منذ ايام وانا اتابع تلك الفتره من الزمان التي كان فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يستولي علي عرش مصر ،عفوا اقصد يستوي علي عرش مصر ويحكم شعب مصر ويقودهم نحو الحرية والتقدم والرقي
طبعا لم يكن هذا من خلال المسلسل الذي يذاع عنه الان ،بل من خلال كتاب البوابه السوداء للدكتور احمد رائف
دكتور احمد رائف مثقف ويدرس التاريخ وكان من الذين القوا بهم في غياهب المعتقلات قبل نكسة 67 ولم تكن جريرة الا انه يعرف بعض الاخوان المسلمين وانه مثقف ولديه في بيته كتب كثيرة في كل المجالات وان توجهه اسلامي
اسباب كهذه كانت كفيله بان يلقي في سجون ومتعقلات مصر
يالهي فما بالكم لو كانت هذا اخوان مسلمين فعلا
اري ان الاخوان يعيشون الان ازهي عصورهم والله اعلم
في ليلة من الليالي طرقت المباحث العامة باب دكتور رائف بعد الثالثة فجرا وقالوا له :سؤال بسيط في المباحث العامة خمس دقائق ثم تعود .
وكانت هذه الخمس دقائق مليئة بالبركة فذهب اولا مبني المباحث العامه ثم زار كل سجون ومتعقلات مصر
فذهب الي سجن القلعة ثم معتقل ابي زعبل ثم ذهب الي السجن الحربي ابشع معتقلات مصر في هذه الحقبة السوداء
يقول دكتور رائف يصف تلك الفترة التي عاشتها مصر : اجهزة الامن تنظر الي الشعب كله علي انه متهم بالتأمر ضد جمال عبد الناصر ! وكل ما ينقص هذه الاجهزة هو جمع ادلة الاتهام لتقديم المواطنين للمحاكمة وكان لابد لهم من هذا ليثبتوا انهم جديرون بالوظائف والمناصب التي يتسنمونها .
فلو كانت الامور هادئة ومستقرة والشعب منصرف الي حالة يصنع الحضارة كما يقول بعض المؤرخين فما فائدة وجود هذه الاجهزة التي لا اول لها ولا اخر ؟
ومن اين تدفع المخصصات الضخمة الكثيرة للحفاظ علي اركان الدولة ؟
كانت المسألة مسألة حياة في المقام الاول بالنسبة للمباحث العامة والمباحث العسكرية والمخابرات العامة والمخابرات العسكرية ومخابرات رئاسة الجمهورية ومكتب المعلومات التابع للمأسوف علي شبابه سامي شرف سكرتير عبد الناصر
وكان لكل من هؤلاء اكثر من مخبر في كل شارع وكل قرية وكل مدينة وكل مصلحة حكومية او غير حكومية
كان عدد المخبرين التابعين لاجهزة الامن اكثر من عدد المواطنين في ذلك الزمان العابر الذي ذهب ولن يعود باذن الله .
وعن ذكرياته في السجزن والمعتقلات وبالذات في معتقل ابي زعبل وقبل ذهابه الي السجن الحربي يقول دكتور رائف : قضيت ليلة 13 سبتمبر 1965 ساهرا معلقا علي الحديد في المحمصة وعندما اشرق الصبح سحبت معصوب العيينين الي الفيلا المجاورة للمعتقل والتي يجري فيها التحقيق وكان يوما مرهقا حارا ضربت فيه ضربا فاق ما مر بي من ايام الجلد والتعذيب
ووجدت الرائد فؤاد علام يعتصرني عصرا ليحصل علي معلومات وهمية جديدة ،وكنت اؤكد له في كل دقيقة انه لايوجد عندي غير ما قلته له من قبل ، لست عضوا في التنظيم واسألوا التنظيم وعلاقتي ببعض افراداه كانت علاقة سطحية ولم يفكروا في ضمي اليهم في يوم من الايام اسألوهم .
-طيب ايه ،وما علاقتك بحزب التحرير الاسلامي ؟
-دي مصيبة ايه دي !!لا علاقة به .
-والكتب التي ضبطت في منزلك من منشورات الحزب ؟
كانت تباع في مكتبات القاهرة وارسلوا واحد من حضرات المخبرين يأتيكم منها بالمئات
-وما سر اهتمامك بهذه الكتب .
-الثقافة ، المعرفة ، لابد للانسان ان يكون داريا بما يدور حوله من احداث .
-وصلنا لبيت القصيد ، لابد انك تعرف شيئا عن تنظيم الاخوان.
-لاحول ولا قوة الا بالله!! لماذا ؟
-انت تقول انه لابد للانسان ان يكون واعيا لما حوله واهتماماتك اسلامية وتنظيم الاخوان يقع تحت هذا النطاق .
-ياافندم ، هذا التنظيم الذي تتكلم عنه سري ام علني ؟
-سري ياابن الكلب.
-فكيف يتسني لي معرفته اذن ؟
وفي ثورة جامحة يقول الرائد :
-يابن الكلب ا كلهم قالوا انك في اللجنة الخماسية.
-يانهار اسود اللجنة الخماسية مرة واحده ؟هذا كلام غير صحيح وغير منطقي ، اسألوا اللجنة الخماسية.
-واذا سألناها وظهر ان هذه هي الحقيقة ؟
-في هذه الحالة يحل لكم الضرب بالرصاص
-في هذه الحالة سوف تضرب بالاحذية حتي تموت .
وهكذا في حوار متكرر
وعند العصر ادخلت ثانية علي الرائد فؤاد علام وبلا مقدمات سألني
-هل تعرف شعبان بتاع الخانكة؟
-وما حكاية شعبان هذا ؟
-ياابن الكلب لما اسألك تجاوب
(كام صفعة وكام كرباج علي اكتافي )
-حاضر يافندم
-هيه تعرف شعبان بتاع الخانكة
-كلا لا اعرف واحد بهذا لاصفة وليس من معارفي من يدعي شعبان ولم يكن لي في اي يوم من الايام معرفة بشخص يدعي شعبان وعلي الاستعداد لكتابة اقرار بهذا
-فكر جيدا
-ياافندم انا فاكر وعلي ثقة من انني كذلك لا اعرف شخصا اسمه شعبان سواء كان من الخانكة او من اي بلد اخر
-انت مصيبتك ثقيلة
-وهل هناك مصائب اثقل من هذا ؟ والله العظيم ما اعرف احدا اسمه شعبان
-دعك من هذا جهز نفسك سوف تذهب الليلة الي الحربي
ولو ان شخصا اطلق علي الرصاص في هذه اللحظة لما شعرت ، تجمع الخوف والهلع في قلبي مرة واحدة فقد كنا في تلك الايام نسمع اساطير عن السجن الحربي وبالرغم من كل ما مر بنا من عذاب فقد كنا نعلم ان عذاب السجن الحربي لايفوقه عذاب غير عذاب الاخرة
وعلي بوابة السجن الحربي يقول دكتور رائف:
كنا وقوفا امام البوابة ونحن نرسف في القيود والسلاسل وعيونا مغمضة والصراخ يتعالي ،ثم الجند يسوقوننا بعد ذلك بالسياط سوقا
منظر غريب فريد ، لم اكن اتصور وجوده الا في كتب التاريخ ، حينما تصف عصر موغلا في القدم
ربما يكون حينما كان كراسوس في فجر الحضارات يقضي علي ثورة العبيد ويقتل زعيمهم سبارتاكوس الذي يهدد نظام روما العتيد
ربما يكون في المناجم الليبية عندما كان الرومان يقتلون العبيد بعد يوم من العمل الشاق المرهق الذي يستمر طوال النهار وشطرا من الليل
ربما حين كان رمسيس الظافر يسوق الاسرى من بلاد الحيثيين وبلاد بونت
ربما كان في مزارع القطن والسكر وفي العالم الجديد في القرنين السادس عشر والسابع عشر
ربما وربما في اي زمن من ازمان التاريخ الا ان يكون هذا في القرن العشرين وفي مصر
كان هذا بعيدا عن ذهني اهذا يحدث في قلب الحضارة من ناحية الزمن حيث تصطرع الثقافات وكلها يمجد الانسان وحريتة تجاة الحياة ؟
كانت الصورة في خاطري وقتها عصابة من قطاع الطرق تخطف الناس من منازلهم وتذهب بهم الي مكان مظلم مجهول
ولا اظن ان رجال الجستابو في عهد اللعين الراجل ادولف هتلر كانوا علي قدرة من الاذلال والتحطيم ما أوتي هؤلاء .
لم يننتهي كلام دكتور رائف فما وصفه بعد ذلك من احدث في السجن الحربي ما تقشعر من الابدان ولكن نحن بصدد ان نشير فقط لما كان يحدث في هذه الفترة المؤلمة
ويتبقي تعقيبين فقط
اولا انا لم اعاصر هذه الفترة حيث ان عمري لا يتحاوز ال24 بعد ولكن اري ان هذا الكلام صحيحا حيث ان هذه الاحدث العظام قد دفعت بامواج من خوف ورعب عبر الناس وعبر الاجيال
اري ذلك صحيحا حين اري اهالينا قد ربوا علي الخوف والرغبة في السير داخل الحيط لا السير بجوارها
اري ذلك صحيحا حين نري اهالينا يمنوعنا من اي عمل سياسي او التكلم في السياسة او الانضمام لاي فكرة او حزب
و اري ان الشعب المصري في هذه الفترة الحزينة ينقسم الي ثلاث اقسام
قسم يعلم ويكست
وقسم يعلم ولا يسكت وهذا قد انتقلت اقامته الي حيث سجون ومعتقلات مصر ليكون عبرة للذي يعلم ويسكت
وقسم لا يعلم فهو الذي يهلل ويطبل لهذا النظام الفاسد المتجبر
هو الذي يهتف بحياة النظام وهو يقتل العلماء والمثقفين من ابناء هذه البلد
هو الذي يرقص طربا وهو يستمع لخطب هذا النظام وهو يعدم سيد قطب الذي ماج العالم الاسلامي باثره واهتز لموته
هو الذي قام في مظاهرات يقول لعبد الناصر بعد ما بان علي حقيقته وانهزم في 67 ويقول له لا تتنحي
هو الذي كان مخدوعا وابنائنا يموتون في اليمن بلاذنب لنا او لهم
هو الذي بكي دما حين مات الزعيم جمال عبد الناصر
ليس هذه التدوينة لاثارة عداوات قديمة قد انتهت ولكن يؤلمني ان هناك اناس لايزالون مخدوعين
13 comments:
فعلا كانت أيام سوداء
داسوا علي كرامة الشعب وحريته من أجل أمجادهم الشخصية
وأتفق معك في أثر هذه الاحداث المستقر في قلوب المصريين الي اليوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب فهد حياك ربي وأسعدك
كما ذكرت من المؤسف إن في ناس لسة مش عارفة لحد الأن .. فقط من الممكن أن يشاهدوا " احنا بتوع الأتوبيس " ليروا كيف كان ذلك العهد البائس .. فالله المستعان وربنا يجعل ايامنا القادمة خير
كتاب البوابة السوداء قرأته وانا في الصف الثاني الإعدادي ، وهو كثير من الكتب التي جعلتني عىل ثقة بالحقبة السوداء التي كان يعيشهاالشعب المصري في عهد عبد الناصر
لكني الآن أعتقد أنه سيأتي يوم على أبنائي يقرأوا فيه كتاب الغابة السوداء لتحكي فيه عن الحقبة الكالحة السواد في عهد مبارك
وما مبارك من عبد الناصر ببعيد ، لكن لكل منهما ما يميز عصره ،واتفقوا في شئ واحد وهو اللون الأسود الذي طلى تاريخهم
لك الله يا شعب مصر
السلام عليكم
تقبال الله منا ومنكم الصيام والقيام ايمانا واحتسابا لوجه الله الكريم
وعفا الله عنا وعنكم في ليلة القدر
كلما يهم أحدهم بذكر عبد الناصر أو الإشارة إليه أتذكر لا إراداياً خال والدتي الذي زُج به في السجن لمدة 16 عشرة كاملة عندما تبرع بجزء من أول راتب له فور تخرجه لأسر ضحايا الإخوان رغم إنه لم يكن إخوانياً ولا علاقة له بالإخوان.. وكان كل جرمه إنهم وجدوا إسمه في قائمة المتبرعين.. وبالتالي فيمكنك أن تتوقع المقت الذي يكنه كل من في عائلتي ويعلم بهذا الحدث.. بالرغم من إنه حفظ القرآن كاملاً بداخل السجن وخرج وأستأنف حياته وترك بصمة رائعة بعد وفاته رحمه الله إلا إن ذلك لم يمح من المقت تجاه عبد الناصر شيئاً
وإنني لآسف علي هذا الكائن من الحساب.. لو تعثرت شاه لسأل عنها عمر فكيف حساب هؤلاء؟؟
عافانا الله وإياكم
إيمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدكم مبارك
تقبل الله منا ومنكم
وكل عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم من الفائزين
كل عام وقد حصدتم الجائزة
كل عام وأنتم ترفلون في ثوب الفرحة
كل عام وانتم مقبولون الصيام والقيام
كل عام وقد عفا الله عنكم في ليلة القدر
كل عام وأنتي منصورة يا أمتي
أخوكم
سعيد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بداية و قبل أي شيء أحب أن أقول
كل عام و أنت أفضل مما تتمنى و تقبل الله منا و منكم
و عيد مبارك أخي الحبيب
و بالنسبة لعبدالناصر و غيره فقد أفضوا إلى ما قدموا
و ها هو قد مات و هو الآن بين يدي ربه
و مازالت الحركة الإسلامية موجودة و حية و لن تنتهي بإذن الله
محمد
سيدي المشكلة في اتنين مزوري التاريخ والمخدوعين صدقني قابلت ناس قومجية من جنسيات عربية خاصة اهل الشام عندهم عبد الناصر بعد ربنا علطول
لكن صدق من قال تستطيع خداع بعض الناس كل الوقت وتستطيع خداع كل الناس بعض الوقت ولكن لا تستطيع خداع كل الناس كل الوقت
وكل عام وانت الى الله اقرب يا اخي
السلام عليكم
لعل مانع هذه الغيبة الطويلة خير ان شاء الله
كل عصر فيه الحلو وفيه الوحش مش كل العصور مشرقه وزاهيه فيها الناصع والظاهر والجميل وفيها القبيح والملعون
وسعات التاريخ بيمجد شخصيات مش من حقها تتمجد وسعات بيبخس بشخصيات من حقها العلا
تحياتى
انا قلت قبل بتعقيب ع موضوع عن عبد الناصر
قيرته في احد المدونات
رجل..والرجال قليل..!
مش عارفة يا فهد اقولك اية
طبعا كان عهد صعب جدا وماتنساش ان دة اول عهد لينا لبناحصن من المخابرات واجهزة الدولة اللازمة
طبعا كان فيه قهر
بس يمكن كون اننا نكون تحت حاكم راجل
مش بيطاطي دي بتهون كتير
هو اه قاهر شعبه بس ما يقبلش ان حد
غريب يقهر شعبه
لكن احنا دلوقتي مقهورين من برة ومن جوة حسبنا الله ونعم الوكيل
تسلم يا فهد والله انت جاوبتلي عن سؤال كان محيرني ووالدي ووالدتي مش جاوبوني عليه اللي هو كل شويه يقولولي مالكش دعوة بحاجه مالكش دعوة بالمظاهرات واشياء من هذا القبيل؟
تسلم يا باشمهندس
square
Post a Comment