Saturday, September 8, 2007

كيف هذا يا حكيم ؟؟



وقع في يدي منذ أيام كتاب حديث مع الكوكب للكاتب الكبير توفيق الحكيم

وبالطبع كان الحوار الذي دار بينه وبين كوكب الارض رائعا

لا أنكر أنني إستمتعت به وشدني جزالته وتسلسله الذي يشعرك أنك تقود سيارة في طريق

املس بلا مطبات

ولكن كان لي وقفة مع بعض ما قد دار في هذا الحوار الجميل

ولكن من انا كي انقد اديب بحجم توفيق الحكيم

وانا مقتنع تاما اذا اردت ان تنقد شخصا في فكره او شخصه او ادبه يجب ان تكون بحجمه

ولكن ما شجعني علي ذلك- الا وهو نقد بعض ما ذكره الحكيم علي لسان الكوكب- امرين

الاول انني لم اجد احد علي ما اذكر قد قام بمناقشة تلك الاعمال فشعرت انه واجب علي

حتي وان لم اكن في حجم الحكيم

ثانيا ان الحكيم نفسه قد قال في بداية كتابه انه ليس المقصود به اقرار حقائق جديده انما هي مناقشات للبديهيات ومحاوله لتحريك الفكر لا شحن الراس ولا الاقناع برأي وقال انه يجب ان نفحص ونمحص كل ما استقر في وجداننا من مسلمات تمهيد لاقرار العقلية العلميه

ولذلك ادعوكم بعد الاستعانه بالله لنسأل الحكيم كيف قال ذلك؟.

اشد ما كان يحيرني في كتابات وادبيات ذلك الزمن هو حالة الفصام الغريبة التي يعاني منها معظم الكتاب فهو مسلم ويقول انه مسلم بد وقد يكتب بعض القصص الدينية ولكن تجده في نفس الوقت يطرح افكارا ونظريات تصطدم اصطداما مريعا مع مبادئ صريحه في ديننا او هي ما يقال عنها معلوم من الدين بالضرورة

واكثر النظريات التي اثرت في هذه الحقبه هي نظرية داروين الساذجة نظرية النشوء والارتقاء ولم يكن هدفها كما اعتقد مجرد البحث العلمي فقط وانما كان الهدف الوصول لمفهوم الطبيعه الخالقه وهو انه لا يوجد اله حيث لا يحتاج الامر الي اله

وهذا ما يخالف العقيدة الاسلاميه مخالفة صريحة

وحتي نظرية داروين اثبت فشلها والقيت في صندوق القمامة ولكن لا يزال في وطننا الاسلامي من يعتقد بها وتسيطر علي ادبايته وافكاره عن الحياة

ولكن الادباء في القرن الماضي قد فتنوا بالغرب بشكل شنيع واخترقت افكاره ونظرياته عقول مفكرينا فأصبحو يرتدون رابطة العنق علي الجلباب في منظر يدعو للضحك ولكن احد منهم علي مكانته لم يكن يضحك وحتي المثقفين رأوا انها لم تكن تضحك بل رأوها تنوير ورقي وتحضر

وانا رايي هو اما ان يرضوا بالجلباب ويرفضوا ما يخالفها واما ان يخلعوها بالكلية ويرتدوا ما يشاؤون ولكن هذه اللخبطه وهذا الفصام وهذا الكوكتيل المقرف لايبني عليه حضارة او ينشأ عليه اجيال سويه متصالحه مع نفسها ترتكن لافكار سليمة متجانسة

وحين قرأت للحكيم حديث مع الكوكب كادت الدهشة ان تنتزعني من ماكني كيف يكتب مثل هذه الافكار وهو من هو توفيق الحكيم الاديب المسلم الذي امتعنا بأدبياته الدينية

وكان اولا شيء صدمني هو حديثه عن العقل الانساني ونعمة التفكير

حيث قال: ان الانسان ضعيف جدا بالقياس الي غيره من الحيوانات وعندما اراد ان يعتمد علي اعضائه كغيره من الحيوانات للحصول علي غذائه لم تسعفه هذه الاعضاء القاصرة فهدته ضرؤورة الحياة الي البحث عن بديل لاعضاءه الضعيفه ففكر في استخدام ناب ومخلب من قطع الرخام والاحجار.. وكان هذا مبدأ اكتشاف قدرة جديدة عند هذا الحيوان الاعزل , قدرة التفكير الخلاق وبهذا الاكتشاف الخطير اخدت تنمو في مخه خلايا معينة نموا مطردا حتي اصبحت شبه عضلة جديدة يمكن تسميتها عضلة التفكير.

وفي موضوع اخر يقول:ان التفكير الخلاق هو شيء انساني بحت خلايا نمت في مخ الانسان في ظروف خاصة به , حتي يستطيع ان يعيش .. قوة الحياة تدفع كل كائن الي ايجاد وسيلته الضرورية للحياة .

ولاادري كيف يقول الحكيم شيء كهذا ؟!! كيف يقول ان الانسان حيوان وكيف يقول ان قوة الحياة هي التي تدفع وتصنع وتخلق وكيف يقول ان الانسان خلق بلا عقل يفكر ولكن ضرورة الحياة هدته الي ذلك

وحين قال للكوكب : لقد كنت اظن التفكير هونعمة الانسان الكبري. قال الكوكب: الحياة لا تعرف النعمة او النقمة هذه الفاظ انسانية ..ان الحياة لاتعرف غير ضرورة الحياة ان التفكير الخلاق قد خلق - بفتح الخاء- فيما خلق لغات وتصورات .. ذلك تصوركم ان كل شيء علي الارض قد وجد من اجلكم.

كيف هذا يا حكيم يرحمك الله كيف تقول ذلك؟!! ومن اين اتي هذا الانسان الذي تسميه حيوانا يا حكيم؟؟ ومن خلقه ومن هيأ له العيش في الدنيا؟؟ اتراها الطبيعة؟؟؟ فلما لاتعلن الطبيعة عن نفسها وترسل لنا الرسل كي نؤمن بها !!!!!!

ولكن كل ما سبق قد نحمله علي معاني اخري وان هذه هي سنة الله في خلقه وان الله قد اوجد في الانسان اسلحة التفكير الي حين ان يكتشفها ولكن مالا قد لا اجد له اي تفسير هو حديث الكوكب عن الدين وانه هو والفنون والعلم اكتشافات انسانية وكلها منتجات من الفكر الذي نما فجأة وتكون لحاجة الانسان الضرورية

وفي حواره مع الكوكب يقول له عن الفكر الانساني: ولكني اليوم ادرك به الاسمي والاعظم .. ادرك به الله

فيرد عليه الكوكب قائلا:نعم ..الدين.. ايضا شيء انساني , اي كائن حي غير الانسان لا يمكن ان يدرك شيء اسمه الدين فالانسان الذي مارس الخلق فهم ان كل شيء لا بد له من خالق وهذا الفهم اراح عقله القلق المتسائل عن اصل وجوده لان حركة العقل الانساني لابد ان تدور في مساحة لها بداية ونهاية .

وانا اسأل الحكيم اليس ما تقوله صحيحا وانه يجب ان يكون هناك خالق لهذا الوجود ام انها مجرد قصة تلهي العقل البشري كي يكف عن اسألته البلهاء؟؟ ايعني ذلك انها غير حقيقة وان الحقيقة غير ذلك

هل نفعل مع العقل البشري كما نفعل مع طفلة صغيرة مات ابوها وعندما تسألنا نخبرها بأن ابوها قد سافر حتي يرتاح عقلها

ما معني هذا؟ هل يريد الحكيم ان يقول ذلك؟ ثم من هم الرسل اذن والانبياء؟ هل هم نتاج عقلنا البشري افرزهم ثم جعل منهم الوصلة المنطقية التي تتصل بالقصة التي حاكها كي يكف عنه قلقه وحيرته!!

علامات تسأل لو ذهبنا معها نتقصي عنها لوجدنا انفسنا امام دين اخر, مذهب اخر , فكر اخر لا اعتقد انه يتقارب مع فكرنا الاسلامي او عقيدتنا ابدا

والسؤال هل كان الحكيم يقصد كل هذا بكل معانيه

هل نعذره وهل بكل هذا الحجم في ما فعل

ام هل للابداع قوانين اخري

هل نستمتع بإغنية ولكنها في كلماتها سباب لنا

لاادري ولكني لا انكر اني استمتعت بما كتب الحكيم عن التفكير وكيف انه اساس الحضارات وان توقف اوتجمد تنهار الحضارة لتقوم حضارة اخري تبتلعها

وايضا حديثه عن معني الحقيقة والقوة بأنواعها واي منها نحتاجه في هذه المرحلة التي نحياها

لا انكر ذلك ولكني لم افهم كيف قال الحكيم هذا!!!!!!

9 comments:

عصفور المدينة said...

ليس للإبداع مقاييس وحده والمبدعون عباد مربوبون مخلوقون
ولكن وضع بعضهم لنفسه مقياسا لكي يكون مبدعا أن يتحدي الدين

Anonymous said...

والله الراجل ماغلطش في أغلب كلامه .. ماتنساش انه أديب , وكلامه تلت ترباعه فن , ولا يؤاخذ على الأخطاء العلمية أو الدينية . وكمان نظرية دارون صحيحة مية في المية في جزء واحد بس منها ومسلمة دلوقتي خلاص , الواحد لو ماسلمش بيها هايبقى لسه في العصر الحجري , بس الناس فاهمنها غلط وعلى محمل يمس بالدين , وهي ولا بتمس بالدين ولا حاجة . إنما في تطور طبيعي طبعاً بالنسبة للنوع الواحد .. ولا تنسى أن سيدنا آدم كان 120 ذراع والحصان في قديم الزمان كان أد الكلب وله صوابع والزرافة كانت رقبتها قصيرة .. التطور مسلم بيه , ولا داعي للمجادلة فيه .. إلا في حالة واحدة بس وأنا معاك فيها , إن إحنا نقول ان الطبيعة هي اللى عملت نفسها , ومافيش خالق , الكلام ده مرفوض . أقصد أقول إن خلاصة الكلام هو إن نظرية التطور بالمعني اللى أنا قلته لا تتعارض مع الدين الاسلامي ولا دخل لها بالدين أساساً .

وآخر حاجة إن توفيق الحكيم اسمه الحكيم .. وأنا بردو الحكيم . فلازم أتحيزله شوية .

تحياتي
أحمد الصادق
الحكيم ,,

Anonymous said...

في الحقيقة ما قرأت لكاتبك المفضل ،
لكن نقدك ممتاز و ربنا يهدي كاتبك المفضل لصراحه المستقيم الذي يريد و الذي أمر ، (فأستقم كما أمرت و من تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير) ، هذا لأنك تحبه ،

وفاء الفيلاسوفة

اسلام ابوغزاله - مدونة ليه بس ؟ said...

أنت ليه مخلي مدونتك كلها سوداء؟
ممكن تجاوبني على سؤالي؟

Fahd said...

عزيزي عصفور
قد يكون عن قصد او عن غير قصد قد تحدي الدين ولكن هذا لا يهمنا فلن نشق عن صدره ولكننا نناقش اشياء قد حدثت بالفعل نتمني من الله ان ينقذ امتنا من اثار تلك الحملة التغريبية البشعة ولله الحمد بدأت منذ فترة تنقشع وتذوي وبقي قلة من الذين يسمون انفسهم مفكرين مازالوا ينادون بهذا الهراء ولكن نحمد الله ان امتنا بدأت تستفيق

Fahd said...

اخي احمد الصادق الحكيم
تمنيت ان اقابلك
لا لاني قد اختلف معك في نقاط عديدة فيما قلت وانا كذلك بالفعل
ولكن لاني وجدت عندك بعض الامور المغلوطه وبعض التناقض الذي سميته الفصام وهو ناتج عن كوكتيل الافكار الذي كنا نستقي منه افكارنا لفترة من الزمان
للاسف لايساع المجال لان اناقش كل كلمة قلتها ولها عندي رد هادئ وكنت اتمني ان اعرف بريدك الالكتروني كي يتسني لي مراسلتك ومن ثم قد نتقابل ان شاء الله واشكر لك اخي مرورك وتلكيف نفسك عناء الكتابة لي فهذا هو ديدن الرجال الذين يدافعون عن رأيهم الذين اقتنعوا به في فترة ما في حياتهم بصرف النظر عن مدي ادراكهم لحظتها لصوابه من خطئه
وجزاكم الله خيرا
وصدقني انتظرك صديقا عزيزا

Fahd said...

سيدتي وفاء
اشكرك علي تقديرك الجميل
ولكن انا لم اقل ان توفيق الحكيم كاتبي المفضل وانما كنت اعترف بمقدرته الادبية العظيمة
توفيق الحكيم قد مات منذ زمان
اتمني ان يكون قد تراجع عن تلك الافكار
او ان تكون مرحلة فكرية مر بها كما يمر بها اي كاتب في بداية حياته يتخبط في الحياة باحثا عن معناها
والاجابه بسيطه والحل امامنا ولكنهم فرضوا علي انفسهم السعي في ضروب شتي واودية متشعبه ساعدهم في ذلك جوالتغريب وثقافة اوربا
اللهم اهدنا الي صراطك المستقيم واهدنا اليك

Fahd said...

سيد اسلام ابو غزالة
لم ادهش من تعليق قدر ما دهشت من تعليقك
كنت اتوقع من يعلق اما ناقم علي ومدافع عن هذه الافكار التي اناقشها في ادب الحكيم
واما مؤيد
ولكن ان يدور النقاش حول خلفية مدونتي فهذا هو العجيب بمكان
لا ادري اخي السبب
قد يكون ان اللون ده اشيك او احلي او الحاجه اللي استظرفتها
يعني
بس صدقني قد يكون مهم نوعا ما الاطار او الوسيلة ولكن الاهم هو الرسالة التي تريد ان توصلها للناس
سأعتبر ان هذه نصيحة منك لتحسين خلفية مدونتي ولكني في المقابل-واسمح لي-حاول ان تركز في الرسالة اكثر
وجزاكم الله خيرا

اسلام ابوغزاله - مدونة ليه بس ؟ said...

صاحبة البصمات الرائعة , انا لا اقصد الاهانة , ولكن لتعلم أني احببت كلامك , حتى انني دخلت مرة اخرى لقرآة الرد على تعليقي وبدون دعوة منك , وكنت انوي التعليق على التدوينة بنقاط بناءة , ولكن سامحني على سؤالي عن اللون الاسود , فهو يرهق القراء , ولكنه لون رائع , ولكن يغيم على بصماتك الرائعة

لك الحق اني مخطئ في كلامي عن اللون الاسود , فلا ينبغي لي ان اتحدثه عنه في موطن غير موطنه , وكان يجب علي ارسال هذا الاستفسار على الميل الخاص بك , وليس على احد المواضيع

وجزاك الله خيرا على نصيحتك لي بالتركيز , واتمنى ان تكون بداية صداقة , ولو اني اشعر بقربك مني