Thursday, August 23, 2007

خداع أم وهم

رأها من بعيد تجري..إلتمع حسنها في عينيه.. نظر للتي بين يديه فلم يعجبه حسنها فألفاها من بين يديه وبدأ يركض ورائها , وكانت تتبدي له في حسنها وتزداد, وكان قلبه وعقله يسبقانه طيرا
كان عقله ينبئه عن حسنها ,عن جمالها , عن السعادة التي سيجنيها
وكان عقله يضخ مشاعره بغرازة ويلقي بأشوافة من حوله تذلل كل الاشواق التي في طريقه
وبعدما أنهكه الجري وقف يلتقط انفاسه
فرأها تظهر من حسنها ما جعله ينسي كل الامه فاستكمل الجري ولكن بسرعة اكبر
ولكنه بدأ يسأل نفسه هل هي لا تتعب أبدا؟!!!!! هل هي حقيقية؟؟؟؟؟ و
سؤال غريب بالطبع ، هي حقيقية
قلبه وعقله يقولان ذلك
وهما صادقان ولاشك
وضاعف من سرعته وصارت علي بعد خطوات منه
ألقي بنفسه أرضا مادا يديه ليطبق عليها
ولكنه صعق عندما وجد يديه تطبق علي الهواء
خواء
فراغ
إرتج كيانه
أو أن الارض تزلزلت من تحت قدميه
لم يري الدنيا بهذا الضيق
لم يتصور أن السماء ستكون كشيء ثقيل يجثم علي كيانه
وطاف بخاطره تلك التي كانت معه
بدأ يهرول يرجع لكانه الاول
وعندما عاد
لم يجدها
لقد ذهبت
قد إنتهت انتهي
هل كان يجري وراء السراب؟!!
لم يكن سرابا حين رأه
هل كانت عيناه تخدعه؟!!
ولما تخدعه ؟
هل هي التي خدعته أم هو الذي توهم ما رأه؟
لا يدري
قد خسر كل شيء
وقته
جهده
وما كان معه
هل يبكي؟
ألا تكفي خسائره ينفق ما بقي منه بكاءا أو ندما؟
هل يصير المرء عدو نفسه
عقله وقلبه
لا يدري

Wednesday, August 15, 2007

هندية

هندية هي جدتي.. التي رحلت عني منذ سبع سنوات
نعم منذ سبع سنوات مضت ماتت جدتي
والان انا استفيق .. الان بدأت ادرك انها قد ماتت
عندما اخذت اجازة الصف الثاني الاعدادي ارسلتني امي لاعيش مع جدتي كي اساعدها والبي لها كل ما تريد
وكم كانت سعادتها وكم كانت سعادتي وانا انتقل الي هذا العالم الاخر بكل اشخاصه واماكنه وبشخصية جدتي
ذهبت اليها وقضيت معها كل الاجازات حتي تركتني في اجازة الصف الثاني الثانوي
كانت جدتي حنونه وعطوفه للغاية رغم انها كانت امرأة قويه تحملت الكثير في حياتها حتي حققت كل ما تريد
عائلة جدتي يتميزون بصفتين الذكاء الشديد والبشرة البيضاء المشربة بحمرة فتجعلهم اقرب ما يكونوا للانجليز
وكانت جدتي جميلة جدا وعيناها زرقاء صافية وقالت لي ذات مرة ان الانجليز-حين كان الانجليز في مصر-كانوا يعاكسونا وهي صغيرة
وكان هذا يكفي بالنسبة لي ان القي الانجليز جميعهم في البحر ولكن يبدو انهم قد شعروا بخطئهم فأخذوها من قصيرها وتركوا البلد
وكانت جدتي غاية في الذكاء بجميع انواعه
كانت احيانا تطلب من احسب حسبه معينه وطبعا لاتوجد الة حاسبة فأضطر احسب بالشكل التقليدي لاجدها جاءت بالناتج قبل ان اقول يتبقي معانا كام من عملية الضرب الاولي
وكانت لديها ذكاءا اجتماعيا خارقا علمتني كيف اتعامل مع الناس وكيف ان لكل اسلوبه واشياء كثيرة
وكانت محبوية من الجميع لم اجد احد لا يحب جدتي
ولكن من السهل ان تجد انسان ذكي ولكن صدقني من الصعب ان تجد انسان زكي وطيب في نفس الوقت وهكذا كانت جدتي لا تستخدم ذكائها الا في كل خير
وكانت جدتي كريمة للغاية وليس ادل علي ذلك من انه بعد وفاتها وجدوا في اغراضها الخاصة للغاية وصلات تبرع لجمعية خيرية لم يعلم عنها احد طوال سنين عديدة الا الشخص الذي يأتي ليأخد منها التبرعات
وذات يوم وانا عندها ماتت جارة لنا وكانوا علي عادة اهل البلد يأتي كل الجيران بما عندهم من الفرش والكنب لاستقبال الناس
واعطتني جدتي بعض من فرشها العزيز عليها وقالت لي ان احفظة جيدا كي لا يختلط مع غيره
ولكن للاسف رجعت بغيرهم فما كان من جدتي الا ان قالت لي اذهب بهم الي الجامع ولم تعنفي او تعاقبني ولكن لامتني بشكل لطيف كي انتبة جيدا لما يقال لي
كانت جدتي تصلي الفجر في وقته وكانت تيقظني وبكل الطرق والوسائلالتي تؤدي الي ذلك , وكانت جدتي في اواخر ايامها يجافيها النوم فلا يأتيها بسهوله فكانت تقيم الليل حتي يأتيها النوم
وكانت تطلب مني ان اسلفها قليلا من النوم حيث كنت فور ما اضع رأسي علي الوسادة الخضراء اذهب في نوم عميق
وكانت من احدي مهامي الصغيره انذاك ان اذهب الي البيت البحري الذي كتبت عنه قصة اسمها البيت البحري والغرقة المغلقة كنت اذهب الي البيت البحري كي اطعم الدجاج الغاضب دائما اضع له الماء والذرة وكنت عندما ارجع تكيل لي جدتي الدعوات لي ولابناء عمي ولابناء عماتي ولابناء خالي ولابناء خالاتي ولكل امة النبي علشان خاطري
فليرحمك الله يا جدتي
كانت جدي تعتبرني الراجل بتاعها فكنت لاافارقها ولا تسمح لي بذلك
وكان اكثر ما يظر في علاقتنا هو اختلاف الجيال, كان هذا يظهر جليا في ابسط الاشياء كان لها رأي وكان لي رأي وكنا نختلف ويتحيز كل منا الي رأيه هي تعتبرني احمق وانا اكاد اشد ي شعري كيف؟ لقد تربيت علي هذا المنطق فكيف يكسر هكذا
كنا نختلف بداية بكيفية تسوية الرنجة وحتي المسميات والالفاظ
ولكن تأتي امي اكرمها الله لتحسم الموضوع وتوضع هذا اللبس في الفهم وتستخدم الالفاظ التي تفهمها جدتي وافهمها انا فيتنهي الخلاف
وكنت ادمن قراءة القصص وكنت انكفئ علي القصة ساعات طوية لا اقول شيئ ولا افعل شيئ
ولم يكن هناك اكثر ما يغيظ جدتي الا ذلك
وكانت تهددني وتدواعدني وكانت كلما تنادي علي اقول لها حاضر بس اخلص الحتة دي
وحتي كانت اليوم الحاسم وقررت ان تحرق القصص علي النار
واستخدمت في هذا اليوم رصيدي كله من الاعتذرات والرجاءات والمسامحات والوعود البراقة حتي استطعت ان استخلصها من يدها ولكن ترجع ريما لعادتها القديمة
وكنا بعد العشاء نلعب بالكوتشينة وتذكر انني كنت اغلبها دائما فكانت تكيل لي الشتائم التي هي تنصب بالمقام الاول علي والدتي مثلا ان تقول ان والدتي بلا شعر او اني والدتي تعاني من دوخة بسيطه وقطعا لم تكن الشتائم بهذه الرقه ولكني احاول ان اقربها
ولكني لم اكن أعبا بذلك فهي تشتم بنتها وانا مالي
كانت تحبني وكنت احبها وكنت لا اتصور انه قد يأتي يوم ولن اذهب فيه لجدتي صباح كل عيد اعيد عليها وأأخذ الي فيه النصيب
بعد وفاتها استوي عندي ان اخرج او لا اخرج
كانت تدعو لي كثيرا جدا واذكر انه قبل امتحان الكمياء في الصف الثاني الثانوي اتصلت عليها وطلبت منها الدعاء والحمد لله لم انقص الا درجة واحده
وعندما جاءت اجازة الصف الثاني الثانوي وذهبت الي جدتي اصابها مرض شديد ولكنها قصت علي رؤية انها كانت تركب سفينة ونزلت علي جزيرة
وكنت حينها قد اشتريت كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين وكان تأويل السفينة في الحلم انها محنة سيمر بها صاحبها ولكنه سينجو منها
وقد كان
شفي الله جدتي وعادت تضفي البسمات والحياة علي الموجودات من حولها
وجاء شهر اغسطس مسرعا
جاء ومعه تاريخ وفاة جدتي
جاء ومعه الوقت الذي تتوقف فيه جدتي عن المضي قدما معنا في الحياة
كان ذلك يوم جمعة بعد ان سقطت جدتي في غيبوبة عميقة وكان ذلك بعد ان صلت الفجر وقالت الاذكار واورادها اليومية علي سبحتها السوداء التي هي 97 حباية فقط ولا ازال احتفظ بها
سقطت جدتي في الغيبوبة حتي صباح اليوم الثاني
وكان عندي امل انها ستقوم وسترجع
كان عقلي لا يستوعب معني الموت اطلاقا
ارسلوني اشتري لها شيء ما فأشتريت الحجم الكبير منه ليقيني ان جدتي لن تموت
وتجمع الناس من كل مكان
كل من احبتهم واحبوها
كل من اعطفت عليهم
كل من احنت عليها
كل من ساعدتهم
وكل من لا يعرفونها
وامـتلأ البيت الواسع عن اخره وامتلأ الشارع
وطلبوا من ان اذهب كي أاتي بمفتاح الجامع كي نخرج منه الفرش كي يجلس عليه الناس وذهب الي بيت خادم المسجد لتسألني زوجتة:هي ماتت؟
فرددت عليها بكل ما يعتمل في نفسي من حزن وغضب : انتي ليه بتقولي كده؟ جدتي هتعيش ان شاء الله
وتركتها ودموعي تريد ان تغادر مقلتي
وكان ممن تعرفت عليهم في هذا العالم عبد النبي صاحب المحل الوحيد في بيت جدتي وكنت ارتاح اليه واحبه كثيرا ذهبت اليه بعقلي الصغير الذي كان عليه ان يستوعب اشياء اكبر من حجمه
جلست معه وكان يواسيني ويشجعني ويطمئني وسألني ان كنت صليت العصر فأخبرته انني لم اصليه فقال لي اذهب وصلي وادعو لها
وبالفعل رجعت الي البيت كي اتوضأ وانا اتوضأ جأتني ابنة خالي لتقول لي وملامحها مذعورة جزعة يبدو انه حدث شيء وهذا الشيء كان بالتأكيد اللحظة التي تفارق فيها جدتي دنيانا
جريت نحوهم فوجدت التعبيرات علي الوجوه لا تقول شيء الا انه قد حانت اللظة التي كنا نخشاها جميعا
ولم احتمل اكثر من ذلك
وجدت نفسي اهرب
لم اتحمل الانتظار
وجدتني اجري لا ادري الي اين
صعدت السلالم في سرعه لا ادري كيف
ووجدت نفسي علي السطح وانا في حالة ذهول شديدة
لم يكن يفيقني ويرجعني الي الواقع الا اصوات النساء التي تأتي من بعيد وهو تصرخ وكانوا يخرسونها طبعا
كان عقلي يصر علي الهروب
وبالفعل هرب
وانمحت فجأة اشايء كثيرة من ذاكرتي
او انها قد اختفت
لم اصدق ان جدتي قد ماتت
ولكني كنت ابكي
وكلما احاول ان اتخيل النوقف واحاول ان استوعبه ابكي اكثر
تذكرت اني لم اصلي بعد
صليت علي ارضية السطح الصلبة
ولا اذكر كم قضيت من الوقت وانا علي هذه الحاله
وحيدا فوق السطح احاول ان استوعب ما يحدث
وبعد تلك الفترة تركت السطح ونزلت
ودخلت غرفة جدتي
وازاحت لي امي الغطاء من علي وجهها
كانت عروسه
كانت جميلة
وملامحها هادئه
كان نورا يشع منها
كنت اريد ان اقبلها
ولكني لم استطع
كنت ابكي
قالت لي امي لقد كانت تحبك
قلت لها وانا كمان
وتركت المكان مسرعا
كانت جنازتها مهيبة اعداد غفيرة من كل مكان جاءت تودع جدتي
ماتت جدتي ومعها مات عالمها كله وكأنه مات بموتها
كان مسرحا ومات البطل فأنفض كل شيء
لم اعد اذهب الي هناك الامرات نادرة
كنت كلما اذهب هناك
واري غرفتها او اري البيت البحري ومعالم العلم هناك كان يدق في رأسي وعقلي كي يعدني الي الواقع الذي هربت منه حينما جريت نحو السطح
وذات يوم وجدت الكوتشينة التي كنا نلبع بها سويا في يد الاطفال فغضبت غضبا شديدا وانتزعتها منهم
ولا زلت احتفظ بها حتي الان واشاء اخري تخص جدتي هندية عليها رحمة الله
وبعد سبع سنوات بدأت ادرك واستوعب واصدق ان جدتي قد ماتت
وبدأت استعيد الذكريات الجميلة التي قضيناها معا
وبدأت اتذكر ملامحها الجميلة
وعدت اتذكر وقع كلامها في اذني
بعد سبع سنوات
جدتي
فليرحمك الله

Tuesday, August 14, 2007

أي احمق فعل هذا؟


طلب مني مديري في العمل الذهاب لمنطقة وسط البلد كي ابحث عن جزء خاص بلوحة الكهرباء غير متوفر في مخازننا

وقلت له سوف استقل المترو وحاول ان يثنيني عن ذلك ولكن لا ادري لماذا اصررت علي ذلك

وقال لي كما تحب

ذهبت ومعي الجزءمن اللوحة التي يجب ان استبدلها بمثلها

وصلت للمترو لاجد من يقول لي : ماذا معك؟

لا ادري لماذا انتابني قليلا من التوتر وولكني وبكل بساطه فتحت له الحقيبة التي في يدي فسألني دون ان يفتحها ما هذه؟

قلت له في بلاهه غريبة لم اعهدها في نفسي: لوحة كهرباء

رد علي مبتسما : هل انت مهندس كهرباء؟

أومأت برأسي اي نعم

والغريبة انه صدقني بسرعه او كأنه يريد ذلك فمن ادراه انني مهندس كهرباء ومن ادراه ان الذي في حقيبتي لوحة كهرباء ولم يفتح حتي حقيبتي الثانية التي احملها علي كتفي

لم يكن لدي قوت للاندهاش فقد كان امامي مشوار طويل واهداف سامية فلم انتظر

اوصلني النترو سريعا الي محطه السادات والتي هي منطقة التحرير وهالني كمية البشرية التي تخرج وتدخل من فتحات المترو وتنطلق نحو السلالم في اندفاع ممتلئ حتي لكأني شعرت بأن نصف مصر يستقل المترو وينزل في محطة السادات

وسرح خيالي في هذا المجنون الذي يفكر بأن يفجر هذا المترو

كيف يحتمل ضميره ذنب كل هؤلاء الضحايا الابرياء

كيف سيعيش بعد تلك اللحظة في تلك الدنيا وهو يري الاطفال التي يتموا والنساء اللواتي رملت

كيف سينعم بالحياة وهو قد تسبب في مقتل الالاف بهذه الميته البشعه


لا ادري لماذا انتابتني ساعتها حيرة شديدة وبعض القلق وقليلا من الالم لهذا المصير


شعرت بعدها اني احتاج ان اتنفس هواء منعش

خرجت الي نحو كورنيش النيل اتسامر معه والقي باحمالي فيه كما هي عادتي عساني ارتاح واطمئن


لم تعد لدي الرغبة في اعود للعمل مرة اخري


وذهبت الي بيتي


وفي المساء كنت اشاهد قناة الجزيرة وكان فيها هذا الخبر الغريب: انفجار مكتوم قوي في قاع النيل ادي الي ارتفاع موجات من المياه نحو اربعين مترا وارتفاع درجة حرارة الماء الي درجة الغليان في المنطة المقابلة لموقف عبد المنعم رياض ويقدر الخبراء بأن هذا الانفجار قد يسبب تصدع في اعماق النهر ونفوق اعداد كبيرة من الاسماك

وهذا ولم يعرف بعد اية تفاصيل عن الحادث او مرتكبية



قلت في نفسي ساعتها: أي احمق فعل هذا؟


ولكني حمدت ربي ان سليم لم اصب بأذي وضميري مرتاح

Thursday, August 9, 2007

لأنني قلت كذلك



كنت اود ان اكتب عن موضوع معين يلح علي بشده وتخيلت عنوانه سيكون

الرجولة الجريحه

او مثلا

الانوثة والدنياصور اشياء قد تتشابه حقا

ولكن كان يحجمني دائما كيف اصيغ الامر بطريقة سليمة واتفادي اخطاء وقعت فيها من قبل بخلطي ما بين عمل المرأة والمساواة

المهم والموضوع يعتمل برأسي صادف ان قرأت كتاب رائع لكاتب امريكي اسمه جون روزموند صاحب اكثر الكتب رواجا في مجال تربية الاطفال والحياة الاسرية_كما هو مكتوب علي كتابه "لانني قلت كذلك" المهم الكتاب مثير والعنوان مثير وافكاره اكثر من رائعه وادعو كل من يعمل بالاشبال او مرحلة ما قبل المراهقة بالاطلاع عليه

ولكن استوقفني في كتابه هذا جزئين تناول خلالها رأيه في عمل المرأة والسعي وراء تحقيق ذاتها

المهم عجبني كلامه ولمس معايا وقلت انقل كلامه علشان لو حد عايز يتهمني بالرجعية والتخلف والتزمت والشعور بالنقص كرجل شرقي يروح ويتهم عمنا جون الرجل الامريكي الغربي

واترككم مع اراءه :




لقد نجح انصار حركة تحرير المرأة في اقناع اعداد كبيرة من النساء انه لايوجد اي تعارض بين السعي وراء تحقيق الذات في الحياة المهنية وبين تربية الاطفال



حينما كنت اقرأ عن احد اللقاءات التي اجريت مع مرأة عاملة متزوجة ولديها طفلان احدهما في الثالثة من عمره واخر لم يتعد السبعة اشهر استوقفتني احدي العبارات التي قالتها وهي:"عندما انجبت طفلي الاول اخذت اجازة وضع مدتها ثمانية اسابيع اما حينما انجبت طفلي الثاني فأخذت اجازة مدتها ستة اسابيع ,وقد كان بامكاني ان اخذ اجازة اطول,ولكن لم يكن هذا في صالح حياتي المهنية"
استمحيك عذرا ! هل ألقيت بطفليك في احدي دور الرعاية بأقصي سرعة ممكنة (بعد ستة اسابيع ) فقط لكي تحققي ذاتك في العمل؟ من هم الاطفال؟ هل هم مجرد هواية ؟ لقد تمت اسضافة هذه المرأة كقدوة تحتذي بها غيرها من السيدات مثال حي علي انه لا اختلاف تماما بين رعاية الطفل علي يد ابوية او علي يد اشخاص غرباء , فالمهم هو ان تسعي النساء لتحقيق احلامهن.
ان المرأة الخارقة التي اجري معها هذا اللقاء تمثل مجتمع اسدل غشاوة فوق عينيه , انها تجسد الخرافة القائلة بأن الطفل لا يتضرر مطلقا حينما يحاول والده الحصول علي الكعكة وتناولها ايضا , فلأن التضحية الذاتية قد اصبحت الي حد ما احد انواع التحقير من شأن الذات , فقد اصبحنا امة مكونة من اسر مفككة وذات اولويات معكوسة وكل فرد من افرادها في حالة دائمة من العجلة ومستنفذ الطاقة والجهد اما الاسر التي لا ينطبق عليها هذا الوصف – تلك التي تتمسك بالاعراف والتقاليد-فقد اصبح ينظر اليها بعين الريبة والشك






وفي موضوع اخر يتحفنا السيد جون ويقول:




علي عكس ما يدعيه المتخصصون, فقد كانت الاسر الامريكية تبلي حسنا حينما كان الزوج هو العائل الرئيسي للاسرة وكانت الزوجة ترعي الاطفال في المنزل
فيما مضي كان الزوج والزوجة يقتسمان بكل بساطة مسئولياتهما , ولكن للاسف فبمرور الوقت ادي هذا التقسيم الي ظهور طبقة مغلوبة علي امرها من النساء وبدأنا نخلط بين ما كانت المرأة تقوم به وما لم تكن تقوم به , وما كان باستطاعتها فعله وما لم يكن باستطاعتها فعله, وقد عمل هذا الخلط علي ضخ الادرينالين في رؤوس انصار حركة تحرير المرأة الجيدة ووفر لهم فرصة مثالية كي يقنعموا النساء الامريكيات بأنهن كن طبقة من الضحايا , ووفقا لادعاءات هذه الحركة فإن المرأة لن تصبح كاملة قد وبالتالي لن تحرر اذا ما ظلت تعتبر ان دورها الرئيسي في الحياة هو ان تكون ربة منزل وهكذا, بدأت النظرة الحضارية المتدنية للمرأة التي تهب نفسها لزوجها واولادها , وبمجرد ان تغلغلت تلك الافكار الهدامة للاسر في عقول النساء وبدأن علي اثرها في الحاق اطفالهن بدور الرعاية ودخلن في سوق العمل بدأ حال الاسرة الامريكية في الانحدار والتدهور , دعنا نصوغ الامر بطرية اخر: منذ ثلاثين عاما وحال الاسرة الامريكية اخذ في التغيير وهذا يعني انه منذ ثلاثة عقود والاسر الامريكية في حالة انهيار وتدهور حالها من الاضعف للاضعف , وكما نعرف جميعا فإن انهيار الاسرة من انهيار المجتمع
باختصار , لن تستطيع الولايات المتحدة الحفاظ علي قوتها الا اذا نجحت اسرها في الحفاظ علي صلابتها , واستعادة صحة الاسرة الامريكية لا دخل له بزيادة او خفض الضرائب او تفعيل او الغاء احد البرامج الحكومية انما يرتبط بشكل وثيق باعادة احياء وتأكيد القيم الاسرية التقليدية والتي كانت تمثل ذات يوم العمود الفقري لهذه البلدة منذ نشأتها