Saturday, August 21, 2010

كل عام انت بخير يا شيخ طلبة

كانت دعوة علي الإفطار من الشيخ طلبة ،وكانت في وقتها تماما رغم زحمة الشغل وزحمة الطرق وزحمة الافكار
شعار المرحلة هو الزحمة اشبه ما تكون بزحمة الرز في إصبع الكوسه
يااااااااه يا شيخ طلبة ..وحشتني جدا ،كيف لم اذهب اليه قط بعد عودتي النهائيه من السودان ،اكتشتف مؤخرا اني لم اكن رائعا دوما كما كنت اظن
قبل المغرب بساعة كنت متوجها الي حي السيدة زينب الجميل الذي اقتنص من التاريخ بعضا من عبقه،هنا تجد نفسك تمشي في رواية من روايات يوسف السباعي او قصة لنجيب محفوظ،تقريبا لا تزال البيوت تحمل رائحة هذا الزمن البعيد
وصلت بيته القديم الجدير بأن يصبح متحفا ،رأيته يتنتظرني ولاول مرة في شباك الدور الاول ،كان الشباك ينقصه المشربية فقط ليعيد لي ذكري رواية عودة الروح لتوفيق الحكيم
ولولا الوقار الذي بدأت اتصنعه بما اني حد داخل علي جواز لكنت صحت باعلي صوتي من الفرح في الشارع :ياشيخ طلبه يا شيح طلبة أهلا أهلا أهلا
ولم يعطيني الشيخ طلبة فرصه اني اشاور وقاري الوليد فأشار لي بيده ان ادخل بسرعه قبل ان اصنع له فضيحه في المنطقة
كان البيت من الداخل مصنوع من الحجر وحوائط البيت عاليه ولونها حائل بفعل الزمن والتلوث
دخلت علي الشيخ طلبة في غرفته المطلة علي الشارع وانكفأت علي يديه اقبلها باشتياق حقيقي ، برغبه عارمه للارتواء من الحكمة بعد صيام أشهر طويلة
في عينيه وتجاعيد وجهه التمس بعض الحنان ،واتنسم بعض اليقين والطمأنينه بأفكاري ومبادئي التي تهتز احيانا وتضطرب في دوامة الحياة ودوامة الافكار
قلت له : كل سنة وانت طيب يا شيخ طلبة
قال مصححا :تقال كل عام انت بخير وليس كل سنة وانت طيب ،،تركت ايه للعامة
ضحكت من قلبي وقلت :تخيل يا شيخ طلبة انا اكتشفت اني بعد العمر ده انا من العامة بالفعل ،الواحد غالبا كان بيشتغل نفسه ،طيب فين الواو ،وانت بخير
قال : ليس لها لازمه
لاحظت تلك الشجرة الكبيرة التي تنمو بارتفاع البيت وتكاد فروعها ان تدخل من الشباك فسألت الشيخ طلبة من فوري:
-دي شجرة تمر حنة يا شيخ طلبة؟
-ابتسم قليلا وقال :هذا هو الجزء الوحيد غير المطابق للروايات التي اصابت مخك،دي شجرة عادية ولا توجد هنا ايضا حنفيه عمومية ولا يوجد سقا ولم يمت بعد، باختصار يابني هذه ليست رواية السقا مات
قلت :ماشاء الله عليك يا شيخ طلبة ، لم يفقدك صيامك قدرتك علي المزاح ، مع انهم يقولون انهم في مثل سنك يكونوا اكثر عصبية
ضربني بالمنشة وهو يضحك قائلا : الملافظ سعد يابني
تصنعت الجد وانا اقول :وحشتني يا شيخ طلبة ،بعدي عنك ليس عدم احتياج فسأظل احتاج اليك للابد ولكن الحياة اصبحت صعبة للغاية يا شيخ طلبة ،ظروف العمل والمواصلات تجعل الواحد يعيد النظر في علاقاته
يعني يحسب العملية بالعكس ،يشوف لديه كم من الوقت المتاح ثم ينشيء علاقات علي قده ، يعني علي قد وقتك المتاح لم علاقاتك
كان قرأن المغرب يأتي من احد مساجد السيدة ، كان صوت القارئ هو الاخر معبأ بالحنين وهو يقرأ سورة القصص :لا تخافي ولا تحزني إنا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين
ياه كم اليقين والطمأنينة في هذه الايات
افقت من شرودي علي صوت الشيخ يسألني :اخبارك ايه يابني واخبار عروستنا ايه ؟هتتجوز امتي طمني
قلت :الحمد لله ياشيخ طلبة كله تمام وارسل اليك سلامات حارة مخصوصة وان شاء الله الفرح هيكون يوم 24 سبتمبر ان شاء الله
قال بفرحة وقوره حقيقية تليق بسنه:ماشاء الله ، الف مبروك يا بني الف مبروك وهيكون فين ؟
قلت : في مسجد الارقم في شارع مكرم عبيد ،عايزك تشرفني يا شيخ طلبة وتقول كلمة كده كبيرة رائعة مدهشة
قال بتأثر :لو كان هناك بقيه في اجلي سأتي لك علي عنياي
كدت ابكي تأثرا ولكن مع الصيام والجفاف اكتفيت بقول : ياه يا شيخ طلبة ،ربنا يبارك فيك ويعطيك طول عمر في صحة طيبة ،كنت عايز اكلمك في مواضيع كتير متراكمة فوق بعضها يا شيخ طلبة..
قاطعني قائلا : لا استني استني ، بعد الفطار ان شاء الله ارغي كما تشاء ، بقي علي المغرب اقل من عشر دقائق
تذكرت شيئا ما فقلت متهكما :صحيح يا شيخ طلبة ،انت بتفطر علي منقوع الدووم برضه؟
ابتسم في خبث طيب وقال : لايابني ،نحن نفطر علي التمر سنة عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم
تنهدت في سري ولكنه استدرك :ولعلمي بولعك بمنقوع الدوم الشهي اشرفت بنفسي علي تحضير مزيج رائع من الخشاف والدوم ،صدقني سيدهشك
قلت وانا اضحك من خيبتي :وعلي ايه يا شيخ طلبة ،انا مندهش من الان
وفجأة انقطع النور وساد الظلام الا من اشعة الغروب الباهته التي تأتي عبر فروع الشجرة
قلت متعصبا :اهو ده اللي كنت عايز اكلمك فيه يا شيخ طلبة ، تخيل نبقي في 2010 والكهربا تقطع ساعه يوميا في كل حته ،دي كارثة يا شيخ طلبة،ده دليل علي فشل ذريع في التخطيط والانتاج ،كل الخطط في مجال الكهرباء اثبتت فشلها ، ثم نكتشفت اننا نصدر كهربا ، الذي درسته يا شيخ طلبة في الكلية هو اننا نقوم بربط شبكات الكهربا لعدة دول ،علشان ساعه الذورة لكل دوله تقدر تسحب من الشبكة وذلك لاختلاف ساعات الذورة في كل البلاد ، لكن اننا نصدر الكهرباء زي الغاز كده في عز احتياج الناس اليه ، ده اسمه حرام يا شيخ طلبة ، يا شيخ طلبة احنا نفطر علي ضوء الشموع ولكن بدون حصار
انتظرني حتي خرست تماما وقال :الان اعرف مدي حكمتي في وضع منقوع الدوم مع الخشاف ،يابني بعد كل هذا الوقت ولم تتعلم الهدوء ،اهدي يابني ،دانت حتي داخل علي مرحلة يجب ان يكون شعارها هو الهدوء ،ربنا يستر .قالها وهو يغمز بعينه بنفس الخبث الطيب الذي لا ادري كيف
ابتسمت رغما عني وقلت :متخافش يا شيخ طلبة ،بس بجد يرضيك ،احنا نشارك اهل غزة الأفطار علي ضوء الشموع ولكن معندناش اسرائيل
قال :حاول تري الصورة كامله يابني هي ليست ازمة كهرباء فقط بل الكهرباء كانت اخرها ، منذ فترة وانت تعيش في عدة ازمات ،أزمة المياة ثم الغاز ثم القمح والموصلات والطرق بالطبع ثم اخيرا الكهرباء ، تقدر تضع عنوان لهذه الصورة
هتفت بسرعه : البلد باظت
وهنا ارتفع صوت اذان المغرب يأذن لنا بعهد جديد من الامل في الحياة وطاقة من الدعاء المجاب واختراع جديد هو مزيج من الخشاف والدوم
صلينا المغرب ثم أفطرنا وكان رائعا ،الفطار طبعا ،غصت فيه حتي شعرت بأن اي اكل اخر هو تعذيب حقيقي ، حينها توقفت اسفا عن الاكل
مع صينية الشاي قال الشيخ طلبة:يابني هذه سنة الله في ارضه وانت تعرف ان بيت الظالم يخرب قبل بيت الكافر
قلت : طيب المفروض ده يترجم عند الناس ازاي ، تخيل الناس لسه عندها طاقة انها تستحمل ، شعب مصر ده عجيب
قال :تخيل انت اني قرأت دراسة عن ان الناس الطيبين اللي في البلد هما السبب في بقاء هذا الوضع المرزي
قلت : ازاي يا شيخ طلبة ، بجد مش فاهم
قال :تخيل معي لو انه لا يوجد ناس صالحين يتبرعوا باموالهم للفقراء ،بعد فترة لن يجد هؤلاء الفقراء ما يأكلوه بل ما يخسروه ، تخيل الوضع هيكون ازاي
قلت : اشبه بقنبله يا شيخ طلبة ، قنبله قادرة علي تفتيت المشهد الرخم الثابت منذ سنين
قال : بالظبط ،ولكن الناس الطيبين في هذه البلد هم اشبه بالمسكن المؤقت لهؤلاء الناس
قلت : ولكن هذا سيكون علي حسابهم، علي حساب المساكين في هذه البلد
قال : يابني وهل يعجبك حالهم الان ، ثم لا تتوقع ان يستمر هذا الوضع طويلا ، شرفاء البلد الاغنياء سيشحتون عما قريب
قلت : مش عارف يا شيخ طلبة انت صدمتني ، كنت اتخيل اننا نقوم بدور بطولي عندما نجمع من بعضنا ونعمل شنط رمضان ونوزعها علي الفقراء ، لم اكن اعرف ان هذا ليس في مصلحتهم
قال : قطعا يابني انا لا اطالبك ان تري هؤلاء يموتون امامك ولا تقدم لهم اي عون ولكن يجب ان تعلم ان الناس تحتاج الي جانب الشنطة تحتاج لان تتعلم الحرية ومعني الاعتراض والخروج من حالة الصمت الكئيبة التي تطمعهم فينا
كما تعطيهم اكل اعطيهم وعي بهذا لا نكون اداة لحفظ الوضع كما هو دون ان ندري وفي الوقت نفسه لا ننتظر حتي يكون الامر اشبه بقنبله بل يكون تغيير حقيقي في المجتمع ، تغيير واعي وليس تغيير غاضب يجرف في طريقه كل شيء
قلت : بارك الله فيك يا شيخ طلبة ،كنت اريد ان اسألك عن التوقيعات وبيان جبهة التغيير والبرادعي
قال وهو ينظر لساعته :وقتك انتهي يابني ، يلا علشان تحلق العشاء في المسجد
قلت متوسلا : طيب اريد منك ردا محددا وهقوم علي طول ، انت ايه رايك في عملية التوقيع
قال :رائعه طبعا ،هذا الشعب سيشعر ان له وزنا ، وان عمومه المشتت سيجد نفسه يتمثل في رقم كبير يطالب بحقوقه ،قد أن للكتلة الصامتة ان يكون لها رأي ولو حتي عن طريق توقيع الكتروني
قلت وانا انهض: بارك الله فيك يا شيخ طلبة
ودعني بنظراته وهو يقول : ربنا يتمم بخير ربنا يطمنا عليك

Sunday, August 1, 2010

لن يجوع

في شرفة قصره المهيب المحاط باالاشجار الكثيفة الخضراء واشعة الغروب الواهنة جلس علي كرسيه الهزاز يتأمل الافق الدامي بين سعف النخيل
ذاب في تأملاته التي تنقله من عالم لعالم ومن ذكرى لاخرى دون رابط منطقي او تسلسل مبرر
واصل خياله سفره عبر الخواطر والذكريات حتي حل بمنطقه موحشة في عقله
كان يؤلمه ان يجوع شعبه
شعب مصر الجميل والعظيم يجوع
صار يموت من الجوع دون مبالغة
توجد اجيال في وطنه تتعامل مع اللحوم علي انها ضيف قليل الزيارات
يحمل هم شعبه ووطنه ولكن لا يدري ما يصنع
(القهوة يا سعادة البيه)
انتزعه صوت الخادم من اسفاره واعاده مرة اخري لشرفته في اللحظة التي اوشكت الشمس فيها تماما ان تختفي عن المشهد
امسك الفنجان والتقط كتاب من امامه لعله يخفف من وطأة الخواطر الثقيله في حنايا عقله،فتحت الكتاب بشكل عشوائي علي اي صفحة فوجدها تتحدث عن قصة للصحابي عبد الرحمن بن عوف : ذات يوم، والمدينة ساكنة هادئة، أخذ يقترب من مشارفها نقع كثيف، راح يتعالى ويتراكم حتى كاد يغطي الأفق.

ودفعت الريح هذه الأمواج من الغبار المتصاعد من رمال الصحراء الناعمة، فاندفعت تقترب من أبواب المدينة، وتهبّ هبوبا قويا على مسالكها.
وحسبها الناس عاصفة تكنس الرمال وتذروها، لكنهم سرعان ما سمعوا وراء ستار الغبار ضجة تنبئ عن قافلة كبيرة مديدة.

ولم يمض وقت غير وجيز، حتى كانت سبعمائة راحلة موقرة الأحمال تزحم شوارع المدينة وترجّها رجّا، ونادى الناس بعضهم بعضا ليروا مشهدها الحافل، وليستبشروا ويفرحوا بما تحمله من خير ورزق..

وسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد ترتمت الى سمعها أصداء القافلة الزاحفة..

سألت: ما هذا الذي يحدث في المدينة..؟

وأجيبت: انها قافلة لعبدالرحمن بن عوف جاءت من الشام تحمل تجارة له..

قالت أم المؤمنين:

قافلة تحدث كل هذه الرّجّة..؟!

أجل يا ام المؤمنين.. انها سبعمائة راحلة..!!

وهزت أم المؤمنين رأسها، وأرسلت نظراتها الثاقبة بعيدا، كأنها تبحث عن ذكرى مشهد رأته، أو حديث سمعته..

"أما اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

رأيت عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا"..

عبدالرحمن بن عوف يدخل الجنة حبوا..؟

ولماذا لا يدخلها وثبا هرولة مع السابقين من أصحاب رسول الله..؟

ونقل بعض أصحابه مقالة عائشة اليه، فتذكر أنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث أكثر من مرة، وبأكثر من صيغة.

وقبل أن تفضّ مغاليق الأحمال من تجارته، حث خطاه الى بيت عائشة وقال لها: لقد ذكّرتيني بحديث لم أنسه..

ثم قال:

" أما اني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها، وأقتابها، وأحلاسها، في سبيل الله عز وجل"..

ووزعت حمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما حولها في مهرجان برّ عظيم..!!


اوجعته القصة علي الرغم من مشاعر البهجة والفرحةبما فعله هذا الصاحبي الجليل
كان ما يؤلمه ان قصته تتشابه الي حد كبير مع هذا الصاحبي
لديه عزبة ومزرعة كبيرة بها عدد ضخم من العجول ملحق بها مصنع للحوم تكفي سكان القاهرة عدة شهور
ماذا يفعل
يشعر بأن عليه دورا ما ولكن كيف
كل منا يحضر لدور ما في حياته ،فحين يأتي فأما ان تلعب هذا الدور وتنجح وتشعر بأن لك في تلك الحياة قيمة واضافه
واما ان ترحل كما جئت مهما كانت مواهبك وقدراتك
يشعر بشكل ما ان دوره قد حان وعليه ان يسرع
علي اغنياء هذا البلد الشرفاء دور كبير وخطير يأثمون اذا تجاهلوه
ماذا يستطيع ان يفعل
يذكر صديقه الذي قرر ان يتبرع لكل شاب من شباب مصر ب خمسه فدادين شريطة ان يزرعها قمح
ولكن سرعان ما تم الحجر عليه ومصادرة ممتلكاته
كاد يصيبه الذهول
القمح سلعة استراتيجية بالغة الاهمية ان لم تكن الاهم علي الاطلاق
كيف يزرعون مساحات شاسعة فواكة للتصدير وخضروات اورجانك للصفوة ولا يزرعون القمح بل يمنعون ان تزيد نسبه القمح عن حد معين
هل يدركون ما يفعلون
هي خيانة قومية
لكن لا يجب ان يفت هذا في عضده
لا يكفي الخير ان يكون خيرا فقط بل يجب في هذا العصر ان يكون ذكيا
لا تكفي النية الطيبة
هو يملك عدد ضخم من العجول والماشية يستطيع ان يوزعها علي شعب مصر بأسعار زهيدة لا يريد اي مكسب
ولكن سيكون هذا لوقت معين هذا لن يحل المشكلة
ارتفعت اسعار اللحوم لزيادة سعر العلف
يريد ان يجعل الامر مستمرا
ماذا لو دفعت كل اسرة مبلغ محدد من المال بشكل دوري يساهم في اسعار العلف علي ان تصلها كمية من اللحوم شهريا تغطي الحد الادني من احتياجتها
وتتناسب هذه الكمية مع عدد افراد الاسرة واعمارهم
ويزيد المبلغ كلما زادت الاستطاعه ويقل ايضا بنفس المنطق ليحدث توزان في النهاية ويكون المتوسط هو هذا المبلغ
انشرح صدره لهذه الفكرة
وبدأ يفكر في اليات التفيذ حتي داهمة خاطر اسود ..ماذا لو وقفت الحكومة ضد مشروعه هذا
ليس منطقيا بالطبع ان تقف اي حكومة مخلصه امام هذا المشروع القومي الذي يعالج بالمقام الاول تقصير الحكومة في توفير الحد الاني من العيشة الكريمة للمواطنين
ولكنه يعي الدرس الذي حدث لصديقه
استغرق قليلا في هذه الخاطره حتي جائته فكرة اقل ما توصف انها مجنونة
التقط هاتفه يطلب رقما بدويا
كان الأثير في طريقه ليربطه بشخص ما في مكان ما في صحراء مصر
-الحج جعلي ؟ السلام عليكم
-وعليكم السلام سعادة البيه ،مضي زمن طويل علي اخر مرة سمعنا فيها صوتك
-اريدك في موضوع هام يا حج،مشروع قومي
-قومي ..اضحكتني والله يا بيه ،أي قوم ، قومي ام قومك
-بل مصر يا حج جعلي ، بلدنا ..كلنا في الهم سواء يا حج ...امام النظام لا يوجد فارق بين قاهري وبدوي وسيناوي او صعيدي ،كلنا في الظلم سواء
-لا تقلب علي المواجع يا بيه ، اخبرني ما هو المشروع وكيف اساعدك
-شعب مصر يجوع يا حج ، بل هو جائع بالفعل..يؤرقني ضميري كل ليلة ابيت فيها في قصري اجد كل ما اشتهيه دون ان اطلبه ويوجد كثيرين يموتون من الجوع
- حسبي الله ونعم الوكيل ،ألا يظن أولئك أنهم مبعثون * ليوم عظيم*يوم يقوم الناس لرب العالمين
-صدق الله العظيم، لقد فكرت بان اساعد في حل هذه الازمه ،سأبيع اللحوم للناس بأسعار زهيدة اقل من حتي سعر التكلفة
-بارك الله فيك يا بيه ،ولكن هل سيتركك النظام تفعل ما تشاء ، انت بذلك تعرض نفسك ومزرعتك للخطر
النظام لها مصلحة في بقاء الامور علي ما هي عليها
-لذلك فكرت فيك يا حج جعلي
-كيف
-أن الاوان لكي يكون لكم دورا كبيرا في هذا البلد ،كانت لكم ادورا رائعه في الماضي في القاومة والدفاع ضد الاحتلال ،بعدتم عنا يا حج جعلي
-ليس بايدينا ، ماذا تريدنا ان نفعل
-انظر يا حج جعلي ،لديكم أعددا مهولة من رؤوس الاغنام والماعز غير مسجلة او مدونة في اي سجل حكومي ،هذه ستكون الخطة البديلة في حدوث اي مكروه لي او لمشروعي
سأدبر كيف تصل لك الاموال وتؤخذ منك اللحوم لتوزع علي الاسر في سرية تامة
-لا تقلق لا سعادة البيه سنعرف كيف نأمن انفسنا
-افهم من ذلك انك توافق
-اخشي لو رفضت ان تكون هذه خيانه ،ماذنب الاسر التي تعاني من الفقر والجوع بخلافتنا مع النظام
-بارك الله فيك يا حج جعلي
-تعرف يا بيه ..لم يعد الامر كما كان في الماضي ، الان نستطيع ان نتواصل مع معظم العشائر والقبائل في كل صحراء مصر من سيوة وحتي البحر الاحمر ومن رفح وحتي حلايب ،ولا اعتقد انهم سيرفضون ،قد أن الاوان ان نمد يد العون لاهل بدلنا
-اهل بلد واحد يا حج جعلي ،بارك الله فيك،بارك الله فيك
رغم اختفاء الشمس الا ان يري قليلا من الأشعة مازالت في الافق تجدد الامل