كنت اعد اللحظات التي تفصلني عن لقاء الشيخ طلبة
وقبل لقاءه اتخيله
نعم اتخيله واعيشه كلمة كلمة
ذهبت كالمعتاد وفي نفس المعاد
وطرقت الباب برفق وفتحت لي كالمعتاد تلك الزهرة الصغيرة حفيدة الشيخ طلبة ولكنها كانت باكية
كانت تبكي
ووقع قلبي وزاغت عيني ..قلت لها بصوت مرتجف وانا اخشي الاجابة : اين الشيخ طلبة؟
قال لي من بين دموعها وبصوت مخنوق : تعب جامد وراح المستشفي
كأن شيء داخي قد انكسر وحاولت دموعي ان تفر وقلت لها : طيب انا عايز اعرف هو في اي مستشفي وفي اي قسم ؟
جرت الصغيرة بحزنها ورجعت بورقة قد كتب فيها ان الشيخ طلبة في القصر العيني في القسم 23 العناية المركزة
اخذت منها الورقة وطرت نحو القصر العيني
لم تكن هذه وقت الزيارة ولكن كان معي كارنية النقابة الخاص باخي وهو طبيب ولم يكن فرق الشبة واضح
دخلت العناية وانا تسبقي قدماي وتسبقني دموعي وتسبقي الاحزان
لم يستوقفني احد فظنوا اني طبيب نبطشية حيث كان الوقت متأخرا
وكان هناك
نائما في وداعة علي سرير ابيض تحيط به ستائر وعلي وجهه قناع الاوكسجين وتمتد من يده وذراعه اسلاك وخراطيم كثيره
لم املك نفسي فهبط اقبل يده
لا ياشيخ طلبة
ارجوك لاتموت
لا تموت كما مات كل رمز كبير في حياتي
لا ياشيخ طلبة لا استطيع ان اري هذه القصة تتكر امامي مرة ثانية
لا تموت قبل ان ادرك كيف يموت الانسان
كيف ينتقل الانسان من عالم الي عالم
اعرف اين يذهب ولكن عقلي لايزال صغيرا
لم يستوعب بعد معني الموت
وشعر بيد تمسح علي شعري
رفعت راسي ووجدته يبتسم خلف القناع
الحمد لله
كان هناك مرور فسألت الطبيب عن الحالة فقال لي : انها كانت جلطة في القلب والحمد لله استطعنا ان نذيبها وسيكون بخير ان شاء الله
قلت له : ومتي سيخرج
قال : بعض الفحوصات المهمه وقد يحتاج الامر لعمل قسطرة لمعمرفة مدي تأثير الجلطة علي قلبه
عدت للشيخ طلبة وقد تجدد لي الامل في انه لن يموت قريبا
قد عدت مرحلة الخطر والحمد لله
رفع هو القناع قليلا عن وجهه وقال : كنت اتوقع قدومك وانتظره كنت اود ان اراك قبل ان ارحل
قلت له : ايه الكلام ده يا شيخ طلبة ...متقلش كده
وقلت له الكلام الذي يقال في هذه الظروف :
الدهن في العتاقي (لا افهم معنها ولا اعرف هل تصح في هذا الموقف ، اذكر انني عندما انجبت امي اخي الصغير وكنت صغيرا قلت لها كل سنة وانتي طيبه)وهتبقي زي الحصان
وانت بتدلع علينا علشان تعرف غلاوتك عندنا
وانت .......و
انهي كل كلامي الذي اعتبره هلس بأن اشار للمرضه التي جائت في سرعة وبدأت انا اشعر بالقلق
اشار لها اشارة ذات معني
فذهبت وعادت كانها ملسوعة وكان معها ورقة وكوب
اعطتني الورقة والكوب فنظرت للشيخ طلبة ما هذا؟
قال بكل براءة : كنت اعرف انك ستأتي لذا طلبت من الممرضة ان تحضر لك العصير الذي تفضله،؟
قلت وبكل ذهول : لا ياشيخ طلبة دا كتير والله
وشعرت بحالة انهيار فقالت الممرضة بكل وداعة : متخفش ان شاء الله الشيخ هيقوم ويبقي زي الحصان متزعلش نفسك
كنت اود لو اخنقها ولكني قلت : الحمد لله
قال الشيخ طلبة واشار الي الورقة التي نسيتها : دي يابني شوية اسأله كنت كتبتها قبل ما اتعب عايزك تجاوب عليها علشان اطمئن عليك
قلت له : تاج يعني ؟
قال وقد شعر بان الصدمة اثرت علي عقلي : تاج ايه يابني بقولك شوية اسأله
قلت في نفسي تاج الشيخ طلبة دي حاجه عال قوي
قال هتلاقي الاسئلة مابينك وبين نفسك وما بينك وما بين الله وما بينك وما بين المجتمع والناس
ثم نظر لساعته وقبل ان يقول قلت انا : اعرف وقتي خلص
ابتسم وقال لي انتظرك
خرجت من عنده وامسكت بالتاج وكان به عدة اسئلة غير مرتبة وبدأت اقرأ
كل كائن حي جاء لهذا العالم يعرف هدفه الذي جاء من اجله فما هدفك؟
ما هي رسالتك في الحياة؟
هل لك خطة مكتوبة تقرأها قبل ان تنام كل ليلة؟
اخر مرة كنت فيها قربيا من الله وتتمني لو تعود هذا اللحظة؟
من وجهة نظرك ايه اساس المشاكل التي نعيشها الان في مصر؟
اخر مرة حاسبت نفسك؟
هل حددت ما تريد ان تكونه بعد عشر سنين من الان؟
لو جاءك الموت في اي لحظة هل تركت للناس شيئا مفيدا يذكرونك به؟
كم واحد ساعدته واخذت بيده لينجح في حياته مع نفسه وينجح في علاقته مع الله ؟
هل انت مستعد للتضحية من اجل ما تؤمن ؟
كان هذا اخر سؤال واصعب سؤال
انا سوف اجيب عن هذه الاسئلة
وارجو من كل واحد منا ان يجيبها فيبدو انها وصية الشيخ طلبة حتي وان لم يمت بعد
وقبل لقاءه اتخيله
نعم اتخيله واعيشه كلمة كلمة
ذهبت كالمعتاد وفي نفس المعاد
وطرقت الباب برفق وفتحت لي كالمعتاد تلك الزهرة الصغيرة حفيدة الشيخ طلبة ولكنها كانت باكية
كانت تبكي
ووقع قلبي وزاغت عيني ..قلت لها بصوت مرتجف وانا اخشي الاجابة : اين الشيخ طلبة؟
قال لي من بين دموعها وبصوت مخنوق : تعب جامد وراح المستشفي
كأن شيء داخي قد انكسر وحاولت دموعي ان تفر وقلت لها : طيب انا عايز اعرف هو في اي مستشفي وفي اي قسم ؟
جرت الصغيرة بحزنها ورجعت بورقة قد كتب فيها ان الشيخ طلبة في القصر العيني في القسم 23 العناية المركزة
اخذت منها الورقة وطرت نحو القصر العيني
لم تكن هذه وقت الزيارة ولكن كان معي كارنية النقابة الخاص باخي وهو طبيب ولم يكن فرق الشبة واضح
دخلت العناية وانا تسبقي قدماي وتسبقني دموعي وتسبقي الاحزان
لم يستوقفني احد فظنوا اني طبيب نبطشية حيث كان الوقت متأخرا
وكان هناك
نائما في وداعة علي سرير ابيض تحيط به ستائر وعلي وجهه قناع الاوكسجين وتمتد من يده وذراعه اسلاك وخراطيم كثيره
لم املك نفسي فهبط اقبل يده
لا ياشيخ طلبة
ارجوك لاتموت
لا تموت كما مات كل رمز كبير في حياتي
لا ياشيخ طلبة لا استطيع ان اري هذه القصة تتكر امامي مرة ثانية
لا تموت قبل ان ادرك كيف يموت الانسان
كيف ينتقل الانسان من عالم الي عالم
اعرف اين يذهب ولكن عقلي لايزال صغيرا
لم يستوعب بعد معني الموت
وشعر بيد تمسح علي شعري
رفعت راسي ووجدته يبتسم خلف القناع
الحمد لله
كان هناك مرور فسألت الطبيب عن الحالة فقال لي : انها كانت جلطة في القلب والحمد لله استطعنا ان نذيبها وسيكون بخير ان شاء الله
قلت له : ومتي سيخرج
قال : بعض الفحوصات المهمه وقد يحتاج الامر لعمل قسطرة لمعمرفة مدي تأثير الجلطة علي قلبه
عدت للشيخ طلبة وقد تجدد لي الامل في انه لن يموت قريبا
قد عدت مرحلة الخطر والحمد لله
رفع هو القناع قليلا عن وجهه وقال : كنت اتوقع قدومك وانتظره كنت اود ان اراك قبل ان ارحل
قلت له : ايه الكلام ده يا شيخ طلبة ...متقلش كده
وقلت له الكلام الذي يقال في هذه الظروف :
الدهن في العتاقي (لا افهم معنها ولا اعرف هل تصح في هذا الموقف ، اذكر انني عندما انجبت امي اخي الصغير وكنت صغيرا قلت لها كل سنة وانتي طيبه)وهتبقي زي الحصان
وانت بتدلع علينا علشان تعرف غلاوتك عندنا
وانت .......و
انهي كل كلامي الذي اعتبره هلس بأن اشار للمرضه التي جائت في سرعة وبدأت انا اشعر بالقلق
اشار لها اشارة ذات معني
فذهبت وعادت كانها ملسوعة وكان معها ورقة وكوب
اعطتني الورقة والكوب فنظرت للشيخ طلبة ما هذا؟
قال بكل براءة : كنت اعرف انك ستأتي لذا طلبت من الممرضة ان تحضر لك العصير الذي تفضله،؟
قلت وبكل ذهول : لا ياشيخ طلبة دا كتير والله
وشعرت بحالة انهيار فقالت الممرضة بكل وداعة : متخفش ان شاء الله الشيخ هيقوم ويبقي زي الحصان متزعلش نفسك
كنت اود لو اخنقها ولكني قلت : الحمد لله
قال الشيخ طلبة واشار الي الورقة التي نسيتها : دي يابني شوية اسأله كنت كتبتها قبل ما اتعب عايزك تجاوب عليها علشان اطمئن عليك
قلت له : تاج يعني ؟
قال وقد شعر بان الصدمة اثرت علي عقلي : تاج ايه يابني بقولك شوية اسأله
قلت في نفسي تاج الشيخ طلبة دي حاجه عال قوي
قال هتلاقي الاسئلة مابينك وبين نفسك وما بينك وما بين الله وما بينك وما بين المجتمع والناس
ثم نظر لساعته وقبل ان يقول قلت انا : اعرف وقتي خلص
ابتسم وقال لي انتظرك
خرجت من عنده وامسكت بالتاج وكان به عدة اسئلة غير مرتبة وبدأت اقرأ
كل كائن حي جاء لهذا العالم يعرف هدفه الذي جاء من اجله فما هدفك؟
ما هي رسالتك في الحياة؟
هل لك خطة مكتوبة تقرأها قبل ان تنام كل ليلة؟
اخر مرة كنت فيها قربيا من الله وتتمني لو تعود هذا اللحظة؟
من وجهة نظرك ايه اساس المشاكل التي نعيشها الان في مصر؟
اخر مرة حاسبت نفسك؟
هل حددت ما تريد ان تكونه بعد عشر سنين من الان؟
لو جاءك الموت في اي لحظة هل تركت للناس شيئا مفيدا يذكرونك به؟
كم واحد ساعدته واخذت بيده لينجح في حياته مع نفسه وينجح في علاقته مع الله ؟
هل انت مستعد للتضحية من اجل ما تؤمن ؟
كان هذا اخر سؤال واصعب سؤال
انا سوف اجيب عن هذه الاسئلة
وارجو من كل واحد منا ان يجيبها فيبدو انها وصية الشيخ طلبة حتي وان لم يمت بعد