Friday, May 30, 2008

التاج والقصر والشيخ طلبة

كنت اعد اللحظات التي تفصلني عن لقاء الشيخ طلبة
وقبل لقاءه اتخيله
نعم اتخيله واعيشه كلمة كلمة
ذهبت كالمعتاد وفي نفس المعاد
وطرقت الباب برفق وفتحت لي كالمعتاد تلك الزهرة الصغيرة حفيدة الشيخ طلبة ولكنها كانت باكية
كانت تبكي
ووقع قلبي وزاغت عيني ..قلت لها بصوت مرتجف وانا اخشي الاجابة : اين الشيخ طلبة؟
قال لي من بين دموعها وبصوت مخنوق : تعب جامد وراح المستشفي
كأن شيء داخي قد انكسر وحاولت دموعي ان تفر وقلت لها : طيب انا عايز اعرف هو في اي مستشفي وفي اي قسم ؟
جرت الصغيرة بحزنها ورجعت بورقة قد كتب فيها ان الشيخ طلبة في القصر العيني في القسم 23 العناية المركزة
اخذت منها الورقة وطرت نحو القصر العيني
لم تكن هذه وقت الزيارة ولكن كان معي كارنية النقابة الخاص باخي وهو طبيب ولم يكن فرق الشبة واضح
دخلت العناية وانا تسبقي قدماي وتسبقني دموعي وتسبقي الاحزان
لم يستوقفني احد فظنوا اني طبيب نبطشية حيث كان الوقت متأخرا
وكان هناك
نائما في وداعة علي سرير ابيض تحيط به ستائر وعلي وجهه قناع الاوكسجين وتمتد من يده وذراعه اسلاك وخراطيم كثيره
لم املك نفسي فهبط اقبل يده
لا ياشيخ طلبة
ارجوك لاتموت
لا تموت كما مات كل رمز كبير في حياتي
لا ياشيخ طلبة لا استطيع ان اري هذه القصة تتكر امامي مرة ثانية
لا تموت قبل ان ادرك كيف يموت الانسان
كيف ينتقل الانسان من عالم الي عالم
اعرف اين يذهب ولكن عقلي لايزال صغيرا
لم يستوعب بعد معني الموت

وشعر بيد تمسح علي شعري
رفعت راسي ووجدته يبتسم خلف القناع
الحمد لله
كان هناك مرور فسألت الطبيب عن الحالة فقال لي : انها كانت جلطة في القلب والحمد لله استطعنا ان نذيبها وسيكون بخير ان شاء الله
قلت له : ومتي سيخرج
قال : بعض الفحوصات المهمه وقد يحتاج الامر لعمل قسطرة لمعمرفة مدي تأثير الجلطة علي قلبه

عدت للشيخ طلبة وقد تجدد لي الامل في انه لن يموت قريبا
قد عدت مرحلة الخطر والحمد لله
رفع هو القناع قليلا عن وجهه وقال : كنت اتوقع قدومك وانتظره كنت اود ان اراك قبل ان ارحل
قلت له : ايه الكلام ده يا شيخ طلبة ...متقلش كده
وقلت له الكلام الذي يقال في هذه الظروف :
الدهن في العتاقي (لا افهم معنها ولا اعرف هل تصح في هذا الموقف ، اذكر انني عندما انجبت امي اخي الصغير وكنت صغيرا قلت لها كل سنة وانتي طيبه)وهتبقي زي الحصان
وانت بتدلع علينا علشان تعرف غلاوتك عندنا
وانت .......و

انهي كل كلامي الذي اعتبره هلس بأن اشار للمرضه التي جائت في سرعة وبدأت انا اشعر بالقلق
اشار لها اشارة ذات معني
فذهبت وعادت كانها ملسوعة وكان معها ورقة وكوب
اعطتني الورقة والكوب فنظرت للشيخ طلبة ما هذا؟
قال بكل براءة : كنت اعرف انك ستأتي لذا طلبت من الممرضة ان تحضر لك العصير الذي تفضله،؟
قلت وبكل ذهول : لا ياشيخ طلبة دا كتير والله
وشعرت بحالة انهيار فقالت الممرضة بكل وداعة : متخفش ان شاء الله الشيخ هيقوم ويبقي زي الحصان متزعلش نفسك
كنت اود لو اخنقها ولكني قلت : الحمد لله

قال الشيخ طلبة واشار الي الورقة التي نسيتها : دي يابني شوية اسأله كنت كتبتها قبل ما اتعب عايزك تجاوب عليها علشان اطمئن عليك
قلت له : تاج يعني ؟
قال وقد شعر بان الصدمة اثرت علي عقلي : تاج ايه يابني بقولك شوية اسأله
قلت في نفسي تاج الشيخ طلبة دي حاجه عال قوي
قال هتلاقي الاسئلة مابينك وبين نفسك وما بينك وما بين الله وما بينك وما بين المجتمع والناس
ثم نظر لساعته وقبل ان يقول قلت انا : اعرف وقتي خلص
ابتسم وقال لي انتظرك

خرجت من عنده وامسكت بالتاج وكان به عدة اسئلة غير مرتبة وبدأت اقرأ

كل كائن حي جاء لهذا العالم يعرف هدفه الذي جاء من اجله فما هدفك؟


ما هي رسالتك في الحياة؟


هل لك خطة مكتوبة تقرأها قبل ان تنام كل ليلة؟


اخر مرة كنت فيها قربيا من الله وتتمني لو تعود هذا اللحظة؟


من وجهة نظرك ايه اساس المشاكل التي نعيشها الان في مصر؟


اخر مرة حاسبت نفسك؟


هل حددت ما تريد ان تكونه بعد عشر سنين من الان؟


لو جاءك الموت في اي لحظة هل تركت للناس شيئا مفيدا يذكرونك به؟

كم واحد ساعدته واخذت بيده لينجح في حياته مع نفسه وينجح في علاقته مع الله ؟


هل انت مستعد للتضحية من اجل ما تؤمن ؟


كان هذا اخر سؤال واصعب سؤال
انا سوف اجيب عن هذه الاسئلة
وارجو من كل واحد منا ان يجيبها فيبدو انها وصية الشيخ طلبة حتي وان لم يمت بعد

Saturday, May 24, 2008

انا عايز اتجوز يا شيخ طلبة


كنت مشغول جدا
واول ما فضيت رحت للشيخ طلبة علي طول
كان كما هو لم يتغير لم تعد تزداد عليه معالم الشيخوخة حيث انه وصل للمنتهي وصل لمرحلة التشبع
ولكن هذا البريق الجميل المطمئن الحيوي من عينيه يجعلني اشعر انني امام شابا يملك الحياة بكلتا يديه
قال لي بعد السلام : اتأخرت ليه يا ولد
قلت ببعض من البكش الذي تعلمته : وانا اقدر برضه يا شيخ طلبة انا كنت بهضم المحاضرة اللي فاتت وثانيا انا مش عايز اتقل عليك وان كان حبيبك عسل
قال بسخرية وقد فهمني : والله ؟ طيب قوم امشي بقي روح كمل هضم
قلت وانا اظهر الانزعاج : امشي ودي تيجي برضه يا شيخ طلبة دانا بعد الساعات علشان اجلس بين يديكم ، دا غير اني عايز اكلمك في موضوع مهم رهيب خطير شديد
قال وقد ظهر علي وجهه الاهتمام : مهم رهيب خطير شديد قول يابني
قلت بكل جرأة : انا عايز اتجوز يا شيخ طلبة
اعتدل وقال في حزم : اتحشم يا ولد
قلت ببجاحة لم اعهدها من نفسي :اتحشم ايه يا شيخ طلبة انا عايز اتجوز ، انا تعبت يا شيخ طلبة، عايز استقر في حياتي ، عايز ابدأها ، عايز اعف نفسي ،الدنيا بقت صعبة قوي يا شيخ طلبة انت مش بتخرج في الشارع ولا بتشوف قنوات فضائية ، انا عايز اتجوز يا شيخ طلبة انا هتجوز علي روحي
كان يود لو اعطاني محاضرة عن قلة ادب وجراة هذا الجيل التعيس من الشباب ولكنه شعر بالمشكله وقال وكأنه يلقي محاضرة : ايوة يابني معاك حق ، الذرة لن تتعادل كهربيا الا لما الالكترون السالب يتعادل مع البرتون الموجب ، وذكر الانكلستوما لن يؤدي وظيفة جيدا دون وجود انكلستومايه وذكر .....و
قاطعته : ذرة ايه وانكلتوما ايه يا شيخ طلبة بقلك عايز اتجوز زي الناس مش زي عالم الحشرات ده
قال في استياء : اولا اسمها انكلستوما ثانيا دي مش عالم الحشرات دي طفيليات ، علي العموم انا عايز اقولك اني مقدر موقفك
قلت : طيب والعمل يا شيخ طلبة؟
قال : بسيطة اتجوز
قلت : يا سلام بجد؟ طيب ما انا عارف اني عايز اتجوز
قال :امال ايه المشكلة؟
قلت : المشكلة ؟ مش عارف ايه المشكلة يا شيخ طلبة ؟ اقولك المشكلة، المشكلة اني معنديش شقة ، الشقق غالية جداولكل ما احوش علشان اجيب شقة معدل زيادة الاسعار اعلي كتير مما احوشه
ومصاريف الجواز
والدهب
والخشب انا اعرف واحد كانت جوازته هتتفركش علشان خشب المطبخ اه والله
والتنجيد
ومع ان الدنيا غالية الا انها بتغلي كل شوية قولي يا شيخ طلبة اعمل ايه لما بشوف واحد زي احمد عز ربنا ياخده يتحكم في مصير شباب مصر كلها وهو بيرفع سعر الحديد وهو عادي مش فارقة معاه المهم نفسه ضغط الناس بيعلي مع زيادة سعر الحديد
قولي يا شيخ طلبة لما اللي مسكنا مش بيقدروا غير علينا
بيسيبوا الحرامية والنصابين يهربوا بره البلد
وهما ذات نفسهم بينهبوا في البلد عيني عينك ويفرطوا في مقادير البلد دي
عايز اعرف دخل قناة السويس بيروح فين
عايز اعرف كل ثروات البلد بتروح فين
عايز اعرف ليه بيبعوا الغاز لاسرائيل برخص التراب
ليه يا شيخ طلبة ليه ؟

صعبت عليا نفسي وخانتي الدموع فبكيت فقربني الشيخ طلبة منه وربت علي كتفي في حنان وقال : اهدي يابني خير ان شاء الله انا هجيبلك كباية منقوع دوم مظبوطة تعدل مزاجك
كنت اود ان اعترض او ان اقول لا ولكن ذكر الدوم جعلتني ابكي اكثر
شربت المنقوع الكرية وقلت : انت ايه رايك يا شيخ طلبة وعلي فكرة دي مش مشكلتي دي مشكلة كل الشباب
قال : بص يابني خلينا نفكر بشكل عملي شوية الموضوع ده ليه شقين واحد يخصك انت والشق التاني يخص المجموع والشباب كلها
بالنسبة ليك اقول استعن بالله ولا تعجز
ومفيش حاجه بعيدة علي ربنا
وكل شيء بقدر
والزواج ده رزق ومكتوب
اخلص النية لله وادعوه بكل يقين ان ييسر لك زواجا عاجلا يرضه
وصلي لله وتقرب منه اكثر
واسعي في الموضوع في حديث رائع يقول الرسول صلي الله عليه وسلم : ثلاث كان حقا علي الله ان يعينهم منهم الناكح يريد العفاف
والحديث ده في ناس كتير جربته وفي قصص عجيبة لا تصدق في هذا الموضوع واسأل هتلاقي الناس دي مش عارف ازاي جابت شقة وازاي جابت مصاريف الفرح وتصر علي انها معجزة

قلت : والشق التاني ؟
قال : دي مسئلة قومية ، دي مشكلة بلد
مشكلة ضمائر فاسدة وعقول خربة
وبرضه مشكلة عادات وتقاليد خاطئة
الناس في مصر بتدور علي الشكليات بشكل فظيع
احنا عندنا مشاكل كتيره يابني

قلت : نعمل ثورة يا شيخ طلبة علي الظلم ده
قال : طيب ثورة يوليو عملت ايه ؟ مصر بقت اسوأ من ايام الملك فاروق
يابني احنا محتاجين تغيير حقيقي
محتاجين قبل حتي ما نغير الحكومة والريس نتغير احنا الاول
نتغير كاب او ام و يطبقوا معني الحديث من جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه
نحتاج شباب يبحث عن ذات الدين
نحتاج لمؤساسات صالحة تيسر الزواج
محتاجين ناس قلبها علي البلد دي

قلت : معاك حق يا شيخ طلبة المفروض الكلام ده يكون رسالة كل واحد صادق في حب البلد دي
كل كاتب
كل مدون
كل مصلح
مهما اختلفوا في افكارهم لكن لازم يتفقوا

وحدث ما كنت اخشاه ونظر الشيخ الي ساعته وقال : وقتك خلص
قلت : لسه يا شيخ طلبة وريني ساعتك كده كان ساعة قديمة دائرية لها باب ومربوطه بسلسلة فضية طولية
قلت : ياه يا شيخ طلبة الساعه دي مش ظبوطه
ضربني بمنشة صغيرة في يده وقال ضاحكا : امشي يا بكاش
انا والله بفرح لما بتيجي

قمت وودعته وانا افكر هل سأتزوج يوما ما ؟

Thursday, May 15, 2008

علي الطبلية مع الشيخ طلبة

في هذه المرة ذهبت للشيخ طلبة ولدي شيء مختلف
ليس في مظهري او ملابسي ولكن في طريقة تفكيري
هذه المرة يوجد امل
ليس الكثير منه ولكن يوجد علي الاقل امل
لم يكن يوجد قبل ذلك
في المرة السابقة كان الطلاق هو الحل الوحيد
اما الان فقد صار هناك مجالا للصلح
طرقت باب الشيخ طلبة وانتظرت قليلا ..فتحت لي طفلة صغيرة تبدو حفيدة الشيخ طلبة قالت لي بصوت خجول : جدي ينتظرك ثم فرت هاربة
سمعت صوته الواهن القادم من بئر سحيق ينادي علي ان ادخل في سرعة
دخلت علي الشيخ طلبة فلم اجده كما توقعت علي اريكته الخشبية العتيقة ،كان هناك علي الارض وامامه طبلية صغيرة مستديرة
لم انظر للطعام ادبا والقيت السلام
فرد السلام ودعاني للطعام ولم اعترض
كان علي الطبلية كل ما تشتهية النفس
بيض يسبح في سائل اصفر –تبدو زبدة بلدي –في صحن من الصاج وقطعتان من الجبنة البيضاء ثم كان هناك طبق عميق من المش الاصفر تناثرت فيه اشلاء من قرون الفلفل واشلاء اخري لا اعرفها
كان الطعام مغريا بحق
كان الشيخ يرتدي جلبابا ابيض وقلنسوة من الصوف ،كان ذلك عجيبا فنحن في الصيف
كانت تشبة طاقية عباس العقاد فقلت في نفسي عسي ان تكون فيها البركه.
قلت له وانا اكسر الخبز الناشف الذي يصل طولة ذراع تقريبا : مش همشي من عندك انهارده الا لما تقولي كل حاجه
قال الشيخ طلبة حفظه الله : كويس والله انك غيرت طريقة تفكيرك ،الواحد لما بيفكر بشكل سلبي كل الملفات السلبية اللي في حياته تنفتح امام عينيه حتي تسود الدنيا
قلت وانا اقرمش العيش الناشف في معركة حقيقية :ايه ده يا شيخ طلبة انت تعرف التنمية البشرية؟
قال : يابني التمنية البشرية مش اختراع ، دي خلاصة تجارب مصاغة الواحد بس تنقصة الصياغة

طبعا انا كنت سعيد للغاية ،ولما لا ؟ الشيخ طلبة هيحبس بالشاي ولن يشرب هذا المنقوع الكريه ولكن تهاوت كل امالي فقد دخلت تلك الطفلة البريئة تحمل تلك الصنية الصدئة وعليها يتطوح الدوم
حاولت ان ابتهج وقلت : كنت اريد ان اعرف كيف نحل مشكلة المواصلات ، تصدق ان الدائري بقي زحمة جدا وبقت كل الايام زي اول الاسبوع وبقت كل الساعات زي قبل الفطار في رمضان .
قال : يابني في حل سهل قوي ومش هيكلف حاجه
قلت وقد شدني الفضول: ايه يا شيخ طلبة؟
قال : نستخدم نظرية التشتت
قلت في بلاهه : يعني ازاي
قال: في وزارة الكهربا لما بيقدروا الاحمال الكهربائية المراد تغذيتها لمنطقة معينة لا يفترضوا ان كل الاحمل تعمل كلها جميعا و طول الوقت فتكون القدرة المتوقعه اقل كثيرا من المجموع الجبري للاحمال
قلت ولم افهم شيء: كمل يا شيخ طلبة
قال : في حالتنا هنعكس الموضوع احنا عندنا سعة مرورية محدوده وعربيات كتير يبقي الصح اننا نزيد من التشتت
قلت في حماس : يعني نعمل ايه يا شيخ طلبة
قال :كانت العطلة الرسمية متفرقة فكان اول الاسبوع يتوزع علي الاسبوع لكن ان تجعلها عطلة واحده فيجعل ذلك بداية الاسبوع واحده لكل الشركات والمصالح والمدارس والجامعات في بلد ليست فيها شوارع موازية ولا شوارع تستوعب هذا العدد الضخم فهذا جنون
قلت : سمعت ان من الناس الداعين لهذا التوحيد السخيف واحد كان يقول اجازتي كانت الخميس وزوجتي اجازتها كانت السبت فلم نكن نستطيع ان نقضي عطلة الاسبوع سويا
قال : المشكله انك لا تعلم المنطق الذي تسير به الامور في بلدك ، المهم بعد ذلك نستخدم نظرية التشتت في ساعات اليوم نفسه بمعني ان لا تكون المواعيد الرسمة واحده يجب ان تتوزع بشكل ما حتي لا يخرج الناس في نفس الوقت ولا يعودوا في نفس الوقت
قلت : والله فكره جميلة وبسيطه خالص محتاجه واحد بيفكر شوية وقلبه علي الناس
قال: في حل بسيط اخر.. في كل شركة يوجد علي الاقل عشرة في المية من الموظفين لديهم سيارت بسهوله نستطيع رسم مسارات لهذه السيارات ونطبق حديث رسول الله ان من كان له فضل ظهر يجود علي من لاظهر له فيأخذ معه كل من كان في طريقة ويساهموا مع صاحب السيارة في ثمن الوقود طبعا هذا بالتراضي والحب وليس الاجبار
قلت : نعم يا شيخ طلبة ولازم يكون في نظام مروي مرن يجد حلولا دائمه لكل المشاكل التي تقابله وياخد قرارت فورية لعلاج الازمات لا يتنظر حتي تتفاقم المشكلة وتتعقد
قال : نعم ويوجد حل اخر اذا زادت الازمة ولكني متردد في الافصاح عنه
قلت : انت متردد لماذا يا شيخ طلبة؟
قال : خايف من نسوان المجتمع المدني
لم اتمالك نفسي من الضحك الشيخ طلبة يخشي من سيدات المجتمع المدني
قلت : ليه يا شيخ طلبة
قال : اذا زادت الازمة فانا انصح كل امراة تحب هذه البلد وتخاف عليها ان تقدم علي طلب اجازة مفتوحة حتي تنتهي الازمة ويتم نقل المصالح الحكومية للمدن الجديدة وانشاء طرق جديده وكباري وانفاق وطرق موزاية وخطط حقيقة لحل الازمة
طبعا انا استثني من هذه الاجازة الطالبة والطبيبة والممرضة والمدرسة والتي تعول اسرتها او تساعد بشكل كبير في معاشها مع زوجها
انا اقصد تلك التي تخرج من بيتها كي تحقق ذاتها دون النظر لحال البلد
قلت : ياه يا شيخ طلبة لو الواحد تخيل المواصلات من خير ستات انا مرة واحده تخينة وقعت عليا النضارة دخلت في عيني وخرمت ماخيري وفي الاخر تقول وجعتك قوي؟
هما بيقولوا انه في مساواة وحنا زي بعض طيب ليه هما يركبوا الاول ويقعدوا واحنا نقف ويتوسع ليهم الطريق ويتعاملوا بشياكة واحنا نتبهدل
قال : يابني انت بتفتح علي نفسك النار دي نصيحتي لك لن تستطيع ان تنتصر علي المراة ليس لان لها منطق اقوي منك ولكن لان لها لسان تستغله جيدا فخلي بالك
قلت : لذلك انت تخاف من سيدات المجتمع المدني
قال ضاحكا : نعم انت مش بتشوف لو كان في حوار بين واحده منهم وراجل بيقول رايه بيكون صعبان عليا
قلت : طيب يا شيخ طلبة كنت عايز اعرف..............قاطعني وهو ينظر لساعته : انت ايه اللي مقعدك لحد دلوقتي يلا يابني وقتك خلص من زمان
قلت : كمان شوية يا شيخ طلبة انا مش بحس بالوقت معاك
قال في حزم : ليست مشكلتي انك لا تحس
ولكن ابتسم في حنان وقال : يلا اذهب الان ولا تتاخر علي ،انا في انتظارك.

Saturday, May 10, 2008

عندما تكلم الشيخ طلبة

كنت لما بتعب اروح له علي طول ..كان دايما بيريحني .. يمكن كنت عايز يكون لي جد عايش اتعلم منه الخبرة واعرف منه معني الحياة لكن ربنا عوضني بالشيخ طلبة
هو صحيح عجوز جدا
هو صحيح تعبان ويمكن يموت قريب
لكن الراجل دماغه جامده جدا
كنت بروح له اول ما دخلت لما كبرت وبقيت مراهق
ولما رحت الجامعه برضه
ورحت له علشان الدي اف
كان عنده ولا تزال حكمة وفكر و عقلية وبعد نظر و
وكان لازم اروح له في الازمة اللي بلدنا بتعاني منها دي
كنت مخنوق ومضايق وتعبان
ورحت للشيخ طلبة الرجل العجوز الذي جلس دائما واللي ان يموت فوق اريكته الخشبة العتيقة ويشرب دائما والي ان يموت منقوع الدوم الضريبة التي ادفعها كلما ذهبت اليه
و
السلام عيكم
وعليكم السلام
ازيك يا شيخ طلبه
ازيك يا ابني أخبارك ايه
زفت يا شيخ طلبه الحياة بقت صعبه
اهدي يابني بس وقولي في ايه
اقولك ايه ولا ايه يا شيخ طلبه انت مش شايف اللي بيحصل في البلد احنا بندبهدل يا شيخ طلبه انا جوايا نار
طيب بس هدي اعصابك كده علشان نعرف نتكلم
قلت :انا حاسس اني عايز اعيط بجد انا صعبان عليا حال الناس والشباب انت مش بتشوف الناس بتتبهدل ازاي في المواصلات وازاي بتتبهدل علشان لقمة العيش وبعد كل ده كل حاجه تغلي بيعملوا ده بدم بارد مش هاممهم مش فارقه معاهم الناس اللي كانت بتنام جعانه دلوقتي اليوم كله هيجوعوا
انا رحت مرة اشتري لحمه لقيت واحده رايحه تشتري ربع كيلو تخيل يا شيخ طلبه صعبت عليا بس اللي خلاني احسن انها كويسه ان في واحده راحت تتحيل علي الراجل الجزار انه يديها ماسورة بخمسين قرش تعمل عليها شربة
قال الشيخ طلبه وهو يربط علي كتفي : معليش يابني هتتحل باذن الله بس روق كده تشرب حاجه
نظرت له في رعب وقلت : ارجوك لا شكرا
قال فيما معناه ودي تيجي برضه ونادي بصوته الواهن ان يحضروا لي هذا المشروب الشنيع منقوع الدوم ويجب ان اشربه
قلت له وانا صوتي محنوق بالبكاء : هما بيعملوا كده ليه ، هما مش حاسين بالناس ، دي كل حاجه غليت ، تعرف يا شيخ طلبه زمان الواحد لما كان مش بيلاقي اكل بيقول هعمل شوية مكرونه تعالي شوف دلوقتي تتكلف كام ،المكرونه باربعه جنية ونص والطماطم مش عارف بكام والزيت بكام
قال الشيخ طلبه بصوت هاديء مطمئن : ده غباء منهم يا ابني بس ده في مصلحة البلد
اندفعت قائلا : في مصلحة البلد؟؟ ازاي في مصلحة البلد
قال : لو انت عندك فرخة بتبيض لك بيضة دهب كل يوم هتعمل معاها ايه علشان تفضل تديك
قلت له : اخلي بالي منها ومعملش زي العبيط اللي دبحها علشان يعرف مصدر الدهب فين
قال : عليك نور هما بقي اغبيه، دلوقتي هما بيخنقوا علي الناس ويخنقوا عليهم كده بيعجلوا في نهايتهم
قلت : ازاي يا شيخ طلبه وهما عمالين ينهبوا في البلد
قال : اصبر عليا هقولك ، لو هما فعلا عايزين يستفيدوا من البلد دي بجد علي المدي البعيد مش بيبصوا تحت رجليهم كانوا يهدوا اللعب وكده كانوا هيلعبوها صح لكن هما اغبية وكل واحد بيقول يلا نفسي ومش مهم بكره هيكون في ايه
يابني انا شايف اللي بيحصل كده كويس وكويس جدا كمان
في هذه اللحظة دخل المنقوع الفظيع يتطوح علي صينية معدنية تغير لونها بفعل الزمن
وقال لي الشيخ : اشرب يا بني
اخذت رشفة صغيره لا تكاد تتجازو اربع ميلي مترات وقلت : ازاي اللي بيحصل ده عجبك
قال : يابني كده الشعب بيفوق
شعبنا مريض تم تسيسه من زمان من ايام محمد علي ، عمل علي اخضاع هذا الشعب وترويضه وجم عياله من بعده سلاله الملوك ولما حصلت الثورة المباركه كان المفروض يحترموا الناس ويعوضوهم سنين العذاب والحرمان ويدوهم حريتهم ويخلهوم يحكموا نفسهم بنفسهم لاول مرة من زمان ،لا الشاطرين استغلوا الموضوع وركبوا علي كتاف الشعب والناس لو كان قانون القلم السياسي علي ايام الملك بيخليهم يخافوا شويه دلوقتي قانون الطوارئ علمهم الادب بجد
قلت : معاك حق يا شيخ طلبه ، جمال عبد الناس اتبع مثل جوع كلبك يتبعك ، علشان كده اهلينا خايفين جدا علينا ودايما يقولونا امشي جنب الحيط يابني علشان تاكل عيش
قال : عليك نور، المريض ده لازم يفوق ولازم يعرف نفسه ويصحي بقي تعرف انا عاجبني الحركه بتاعة الفيسفوك
قلت : قصدك الفيس بوك يا شيخ طلبه
قال : ايوه ايوه ، يمكن ناقصها شوية خبره هتيجي مع الزمن بس ده بيثبت ان اهليكم فشلوا في انهم يورثوكم جينات الخوف والذل والانكسار والحمد لله دي مبشرات كبيره
قلت : ايوه يا شيخ طلبه فعلا وكمان المدونات كانت فاتحة خير لكل الشباب
قال الشيخ طلبه وهي يتكئ علي جنبه علي اريكته الخشبية العتيقه: كل يابني كان بيراهن علي الشباب ، لكن الحمد لله يمكرون ويمكر الله طلع شباب زي العسل يمكن متهور شويه ويمكن كمان مندفع لكن واحده واحده هيتعلم من اخطاؤه تعرف فشل اضراب 4 مايو ده كان درس كويس جدا علان يتعرفوا علي الواقع ويحددوا نسبة الخطأ علشان لما ياخدوا قرار بعد كده يكون اقرب للواقع
قلت : صح يا شيخ طلبه بس في حاجه في بعض المدونين هما كويسن وكل حاجه وبيبذلوا مجهود جامد بس بيستخدموا الفاظ مش كويسه لدرجه ان في منهم كاتب علي مدونته انها ترحب بالبذاءات هل ده صح
قال الشيخ طلبه: بص يابني زي ما في كده في كده لكن احب اطمنك انه لايصح الا الصحيح واما الذب فيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض
صعب جدا وضد سنن الحياة ان الفوضي او الابتذال او البذاءه وقله الاحترام وانعدام الاخلاق تصنع حضارة او تقدم حقيقي
فاما ان يكتشفوا انهم علي خطأ فيعودوا الي الصواب او يظلوا كذلك فيذهبوا جفاءا حيث انهم لن ينفعوا الناس لان الناس لن تقبل ان يقودها من لا يحترمهم ويحترم عادتهم واخلاقهم وصدقني حتي ولو نجحوا فسكون نجاح مؤقت فارغ غير مستقر لانه يصطدم مع الطبيعة حيث لا يصح الا الصحيح
قلت له : طيب نرجع للشعب المريض ازاي انت شايف ان اللي بيحصل كده في صالحه ومفيد ليه وايه اللي المفروض الناس تعمله وهل لو جه حد تاني هيحل المشاكل المتلته دي لمجرد انه راجل كويس ........
قال لي مقاطعا : ايه يابني بالراحه عليا ، خليها المرة الجاية انا تعبان الان
قلت :طيب انت كنت قلت لي انك عندك حل لموضوع المواصلات والزحمة الرهيبة دي اللي بقت وردية تانيه
قال : ايوه ايوه مش حل واحد دي حلول بس يلا مع السلامه دلوقتي ومنتظرك

Saturday, May 3, 2008

البداية


"يبدو أنني بصدد الكتابة عن شعبي الذي أتمني له كل خير"

لا يختلف أحد –في ما عدا الأفاكون والمنافقون – في أن الظلم بكل صوره القاتمة قد ترك انطباعات غائرة في حياة الناس ، ولا ينكر أحد أن الفساد بكل أنواعه قد سرى في اوصال هذا البلد الطيب ، ولا شك بأن فطرة الناس قد تأثرت بكل ذلك فصار من السهل علي من يأتي ليقود هذا البلد أن يجدها مطية غير متعبه ولن تاخذ منه مجهودا كي يخضعها لما يريد

ولكن لنا هنا وقفة

نحن نريد الاصلاح ، نريد أن ننهض بهذا البلد ونرفعه من اوحال الفقر والمرض والجوع والجهل فكييف السبيل

فأمام قلمي الان طريقان
اما ان اهاجم تلك الطغمة الفاسدة التي تعبث بمقادير هذا الشعب وتجثم علي أنفاسة وافضحها واكشف زيفها للناس وابطل سحرها القذر
ولكن ما يهم كل هذا اذا كان الشعب كما هو لم يتغير ، لقد صار تربة صالحة لاي زعيم أن يجعل من نفسه فرعونا أخر وان لم يريد ذلك
لقد لعن الناس جمال عبد الناصر –الملهم الاول كما يقول أحد الكتاب – لعنا لو تراكم فوق بعضه لصعد به الي القمر ثم هوى به في قعر الجحيم
ولكن ما جدوي مما فعلوه ؟ هل منع ذلك الملهم الثاني او الملهم الثالث من ان يفعل مثل ما فعل ملهمهم الاول

المهركة الحقيقة هي في نفوس الناس وليست في الحاجم الذي مأله الموت لا محالة ، لو استثمر الاولون وقتهم ومجهودهم الذين انفقوه بسخاء علي الظالم الاول لو كانوا استثمروه في نفوس وعقول الشعب ما كان الشعب ليقبل بظالم ثاني او ثالث ولصار كالغصة المرة ليست من السهل ان تستساغ

او ان يسلك قلمي ذلك الطريق ، ان يسلك تلك الدروب في عقول الناس وحنايا نفوسهم ، ينقيها ،يرتبها ، ويضيئها

وليس معني هذا أن نقلل من شأن اولئك الشجعان ذوي الاقلام البتارة الذين يقولون كلمة الحق عن سلطان جائر وهم يقومون بدورهم ولكن الاختلاف في ان توجه كل تلك الطاقات في ذلك الاتجاه فقط
فنحن بذلك نعالج اعراضا وصورا تعتمد اساسا علي طبيعه الناس التي تساعدهم دائما بالظهور والنجدد

اذن فهذا هو الطريق الان
وهو طريق صعب وشاق يأخد وقتا واجيالا حتي نصل وننتصر

لقد احتاج بنو اسرائيل اربعين سنة يتيهون في الارض حتي يخرج جيلا جديدا ليست به اثار العبوديه والانخضاع والتبعية التي تربي عليها الاباء والاجداد في مصر

ونحن نتحتاج لوقت ومجهود كي ننتصر

انتصارا حقيقيا وليس كانتصار ثورة يوليو التي أخذتنا من الرق الي العبودية
نحن نحتاج شعبا كريما يرفض الذل والمهانه

يعرف حقوقه ويدافع عنها ويربي اولاده علي ذلك

ولن نيأس ولن نحبط ولن نمل

فهذه هي معركتنا الابدية والتي من شأن أجيالا أن تعدها قضية حياتها وياله من شرف عظيم

يقول الله تعالي "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم " ونحن نحتاج ذلك التغيير الحقيقي لنحقق ما نريد