دخلت في خليج كده
زي خليج نعمة
او الشبرواي
قوم ايه
لقيتني بتسحب غصب عني يا ذا الجدع الامير
اكني تحت تأثير جنية او ساحرة مشعوذة
بيني وبينك يا ذا الجدع الفار لعب في عبي
بس قلت يا واد هتخاف ليه
انت جامد وقوي وشديد
وظلمة البحر تخاف منك
والحوت والقرش يعمل لك حساب
وانت امير البحار من زمان
من ايام احمس

ثم انت شجاع ما تهاب الموت
والموت بيجي مرة واحده
فاما ييجي او يستني معاده
قوم ايه يا ذا الجدع الامير
قلت انا هسيب نفسي
انا مش خايف
لكن يا ذا الجدع الامير لقيت حولين السفينة عرايس بحر حلوين حوالين السفينة
بتعوم وتلعبط
قلت في عقل بالي ايشي خيال ياناس
داحنا ليلتنا موز جدا
وفضلت السفينة ماشية لوحدها من غير دفة ولا عجلة
ولا شراع ولا بخار
ماشية كده
ونبات الحور حوليها
بيحرصوها
من ايه مش عارف
او اكنهم بيأمنوها
انا قوي يا ذا الجدع الامير
ومش هخاف
وانا ادخل اتخن خليج
ولا يهمني


صحيح قالوا ان المكان مسحور
وفيه جنية عفريته
بس انا برضة الاسد الصهور
ومحدش ميعرفش مين انا
دخلت يا ذا الجدع الامير اكتر
لحد لما وصلت لكهف كبير في البحر طالع زي بوابة نصها في البحر ونصها في الهوا
السفينة وفقت يا ذا الجدع الامير
وفجأة الدنيا قعدت تمطر
بس انا مخفتش
فجأة شفت نور ساطع من داخل الكهف
حسيت يا ذا الجدع الامير ان النور ده بيشدني
انا جامد يا ذا الجدع
وعلشان كده مخفتش
انا ما اهاب الردي
قومت نطيت يا ذا الجدع في الماية
وعمت شوية ووصلت للكهف
وعيني علي النور اللي بيسطع ويختفي
دخلت الكهف يا ذا الجدع
لقيته عميق
مش جايب اخره
فضلت عايم
شميت رائحة عطر جميلة
قلت اكيد فيه هنا سر كبير
الضوء يسطع ويبعد
وانا ماشي واره
واذ فجأة يا ذا الجدع الاقي هضبة كبيرة
وسرير جميل وكبير
بالحرير والستان
كانت اوضة كبيرة منحوته في الكهف
قلت ماشاء الله
بس السرير كان مداري
عليه ستاير ستاير
بيضا وشفافه
بس مش شايف مين جواه
طلعت بشويش
وهدومي مبلولة بتنقط
مشيت واحده واحده
بتسحب
ولسه بشد ستاير الحرير
واوباااااااااااا
معلش انا نمت

عارف مين كان نايم علي السرير الوردي
والستاير الجميلة البيضا
والورد الاحمر البلدي المفروش حواليه
والعطر الزاكي كان مالي المكان
أكيد كان حد جميل
نايم جوه في دلال
بس انا محترم
ايوة والله العظيم
انا راجل اعجبك
قعدت اتنحنح
واتنحنح
بس محدش قال حاجه
قلت بقي مبدهاش
وشلت الستارة بسرعة
والاقي ان السرير فاضي
وفيه بوكية ورد احمر طالع منه زنابق بيضا
قلت اه انها الخدعة
انا محدش يخدعني يا ذا الجدع الامير
بس ساعتها حسيت ان فيه صوت ورايا
لقيت الكهف بيتحرك يا ذا الجدع
كل الجدار اللي خلف السرير الكبير بيتحرك
وفجاة سطع ضوء عالي
قلت لنفسي انا مغفل
ازاي ماخدتش بالي ان فيه ضوء
ومنين السرير ده
لما فقت وعرفت اني اتخدعت وكان ممكن حد يقضي عليا
سمعت ضحكة عالية يا ذا الجدع الامير
كانت ضحكة جميلة عذبة
صحيح بتسخر مني
لكني حبيتها
حبيت الضحكة مخك ميرحش بعيد
وقعد ابص حواليا ملقتش حد
وسمعت الضحكة تاني
الضحكة وصداها في الكهف
وصوت الماية
بصيت تاني


وقلت ادخل الكهف
مشيت شوية
اكتشفت اني شايف صورة معكوسة علي زجاج لامع
انا امير البحار العظيم اتخدعت مرتين
وبصيت حواليا وفوق وتحت
والضحكة بتزيد وبتعلي
وانا محتار
رحت مطلع الخنجر من جراب في رجلي
وقلت بصوت عالي
صوت فضل صداه يتردد
عالي عالي
انا امير البحااااااااااااااااااااار
والكهف يردد ورايا
ااااااااااااااااااااااار
مين هنااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
انا ما بخاف الموت ولا الرداااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
اطلع لو راجل
بارزني
ني ني ني ني ني ني
انا اموت شريف
ايف ايف ايف ايف
احسن ما اموت بخدعة حقيرة
قيرة قيرة قيرة قيرة
دا الكهف اللي بيقول كدة يا ذا الجدع الامير
فجأة لقيت
اميرة ذات حسن وجمال سبحان من صور
كانت لابسة الحجاب علشان لسه في الخطوبة
وتونك
انا مش فاكر يعني ايه تونك يا ذا الجدع الامير
بس حسيت انها ممكن تكون لبساه
كانت بدر
بيني وبينيك كان الخنجر هيقع من يدي
وحسيت بالندم
اني زعقت في قمر جميل كده
قالت وهي تلاحظ ملامحي
اهلا بيك يا امير البحار

Thursday, November 5, 2009

ذكريات هاربة.. الجزء الثاني


كان صديقي قد قام تاركاً البراد الأسود علي النار ليجهز الدور الثاني من الشاي فكانت فرصة لي لأعيد التأمل مرة أخرى كانت هناك بركة قصب، تسمى كذلك عبارة عن مجموعة عيدان من القصب لأم واحدة فصارت عائلة كبيرة، أذكر أني كنت أنتخب عوداً كبيرا فأمسكه بنوع من الغشومية والاندفاع وانسي أمر ذلك الشوك الصغير الذي يغلف العود من كل الإتجاهات فيمليء كفي بشوك أبيض قصير للغاية ولكنه ليس كشوك التين الشوكي الذي لا يخرج ولا بالطبل البلدي
.
كنت اكسرالزعزوعة أعلى العود التي تكون أقل حلاوة وأغسل العود تحت الطلمبة وأبدأ في أشرس عملية تقشير ومص وتف أيضاً، إنها تلك الأكلة الوحيدة التي لا أشعر بأني آدمي وأنا أتناولها.. وللأسف لا استمتع بحلاوتها إلا بهذه الطريقة وكنت كلما نزلت في إتجاه الجذر حتي تزداد الحلاوة المسكرة، حتي أصل للعقلة التي تسبق الجذر والتي تتركز فيها كل حلاوة العود.. كنت احتفظ بالجذر بعد أن كنت أرميه حيث عرفت إنك لو زرعته مرة اخري سينمو عود آخر بل عائلة كاملة كبيرة...ه
.
في زواية الغيط كانت هناك شجرة توت وارفة تنطلق فروعها في كل الإتجاهات.. ففي شهر مايو تتزين هذه الشجرة وكل شجرات التوت بكرستالات من التوت الطارج الناضج الحلو.. توت أبيض كبير وآخر أحمر دامي وآخر أسود فاحم.. مهرجان من المسكرات الحلال، تجعلك تتوه من الحلاوة. كنت أبدأ أولاً وأنا أقف تحت شجرة التوت بالأغصان الدانية فالتقف التوت مباشرة دون غسل، فليس لدي هذا الترف الآن ولا استطيع الانتظار، من اليد إلى الفم مباشرة.. وعندما ينتهي المتاح من علي الأرض أو قد يكون استلمها أحد قبلي فقشطها، فأصعد في حذر علي جذع التوتة أو يكون هناك من حسن حظي بناء مرتفع أو شيء أقف عليه فاصطاد التوت في لذة عارمة
.
علي حافة الطريق أيضاً هناك غرفة صغيرة عالية الجدران من الطوب الأحمر ومسقوفة بالخشب يربض داخلها الموتور ذو الستة عشر حصاناً يجر بهم الماء من الرشاح في خرطوم طويل يخترق الطريق من أسفله حتي يصل إلى عمق الرشاح .. وأمام الغرفة بنيت فسقية مستطيلة علي حوائطها طبقة من الأسمنت الملساء تستقبل فيها الماء المندفع من ماسورة الموتور المخترقة الحائط فوق الفسقية مباشرة
.
لم تكن الفسقية كبيرة ولكني فيما مضي كنت أراها كبيرة حين كنت أجلس علي حافتها وأرمي بالسمك الصغير الذي اصطدته بسنارتي من الرشاح لأراقبه وهو يتحرك ويلعب وأرمي له بفتافيت العيش
تنتهي الفسقية بجدول طويل من الطوب الأحمر المطلي بالأسمنت من داخله كي لا يسرب الماء..ويمتد الجدول بطول الأرض يوزع الماء إلى كل أجزائها
.
هبت نسمة أخرى أحلى من التي سبقتها أعادتني مرة أخرى للواقع لاكتشف أن الشاي لم اتناول منه إلا رشفة واحدة وقد عاد صديقي حاملا بعض كيزان الذرة الأخضر إكراماً لي.. يقولون عليه ذرة لبن لم ينشف بعد، ولكي تتاكد أنه لا يزال لبن ويصلح لأن تشويه هو أن تضغط بأصبعك علي حبة منه فتجد أنه انفجرت بسأئل أبيض كاللبن
.
كاد صديقي يموت من الغيظ حين رأي الراكية أوشكت أن تخبو وأن الشاي تبخر معظمه، قد ظننت أنه أخد في حسبانه أمر الشاي وهو قد ظن أني سأتولاه بالرعاية.. قال كلمتين تشير لأن القعدة في القاهرة قد أفسدتني، وشرع يعيد ترتيب القوالح ووضع بعض الحطب الجاف ثم ركس علي ركبيته وبدأ ينفخ أنفاساً طويلة يخرجها من بطنه حتي ارتفع لسان من اللهب سرعان ما أمسكت في أعود الحطب فتجمعت ألسنة اللهب كلها مسلطة علي البراد الذي إزداد هباباً علي هبابه الأسود
.
صب لي كوبا آخر وقام يحضر الحطب كي يشوي عليه الذرة الأخضر الذي له طعم وليس الذي مع البائعين المتناثرين علي النواصي في القاهرة.. فهذا الذرة بأسمدة طبيعية ونسبة السماد الصناعي فيه قليل فكأنه أورجانك.. أما الذرة التي يشويها البائعين في القاهرة فلا يتغذي إلا علي هذه الأسمدة غير الطبيعية التي تجعله ينمو بشكل فجائي وفي معظم أوقات السنة ولكن بلا طعم تقريبا...ه
.
ارتشفت رشفة طويلة أتت علي نصف الكوب.. فوضعتها ونمت علي ظهري وشبكت يداي ووضعتهما تحت رأسي واغمضت عيني قليلا أحاول ان أصدق او أركز مشاعري وطاقاتي كلها لاستعيد تلك الذكريات فأجدلها مع هذا الواقع.. احاول أن اطمئن نفسي أن كل شيء كما كان.. لم أفقد شيئا.. لم أتوه من الزمن.. هنا كل شيء مثل ما كان.. احاول جاهداً أن اقنع نفسي...ه
.
فتحت عيني ونظرت لأعلى حتي طالعتني قمم النخيل الشاهقة الباسقة والتي يتدلي منها أسبطة البلح الملون تغطية من أعلي شمسية خضراء من الجريد الطويل.. كل ما في البلح مفيد، هذا الجريد الطويل يقوم الفلاح بقطعه مرة كل عامين فإما يبيعه للقفاص أو يتسخدمه في تسقيف عشة أو زرعة في الارض كحائط.. وهذا الليف الذي يكسو أسبطة البلح يجدل منه الفلاح حبل طويل يربط به بهائمة.. حتي سباطة البلح تستخدمها بعض النساء بعد نزع البلح منها في الكنس كمقشة.. وتستخدم للضرب والتأديب احياناً
.
جاء صديقي محملا بالحطب والقش.. ألقاه علي الارض ثم التقط كوزا من الذرة وبدأ يقشر الطبقات السمكية من عليه ثم يترك طبقة رقيقة عليه وأشار لي أن أفعل مثله.. وفعلت ولكن عندما انتهيت من أول كوز كان هو قد انتهي من الباقي! قام هو ففرش فرشه عريضة من القش والحطب ثم رص عليها كيزان الذرة ثم وضع من فوقه بقية الحطب.. وأمسك هو قليلا من القش والتقط بمهارة وخفة جمرة متقدة من راكية الشاي ووضعها في القش.. ثم جعل يطوح بذراعه حتي شبت النار في القش ثم دفنه داخل الكوم الكبير.. فما هي إلا لحظات حتي اشتعل الكوم ناراً كبيرة يراقص النسيم العليل ألسنة اللهب الحمراء
.
جلسنا نستعيد أيام زمان والذكريات التي أصبحت غالية لمجرد أن الزمن طواها ودفنها في أعماقه
تذكرنا السنين التي مرت والندوب التي تركتها في أنفسنا وأجسادنا
كانت الارض كما هي.. كان كل شيء كما هو.. لكن لم أكن أنا كما كنت
تغيرت؟؟؟
نعم!!.. تغيرت
من بوسعه أن ينكر ذلك.. أصعب ما في الحياة هو ثقل مرور الزمن في خلدنا.. وما يأخده منا في رحلته الأبدية
أكثر ما يؤلم الانسان هو ذكريات أيامه التي عاشها من قبل؛ أين ذهبت؟؟.. أين ولت؟؟.. هل قد انتهت بغير رجعه؟؟
هل لم يعد لها وجود إلا في ذاكرته الضعيفه التي تتسرب منها الذكريات في صمت مبكي
قد عاد مرة أخرى يبحث عن نفسه.. عن ذكريات له.. تركها متناثرة في أماكن عديدة ومع أشخاص كثيرين
هو لم يرضي بأن تكون حياته هي اللحظة التي يعيشها فقط
فحياته أيضاً هي السنين التي عاشها من قبل بكل ما فيها
هي أمه.. أبيه
طفولته.. مراهقته
فرحته البريئة.. بكاؤه الذي يقطع القلب
هي حياته أيضاَ
كيف تضيع منه وهي جزء منه

فنتركه في رحلته ونعود نحن للزمان الذي لن يمهلنا كي نستعيد الماضي فلا يزال عقرب الثواني يمشي مشيته الوئيدة
ويجر ورائه كل العقارب ويجر ورائه كل الحياة