ظننا ان يوم 25 يناير او يوم 28 جمعة الغضب هو يوم ولدت فيه مصر من جديد، ولكن الحقيقة ان الذي حدث هو التلقيح، بداية الحمل فقط، ولكن كان هذا الحمل حملا حقيقيا ولاول مرة منذ قرون، علي يد شباب عفي تجري في عروقه اكسير الفتوة والعنفوان وكان حملا شرعيا بعد ان كانت تحمل مصر حملا كاذبا علي يد قله متصابية جلودهم باتت غليظة حكموا مصر ولم يكتبوا لها حتي ورقة عرفي
وكان الاستفتاء هو اختبار الحمل الذي اعلن للعالم ان ثورتكم كانت مباركة، كانت شرعية حقيقية بكل ما تتستطيع ان تتحمله الكلمة من معان
ولكن مصر لانها ظلت عقودا كثيرة عبدة لاستعمار خارجي او لمن باركهم الاستعمار في الداخل فهي حديثة عهد بحرية، كان الامر يحتاج الي حكماء مخلصين للوصول بمصر لبر امان بلا اي خسائر
وحدث مالم نتوقعه يوم أن نزلنا للتحرير ولم يكن عندنا امل في الرجوع، ها هي ذي ثورتنا التي ابت الا ان يقدم لها دماء الشباب الذكي الطاهر حتي تنجح، هي نفسها تكاد تتعثر، ويكاد يذهب معاها كل ما دفعناه وكل ما حلمنا به
واعتقد برأيي ان اسباب التعثر او التسمم الذي اصاب مصر وفي وقت حرج نريد فيه الحذر والذكاء هي ابتداءا من اعداء الثورة التي قضت الثورة علي عزهم او ذلت انوفهم اتخيل الان بل اكاد اراهم هؤلاء القلة الذين مازالوا احرارا حتي الان جالسون في بيت بعيد عن القاهرة يلتفون حول مائدة في غرفة شبه مظلمه يستغلون معرفتهم بالشعب المصري الذين درسوه سنينا طويلة ويخططوا لاجهاض هذه الثورة وحتي وان لم يعودوا فقد حصلوا علي الانتقام
كانت اول اسلحتهم هي السلاح الذي بلي من كثرة الاستخدم، كان هو الفتنة الطائفية، رغم ان الناس بانت لهم الحقيقة في ايام التحرير، ورغم ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فإما انهم اجادوا تمويه الجحر او ان الارث الثقيل مازال داخلنا
كان يجب ان نكون اذكي من ذلك لنفوت الفرصة عليهم، مشكلتنا لم تكن مع الاقباط من الاساس بل كانت وسيلة تمويه، احسب اننا لو وصلنا بمصر لتكون بلد امن عادل حر ستنتفي كل تلك المشاكل فورا نعاني ايضا في هذه المرحلة العصيبة بالتشتت، واعتقد ان ذلك ليس بسبب المؤامرة بل بايدينا نحن، واستطيع ان اجمل هذه الاسباب في عدة نقاط १
1- نحن ندعم فلسطين ولكننا لسنا في وقت يسمح لنا بدخول حرب مع اسرائيل وشن حملات نفسية او عملية تعبئة معلنة للحرب، هذا وان كنت اتحمس له كثيرا ولكن هذا يبعدنا عن قضيتنا الاساسية التي لو فشلت فستكون اسرائيل هي من تدخل معنا في حرب، نريد التركيز والتعقل هي خائفة الان بما يكفي، ونحن نخشي ان يتحول ذعرها لرد فعل عصبي
2- نحن لا نزال نعاني من فكرة الشخص الرئيس، نحن متعلقون بشخص، متي نتعلق بفكرة ، نتعلق ببرنامج انتخابي او قواعد محورية نختار علي اساسها، نهدر وقتنا وطاقتنا في الهجوم او الدفاع عن مرشحي الرئاسة الذين لم يترشحوا اصلا ولم يقدم اي منهم اي برنامج، هذا ليس وقته الان
3- فرحت بكمية الجروبات والصفحات المحلية علي الفيس بوك، كل منطقة في مصر الان لها صفحة علي الفيس بوك تهدف الي عمل اصلاح داخلي في المكان وتجمع الشباب لاول مرة وهذا مكسب منمكاسب الثورة ولكن اخشي ان هذه الجروبات اصبحت تستغرق منا وقت كثير جدا، تخيل ان كل واحد سيجد في دوائرة اكثر من 5 جروبات في معظمها كلام وحكايات ومعظمهم ايضا جاء بعد الثورة هو يري شيئا جديدا ولكن لم يتعب فيها ولم يصب او يعرض نفسه للخطر، هو لا يشعر بالمسئولية الخطيرة لكونه واحد من ابناء هذه الثورة المباركة، فرجاء عمل تقنين لهذه الجروبات وعمل قوانين محدده تقلص الفاقد في الطاقة والوقت وحصرها في العمل فقط والعمل المفيد
4- بالنسبة للهجوم علي بعض الجماعات او الاحزاب اقول لهم قد يكون معكم الحق في الدفاع عن انفسكم في التهم التي توجه اليكم بحق او بباطل، ولكن يجب ان تكون مصلحة البلد هي اهم، لا يصح ان ننفق وقتنا ندافع عن انفسنا وعن مواقفنا النبيلة في الثورة او ما فعناه قبل او بعد حيث ان الثورة نفسها قد تضيع منا، نركز الان في العمل ثم نتحاسب لاحقا واظن اننا لو نجحنا فكل الحقيقة ستظهر وسنعرف من الذي ضحي ومن الذي خان
والله الموفق نريد ان نعود مرة اخري لصفحة خالد سعيد وشبكة رصد، نريد ان لم نعد الي التحرير فلتعد الينا روح التحرير، الشعب الذي علم العالم كيف تكون الثورات يجب ان يبين لهم كيف تكون المحافظة عليها
3 comments:
العودة الى التحرير في 1 ابريل ستعيد الثورة إلى مسارها الصحيح
جزاك الله خير يا هندسة على التدوينة الهادئة والايجابية دي
بجد أحييك عليها
شريف حربي
تحليل رائع و خصوصا مسألة الولاده
Post a Comment