في هذه المرة قابلت الشيخ طلبة وكان الشوق يملؤني ويكاد ان يتدلدق كفنجان قهوة سايح حتي اخره ..لا اذكر كيف تم اللقاء ولكني اذكر اني ارتميت في حضنه فور رؤيتي له وقبلت يده العجوز وان كنت لاحظت ان هناك شيء ما مختلف قد يكون في طريقة استقباله لي ..رغم كبره الا انه كان يهش ويبش في وجهي بل ويخف ايضا ،فقلت في نفسي قد يكون مريضا او مزاجه مش مظبوط
وقلت له بكل مشاعر الحب الطافحه داخلي : ازيك ياشيخ طلبة عامل ايه واحشني كتير بجد كالزواج او اشد قليلا
لم يضحك اليوم كعاداته ولكنه قال بابتسامه خفيفة : الحمد لله يابني انا بخير ، انت اخبارك ايه
فعلا شعرت بالقلق : ايه يا شيخ طلبة مالك ،فيه ايه ؟؟
رد علي وقال : لا شيء ، عادي
قلت : يعني لم تشتمني او حتي تضربني بالمنشة خيرا يا شيخ طلبة ، اخيرا ادركت اني شاب مهذب استحق التقدير
لم ينفعل مع دعاباتي ولكنه قال وقد شعرت ان عمره تضاعف وان ذلك البريق اللامع في عينيه لم يعد موجود : السن يابني ، يلا خلاص مبقاش كتير في العمر
استغربت جدا من طريقة كلام الشيخ طلبة عمرها ما كانت هكذا وانتابني شعور بالخوف فعلا قد يكون كبر واوشكت نهاية ولكنه علي كل حال كان عجوزا بما يكفي من زمن طويل وكان كأي عجوز بما يكفي ينتظر هذه اللحظة دائما ، ماذا جد وماذا اختلف
ولكني اثرت ان ابعد هذه الخواطر السوداء عن ذهني وقلت اسأله عن مصر ..مصر التي وحشتني فعلا ولم اشعر باشتياقي لها الا وانا في الغربة ..ايوة فعلا اكتشفت ان مصر دي عامله زي امي بالظبط بحبها مش علشان هي احلي ام او اشيك ام او اروع ام او اكتر ام مثقفة بل علشان هي امي وبس
اخبار مصر ايه يا شيخ طلبة
قال لي في لهجة حزينة: مصر مش بخير ابدا يابني
بهت من الجواب فعلا : ايه ؟ ليه يا شيخ طلبة فيه ايه ؟؟
قال : خلاص يابني مبقاش فيه فايدة
رددت كلامه في وانا مصدوم : مبقاش فيه فايدة ؟؟؟؟؟ازاي يا شيخ طلبة ؟؟؟؟؟
قال : مصر وصلت لمرحلة من السوء لم تصل لها من قبل ولدرجة يستحيل معها العلاج، انظر حولك هتلاقي اللي ماسكين البلد ما يهمهم الا انفسهم ، يبقي كل خيرات بلدك بتستغل لصالحهم الشخصي ، ممكن يبيع الغاز لاسرائيل علشان مصلحه بالنسبة ليه لكن مين قال ان ده في صالح البلد
ممكن يدخل في اتفاقيات كتيره مش في صالح مصر لمجرد انها سبوبه ومصلحه ليه وشعارهم يا عزيزي كلنا لصوص
لما تكون عندك عربية ملكك وشغلت عليها سواق ، بس السواق ده معندوش ذمة ولا ضمير وحرامي ونصاب تتوقع هيعمل ايه فيها ، فكر كده واسرح بخيالك ، واللي هتوصله هو ده بالظبط اللي بيحصل في بلدك،
قلت وانا اكاد ابكي : طيب ايه الجديد يا شيخ طلبة ماحنا عارفين ، ايه اللي خلاها مفيش فايدة ؟؟؟
تنهد وقال : العربية استحملت كتير وجه عليها وقت وهتوقف يابني ، الناس دي كانت بتعتمد علي رصيد كبير في بلدك ، لان بلدك فيها خير كتير قوي لكن خلاص مبقاش فيه ، الناس كترت والتحديات للحكومة كترت وده فضح العجز الرهيب والنصب اللي بيحصل ، يعني كانت العربية ماشية ببركه ربنا مش بشطارة السواق النصاب ، لكن خلاص كل شيء له نهاية
شوف يابني الامراض اللي دخلت مصر انفلونزا طيور وخنازير وطاعون واخيرا تيفود ، تخيل مصر في عام 2009 ينتشر في التيفود
شوف يابني قمة التأخر الحضاري اللي مصر وصلت له اللي نتج عنه صارعات طائفية ملهاش اي اساس من الدين
شوف يابني الناس اللي بتاخد جواير من الدولة علي هبل فكري ليس له معني او اساس علمي
شوف يابني الناس اللي بتتظلم محدش بياخد حقها
شوف
لم استطع ان امنع نفسي : بس بس كفااااااااية ، كفاية يا شيخ طلبة ارجوك
قال : ولسه فيه كتير
قلت : لا يا شيخ طلبة مين قال انه مفيش امل
قال : خلاص انتهي زمن الاحلام يوم القيامة قرب ، الزم بيتك يابني ومتشتغلش نفسك بالعالم
قلت وانا في قمة الدهشة المصدومه :لا يا شيخ طلبة مش معقول يكون ده كلامك ، لا فيه حاجه غلط ، اكيد انت بتهزر ، ازاي يا شيخ طلبة مفيش امل ، لايا شيخ طلبة فيه امل ، والله العظيم فيه امل ،بلدنا لسه فيها خير ، لسه فيه ناس كتير جواها خير ، فيها ناس كتير بتتغير ، والله العظيم زي ما بقولك
مين قال انه مفيش فايدة ، لو مفيش فايدة يبقي ليه ربنا سايب الناس كان ربنا شملهم بعذاب من عنده لو مكنش فيه فايده ، مش ده كان كلامك يا شيخ طلبة
لسه فيه خير وفيه امل ، فيه ربنا يا شيخ طلبة ، ياما وصلنا لاحوال اصعب من دي بكتير لكن دفع الله للناس ببعض بينصر الخير ، بس يكون فيه ناس بتدافع عن الخير اصلا
ناس شايفه انه فيه امل
مهما حصل يا شيخ طلبة في البلد هييجي يوم وتبقي اقوي مما كانت وتستعيد كل خيراتها
امال احنا ايه فايدتنا يا شيخ طلبة ، الرسول قال لو حتي وصلنا ليوم القيامة ومعانا فسيلة نخلة نزرعها يا شيخ طلبة ، مش ده كان كلامك ، ثم احنا بتشغل ومش مهم النتيجه ودي دنيتنا ولجنة اختبارنا في الحياة ، ولازم ننجح فيها ومش مهم النتائج
تكلم الشيخ طلبة اخيرا وقال : مفيش فايدة
لم اتمالك نفسي ان اصرخ : لا يا شيخ طلبة ، فيه فايدة والله العظيم فيه فايدة
لسه فيه امل
والله العظيم فيه فايدة
والله العظيم فيه فايدة
شعرت بيد تهزني في اصرار وصوت يقول : اصحي يابني فوق ، انت بتهلوس ولا ايه ، هي شمس السودان لحست مخك
انتبهت لنفسي وعرفت اني كنت احلم ، ولاول مرة افرح انه حلم مجرد حلم لا لم يكن حلم بل كان كابوس
الحمد لله الحمد لله بجد
قال لي صاحبي وهو لا يخفي سخريته وانا عارف انه هيفضحني في كل المواقع : انت كويس ولا انت حاسس انك سخن شوية
وانا كنت مبسوط جدا فقلت له : انا كويس جدا، واول مرة احس ان شكلك حلو ، وان لك فائدة في الحياة
وقلت له بكل مشاعر الحب الطافحه داخلي : ازيك ياشيخ طلبة عامل ايه واحشني كتير بجد كالزواج او اشد قليلا
لم يضحك اليوم كعاداته ولكنه قال بابتسامه خفيفة : الحمد لله يابني انا بخير ، انت اخبارك ايه
فعلا شعرت بالقلق : ايه يا شيخ طلبة مالك ،فيه ايه ؟؟
رد علي وقال : لا شيء ، عادي
قلت : يعني لم تشتمني او حتي تضربني بالمنشة خيرا يا شيخ طلبة ، اخيرا ادركت اني شاب مهذب استحق التقدير
لم ينفعل مع دعاباتي ولكنه قال وقد شعرت ان عمره تضاعف وان ذلك البريق اللامع في عينيه لم يعد موجود : السن يابني ، يلا خلاص مبقاش كتير في العمر
استغربت جدا من طريقة كلام الشيخ طلبة عمرها ما كانت هكذا وانتابني شعور بالخوف فعلا قد يكون كبر واوشكت نهاية ولكنه علي كل حال كان عجوزا بما يكفي من زمن طويل وكان كأي عجوز بما يكفي ينتظر هذه اللحظة دائما ، ماذا جد وماذا اختلف
ولكني اثرت ان ابعد هذه الخواطر السوداء عن ذهني وقلت اسأله عن مصر ..مصر التي وحشتني فعلا ولم اشعر باشتياقي لها الا وانا في الغربة ..ايوة فعلا اكتشفت ان مصر دي عامله زي امي بالظبط بحبها مش علشان هي احلي ام او اشيك ام او اروع ام او اكتر ام مثقفة بل علشان هي امي وبس
اخبار مصر ايه يا شيخ طلبة
قال لي في لهجة حزينة: مصر مش بخير ابدا يابني
بهت من الجواب فعلا : ايه ؟ ليه يا شيخ طلبة فيه ايه ؟؟
قال : خلاص يابني مبقاش فيه فايدة
رددت كلامه في وانا مصدوم : مبقاش فيه فايدة ؟؟؟؟؟ازاي يا شيخ طلبة ؟؟؟؟؟
قال : مصر وصلت لمرحلة من السوء لم تصل لها من قبل ولدرجة يستحيل معها العلاج، انظر حولك هتلاقي اللي ماسكين البلد ما يهمهم الا انفسهم ، يبقي كل خيرات بلدك بتستغل لصالحهم الشخصي ، ممكن يبيع الغاز لاسرائيل علشان مصلحه بالنسبة ليه لكن مين قال ان ده في صالح البلد
ممكن يدخل في اتفاقيات كتيره مش في صالح مصر لمجرد انها سبوبه ومصلحه ليه وشعارهم يا عزيزي كلنا لصوص
لما تكون عندك عربية ملكك وشغلت عليها سواق ، بس السواق ده معندوش ذمة ولا ضمير وحرامي ونصاب تتوقع هيعمل ايه فيها ، فكر كده واسرح بخيالك ، واللي هتوصله هو ده بالظبط اللي بيحصل في بلدك،
قلت وانا اكاد ابكي : طيب ايه الجديد يا شيخ طلبة ماحنا عارفين ، ايه اللي خلاها مفيش فايدة ؟؟؟
تنهد وقال : العربية استحملت كتير وجه عليها وقت وهتوقف يابني ، الناس دي كانت بتعتمد علي رصيد كبير في بلدك ، لان بلدك فيها خير كتير قوي لكن خلاص مبقاش فيه ، الناس كترت والتحديات للحكومة كترت وده فضح العجز الرهيب والنصب اللي بيحصل ، يعني كانت العربية ماشية ببركه ربنا مش بشطارة السواق النصاب ، لكن خلاص كل شيء له نهاية
شوف يابني الامراض اللي دخلت مصر انفلونزا طيور وخنازير وطاعون واخيرا تيفود ، تخيل مصر في عام 2009 ينتشر في التيفود
شوف يابني قمة التأخر الحضاري اللي مصر وصلت له اللي نتج عنه صارعات طائفية ملهاش اي اساس من الدين
شوف يابني الناس اللي بتاخد جواير من الدولة علي هبل فكري ليس له معني او اساس علمي
شوف يابني الناس اللي بتتظلم محدش بياخد حقها
شوف
لم استطع ان امنع نفسي : بس بس كفااااااااية ، كفاية يا شيخ طلبة ارجوك
قال : ولسه فيه كتير
قلت : لا يا شيخ طلبة مين قال انه مفيش امل
قال : خلاص انتهي زمن الاحلام يوم القيامة قرب ، الزم بيتك يابني ومتشتغلش نفسك بالعالم
قلت وانا في قمة الدهشة المصدومه :لا يا شيخ طلبة مش معقول يكون ده كلامك ، لا فيه حاجه غلط ، اكيد انت بتهزر ، ازاي يا شيخ طلبة مفيش امل ، لايا شيخ طلبة فيه امل ، والله العظيم فيه امل ،بلدنا لسه فيها خير ، لسه فيه ناس كتير جواها خير ، فيها ناس كتير بتتغير ، والله العظيم زي ما بقولك
مين قال انه مفيش فايدة ، لو مفيش فايدة يبقي ليه ربنا سايب الناس كان ربنا شملهم بعذاب من عنده لو مكنش فيه فايده ، مش ده كان كلامك يا شيخ طلبة
لسه فيه خير وفيه امل ، فيه ربنا يا شيخ طلبة ، ياما وصلنا لاحوال اصعب من دي بكتير لكن دفع الله للناس ببعض بينصر الخير ، بس يكون فيه ناس بتدافع عن الخير اصلا
ناس شايفه انه فيه امل
مهما حصل يا شيخ طلبة في البلد هييجي يوم وتبقي اقوي مما كانت وتستعيد كل خيراتها
امال احنا ايه فايدتنا يا شيخ طلبة ، الرسول قال لو حتي وصلنا ليوم القيامة ومعانا فسيلة نخلة نزرعها يا شيخ طلبة ، مش ده كان كلامك ، ثم احنا بتشغل ومش مهم النتيجه ودي دنيتنا ولجنة اختبارنا في الحياة ، ولازم ننجح فيها ومش مهم النتائج
تكلم الشيخ طلبة اخيرا وقال : مفيش فايدة
لم اتمالك نفسي ان اصرخ : لا يا شيخ طلبة ، فيه فايدة والله العظيم فيه فايدة
لسه فيه امل
والله العظيم فيه فايدة
والله العظيم فيه فايدة
شعرت بيد تهزني في اصرار وصوت يقول : اصحي يابني فوق ، انت بتهلوس ولا ايه ، هي شمس السودان لحست مخك
انتبهت لنفسي وعرفت اني كنت احلم ، ولاول مرة افرح انه حلم مجرد حلم لا لم يكن حلم بل كان كابوس
الحمد لله الحمد لله بجد
قال لي صاحبي وهو لا يخفي سخريته وانا عارف انه هيفضحني في كل المواقع : انت كويس ولا انت حاسس انك سخن شوية
وانا كنت مبسوط جدا فقلت له : انا كويس جدا، واول مرة احس ان شكلك حلو ، وان لك فائدة في الحياة
4 comments:
أيوه كده كنت هزعل من الشيخ طلبة
طول ما لسه فى شمس بتطلع يبقى لسه فى أمل
وقت ما نحس فعلا انه مفيش يبقى ملهاش لازمة نكمل حياة ، هكمل ليه
ربنا يقرب البعيد و نشوف مصر زى ما احنا عاوزين و أحسن ان شاء الله
صباح الخيرات
الله يعزك يا اخي احمد
يمكن المرة دي بتكلم بلسان الناس المحبطة اليائسة اللي بتقول مفيش امل
لو بتقول مفيش امل خلاص بقي ملكش دعوة بالناس وخليك في بيتك وسيبك اللي عايز يشتغل يشتغل
يارب نشوف مصر ونشوفك قريب
انا لن انسي عزومة الحمام والبط
فيه امل وفيه أمل ومليون أمل بأمر الله
لو تشوف الناس وهي بتتحرك
الشباب وهما بيحاولو يغيروا
فيه امل اكييد فيه امل بأمر الله
حتى النساء بتتحرك
ان شاء الله القادم أجمل
ربي يبارك فيك وفي الشيخ طلبة
يا بني دي عايزة تتهد و تتبني من الأول و مش مستحملة ترميمات اكتر من كده
إتسع الخرق على الراتق خلاص
Post a Comment