Friday, January 29, 2010

عن نهاية الاسرة الثالثه ونقطة الانقلاب يتحدث الشيخ طلبة

شعور الجوع
نعم هو شعور الجوع ما اشعر به
جوع فكري ونفسي كنت اسده دائما بحديثي مع شيخي ومعلمي الشيخ طلبة الجد الحنون الحكيم
لا تزال تفصل المسافات بيني وبينه بل وبين كل من احب
انا ما ازال هنا في السودان الشقيق في مناخ جميل يعد افضل فصول السنة في السودان، فهنا المشتى الدافء في حين يموت الناس من البرد
ولكن هذا الدفء لم يكن يؤثر كثيرا في برد الغربة المتلازم في كل الفصول
وأنا في السودان اتابع بشغف مبالغ فيه الحياة في مصر شأن اي مصري يعيش في الخارج فيتابع كل حدث في مصر واية اخبار جديدة
وحتي اني كنت اتابع فليما معينااو برنامجا تكون فيه لقطات نهار خارجي يصور شوارع مصر ويظهر فيه كوبري اكتوبر وشارع جامعه الدول العربية وكوبري امبابة وشارع الهرم وصلاح سالم وعباس العقاد
ولكن كان ذلك يصيبني بالهم والخوف علي مستقبل هذا البلد الطيب المسكين الساذج
وكان النت هو المنتفس لي فهو الذي يصنع ثقبا ضيقا في المسافات استيطع ان اري او اسمع قليلا عن بلدي وعن اهلي والشيخ طلبة بالطبع

ارسلت له رسالة علي هاتفه المحمول الذي لايزال 3310 والذي يصر علي الا يغيره فالهاتف بالنسبة له هاتف فقط ومادام تلك العدة البائسة تعمل بكفاءة وتستطيع القيام بدور هاتف اذن فلن يغيرها
قلت له في الرسالة اني اشتاق اليه كالزواج او اشد قليلا وارجوه ان يجلس قليلا بعد صلاة العشاء غدا علي جهاز حفيدته ايمان التي كانت تفر من امامي جارية حين تراني واقفا علي باب بيتهم

وفي الغد صليت العشاء وارتديت جلبابي الابيض ووضعت القليل من المسك الابيض الذي يعطي مسحة ما نورانية وفتحت ماسنجري وانتظرت ان يشرق عليه الشيخ طلبة
قلت بكل الشوق :ازيك يا شيخ طلبة واحشني جدا
قال بحنان بالغ:ازيك انت يابني ،وانت كمان واحشني جدا ، مش هتيجي بقي
قلت :خلاص هانت يا شيخ طلبة كلها ايام واجي ان شاء الله ، انت اخبارك ايه
واستغرقنا في سلامات طويلة عميقه احاول ان اشبع فيها ظمأة الايام ولهيب الابتعاد
وأخيرا سألته السؤال المحشور في صدري : مصر مالها يا شيخ طلبة ؟؟
انا حزين جدا علي مصر ومش فاهم ، مش عارف فيه ايه ، فيه لخطبة ، فيه احداث كتير بتحصل بس انا مش قادر اجمعها في اطار واحد علشان افهم ايه اللي بيحصل
مصر مالها ؟؟
تنهد الشيخ طلبة تنهيده طويلة وقال :نحن نعيش نهاية الاسرة التالته ، وغالبا ما تكون النهاية هي اضعف مرحلة تعيشها البلد في ذلك الوقت
والمرحلة دي لها صفات معروفه لاي دارس للتاريخ ولكننا للاسف كما قيل عن العرب انهم لا يقرأءون وان قرأءوا لا يفهمون او ينسون سريعا
هذه المرحلة لها خصائها
منها ان الفساد مثلا اصبح غير منظم ، فساد عشوائي
منها ان تظهر كل الفضائح والمصائب التي حاول النظام الفاسد ان يداريها سنينا طويلة
منها ان يتم تقديم عدة اكباش للفداء بشكل مفضوح لمحاولة بائسة للاستمرار
منها ان تدفع الدولة ثمنا باهظا لبقائها ، هذا الثمن قد يكون علي حساب شعبها او قميها او مبادئها
منها ان تشعر بحالة من الفوضي العارمة
منها ان يزيد النظام من الاستقواء بالخارج لدعمه وتدعيمه
منها ان يتم تشويه صورة اي قائد قد يظهر علي استحياء علي الساحة فيتم مهاجمته بشكل همجي عنيف
منها ايضا الا تجد أحد قلبه علي البلد ، صحيح أنه لم يوجد أحد من قبل قلبه علي البلد ولكنهم كانوا يتعاملوا معها كالفرخة التي تبيض لهم ذهبا اما الان فيسطير عليهم شعور خد علي قد ما تقدر ولا تهتم ،فأنت لا تدري ما قد يحدث غدا
قاطعته مندفعا : فعلا يا شيخ طلبة ، فعلا حصل كل ده بس انا مجمعتش ده كله في صورةواحده
انا فعلا اقدر اقولك ان البلد لم تستيطع ان تدير اي ازمة من الازمات بالشكل الصحيح ، اقربها انفلونزا الخنازير
ظهرت ايضا كل الملفات القديمة التي تفضحهم
ضحوا برجل اعمال مشهور ووزير كبير
بدأ النظام يبني الجدار الفولاذي ، وده الثمن الباهظ
شهوهوا صورة الاخوان والبرادعي ومن قبلهم ايمن نور لمجرد ان حد فيهم فقط قرر ينافس
يااااااااااه يا شيخ طلبة احنا غلابة قوي
طيب انت شايف احنا دورنا ايه ، نقدر نعمل ايه
انا لا انكر اني محبط جدا وانا لو بدأت اكتب هقعد اوصف الواقع الحزين الكئيب ده وهغرق فيه

ولكن في هذه اللحظة انقطع الاتصال فحاولت الاتصال مرة اخري وأعدت كلامي مرة اخري واجاب قائلا :اول شيء يابني انك تفهم ما يحدث
وان ما يحدث ليس جديدا علي البشرية ، فقد حدث مثله مئات المرات عبر التاريخ بس احنا لا نقرأ
قلت : فعلا يا شيخ طلبة معاك حق ، انت دلوقتي شجعتني اني اقرأ مثلا مراحل الضعف في الدولة الاموية والعباسية والعثمانية ، اكيد تتشابه ويمكن اقدر اعمل اسقاطات تفهمني الوضع اكتر
فقال : نعم مهم جدا وايضا فرصه ان تركز ايضا علي نقطة الانقلاب
قلت بدهشة : انقلاب تاني يا شيخ طلبة ، الانقلابات مش بتعمل حاجه
قال باسما : لا تزال مندفعا ، لو صبر المقتول علي القاتل كان مات لوحده
ضحكت كثير كما لم اضحك من قبل وقلت : حقك علي يا شيخ طلبة اتفضل
قال : اقصد بنقطه الانقلاب هي نقطة التحول ، هي النقطة التي تتغير عندها اتجاه محصلة القوي من الاتجاة لاسفل للتوقف اولا ثم الاتجاة لأعلي
هي النقطة علي المنحني التي يبدأ المنحني فيها بتغيير اتجاهه
يسمونها في الرياضه نقطة الانقلاب
حاول ان تدرسها جيدا
قلت محاولا التذكر : كويس والله يا شيخ طلبة انت لسه فاكر الرياضة بتاعه ثانوية عامه ، دانا نسيت اللي اخدته في الكلية
قال : احيانا بعض النظريات الرياضيه تعلق معاك لمدلولها النفسي او الفسلفي
قلت مازحا : فعلا !!! طيب والله كويس كان الواحد عمل كده علشان مينساش
طيب يا شيخ طلبة ده الشق النظري نيجي بقي علي العملي نعمل ايه علي ارض الواقع
قال : فيه الاول نقطة مهمه المفروض ألا يسيطر علي اي شعور باحباط او كئابه فانت هتلاقي فعلا ان الدول والامم قد تصل لمستوي قمة الانحطاط لكن بتقدر ترجع تاني وتقوم ، ده تكرر كتير جدا
ويكون عندك الامل في الله
بالنسبة للشق العملي ..عليكم دور كبير في رفع الوعي عند الناس ، رفع الوعي بشكل ايجابي مش مجرد رد فعل لموقع معين ، صحيح اني ممكن استثمر رد فعل لكن يكون الدافع الرغبة الحقيقة للتغيير
قلت لاول مرة شاعرا بالغباء : معلش والله يا شيخ طلبة بس انا اخر حته دي مفهمتهاش
قال : يبدو ان الشمس اثرت عليك فعلا معلش هانت ، انا اقصد ان الناس قد تكون مخدوعه او مغيبه قليلا فيحدث حدث ضخم يهد الجبال مثل غرق العبارة السلام او اي موضوع مشابه فانت تقدر تستغل الموقف ده انك تفوق الناس وتحصل منهم علي درجة من الوعي باللي بيحصل ، لكن تحول موقفهم من كونه رد فعل للي حصل لرغبة حقيقة للتغيير
قلت وانا يبدو علي ملامح الفهم المفاجئ : ايوااااااااااا ،
قال : دي مرحلة مهمه وكان الفضل لبعض القنوات الفضائية انها رفعت الوعي ده عند الناس ، ناس كتير فاقت لما عرفت اللي بيحصل في البلد
قلت : ايوة يا شيخ طلبة محدش دلوقتي بيتفرج علي التلفيزيون المصري خالص ، راحت عليه ، يا شيخ طلبة بيشغلوا اغاني وافلام والناس مقتوله في نجع حمادي ، وكمان ساعه لما السيول غرقت العريش واسوان محدش جاب سيرة اكن ده بيحصل في بلد تانية
علاقة الناس دلوقتي بالتلفيزيون المصري هو انه وهو بيقلب في قنوات الدش او الوصلة بيعدي علي قناة اسمها المصرية ويمر عليه سريعا وهو يضغط علي الريموت بعصبية
قال بقليل من الدهاء : علشان يروح لانهي قناة
قلت : اقرأ طبعا يا شيخ طلبة
قال ضاحكا: اقرأ انت ، يلا كفاية عليك كده
قلت : لا يا شيخ طلبة لسه مخلصناش كلامنا
فقال : المرة الجاية ان شاء الله ، غالبا هتكون في مصر مش كده
قلت في احباط : ان شاء الله
قال : عليك دور مهم انك تحاول تدور علي الكتب التي تتكلم عن عوامل سقوط وقيام الدول والأمم اكيد هتستفيد جدا وتنشرها للناس
قلت دامعا وانا انهي الحوار : ان شاء الله يا شيخ طلبة هحاول ،مع السلامه يا شيخ طلبة ، سلم لي علي مصر كلها

6 comments:

يا عالم يا هوووووووووووو said...

هي حفيدة الشيخ طلبة اسمها ايمان برضه؟؟؟
:P
بس أنا الصراحة معترض على اسلوب التغيير ده ...... طب ازاي هاتنشر وعي وانت اصلا لا تملك الادوات ..... وحاجة كمان هل ستكتفي بمجرد نشر وعي عكسي ضد النظام دون وجود بديل قوي .... الصراحة حتى الان لا يوجد بديل قوي ...... اخر نقطة التغيير سوف يحدث عندما يقلب المصري في التليفزيون ويمر بالقنوات المصرية ليشاهد ما تريد انت ان تعرضه عليك وبالتأكيد هذه القنوات ليست أقرأ ولا الرسالة ولا الناس ولا الرحمة إلى إخره من هذه القنوات التي لا تصلح لإي دور تغييري ... لإنها مفتقدة الأدوات والفكر اللازم
شكرا

Fahd said...

ياسر حبيبي

انا اتكلم هنا عن دور الفرد
دوري انا

انا اقدر اعمل ايه

لم اتكلم عن اسلوب التغير الشامل
ده له موضع اخر

انا بتكلم انا اقدر اعمل ايه مع الناس

بس

انا مقصدتش قناة اقرأ بعينها

دي كانت مزحه من الشيخ طلبة

شايف ان ردك عنيف شوية

حد مزعلك؟

Unknown said...

اقرأ انتَ صحيح ههههه
عارف ياباشمهندس لو فى بدائل واضحة و معدودة بمعنى اننا نغير المصرية يبقى مقدمناش غير 3 أربع قنوات ( توجهات ) كمان ،،، كان الوضع بقى سهل أوى لكن المشكلة إن المؤكد إن نقطة الانقلاب قريبة جداً - بحسب أعمار الحضارات و الدول - ولكن كيف سنصبح بعدها ؟ كلنا طبعاً نتذكر ثورة يوليو سيئة السمعة و التى كانت إحدى القنوات البديلة .....
أعتقد لن نقطة الانقلاب علشان تحركنا للأفضل لازم تكون معبرة عن توجه شعبى مش مجرد فئة صغيرة تمتلك القدرة على الانقلاب زى العسكر أو حتى الإرهاب و الاحتلال كل دى نقط انقلاب لكنها كوارث على راس البلد
رغم اعتقادى باقتراب نقطة الانقلاب إلا أننى أعتقد أن لدينا المزيد من الانتظار و الجهد لنرى نقطة الانطلاق الحقيقية
مهندس أحمد كمال -رحايا العمر - اتكلم عن نقطة السقوط فى بوست بنفس العنوان مش عارف حضرتك شفته ولا لأ ،، لو مهتم ممكن تقراه
تقديرى لقلمك الرائع وسلامى للشيخ طلبة :)
هتييجى امتى إن شاء الله ؟

abdo said...

السلام عليكم
وحشتنا جدا مقالات الشيخ طلبة
وموضوع شيق جدا
اه طويل بس فعلا محتاجين نقرأ كويس ومش بس نقرأ لا لازم نقهم كمان ونعرف ايه دورنا وكمان محتاجين نقرأ الواقع اللى عايشين فيه بشكل أعمق
.
وسلامى ليك وللشيخ طلبه

محمد سعيد said...

مصر مخنوقة يامصطفي، الناس ماشية في الشوارع والمواصلات مش ضايقة حد، الناس تعبانة،واعقتد أن الحل لن يكون الا بالتغيير الداخلي، وضرورة عمل استنارة ثقافية وعلمية كبيرة وبالتأكيد سياسية .. وربنا يستر علي البلد ..تابعني علي مدونتي
الطريق الصعب
HARDWAY1.BLOGSPOT.COM

Anonymous said...

انا مش عارف اقول اية بس انا كنت بقراء وانا بعيط معرفش لية بس اللى انا عرفة انك قلبت علي المواجع فوقتنى لية بس الواحد كل مايفوق مبيعرفش يعمل حاجة يلى روح منك لله قلبت على المواجع