Tuesday, October 27, 2009

ذكريات هاربة.. الجزء الأول


كان صديقي في بلدتي الصغيرة يجلس تحت شجرة الجازورين الضخمة التي تنشر تحتها وفي مساحة كبيرة حولها ظلاً بارداً. كانت أمامه عدة الشاي؛ برادٌ أسود اللون مهبباً، وكوبان صغيران لهما يد تمسك منها علي شكل الأذن فيقال عليها كوب بودن، كانت الراكية علي شكل هرمي من القوالح المتقدة التي تتوراي فيها السنة اللهب هاربة من النسائم الطبية التي تهب من جهة البحر
.
سلمت عليه وجلست علي الأرض بجواره فأسرع هو ومد لي مخدة محشوة بالليف فجلست عليها وهو يقول بحب بادٍ في ملامحه: إزيك يا أستاذ.. إزاي الصحة.. ينفع كده
.
لم يكن يناديني إلا بالأستاذ تكريماً لي، كان الشاي قد أوشك علي الفوران فمد يديه وأمسك البراد من يديه ورجه بشكل دائري ووضعه ثانياً علي النار وترقبه حتي عاد يفور في عنف، فأبعده وشرع يصبه في براداً آخر أقل منه حجماً وأقل سواداً وضع فيه حفنة من السكر، رفع يديه عالياً فاندفع خيط الشاي من فتحته البراد الأسود في مسافة طويلة حتي يهبط مختلطاً بالسكر في البراد الآخر مكوناً رغوة شديدة
.
رج البراد الآخر جيداً كي يتأكد من ذوبان السكر تماماً ثم صب قليلاً من الشاي في إحدى الكوبين ونفخ فيها قليلاً ثم تذوقها وهو يغلق عينيه اليسرى كأنه يركز قليلاً، وما إن ارتضى سكره حتي رفع يديه مرة أخرى عالياً بطول ذراعه وأمال يديه حتي نزل الخيط الأسود المحمر يملأ الكوب الصغير تغطيه طبقة عالية من الرغوة الهشة
.
أمسكت بالكوب الساخن احتضنه بيدي وشرعت أتأمل ما حولي في استمتاع طفولي.. كان هناك صفاً طويلاً من شجر الجازورين يحيط بالارض من كل جانبيها المطلين علي الطريق.. وكانت الارض منصوب فيها شجر اليوسفي الأخضر وتتدلي منه ثمار اليوسفي التي لم تنضج بعد تجعله أشبه بثمر الليمون الأخضر
.
كانت المسافات البينية بين الشجر صغيرة.. وقد تكون الأغصان قد تمددت حتي سدت الطريق ولكن هناك حتماً طريق ما صنع مع مرور الوقت للعبور بين الشجيرات الكبيرة
.
في الأرض كان الحشيش الصغير نامياً وكان هناك ايضاً نوع من الحشائش يطلقون عليه اسم "السِعد" مهما فعل الفلاح مع الأفاعيل وبذل كل مجهود لديه في عزيقه أو رشة بالمبيدات فإن له قدرة غريبة علي الحياة مرة أخرى مهما قلعته من جذوره أو قضيت عليه.. حتماً سيعود مرة أخرى مخرجاً لسانه للفلاح
.
كانت الأرض مرويه منذ أربعة أيام علي الأقل حيث أنها لاتزال لينة طرية.. ولكن لم يعلق بحذائي الرياضي أي من طينها. كنا نجلس تحت الجازورينة الكبيرة قرب الطريق الذي لا يتعدي ثلاثة أمتار يعلوه طبقة كثيفة من الرمال كانت تعاكس إطارات عجلتي في الماضي.. كانت تنغرز فيها فأصاب بكمية احباط شديدة فاترجل عن عجلتي وأسحبها في صبر تحت أشعة الشمس المركزة وأحاول أن احفظ توازنها لو كنت احمل علي كرسيها الخلفي شنطة ما أو بعض الخيرات من الأرض
.
بعد ساتر الرمل هذا تجد الرشاح الرفيع الطويل المتلوي كأنه أفعى ناعسة في كسل شديد.. الرشاح هو أشبة بالترعة ولكن علي حجم أصغر ومهمته أن يكون المنفذ التي ترشح فيه كل الاراضي بعد ريها بالماء العذب فيأخد في طريقة كل الاملاح في التربة إلى الرشاح، ومع إن الرشاح هو المصرف للأملاح المضرة للتربة إلا أن بعض الفلاحين يضعون عليه مواتير وميكنات ترفع منه الماء لتروي به الأرض مرة أخرى
.
وتنمو علي الرشاح شجيرات صغيرة وأعواد من البوص الطويلة والتي تجعل أجزاء كبيرة منه غير مرئية فتأتي الكراكة العملاقة التي هي عبارة عن آلة ضخمة تسير علي جنازير ولها ذراع طويل ينتهي بمغرفة مقلوبة لها أسنان حادة لتنظم الرشاح باستمرار كل عام أو عامين.. فتزيل كل الشجيرات والبوص وتعمق الرشاح بأن تأخد من جوفة رمال تضعها علي الطريق فتصبح السير عليه عسير بعجلتي المسكينة
.
كان العامل علي الكراكة يتعمد أن يزيل كل ما في طريقة حتي خراطيم المواتير التي تسحب بها الماء من الرشاح حتي يسرع صاحبها ليناوله خمسة جنيهات فيعديها له.. وقد يترك له كرامة بعض شجر الزنزلخت الذي نما وترعرع علي حافة الرشاح والتي يبيع الفلاح خشبها مع شجر الجازورين كل بضعة أعوم
.
ولكني أذكر أن في البلدة المجاورة لنا قام العامل بإزالة جسر بدائي أقامه الناس لعبور الرشاح غالباً عبارة عن فلقتين من النخل مضمومين وعليهما طبقة من الرمال فأصبحت كطريق ضيق يمر عليه الناس وتعبر عليه الحمير ايضاً.. قد فعل العامل ذلك أملاً في إكرامية ما، ولكن أهل البلدة اجتمعوا علي هيئة رجل واحد قوي لها كلمة نافذة ولقنوه درساً قد لا يستطيع نسيانه بسهوله.. أذكر أنهم ضربوه ضرباً مبرحاً حرم بعدها أن يمس أي شيءٍ مهما كان علي طول الرشاح ودون أي مقابل
.
لون المياة في الرشاح أخضر تمنو عليه الطفيليات والريم الأخضر في أجزاء منه، تستطيع ببعض التركيز أن ترى السمك الصغير يلهو في مرح في ذلك الماء الضحل الآسن
.
هبت نسمة قوية داعبت وجهي فانتبهت لنفسي فقربت الكوب من فمي وشربت منه شفطة طويلة أمتص فيها الشاي الغيطي الذي يختزن في كل قطرة منه ذكريات عمر كان
.........
يتبع

Tuesday, October 20, 2009

نِتفاً من السودان


صنع في السودان
كنت في مصنع جياد السويدي ، هو مصنع لصناعة الكابلات ويعد الوحيد في السودان وهو شراكة بين السويدي للكابلات وبين الحكومة السودانية
كنت في زيارة له حيث كانت هناك كمية كابلات يتعين علي اختبارها بصفتي ممثل المكتب الفني بالسودان
وفي داخل معمل الاختبارات ونحن في انتظار اختبار رفع الجهد علي الكابلات لمدة 10 دقائق لفت انتباهي كلمة صنع في السودان فاشرت لاحد الفنيين في المعمل لهذه الكلمة فابتسم وقد ادرك مقصدي وقال في اسي : اخشي انه هذه الكلمة لا توجد الا هنا فقط
الألفة
عندما نزلت في الخرطوم اول الامر ذهبت من المطار علي اول سكن متاح من مساكن الشركة بشكل مؤقت حتي يتم اعداد مكان دائم ومستقر لي
كان اول سكن عبارة عن شقة في الدور التاسع في برج فخم وكبير حين تراه تظن انه مشطور من جانبه ، قلما تجد في السودان بنايات مرتفعه بهذه الدرجة لذلك فانت من شرفة في شقة في الدور التاسع قد تستطيع ان تري الخرطوم كلها من خلالها
من الشرفة مباشرة تري من بعيد مطار الخرطوم الدولي وتستطيع من غير مشقة ان تشاهد اقلاع وهبوط الطائرات وتسبح في تأملات لا تنتهي عن هؤلاء البشر الطائرين والمستقرين بلا اي هز او دربكة وهم كنقطة معلقة في الفراغ
كانت الشقة مفروشة ولكن بشكل عملي صرف ، صحيح بشكل مريح ولكنها راحة دون حنية من الصعب ان تشعر بألفة في هذا المكان البارد وان كنت تستمتع بكل مميزات المطبخ العصري حتي لانك تجد فيه الجهاز الذي يتم تسخين التوست فيه، شيء كهذا كنت اعتبره ترفا بعيدا
الايجار هنا في السودان مرتفع الاسعار بشكل لا يشجع علي الاستقرار كبيت وأسرة ، فايجار شقة يصل ل1500 دولار ، كم يتبقي من المرتب اذن
كان اجمل ما في الشقة هي تلك المشهد البانورامي الرائع الذي يجعلك تري الخرطوم كلها او ما يتاح لك من هذه الزوية في نفس الوقت
كانت تطل ايضا علي اشارة مرور في تقاطع في الشارع الرئيسي الكبير ، وكنت ارقب السيارات ومدي التزامهم باشارات المرور في ظل وجود الاشارة الاكترونية فقط دون وجود امين الشرطة الذي ينتصب كتمثال في وسط التقاطع ولكن تتحرك ذراعاه في اتجاهات ثابته
ولكن قلت في نفسي لن استطيع ان اختبر مدي احترم السودانيين لاشارات المرور وبالتالي يكون هذا دليل علي الثقافة الشعبية من خلال احترامهم لاشارة المرور في النهار ، فلأنظر ماذا سيكون موقفهم بعد منتصف الليل حيث تكاد تنعدم الكثافة المرورية وقد تنغلق الاشارة دون وجود سيارات في الاتجاة المقابل
وكان الذي رأيـته قد ادهشني بحق ، قد تكون السيارة هي الوحيدة الموجوده في التقاطع ولكن بمجرد ان تظهر العلامة الحمراء حتي تقف وتنتظر الافراج الاخضر ، سائق هذه السيارة قد يعتبره سائق مصري انه احمق وساذج ان يقف رغم خلو الطريق
لكن والحق يقال اني سمعت من صديق لي ان بعض المحافظات الساحلية في مصر تحترم اشارة المرور جدا سواء كان يوجد ظابط مرور ام لا يوجد
وذكر لي صديقي انها كان في ليلة شتوية بعد منتصف الليل يركب تاكسي وقبل ان يصل لتقاطع يلوح لهم من بعيد سبقتهم اللمبة الحمراء فوق السائق رغم خلو الطريق في تلك الليلة من شهر يناير
كانت دهشة صديقي القاهري بلغت اقصي مداها ، هذا بالنسبة لسائقين التاكسي فما بالنا بالملاكي
علي ان وجودي في تلك الشقة لم يستمر اكثر من اسبوع حتي تعين علي الرحيل الي مكان استقراي ولكن كانت الشقة مختلفة تمام
كانت في الدور الاول بعد الارضي في بناية علي شكل فيلا اكثر منها عمارة ، تحوطها جنينة صغيرة وجراج صغير ، تصعد السلم فتجد لوحات صغيرة معلقه علي الحائط اشكالها جميلة وان كنت لا تفهم معني هذه الرسومات
تدخل من باب الشقة تستقبلك جو حميمي مألوف ، شيء ما في اثاثها او دهان الحائط او في التحفط الجميلة المنثورة في كل ركن او اللوحات العملاقة التي تزين الجدران يجعلك تشعر انه بيتك اكثر منه شقة مفروشة
في الغالب هي لم تكن مصممه للايجار ، كانت شقة خاصة لصاحبها صاحب الفيلا ، ولكن تغيرت الاحوال واجرها كشقة مفروشة
صحيح انها لا يوجد بها الجهاز الذي سخن التوست ، ولا يوجد فيها جهاز تبريد المياة ذو الجارورة الزرقاء المقلوبة فوق ظهره ونعتمد علي الزجاجات التي توضع في باب التلاجة كما كنا نفعل في الزمان القريب وكان امي تصرخ دائما عندما تراني فاتحا باب الثلاجة حتي اشرب وارتوي ثم ارجعها واغلق الباب ، كانت تقول ان الثلاجة تفقد كفاءتها مع تبديد جزء من جوها البارد في فضاء الغرفة دون فائدها
او كانت تصرخ من كثرة الفتح والغلق الذي علي حد قولها سيؤثر علي العمر الافتراضي لها ، ولكن رغم ذلك لا تزال الثلاجة تعمل بكفاءتها ولم يصيبها سوء
وصحيح ايضا ان اثاثها لم يكن موديل 2009 حديث
ولكن من يعبأ بكل هذا
اهم شيء هو الالفة

الطبيخ وسنينه
رغم ان امي دائما تقول علي اني لا اغلب –انت متغلابش- في زعم منها اني بعرف اتصرف وبالذات حين يتعلق الامر بالطعام والشراب حين تسافر هي او حين اسافر انا ، فانا اعرف اتصرف دائما
وكانت عندما تعود فتجد اني قد قمت باكثر مما قد تتخيل هي كانت تقول : انت ميتخافش عليك ، في اشارة منها لاخي احمد المسكين الذي يا عينها لا يعرف كيف يسوي بيضة يتيمه كي يأكلها ، وقد ينام علي لحم بطنه
ورغم ذلك فان معرفتي بالمطبخ لا تتعدي بيض مسلوق او بيض اومليت ومكرونة مسلوقة استطيع ان اظبط حيائها مرة وتبوظ مني مرات
لم انجح في المرات القليلة التي تجرأت فيها وسويت شوية ارز ، كان اما تكون شربته او ماؤه قليل فيكون ناقص سوى او تزيد شربته حتي يكون بالوظة
اذكر اني قمت بعمل صينية بطاطس حين كنت اذاكر انا واصدقائي في شقة دار السلام قبل الامتحانات وكانت رائعه بالنسبة لي اذا تغاضينا عن كون البطاطس قطعت باشكال ضخمة عملاقة تسبح وسط شرائط من البصل الضخم الغليظ
لكن علي الاقل كانت ناضجة وطعم البهارات الهندي الذي جائت به لنا خالتي من الامارات ظهر فيها بشدة وطغى علي كل السلبيات الكثيرة
ولكن هذه هي كل حصيلتي شوية مكرونة وبيض وسلطة
بالنسبة لشركتي ينقسم فيها اماكن العمل لقسمين ، مقر الشركة الرئيسية في الخرطوم ويسكن العاملين فيها في عدة شقق متناثرة حولها في الغالب تنقسم ادارات
والقسم الاخر في المواقع في ولاية نهر النيل وولاية الشمالية وقريبا في ولاية النيل الازرق
في المواقع يوجد طباخ يعد للناس الفطار والغداء الذي يريدونه وفي الوقت الذي يقرروه اما في الخرطوم فالطبخ يا حلو هو مهمتك الشاقة العصيبة المرعبة الفظيعه
فيما مضي كنت انعم في المواقع بالاكل الشهي الجميل الذي لم اتعب فيه الا في التفكير فقط في اقتراح الاصناف التي افضلها
اما وقد صار بي الحال اني اصبحت من سكان الخرطوم فكان حقا علي ان لا اكتفي بالاقتراحات بل يجب علي بعد عودتي من الشركة بعد ساعات العمل الرخمة ان اقوم باعداد الغداء
في البداية سأكون مساعدا لاحدهم الذين تعلموا رغما عنهم والذين تعلموا في مساكين اخرين حتي اجادوا الاكل
علي الاقل لا تبوظ منهم الطبخة بصرف النظر عن اي شيء
كانت بداياتي في السلطة فتح السين وليس بضمها كي لا اروح انا في داهية ولا ان تحصلني انت الاخر
عندما اندفعت بكل حماس ان اقطع السلطة او السلاطة بدأت بتقطيعها قطع كبيرة تكفي الواحده منها لأن تملأ معلقة ، ساعتها نظر لي احدهم بكثير من الشفقة وأخذ من السكين من يدي وبدأ يريني كيف اقطع الخضار لنتف صغيرة صغيرة بالغة الحقارة بشكل يثير الغيظ والحنق ولكنها لم تصل لتصبح دعاء علي من سيأكلها ان تكون بالسم الهاري او ما ماشابه حيث كنت هاكل انا ايضا
قلت في سري لهذا الاحدهم كذلك كنتم من قبل
وبدأت رحلة التعلم في غياهب المجهول
في عالم الحلل والزيت المقدوح والبهارات التي تثير جيوبك الانفية الحساسة
في عالم الممل والصبر الجميل
في عالم الدموع التي تتذوق طعمها المالح وان تقطع البصل الشرير الرخم لقطع صغيرة ، فتخترق خياشيمك رائعه قوية نفاذه تجعلك تبكي رغما عنك
ثم في النهاية تبكي علي حظك العاثر
الذي يهون قليلا علي ان هناك عامل نظافة يأتي صباح كل يوم يقوم بغسل كل هذه المواعين المتسخة الكثيرة التي كانت امي تستخدمها لعمل عزومة ضخمة وليس لاربع افراد
احيانا حينما اري منظر الحوض الممتليء بكل اواني المطبخ من حلل واطباق وملاعق وكاسات واكواب وشوك وسكاكين يعصب علي عامل النظافة
المفروض بقي علي اي خطيبة مخلصة ان تنسي قليلا عالم الادب والكتابة المترفة لتقوم بكتابه وصفات سهلة وسريعة لأكلات تسد الرمق لخطيبها العزيز علي صفحات مدونتها

Saturday, October 17, 2009

الشيخ طلبة يتحدث عن جيل الزمن الصعب

الوقت في مصر يمر سريعا جدا حتي لكأني اسمع صوت لهاثه وهو يعدو حتي تنتهي الاجازة واعود مرة اخري الي بلاد السودان الشقيق
كانت مساحة الوقت لدي مزدحمة للغاية مثل شارع الازهر يوم الوقفة حيث يوجد الكثير مما يجب ان افعله والكثير ممن يجب ان اراه
ان اكثر ما يؤلمني وانا في الغربة هو الحنين ، الحنين الذي يجرفك لاناس تحبهم او اماكن تعشقها ، كنت اود وانا في هذه الاجازة ان اشبع منهم جميعا حتي لا يشتد علي الوجد والحنين
وكان اكثر ما يتعبني في الغربة هو بعدي عن شيخي وجدي الذي فقدته ومعلمي الشيخ طلبة
كنت افتقد زيارته وكلامه وحكمته و منقوع الدوم الكريه الذي اشتقت اليه وانا في الغربة
صحيح انه قد نتواصل بالهاتف او عبر الماسنجر لكن كل هذا لا يغني عن ان اراه بعيني واقبل يديه واتحمل ضربتين بالمنشة علي اصابعي حين اعك في الكلام علي حد قوله
كان والامر كذلك ان اجعل زيارة الشيخ طلبة علي رأس اولوياتي ورغم ذلك ذهبت اليه قبل ميعاد سفري بيومين
وقفت امام باب شقته المكون من ضلفتين تشقق بعض الدهان الذي كان في يوم ما اصفر غامق من بعض جوانبه ، ضغطت الجرس فانطلق صوته المسرسع فانتحيت جانبا وانتظرت مطرقا رأسي في الارض
بعد ثواني معدودة كان الامل فيها يصارع الخوف من ان لا القاه فتحت الباب تلك الفتاة الصغيرة ذات الضفائر ، نظرت اليها مبتسما وانا استنشق عبق الذكريات واملي عيني منها كي لا اشتاق اليها وانا في الغربة وقلت : السلام عليكم ، ازيك ، الشيخ طلبة صاحي؟
لم ترد علي اطلاقا ولكن انطلقت للداخل مسرعة ،انتظرت انا كي تأذن لي بالدخول بعد قليل ، ولكن ما حدث كان عجيبا ، لم اكن اتوقعه مطلقا ، لقد قام الشيخ طلبة بنفسه لاستقبالي ، لم يكن يتحرك الا بصعوبه ولا يتحرك الا للضرورة ولكن ان يتحامل علي نفسه ويقوم كي يستقبلني كان هذا اقوي مما احتمل ، دمعت عيني من فورها وانطلقت ايه اقبل يديه وجهه واحتضنه
قابلني هو ايضا بمشاعر جياشه شعرت بها في ضغته علي يدي وكلامه وملامح وجهه العجوز
كانت هناك سلامات كثيرة تملئ ما بين جنبات وادي النيل وكان هناك ايضا الكثير من الضرب بالمنشاة
امسكت يده كي اساعده لندخل غرفة الصالون ولكنه سحب يديه ووضعها علي كتفي وقال لي بحنان غسل كل ما علق بي من وحشة الغربة وقسوة الايام التي مرت : حمد لله علي سلامتك
جلس هو علي كنبته الوثيرة وسند بظهره علي مخده كبيرة وجلست جواره في ادب وحب وتخزين
-ازيك يا شيخ طلبة واحشني جدا جدا كالزواج او اشد قليلا
نظر لي نظرة فيما معناها انه اطلع من دول وكفاك بكشا وقال : بأمارة ايه ؟ انت جيت من امتي ؟ هو لو كانت الخطوبة هتعمل كده فيك فماذا سيصنع الجواز فيك ؟
قلت وقد اخذتني حماسة مصطنعة : لا كله الا كدة ، مش احنا الرجالة اللي تعمل كده
اتكأ بمرفقه علي مخدته وقال : تعرف ، يوجد ثلاث عقبات امام اي شاب يريد ان يكون داعيا الي الله اومصلحا اجتماعيا او سياسيا او حتي ناشطا في الجمعيات الخيريه او كاتب ، اولا بعد ان يتخرج من كليته يواجه الجيش وويلاته فما ان يتخطاه اما بتأجيل او اعفاء او قضاء حتي يتعين عليه ان يبحث عن عمل فما ان يستقر في عمله حتي يكتشف انه شاب ويحتاج ان يتزوج فيدخل راغبا مختارا في دوامة الزواج من شقة وشبكه ومهر وتجهيز واعداد وهكذا
قلت انا وانا اتخيل نفسي وانا امر في تلكم المراحل التعجيزيه : معاك حق يا شيخ طلبه ، الحمد لله انا عديت اول اتنين فاضل الاخيرة ولكن انا متعشم خير ان هقدر اجتازها سريعا ، هناك اتفاقات كثيره ووعود واحلام مشتركه ان شاء الله ستتحقق
قال :ايه اخبار واصطنعتك لنفسي ، انا بحب البنت دي جدا واحيانا بدخل علي مدونتها وزاد اهتمامي بيها اكتر مؤخرا لكي اعرف هل كان اختيارك موفق ولا زي ما انا متوقع
قلت له مازحا : لا يا شيخ طلبة كان اختيار موفق زي ما انت متوقع ، الحمد لله هي بخير وهي كمان ترسل اليك تحيات وسلامات وتتمني ان تراك وطبعا ان مش موافق انها تقابل حضرتك دلوقتي الا بعد عقد القران
قال مستغربا : ولما ؟
قلت : يا شيخ طلبة كي اضمن انها مهما انبهرت بك وانا متوقع ذلك الا تتركني
ابتسم لدعابتي وقال بحب : ربنا يبارك لكم ، طمني عليك ايه اخبارك ، عقلك لسه شغال ولا الشمس اثرت عليه
قلت : اعتقد اني محتاج سنفرة ، بس تعرف يا شيخ طلبة اول مرة ابقي عايز ارجع للسودان بسرعة
غمز عينه وقال : علي انا برضه الكلام ده
قلت : لا طبعا مش قصدي كده ربنا يعلم ان السفريه دي هتكون من اصعبها علي نفسي ، لكن انا بتكلم عن مصر ، مصر بقت مخيفه والحياة فيها صعبة
مصر مهددة سواء بالحق او بالباطل بمرض انفلونزا الخنازير مع عدم وجود خطة ناضجة للتعامل مع الازمة ، مصر فيها قري الان مصابة باكملها بالتيفود الذي انقرض من سنين طويلة وكنا نعجب في السودان لما نعرف ان لا يزال فيها مصابين بالتيفود
مصر فيها محاصيل تم ريها بمياة المجاري
ومصر اتقفلت شوارعها ، الدنيا زحمة جدا والبشر كتير
اجمل وصف ممكن توصف بيه مصر دلوقتي انها ملخبطة
كنا قبل ذلك مستقرين في حالة من الفساد المنظم لكن الان صار الفساد عشوائي ، روؤس الفساد الان مرتبكين واثر هذا علي الشعب المسكين
حزين اني اقول كده لكن فعلا لقيت ان الحياة في السودان حاليا بقت أأمن من الحياة في مصر
قال الشيخ طلبة في تأثر : معاك حق يا ابني ، لكن هذا ليس معناه اننا نهرب ، ليس معناه ان نفرح باننا نغادرها ، هي مهما كانت ومهما كان فيها فهي بلدنا ، هي بلدك وهي رسالتك في نفس الوقت ، صحيح الحمل ثقيل والتكاليف زادت وكمية التضحية المطلوبة زادت والمستقبل غائم لكن هي دي قضية جيلكم
وكل جيل له قضية وكل قضيه لها ظروف مختلفه
زمنكم صعب يابني
صعب علشان انتم لا تحاربون في جهة واحدة
انتم تحاربون الفساد
انتم تحاربون تكتلات عالمية
انتم تحاربون المرض الذي لم يعرف له منطق بعد
انتم تحاربون انفسكم ايضا
زمن صعب ولكن في المقابل هذا يعني ان يولد من هذا الجيل رجال ونساء اقوياء صقلتهم التجربة وصهرتهم التضحيات والمقاومة
وايضا صارت لكم ادوات عديدة لم تكن متاحة من قبل ، مثل عالم الانترنت ، التدوين والفيس بوك ان احسنتم استغلالها
ايضا في صالحكم ان الغمامة التي كانت علي اعين الناس قد انزاحت
صحيح لم يتعدي ذلك دائرة المعرفة ولم يتحول بعد لدائرة الفعل والتأثير
ولكن هذا في حد ذاته يعد مكسب كبير ، كنا في عهد جمال عبد الناصر نعمل وحدنا ، كان كل المصلحين والدعاة في وادي والشعب المخدر المنوم مغناطسيا في وادي اخر
قلت :ولكن الصورة تزداد قتامه وسوادا
قال : سأقول لك ما قلته مرارا ، كلنا نعرف ان الواقع اسود ، ليست نصاحة منك او براعة ان اكتشفت ذلك ، يبقي لو هتتكلم او هتكتب مش هتقعد تقول ان الواقع اسود ، لو انت عندك امل او فكرة او رغبة في التغيير او برنامج فتكلم والا فلتسكت وتكف لسانك عن الناس ، الناس مش ناقصة اللي سودها في وشهم اكثر
ثم انت في الدنيا لست مطالبا بالنتائج ، انت مكلف بالعمل فقط
واقول لك ثانية ان الله لو رأي ان الحياة علي الارض وصلت لطريق مسدود وبلا اي امل في اصلاح لكان الله انزل عقابا كما في الامم السابقة التي لم يعد يفيدها علاجا ولم يرجي منها خير او ان ينهي الله الحياة علي الارض
ولكن مادام الله لم ينزل عقابا او يفني الحياة علي الارض يبقي الامل لا يزال موجود وان الله له حكمة فيما يحدث
ولعل الله يريد منكم ان تكونوا سببا من اسباب التدافع الذي يتولاه الله لكي يحول دون ان تفسد الارض
قطع كلامه وقال لي وكأنه يتذكر :تشرب ايه
ولم يمهلني فرصه للجواب فقال مكملا : عرفت عرفت
ثم نادي بصوت عالي مسموع علي الطفلة الصغيرة : يا ايمان هاتي عصير دوم للضيف
في الاحوال العادية كانت مشاعر الحنق وصورة المنقوع البشع وهو يندلق في جوفي تسيطر علي ، لكن الذي حدث اني نسيت ذلك ولفت انتباهي شيء اخر وسكت
لاحظ هو شرودي فقال : ايه مالك ؟ للدرجاي وحشك عصير الدوم
قلت له : طبعا طبعا هو فيه احلي منه

بعد اقل من دقيقة كان كوب الدوم المشبر يتهادي علي صينيه كانت فضيه لامعه في يوم من الايام بين يدي ايمان الصغيرة ، شربت الدوم كأني اشرب دواء الكحة المر حين كنت طفلا قبل ان ينتجوا انواع لها طعم محلي
وفي لحظة تعيسة اخرج الشيخ طلبة ساعته الفضية العتيقه من جيبه ونظر فيها ثم قال بحنان خالص مباشر : كان نفسي تقعد معايا اكتر من كده ، لكن للاسف وقتك خلص
ام اناهده او اشاكسه فقد كان ورائي العديد من الاعمال التي تكفي مؤسستين مالتي ناشيونال فقلت له : وانا كمان يا شيخ طلبة ، ربنا يجعمنا علي خير ، ربنا يمد لنا في عمرك ، احتاج اليك دوما
ربت علي كتفي وقبلني بين عيني وقال : ترجع لنا بالسلامة ، اصبح هناك من ينتظرك عودتك سريعا ، طبعا اتكلم عن نفسي
تركته حقا وانا ادمع وتدمع عيناي الان وانا استعيد تلك الذكري وانا اكتبها في مكتبي في الخرطوم وقد اشتد بي الحنين

Tuesday, October 13, 2009

تحقيق تدويني



لم يدر بخيالي رغم انه واسع اربع غرف ورسبشن وحمامين ان تقبض علي شرطة التدوين وان اخضع لتحقيق طويل رهيب ، ذلك لانني لم اعرف ان هناك ابدا ما يسمي بشرطة التدوين ، استدعوني في الفجر كعادتهم واخدوني انا واللاب
وفي غرفة التحقيق كان هناك ظابطا ومكتبا صغيرا ولمبة 200 وات ساقطة من سلسلة طويلة تعلوها طبق كبير عاكس علي رؤسنا مباشرة ، جعلت الرؤية محصورة وممكنة فقط في الحيز الذي نجلس فيه ، وكان هناك الكاتب الذي ركب في اصابعه فسبة جديدة الذي سيكتب كل ما سأتفوه به ، ياه اخيرا ، اخيرا صار كلامي مهما وان هناك من سيتلقفه من فمي قبل ان اكمله ليدونه في دفتره الضخم ، حتي ولو كان ذلك لوقت صغير ، حتي ولو كان تحقيقا ، انه حلم
كان الظابط مثل اي ظابط تتخيله ولكن يختلف عليه انه ظابط تدويني ، ستجد هنا اثر ما لعالم التدوين علي وجهه او في كلامه او في تعليقاته
قال في صوت بدا مهيبا في ذلك الجو السريالي : اسمك وسنك وعنوان مدونتك؟؟؟
قلت بتعلثم حقيقي : مصطفي عبد الحكيم عندي 25 سنة حصلت عليهم يوم 6 اكتوبر ، ومدونتي اسمها بصمة وجدان
تراجع للوراء في كرسيه ووضع يده تحت ذقنه الحليق وقال : ويطلع مين فهد بن يونس ده
تبسمت حيث ان الموضوع شكله هيبقي ممتع : يونس اسم عائلتي ، اما فهد فهو اسم محبب لي من زمان من ايام ثانوية عامه ولم اعلم ان هناك مشكلة ما من يمسي الانسان نفسه اي اسم يحبه يعني
انجعص قليلا لا ادري كيف وقال : منذ متي وان في عالم التدوين وكيف عرفته
قلت وانا احاول ان ارجع بذاكرتي للوراء : دخلته في ديسمبر 2006 وعرفت التدوين عن طريق مصطفي خليل صديقي صاحب مدونة لا شيء يستحق ، كثيرا ما قلت له ايه ياعم لا شيء يستحق كده ،لا طبعا هناك الكثير مما يستحق ، ثم انه اصلا تسيطر عليه فكره انه لا جديد تحت ال ......,
قاطعني صائحا : كفاية بس بس ، وانا مالي بصاحبك ولا يعني تحب اجيب رجله في الموضوع
للحظة اعجبتي الفكرة ان اري صديقي فنان جيولجي ماثلا امامه في التحقيق ليعرف ان هناك شيء يستحق وان هناك جديدا تحت الشمس ولكن بما اني طيب وبحب الناس قلت بشكل مسرحي : لا ياسعادة ابية ، مصطفي ملهوش دعوة بالموضوع انا اللي عملت كل حاجه لوحدي
سأل في نباهة يحسد عليها هو ووالدته : عملت ايه ؟؟
قلت له في نباهة احسد عليها وانا وعائلتي جمعاء : مهو اكيد انا علمت حاجه ، امال انا هنا ليه؟؟
مال بجسمه قليلا للامام وقال في جدية : انت خطبت ؟؟
سقطت علي الدهشة كانها جردل ساقع : اشمعني ؟؟
عقد حاجبيه وقال في عصبية مدروسة : انت هنا تجاوب فقط
قلت في عقل بالي ايه المشكلة يعني فقلت له : ايوة الحمد لله انا خطبت
شعر كأنه انتصر في معركة وقال : ولما لم نعرف
ظهرت البلاهة علي وجهي للحظات وانا الذي يحاول ان يخفيها دائما : يا فندم هو المفروض يعني اعلن ده في الشريط الاحمر في قناة الجزيرة ولا انشر الخبر في مجلة الكواكب ، ثم انا اقول ليه ، مكنتش اعرف ان الشرطة مهتمه بخبر خطوبتي ولا خطوبتي تعد جريمة ؟؟
قال بصوت عالي خمس ادوار وارضي : لما يحصل زواج تدويني من غير ما تعرف شرطة التدوين تبقي دي جريمة ولا مش جريمة ؟؟
اسقط في يدي وفي قدمي لا ادري كيف وشحب صوتي وزاغت عيني وقلت : لم اكن اعرف انها جريمة ثم محدش قال يعني ؟
قال بلهجة شرطوية كما قالت الكتب الخارجية : واديك عرفت ، ممكن بقي تحكي كل اللي حصل وبالتفصيل الممل
قلت باسلوب طفولي : انا معنديش موهبة السرد العفوي ده حضرتك اسأل وانا هجاوب علي طول ، متخافش من غير ضرب هقول كل حاجه ، مش بحب البهدلة
قال : اسمها ايه وعرفتها ازاي
قلت : هي واصطنعتك لنفسي وبس
قال : ده بالنسبة للسؤال الاول ، عرفتها ازاي
قلت وفي اشفاق علي هذا الظابط المسكين : وكيف لا اعرف مدونتها يا باشا ، وكيف لا تلفت الانتباه وكيف لا تشدني وكيف لا.....و
قاطعني للمرة الثانية : انتي هتحكي لي قصة حياتك ، ها وايه اللي حصل بعد كده
قلت بغباء اجيد استخدامه : عدم اللمؤاخدة مش فاهم
قال : اقصد ايه حصل بعد ما عجبتك المدونة وشدتك
قلت انا : لا هي مش علاقة سببيه ، اقصد انا عرفت مدونتها من زمان وفيه مدونات كتير جميله وتشد الواحد فعلا يعني ، لكن ده جاء بعد فترة كبيرة عندما كنت افكر في الزواج وكنت ابحث في الجمهورية كلها دون مبالغة ، ولكن جائني خاطر كده يعني يقول : انت تبحث عن بيت طيب ثم تبحث فيه عن واحدة نفس دماغك وثقافتك وشخصيتك ، طيب ايه رايك تعكس الموضوع ، فقلت للخاطر بتاعي : ازاي يا خاطر ، قال الخاطر : عندك علي النت مثلا مدونات –اسم فاعل – كويسين وتقريبا نفس الدماغ طيب ما تجرب ، قلت له انا اتجوز من علي النت ، دا بابا يقطعني ثم ان اهلي في البلد ممكن يحرمونا من دخولها .
قال الظابط بنفاذ صبر : وايه اللي غير رأيك
قلت له : مهو انا جاي لك في الكلام يا باشا ، لما قلت للخاطر بتاعي كده قام هو قالي : طيب ايه رايك لو كانت نفس دماغك ورحت زرتهم في البيت ولقيتها زي ما انت كنت عايز وسألت عليهم ولقيتهم بيت طيب يبقي ايه الوضع ؟ قلت له يبقي موز جدا
وضع الظابط يده علي خده وقال : ها كمل
قلت له : وانا ياباشا واحد بيحسن الظن بنفسه ، يعني عندي ثقة ان ربنا مش هيضيعني وهيختار لي حد كويس ، ثم ان عالم التدوين مش زي عالم النت ، يوجد فارق نوعي وكيفي ، ثم ان لي قرايبي واخواني واصدقائي مدونين ، بس فتوكلت علي الله
قال في فضول : وايه اللي حصل بعد ما رحت
قلت له : اعتقد ان ده شيء يخصني يعني لكن كل اللي اقدر اقوله ان ربنا كرمني جدا ، من الجميل ان تجد من يفهمك ويكون علي نفس الباند وتس
قال : ولما لم تخبر البشرية بذلك
قلت : اولا انا اخبرت العالم بس مش هنا علي صفحات المدونة لكن هناك علي الفيس بوك ، وده المفروض يكون انذار خطر لكم حيث ان البساط ينسحب من تحت عالم التدوين لعوالم اخري ، وثانيا حيث انا مشغول ووقتي ضيق علشان السفر وكده
قال للكاتب الصامت الذي – ويالسعادتي – كتب كل ما تفوهت به : اغلق التحقيق في ساعته وتاريخه
قاطعته انا هذه المرة : وقلت مش المفروض تسألني هل لديك اقوال اخري ، ولا هتعمل تحديث في التحقيق ولا ابقي اقوله في التعليقات
همهم قليلا بمعني ششششش بطل دوشة : ها عايز تقول ايه
سألت بنباهة لازلت احسد عليها : هو عدم اللمؤاخدة انتوا استدعيتوا الاخت واصطنعتك لنفسي
قال مندهشا : لا طبعا
وقفت انا ووضعت يدي علي المكتب وقلت : ليه لا طبعا ، مش هي مدونة ثم هي تشترك معايا في نفس الجريمة ولا انا هتجوز لوحدي
قال كلاما فيما معناه انه يترحم علي الرجولة والشهامة ثم قال : والله هي قالت كتر خيرها
اسقط في يدي للمرة الثانية وقلت : لا انا مش قصدي حاجه ، اقصد يعني كي يكتمل الموضوع يعني بحيث لو حد حابب يتقدم او حد مدون مش لاقي عروسة قدامه في المحيط المادي او حتي لو واحدة اتقدم لها مدون ابن حلال يبقي عنده رصيد تجربة تفرق معاه في طريقة تفكيره
قال فيما معناه والله وفر خدماتك لنفسك وكتر خيرك

وادي يا جماعة اللي اخدناه من الجواز