شد قامته في اعتداد وتنفس بعمق ثم شهر الموسى بيده الخالية من الشعر وبدأ يمارس تلك المهمه الشنيعة في ثقة وثبات
وفي ذعر رأيت ذلك الشعر الذهبي يتساقط أمامي بلا أنقطاع
كنت أريد أن أبكي او ان اصرخ ولكني استحييت
كانت ملامحي تتبدل بسرعة شديدة وبعد لحظات سأصبح كشخص أخر
لقد كان الحلاق يزيل لحيتي بكل برود ولامبالاة وكأن لا شيء يعنيه كأنه لا يشعر بالنار التي داخلي
كنت بدأت في إجراءات الجيش وكان لابد أن أحلق لحيتي التي ظلت لفترة طويلة علم وعلامة علي وجهي
كنت أفعل ذلك مرغما وغصب عني
وقد حان الموعد
موعد ازالة العلم
وقد كان
وأصبحت الان بلا لحية
وأشعر الان بأني عريان
نعم عريان
وأشعر بأن كل الناس تنظر لي في الشارع بإستغراب
من هذا ؟ أو كيف فعل ذلك؟!!
أشعر بأني بعد أن انتزع مني لحيتي بأني وغد من الاوغاد
أو بأني ولد تالف فاسد أحمق
هذا مع احترامي للذين لا يطلقون لحاهم حتي ولو كان قصيرة ولكن لا ادري كيف يشعرون بأنفسهم قد تكون الالفة
ورأيي في اللحية :
ليس هل هي فرض ام سنة ام فطرة ام عاده عند العرب وأن كنت لا اتفق مع الرأي القائل بأنها فرض تتساوي مع فرضية الصلاة مثلا والا لكانت شغلت نفس مساحة الاهتمام في القرأن او السنة النبوية وكلمة فرض هذه تمثل لدي معني كبير لا تقوم الحياة الا به ولكني وهذا رأيي الذي ادين الله به بأنها سنة مؤكدة أو واجبة
ولكن رغم هذا أنا اعتبر أن هذا سوء أدب مع الرسول صلي الله عليه وسلم
حيث أن الرسول قد قال أطلق لحيتك فلا تسأل ما حكما هل هي سنة أم فرض ،وانا حين اطلقت لحيتي وان كان علي استحياء لم افكر بالامر كما يفكر به الناس المتفقين او المختلفين مع اللحية بل قد قلت مادام الرسول قد قال فيجب أن ننفذ
وهذا رأيي والله أعلم
ولكن هذا لا يمنع أن يتعرض المرء لمضايقات شديدة من الاهل خوفا وجزعا أو حتي استهزاءا من الاقارب وبعض الاصدقاء
ولكن أنا لا اعترض أن يكون الصواب في بعض الاحيان ان تحلق اللحية في ظروف يعرفها الشخص جيدا ويدرك داخله بصراحة وبلا مواربه أن الافضل بالنسبة له وبالنسبة لدعوته إن كان ينتسب لدعوة ما أن يحلق لحيته
ولكن رغم أنه حليق ولكن في قرارة نفسة يعترف بأن الاصل أن يطلق لحيته وان يتمني تلك اللحظة التي يأذن بها الله وينعم بالامان ويطلق لحيته بلا خوف ثم انه يدافع عن اللحية وان عرض عليه الامر يجب ان يقول رأيه بصراحة كي لا يكون فتنة لغيره
ولكن قطعا الامر يختلف بالنسبة للداعي الذي يتعامل مع الجمهور باعتباره رمزا للدين ومتحدثا عنه كيف يكون حليقا يدعو الناس للاخذ بأوامر الله ورسوله وهو لا يأخذ بها
وقالوا عن اللحية (ربيها تربيك) نعم لكم منعتي من نظرات لا تحق لي!!! كم شدت من همتي حين أضعف أو اتواني عن صلاتي مثلا
ولكن كان اكثر شيء يضايقني في أمر لحيتي هو أن أجد الناس وخصوصا السائقين والتباعين يقولون لي يا شيخ ، وهذا ما يملؤني غيظا ، أي شيخا يا هذا ؟ وكنت اقول في نفسي أني بهذا تهزء بالشيوخ لو كنت أنا ضمنهم شيخا
كنت أتعجب من منطق هؤلاء الناس ، هل معني أن ينبت في وجهي بعض الشعيرات التي تتوقف في الاول والاخر علي هرمون الاندروجين معني ذلك أن يصبح الواحد شيخا بقدرة قادر
كيف هذا ، هل كل من لبس جبا وقفطانا يصبح عالما في الازهر
ثم يأتي نفس الناس ويقولون : شوف ياعم الشيوخ بيعملوا ايه ، دول كذا وكذا وولاد كذا........
ويرد عليه الاخر يعدد له المواقف المخزية التي يفعلها ذلك الشيخ او غيره
وأقول انهم يستحقوا لانهم اعطوا اللقب لاي شخص سواء يستحق او لا
ولكني قد أعذر هؤلاء الناس قليلا لجهلهم
وسبب اخر أن في أوساط اللملتحين -أو فلنقل بعضهم- لا ينادون بعضهم الا (بيا شيخ ) وهكذا صار اللقب وصارت المكانة لمجرد أنه لم يكلف نفسه عناء أن يقف امام المراءة ويتشتري موسي بخمسة عشر قرشا –أو الاتنين بربع جنية- وحلق لحيته أنما تركها
وجماعات دخل فيها ناس كثيرين لمجرد أنهم تركوا لحيتهم اهمالا كان او اهتماما فكان فيها من ليس فيها بل ويسيء اليها ويدعو بشكل عكسي ينفر الناس عنهم
عندما كنت في الاعتكاف في شهر رمضان وكان ذلك في مسجد عمرو بن العاص كان الباعة يقفون خارج المسجد بين في الممر بين المسجد ودورات المياة وينادون بصوت عالي سواء كان رجلا او امرأة او حتي طفلا صغيرا : الحق ياشيخ ، شاي يا شيخ ، خش علي السحور يا شيخ ،كشري سخن يا شيخ ، سواك يا شيخ ، اسطونات باتنين جنية ونص –لا ادري هل يظن هؤلاء أن جهاز الكمبيوتر داخل المعتكف يتوقف علي الاسطوانه – كتب يا شيخ،.............................يا شيخ
طبعا كان هذا يزيدني غضبا وغيظا وفرحت كثيرا حتي تم تسريحهم جميعا اثر موضوع التسمم الذي حدث حينها
كنت أري براعة البائع المصري وهو يبحث عن وسيلة كي يسوق لبضائعه مهما كانت
وكان احدهم يقول شاي سخن يا شيخ فذهب اليه صديقي وسأله : هو فيه شاي مش سخن. لم يحرج-كما توقع صديقي واراد-الرجل واخذ الموضوع بمزاح
ما علينا من كل هذا
لقد ذهبت لحيتي عند الحلاق
وهذه مسألة شخصية
ولكن رغم كل هذا فاللحية مازالت داخي موجوده أشعر بها
حتي وان كانت بشرتي ملساء لامعه
ستظل داخلي
لحيتي
حتي يأذن الله بأن تعود وتظهر
قريبا ان شاء الله