Saturday, August 22, 2009

وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي



منذ بدأ وعينا يتكون .. ويدرك الاشياء من حوله ويتشكل وجداننا الغض البرئ ، كانت هناك بعض الايات في كتاب الله لم تكن عقولنا تستيطع ان تستوعبها كاملة ، ولكن كان لها اثرا عميقا وقويا في وعينا ووجداننا
او كما قال الشيخ سيد قطب في كتابه التصوير الفني في القراءن الكريم بتصرف بسيط:
لقد قرأت القرآن وأنا طفل صغير , لا ترقى مداركي إلى آفاق معانيه , ولا يحيط فهمي بجليل أغراضه . ولكنني كنت أجد في نفسي من شيئا .
لقد كان خيالي الساذج الصغير , يجسم لي بعض الصور من خلال تعبير القرآن. وإنها لصور ساذجة , ولكنها كانت تشوق نفسي وتلذ حسي , فأظل فترة غير قصيرة أتملاها , وأنا بها فرح , ولها نشيط
وصور شتى , كانت ترتسم لخيالي الصغير ؛ وكنت ألتذ التأمل فيها , وأشتاق قراءة القرآن من أجلها , وأبحث عنها – كلما قرأت – في ثناياه .


عندما تفتح سورة طة الرقيقة الحبيبة التي كانت بالغة الحنو والرفق لحبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم تصبره وتطمئه وتخفف من وطء الدعوة علي كاهله وتذكره بقصة اخيه موسي عليه السلام وكيف كانت معاناته وكيف كان نصر الله له ، عندما تشرع في السورة تجد تلك الاية الجميلة الرائعة
تجدها هنالك منتصبة وشامخة كمنارة عالية مضيئة بين الايات
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي
نعم هي ايه تحكي كل شيء
هي تتكلم الصنعة والصانع والتربية والتهيئة والحالة والغاية والنتيجة المحسومة
هي اية تجعلك تفكر هل لله اناس يصطنعهم لنفسه دون عن بقية الخلق
هل هناك اناس يصنعون علي غير مراد الله و لغير الله
هل هناك اناس اصطنعهم الله ولكنهم لم يريدوا ذلك فكانوا لغير الله
هل الباب لا يزال مفتوح لنا
هل هناك امل في ان ندخل في زمرة الذين اصطنعهم الله لنفسه

نعم هذه الاية تثير كل تلك التسأولات داخل نفسك وتترك داخلك دائما خوفا واملا
خوفا من ان تحرم من خير هذه الاية
واملا ورجاءا ان تشملنا هذه الاية
يقال في التفسير : جعلتك خالصا لنفسي فيما عندك من النعم فالجميع مني و إحساني و لا يشاركني فيك غيري فأنت لي مخلصا
المراد بالاصطناع الاختيار، و معنى اختياره لنفسه جعله حجة بينه و بين خلقه كلامه كلامه و دعوته دعوته

ويقال ايضا :المعنى اخترتك و اتخذتك صنيعتي .. و أخلصتك لتنصرف على إرادتي ومحبتي
وقيل معناه: اخترتك لإقامة حجتي و جعلتك بيني و بين خلقي حتى صرت في التبليغ عني

وقد شاء الله ان تتجسد لي هذه الاية الحبيبة في هيئة كيان جميل احمد الله عليه وادعو الله ان يجعلنا سويا ممن يصطنعهم الله وممن يصطنعون لنفسه ،وذرياتنا امين
وكل عام وانت بخير
يارب رمضان كريم لنا جميعا

11 comments:

واصطنعتك لنفسي said...

لم أعهد الكلمات يوماً أعجز وأقصر أن تعبر أو تصف عن أمر مثلما هي الآن
...............

كنت أقول إلهي ألا لمحة من هذا الاصطناع.. اما الآن فإني أرددها وبإلحاح ورجاء من الله: إلهي أمنن "علينا" بلمحة من إصطناعك

اللهم اصطنعنا واصطنع ذريتنا لنفسك
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا
آمين يا رب العالمين
.
يا بصمة الوجدان
كانت بعيد اوي وقربت
فالحمد لله رب العالمين
:))

None said...

انا قلت اعدى اسلم وامشى علشان معملش ازعاج بس
:)

Unknown said...

:))
كل سنة وانتم بكل خير و سعادة

محمد الجرايحى said...

الأخ الفاضل: فهد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيي طرحك الطيب والقيم
كل عام وأنت بخير وإلى الله أقرب
ونسأله تعالى أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال
وأن يجعلنا وإياكم من عتقاء النار
اللهم آمين

Unknown said...

هل هناك امل في ان ندخل)
في زمرةالذين اصطنعهم
الله لنفسه)
مادامت هناك
انفاس تتردد فى جسد
الانسان فهناك امل للرجوع
الى الله الخالق الحق.اللهم ايقظنا
لتدارك باقى الاعمار واللحاق بالركب الاخيار .كل عام وانت بخير
رمضان كريم والله تعالى أعز وأكرم

Fahd said...

واصطنعتك لنفسي

رائع منك ان تختاري عنوان مدونتك هذه الاية الجميلة

اتمني ان يجعل الله لكي نصيبا منها
وكل عام وانتم بخير

Fahd said...

fnan

عيب عليك يا تيفه

انت تعمل ازعاج
ياعم انا وحشني ازعاجك ده

انت بقالك كتير مجتش

بحبك في الله
واراك علي خير

Fahd said...

احمد عبد العدل

اخي وانت بخير

طلتك علي مدونتي تزيدني بهجة

اتمني ان يجمعنا الله علي خير

Fahd said...

استاذي الجريحي
كل عام وانت بخير يا فندم

زيارتك لمدونتي تجعلني انسطل واتتطوح من الفرح

بارك الله فيك

Fahd said...
This comment has been removed by the author.
Ahmed Kamal said...

أخي و حبيبي : ألف مبروك :))

لا أعرف ما أقول غير :
بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير