Thursday, July 2, 2009

لعنة الكيبورد






كم من الزمن مر علي


وأصابعي لم تلتقط القلم


ليخط على الورق الأبيض خواطري
ياااااااااااه!! كم الاشتياق الذي يجتاحني وأنا أعود إلى ذكريات كتاباتي الأولى حين بدأت ولأول مرة في تاريخ افكاري أن أعبر عنها وأعلنها صراحة للعالمين
كانت أفكاري تحتشد وتتدافع في عنف لتنساب عبر اصابعي العصيبة إلى الورق، كان شعوراً متعباً ورائعاً
كان القلم عبقريا في أن يستفز كل أفكاري، يخرجها كلها علي الورق، فيكتب أي شيء وكان كل شيء يخرج رائعاً
كان القلم حقيقياً وكان الورق موجوداً أمامي له ملمس رقيق وأفكاري غير المنظورة صارت بفضلهم مخطوطة رائعه تظل علماً مدى بقاء الورق
كنت أملأ أوراقي بشخابيط كثيرة ولم يكن هذا يهمني بل يدفعني ذلك لأن أكتب أكثر، لأني أشعر بمدي معاناتي وأنا أحس بأفكاري وهي تولد في صعوبة فتصبح كالابن الغالي لا أريد لها بدلاً مهما كان
اعود للقلم والورقة البيضاء واداعبهما وأثق أنهما القادرين على استفزاز أفكاري لأن تترك الخلايا الرمادية التي قد تموت فيها من طول الانتظار وتهبط في دوي شديد وصراخ أكاد أسمعه على الورق
أعود إليهما بعدما كفرت بعالم الأزرار وعالم الضغطة الواحدة، عالم رص الحروف في سرعة ومحوها في سرعة، عالم الأوراق الزائفة التي بلا شخابيط
عالم الوهم



أعود إليهما معتذراً عن اعتقادي بأن صفحة الوورد أقدر على حسن ضيافة افكاري وأجدر بأن تحل عليها
كيف لم ادرك أن صفحات الوورد ليست حقيقية، لم اعتصر فيها قلماً ولم اضغط من شدة انفعالي على الورق
كيف لم ادرك أن ما اكتبه سريعاً يسهل علي أن امحوه سريعاً ولا اشعر معه بألفة أو حنين
كيف نسيت أن "شفت دليت" أسهل كثيراً علي من تمزيق ورقة تعبت فيها وتعبت عليها
كيف نسيت ان افكاري اعتادت مني الصبر، سواء في مخاضها أو رسمها
كيف يجرفني الاحساس بالعملية لأن اترك اصدقائي، كيف ورقصة القلم علي الورق تحكي عني.. عن نفسي
إن عالم الأزار قد ينفع لأن ينقل افكار أو يتحدث عن افكار ولكنها ليست الطريقة المثلى لأن تنتج افكار
لانها ليست الولادة الطبيعية للافكار، بها قد لا تولد الافكار كما حدث معي أو حتى تولد غير مكتملة،
كيف نسيت احاسيسي وأنا أخط جواباتي في صباي، كيف نسيت أجندتي الصغيرة التي شجعتني أن اكتب وأخدتني من مستوي لآخر بكل سلاسة، كيف وهي التي احتضنت كل افكاري الصغيرة الجميلة
كيف لم ادرك أن اضطرابي في الكتابة لم يكن بسبب قلة الافكار ولا ضعفها وإنما كانت الحضانة الصناعية هي السبب، تحتاج الافكار لصدر حنون طبيعيا يضمها في رفق، فلن تكون الشرائح السليكونية هي أحن عليها من الورق

قد كفرت بالكيبورد وعالم الأزرار لأني اكتشفت أني مصاب بمرض عضال، وجدت انه ينتشر بخلاياي مرض الأصالة
وجدت أنه يتعين علي أن أعود للطبيعة مرة اخرى
إن التقنية والتقدمية قد تصلح لنشر الافكار ولكنها فشلت بالنسبة لي في أن تجتذب افكار
إن للورقة والقلم سحر خاص وذكريات جميلة وطريقة غجرية في استمالة الافكار اللعوب

7 comments:

فاطمة الزهراء said...

يسعدني أن أكون أول من يكتب تعليقا
تدوينة حلوة أشعرتني بشوقي لأقلامي وأوراقي ..التي لاغنى للكاتب عنها أبدا حتى مع وجود لوحة المفاتيح فما أ، يعتليي القلم الأنامل لتحتضنه حتى تحس أنت بشوقهما..دمت فماأجمل تدويناتك.
مع محبتي
فاطمة الزهراء

واصطنعتك لنفسي said...

ياااااااه!! واخيراً ألقيت على كلماتك بعض من المخبوء بداخلك.. اخيراً أطلقت صرخة ثورة

أيها الثائر أكاد أجزم أن قلمك هو ايضاً يشتاق إليك.. الآن وقد تحررت من أولى القيود.. حان وقت الإنطلاق

دوماً كانت تبهرني بعض مصطلحاتك وتشبيهاتك اللغوية ولكن هذه المرة أبهرني الأسلوب في التدوينة بأكملها.. قدرة التجسيد كانت عالية جداً في هذه التدوينة..

كانت كتاباتك غالباً تمتاز بنبرة هدوء واتزان بين الفكر والأحاسيس،أما هذه التدوينة فتكاد الكلمات تنطق بحق مما تحمله من معاني بجانب الأفكار
تدوينة ثائرة بحق

كفرك بالكيبودر وعالم الأزرار والفارة لا بأس به طالما تمكن حس الأصالة بداخلك على التعايش مع الحداثة بشكل يحقق اقصى منفعة ممكنة ودون صدامات.. وأنت قادر على ذلك إن شاء الله

تدوينتك جعلتني اتساءل: لعل لهذا خلق الله القلم ليكتب كل الأقدار بالرغم من ان الله أمره بين الكاف والكون.. لعله لسر ما في القلم وقفت أنت على احدى لمحاته.. ربما
!!!

الآن أقولها لك بمليء فمي
Bienvenida!
:))

إيمان

عالم حبيب said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفكرة رائعة .. وعبرت عنها باسلوب جميل

قد تكون الأداوت العصرية أسهل بكثير .. وقد يكون وصل بعضنا أنه يكتب على الكيبورد مغمض العين .. لكن الكتابة على هذه الوسائل تأتي جامدة بجمود هذه الأدوات

من المصادفة أنني أيضا لا أستطيع بأي حال أن أكتب أي شئ من بنات أفكاري مباشرة على الكيبورد .. لا أستطيع أبدا مع أنني حاولت مرات .. لكن احتكاك القلم مع الورقة يتولد عنه المزيد والمزيد من الأفكار .. العجيب أيضا لو جربته أن الكتابة بالقلم الرصاص تختلف كثيرا عن الكتابة بالقلم الجاف

من قبل كتبت موضوعايشبه موضوعك وكأننا نمتلك نفس الافكار :)

قلم رصاص 1


http://habibworld.blogspot.com/2008/07/1.html

قلم رصاص 2
http://habibworld.blogspot.com/2008/07/2.html

Unknown said...

ماشي يا هندسه بصراحه انا بحس بقيمتي جدا وانا ماسك القلم والورقه بس بصراحه اليومين دول كاره شكلهم بطريقه فظيعه

بنت الصالحين said...

صدقت


أنا لا أشعر أني اكتب إلا وانا ممسكة

بقلمي الرصاص

>>الروترنج الاسود 5. مللي

: )

بنت الصالحين said...

أما رجعت كنت بدور علي مدونتك وعلي قلمك

دمت ودامت مدونتك

FadFadA said...

كم من الزمن مر علي
ورأسي لم تلتقط أي أفكار
فأنا لم أعد في حاجة لقلم و كي بورد
فلم يعد هناك ما أكتبه
وأدت الأفكار داخلي
و لا أدري السبب
ياااااااااااه!! كم الاشتياق الذي يجتاحني لأعود للكتابة

محمد