التدوين هو بدايتنا الحقيقية، بداية كل منا، حين تشجعنا ان نسمح لافكارنا الخجلي بالظهور للناس، حين ايضا وجدنا تأثيرها الايجابي عليهم
حين بدأ التدوين ان يكون نواة لثورة كبيرة تشمل عدة اجيال، يبني وينظر ويؤسس لملحمة فكرية وثورة في عقول شباب جيل تم تغييبه واتلافه
التدوين كان هو البداية، البداية الحقيقة والميلاد الاول لجيل الثوار، حيث خرجت كلمتنا من حبسها في عقل او ورقة منسية او اجندة لا يقرأها أحد، خرجت كي تُقرأ وتناقش ثم بتوفيق رباني خرجت لتنفذ علي ارض الواقع
خرجت الافكار للشارع علي استحياء ثم في اقل من خمس سنوات صنعت ثورة عظيمة ابهرت العالم
التدوين اخرج كل ما فينا كما هو، فواجهنا في نفوسنا الضعف، تشاجعنا وتحمسنا فبدأناها ثورة
التدوين هو من ساهم في نشر الوعي بين جيل قد اوشك علي الضياع
التدوين هو من دعا لاضراب 6 ابريل الاول
التدوين هو من فضح التعذيب في الاقسام والسجون
التدوين هو الذي جعلنا نرى انفسنا مرة اخري بشكل مختلف، فخرجنا من اطار فكري قديم بائد صنعه جيل تربي علي الخوف والجبن
التدوين قدمنا للعالم وقرب العالم منا
التدوين كان سببا في تقاربنا وتلاقينا حيث كنا علي موعد عظيم مع التغيير
ومع ذلك فالتدوين له ميزة أهم، التدوين هو أرشيف لجيل كامل، بكل ما يحمل من افكار واحلام والام واحزان
التدوين يؤرخ لنا قبل ان يؤرخ للاجيال التي بعدنا، يجعلنا نرى انفسنا بصورة كاملة حيث تكون سهله علي النقد والتمحيص
ولم يفقد التدوين اهميته بعد، فليس هذا نهاية المطاف حيث اننا بدأنا ثورة ولم تنتهي بعد، فالثورة تحتاج الي مدد فكري منظم عميق مؤرشف، و تحتاج الي تنظير حتي نصل لبر الامان فلن يغني عنا الفيس بوك والتويتر شيئا، نستخدمهم فقط في التواصل السريع وعرض الافكار، انما التدوين هو لصناعة الافكار ومناقشتها وبلورتها بعد ذلك، و تستطيع بسهوله ان ترجع لاي تدوينة في الارشيف علي عكس الفيسبوك والتويتر من الصعب العودة لبوست او استاتيس مر عليه اقل من شهر
امامنا حمل ثقيل هو بناء امة ووطن
بناء الانسان نفسه كمواطن له كرامة وحقوق
كيف ستكون مصر بعد عشرون عاما، هذا هو دورنا، ويبدو انه هو مهمة هذا الجيل المبارك
لا يجوز ونحن الان علي الخطر ان ننفق وقتنا ومجهودنا في الخلاف والاختلاف
لم نملك هذا الترف بعد
حين توشك السفينة علي الغرق لايهم من الذي يحمل شارة القبطان، بل من يعمل علي سد ثقوبها ويحميها من الغرق
كل منا عليه ان يعود لمدونته، ينفض عنها الغبار ويزيل من عليها خيوط العنكبوت، ثم يصالحها بتدوينة جميلة تؤذن بعود أحمد لعالم التدوين وعصر النهضة والبناء.