عندما بدأت الشمس رحلتها نحو الغروب كان هو يخرج من بيته
كان يرتدي تي شيرتا ضيقا يبرز تفاصيل جسده وعضلاته النامية
ويزين التي شيرت بعض من الترتر اللامع علي شكل نجوم متناثرة
كان يرتدي بنطالا يوشك ان يسقط ..يحتاج الي معجزة حقيقية كي يظل مكانه ولا ينزلق
كان البنطال واسعا متهدلا
وثمة قطع في مكان الركبة
وكانت نهاية البنطال متسخة ومهترئة حيث ان المسكينة تجر في الارض باستمرار
اما هو
فكان شعره طويلا مفلفلا –كما يقولون- اشبه بغابات السافانا
وله سالفين رفيعين طويلين حتي منتصف صدغة
وفي ذقنة نمت بعض الشعيرات المتفرقة
وتتدلي من رقبته سلسلة رفيعة وفي معصمه سوار من الجلد العريض مطرز بدبابيس معدينة
كان يسير في ثقة و.............و
هذا الوصف كان لشابا مصريا
نحن لا نتحدث عن شاب امريكي يعيش في ضواحي شيكاغو او من شوارع ايطاليا الضيقة او حواري فرنسا
للاسف هذا الوصف ينطبق علي كثير من شباب مصر
في المواصلات العامة تراه حين ينحني للامام وتظهر كل ملابسه الداخلية
وهو اما مدرك لذلك فيكون اخذ ذلك في حسبانه ان يشتري من الملابس الداخلية ما يتماشي مع لون البنطال
او لم يأخذ ذلك في الحسبان فيظهر مالم يكن له ان يظهر وحيث تكون الفضائح
وانا اري انا في كل الحالتين كارثة
في الاولي نتحدث عن شيء مقصود ، ارد مصمم البنطال والتي شيرت ذلك
وهذا يدل علي اختراق لكل عاداتنا وقيمنا
واما الثانية فهو اما بريء نوعا ما او فقير لم يستطيع ان يشتري البنطال بمستلزماته فتظهر تلك الاشياء القبيحة المقززة
وهذا يدل علي ان الفساد والتقليد الاعمي وصل لتلك الطبقات التي ظننا انها صمام الامان لشباب مصر
ولكنها اللوثة التي لم تترك احد
والغريب انك تجدهم دائما يمطون في التي شيرت باستمرار اي انهم خجلون من انكشاف عوراتهم امام الاخرين
فماذا اجبرك علي ذلك
اتحشم يا اخي وارفع بنطلونك قليلا واشتري تي شيرت اطول قليلا
وتكون المأساة الحقيقية في الصلاة
فمع كل ركوع وسجود لاتظهر فقط الملابس الداخلية بل تظهر اجزاء من ظهورهم
ولا ادري هل تصح صلاتهم بذلك ام لا
وطبعا هو مشغول بالمط الذي سيخرجه حتما من الخشوع
وهنا لا اتحدث فقط عن الشباب الضائع الشبيه باحد انواع الحشرات من فصيلة الخنافس
بل اتحدث ايضا عن بعض الشباب الملتزم الذي لا يجهد نفسه في البحث عن ملابس تناسبه فتراه يشتري ما هو معروضا
في مرة ذهب كي اشتري ملابس فقلت للشاب الذي يقف في المحل اريد ان اشتري ملابس محترمه تجعل من يراني يحترمني فمال علي اذني وقال وطي صوتك حد يسمعك
ولكني لم استسلم بل ابحث عما يلائمني
اري ان شبابنا لايزال الخير فيه
ولكنه لا يعلم في نفس الوقت ماذا يكاد له او ماذا يراد له
وفي نفس الوقت لا يجد من يرشده برفق ويحميه من تلك الهجمات العنيفة علي طهره ونقاءه
يجب ان نعي ذلك قبل ان نتحول لأمة لا تخجل من ان تظهر عورتها
بل لا تجد الحرج في ذلك