Saturday, September 20, 2008

جمال عبد الناصر والبوابة السوداء



منذ ايام وانا اتابع تلك الفتره من الزمان التي كان فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يستولي علي عرش مصر ،عفوا اقصد يستوي علي عرش مصر ويحكم شعب مصر ويقودهم نحو الحرية والتقدم والرقي
طبعا لم يكن هذا من خلال المسلسل الذي يذاع عنه الان ،بل من خلال كتاب البوابه السوداء للدكتور احمد رائف
دكتور احمد رائف مثقف ويدرس التاريخ وكان من الذين القوا بهم في غياهب المعتقلات قبل نكسة 67 ولم تكن جريرة الا انه يعرف بعض الاخوان المسلمين وانه مثقف ولديه في بيته كتب كثيرة في كل المجالات وان توجهه اسلامي
اسباب كهذه كانت كفيله بان يلقي في سجون ومتعقلات مصر
يالهي فما بالكم لو كانت هذا اخوان مسلمين فعلا
اري ان الاخوان يعيشون الان ازهي عصورهم والله اعلم
في ليلة من الليالي طرقت المباحث العامة باب دكتور رائف بعد الثالثة فجرا وقالوا له :سؤال بسيط في المباحث العامة خمس دقائق ثم تعود .
وكانت هذه الخمس دقائق مليئة بالبركة فذهب اولا مبني المباحث العامه ثم زار كل سجون ومتعقلات مصر
فذهب الي سجن القلعة ثم معتقل ابي زعبل ثم ذهب الي السجن الحربي ابشع معتقلات مصر في هذه الحقبة السوداء

يقول دكتور رائف يصف تلك الفترة التي عاشتها مصر : اجهزة الامن تنظر الي الشعب كله علي انه متهم بالتأمر ضد جمال عبد الناصر ! وكل ما ينقص هذه الاجهزة هو جمع ادلة الاتهام لتقديم المواطنين للمحاكمة وكان لابد لهم من هذا ليثبتوا انهم جديرون بالوظائف والمناصب التي يتسنمونها .
فلو كانت الامور هادئة ومستقرة والشعب منصرف الي حالة يصنع الحضارة كما يقول بعض المؤرخين فما فائدة وجود هذه الاجهزة التي لا اول لها ولا اخر ؟
ومن اين تدفع المخصصات الضخمة الكثيرة للحفاظ علي اركان الدولة ؟
كانت المسألة مسألة حياة في المقام الاول بالنسبة للمباحث العامة والمباحث العسكرية والمخابرات العامة والمخابرات العسكرية ومخابرات رئاسة الجمهورية ومكتب المعلومات التابع للمأسوف علي شبابه سامي شرف سكرتير عبد الناصر
وكان لكل من هؤلاء اكثر من مخبر في كل شارع وكل قرية وكل مدينة وكل مصلحة حكومية او غير حكومية
كان عدد المخبرين التابعين لاجهزة الامن اكثر من عدد المواطنين في ذلك الزمان العابر الذي ذهب ولن يعود باذن الله .

وعن ذكرياته في السجزن والمعتقلات وبالذات في معتقل ابي زعبل وقبل ذهابه الي السجن الحربي يقول دكتور رائف : قضيت ليلة 13 سبتمبر 1965 ساهرا معلقا علي الحديد في المحمصة وعندما اشرق الصبح سحبت معصوب العيينين الي الفيلا المجاورة للمعتقل والتي يجري فيها التحقيق وكان يوما مرهقا حارا ضربت فيه ضربا فاق ما مر بي من ايام الجلد والتعذيب
ووجدت الرائد فؤاد علام يعتصرني عصرا ليحصل علي معلومات وهمية جديدة ،وكنت اؤكد له في كل دقيقة انه لايوجد عندي غير ما قلته له من قبل ، لست عضوا في التنظيم واسألوا التنظيم وعلاقتي ببعض افراداه كانت علاقة سطحية ولم يفكروا في ضمي اليهم في يوم من الايام اسألوهم .
-طيب ايه ،وما علاقتك بحزب التحرير الاسلامي ؟
-دي مصيبة ايه دي !!لا علاقة به .
-والكتب التي ضبطت في منزلك من منشورات الحزب ؟
كانت تباع في مكتبات القاهرة وارسلوا واحد من حضرات المخبرين يأتيكم منها بالمئات
-وما سر اهتمامك بهذه الكتب .
-الثقافة ، المعرفة ، لابد للانسان ان يكون داريا بما يدور حوله من احداث .
-وصلنا لبيت القصيد ، لابد انك تعرف شيئا عن تنظيم الاخوان.
-لاحول ولا قوة الا بالله!! لماذا ؟
-انت تقول انه لابد للانسان ان يكون واعيا لما حوله واهتماماتك اسلامية وتنظيم الاخوان يقع تحت هذا النطاق .
-ياافندم ، هذا التنظيم الذي تتكلم عنه سري ام علني ؟
-سري ياابن الكلب.
-فكيف يتسني لي معرفته اذن ؟
وفي ثورة جامحة يقول الرائد :
-يابن الكلب ا كلهم قالوا انك في اللجنة الخماسية.
-يانهار اسود اللجنة الخماسية مرة واحده ؟هذا كلام غير صحيح وغير منطقي ، اسألوا اللجنة الخماسية.
-واذا سألناها وظهر ان هذه هي الحقيقة ؟
-في هذه الحالة يحل لكم الضرب بالرصاص
-في هذه الحالة سوف تضرب بالاحذية حتي تموت .
وهكذا في حوار متكرر

وعند العصر ادخلت ثانية علي الرائد فؤاد علام وبلا مقدمات سألني
-هل تعرف شعبان بتاع الخانكة؟
-وما حكاية شعبان هذا ؟
-ياابن الكلب لما اسألك تجاوب
(كام صفعة وكام كرباج علي اكتافي )
-حاضر يافندم
-هيه تعرف شعبان بتاع الخانكة
-كلا لا اعرف واحد بهذا لاصفة وليس من معارفي من يدعي شعبان ولم يكن لي في اي يوم من الايام معرفة بشخص يدعي شعبان وعلي الاستعداد لكتابة اقرار بهذا
-فكر جيدا
-ياافندم انا فاكر وعلي ثقة من انني كذلك لا اعرف شخصا اسمه شعبان سواء كان من الخانكة او من اي بلد اخر
-انت مصيبتك ثقيلة
-وهل هناك مصائب اثقل من هذا ؟ والله العظيم ما اعرف احدا اسمه شعبان
-دعك من هذا جهز نفسك سوف تذهب الليلة الي الحربي
ولو ان شخصا اطلق علي الرصاص في هذه اللحظة لما شعرت ، تجمع الخوف والهلع في قلبي مرة واحدة فقد كنا في تلك الايام نسمع اساطير عن السجن الحربي وبالرغم من كل ما مر بنا من عذاب فقد كنا نعلم ان عذاب السجن الحربي لايفوقه عذاب غير عذاب الاخرة


وعلي بوابة السجن الحربي يقول دكتور رائف:
كنا وقوفا امام البوابة ونحن نرسف في القيود والسلاسل وعيونا مغمضة والصراخ يتعالي ،ثم الجند يسوقوننا بعد ذلك بالسياط سوقا
منظر غريب فريد ، لم اكن اتصور وجوده الا في كتب التاريخ ، حينما تصف عصر موغلا في القدم
ربما يكون حينما كان كراسوس في فجر الحضارات يقضي علي ثورة العبيد ويقتل زعيمهم سبارتاكوس الذي يهدد نظام روما العتيد
ربما يكون في المناجم الليبية عندما كان الرومان يقتلون العبيد بعد يوم من العمل الشاق المرهق الذي يستمر طوال النهار وشطرا من الليل
ربما حين كان رمسيس الظافر يسوق الاسرى من بلاد الحيثيين وبلاد بونت
ربما كان في مزارع القطن والسكر وفي العالم الجديد في القرنين السادس عشر والسابع عشر
ربما وربما في اي زمن من ازمان التاريخ الا ان يكون هذا في القرن العشرين وفي مصر
كان هذا بعيدا عن ذهني اهذا يحدث في قلب الحضارة من ناحية الزمن حيث تصطرع الثقافات وكلها يمجد الانسان وحريتة تجاة الحياة ؟
كانت الصورة في خاطري وقتها عصابة من قطاع الطرق تخطف الناس من منازلهم وتذهب بهم الي مكان مظلم مجهول
ولا اظن ان رجال الجستابو في عهد اللعين الراجل ادولف هتلر كانوا علي قدرة من الاذلال والتحطيم ما أوتي هؤلاء .

لم يننتهي كلام دكتور رائف فما وصفه بعد ذلك من احدث في السجن الحربي ما تقشعر من الابدان ولكن نحن بصدد ان نشير فقط لما كان يحدث في هذه الفترة المؤلمة

ويتبقي تعقيبين فقط
اولا انا لم اعاصر هذه الفترة حيث ان عمري لا يتحاوز ال24 بعد ولكن اري ان هذا الكلام صحيحا حيث ان هذه الاحدث العظام قد دفعت بامواج من خوف ورعب عبر الناس وعبر الاجيال
اري ذلك صحيحا حين اري اهالينا قد ربوا علي الخوف والرغبة في السير داخل الحيط لا السير بجوارها
اري ذلك صحيحا حين نري اهالينا يمنوعنا من اي عمل سياسي او التكلم في السياسة او الانضمام لاي فكرة او حزب

و اري ان الشعب المصري في هذه الفترة الحزينة ينقسم الي ثلاث اقسام
قسم يعلم ويكست
وقسم يعلم ولا يسكت وهذا قد انتقلت اقامته الي حيث سجون ومعتقلات مصر ليكون عبرة للذي يعلم ويسكت
وقسم لا يعلم فهو الذي يهلل ويطبل لهذا النظام الفاسد المتجبر
هو الذي يهتف بحياة النظام وهو يقتل العلماء والمثقفين من ابناء هذه البلد
هو الذي يرقص طربا وهو يستمع لخطب هذا النظام وهو يعدم سيد قطب الذي ماج العالم الاسلامي باثره واهتز لموته
هو الذي قام في مظاهرات يقول لعبد الناصر بعد ما بان علي حقيقته وانهزم في 67 ويقول له لا تتنحي
هو الذي كان مخدوعا وابنائنا يموتون في اليمن بلاذنب لنا او لهم
هو الذي بكي دما حين مات الزعيم جمال عبد الناصر

ليس هذه التدوينة لاثارة عداوات قديمة قد انتهت ولكن يؤلمني ان هناك اناس لايزالون مخدوعين

Tuesday, September 16, 2008

هند رستم تتحدث عن الاخوان

وانا اتصفح المصري اليوم وجدت حوار مع هند رستم
كان المحاور يسألها اسئله عن فنها ومشوارها واعمالها و.................... ثم يجب ان يسألها عن احوال المجتمع والاحداث الجارية
وبما ان الفنانه يجب ان يكون لها في كل شيءلذا يجب ان يكون لها رأي في كل شيء حتي وان كانت اراء تحفظها او ترددها
حتي وان كانت راقصة يجب ان تتكلم في احوال البلد
ولكن ما قالته هند رستم كان غريبا او بالمعني جديدا
فليس هذا ما يتردد او ما يجب ان يقال
قالت كلام عجيب وحتي بعد ان حاول ان يستدرجها المحاور ظلت علي رأيها
قد اختلف مع هند رستم في افلامها ولكن قطعا احييها علي ما قالت ليس فقط في القيمه لكن في الشجاعه التي قالت بها هذا الكلام
ومع الحوار
* الإخوان لديهم طموح في الوصول للحكم.. فهل ترحبين بذلك؟
- وما المانع أن يتولي الإخوان الحكم؟! إنهم مواطنون مصريون ولهم آراء يجب احترامها، ويعيشون بيننا طوال العمر ولم نشعر بأي أذي منهم، وبالتالي من حقهم كتيار سياسي موجود أن يكون لديهم طموح الوصول للحكم، فأنا أعتبرهم رمانة ميزان المجتمع، وسبب توازنه في مواجهة الانفتاح الزائد علي الحد، وعموما أنا لست مع أو ضد أحزاب أو تيارات محددة وإنما مع التيار الذي يحقق الصالح العام ويبتعد عن الفساد.
* لكن الإخوان لهم توجهات أكثر تحفظا في كل المجالات وخصوصا الفن، وهذا قد يخفض سقف الحرية؟
- حتي لو فعلوا هذا بغرض الارتقاء بالذوق العام فليس عندي مانع، لأن حرية الفن الموجودة حاليا تحولت إلي ابتذال، هناك كوارث فعلا في أعمالنا الفنية، كيف يتبادل الممثلون الشتائم وحين نعترض يقال إن هذه هي الحرية، ليست الحرية أن نؤذي مسامع المشاهدين وإنما أن نرتقي بأذواقهم، وأنا في أحد الأيام استيقظت علي ثورة قيل إنها انقلاب، فاتخذت منها موقفا محايدا لا معها ولا ضدها، ثم دافعت عنها حين تأكدت من حسن نوايا الثوار وأن هدفهم الصالح العام، أقصد أن تداول السلطة وارد وأن لكل تيار الحق في الوصول للحكم إذا كان لديه ما يفيد الشعب
.